مما يميز المسلم عن غيره توحيده لله سبحانه و تعالى ، و كذلك ما يؤديه
من الاعمال الصالحه فقد شبه الرسول صلى الله عليه و سلم المسلم بالنخله في عطائه
الدائم و نفسه التي لا تثمر و لا تعطي اكلها الا في جماعه ، فالاعمال
الصالحه هي ثمرات المسلم التي يبتغي فيها الله و الدار الاخره ، و لا ريب
بان تلك الاعمال وزيادتها تقرب العبد الى ربه و تدنيه ، و قد ميز الله
اعمالا جعلها من احب الاعمال اليه و قد بينها الرسول صلى الله عليه و سلم
حين ساله الصحابي الجليل عن اي الاعمال هي احب الى الله ، فقال عليه الصلاه
و السلام : الصلاه على وقتها ، فساله ثم اي ، قال : بر الوالدين
، فساله ثم اي قال : الجهاد في سبيل الله .
فالصلاه هي اول ما يسال العبد عنه يوم القيامه فاذا حفظها حفظه الله و اذا
ضيعها ضيعه الله ، فهي نور المؤمن و ضياؤه ، و المسلم يحرص على ادائها
في وقتها بل و تراه اذا فاتته من غير قصد اصابه كرب عظيم .
و بر الوالدين من اجل الاعمال الى الله و احبها ، فقد قرنه الله سبحانه
و تعالى بتوحيده و عدم الاشراك به فقال جل و علا ( و قضى ربك
الا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احسانا ) ، فالمسلم البار بوالديه يعرف حقهما عليه
و لا يتوانى عن خدمتهما بكل ما اوتي من قوه ، فهما اللذان سهرا على
راحته صغيرا و قدما الغالي و النفيس له ، لذلك كان عقوق الوالدين من الكبائر
التي حذر الله من ارتكابها .