المقدمة
الحمد للة و حدة ، و الصلاة و السلام علي من لا نبى بعدة محمد و الة و صحبة .
اما بعد : فاداء لبعض ما اوجب الله من البلاغ و البيان ، و النصح و الارشاد ، و الدعوة الي الخير ، و التواصى بة ، و الدلالة علية ، و بذل الاسباب لدفع الشرور عن المسلمين ، و التحذير منها ، حتي تكون امة الاسلام كما اراد الله منها ، امة متماسكة ، مترابطة متراحمة ، تدين بالاسلام : اعتقادا ، و قولا ، و عملا , مستمسكة بالوحيين الشريفين : الكتاب و السنة ، لا تتقاسمها الاهواء ، و لا تنفذ اليها الافكار الهدامة ، و لا يبلغ منها الاعداء مبلغهم كما قال الله تعالي : { و من يعتصم بالله فقد هدى الي صراط مستقيم } [ ال عمران/101 ] و قال -سبحانة – : { و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة هذا و صاكم بة لعلكم تتقون} [ الانعام/153] .
رايت لذا تحرير ذلك النصيحة : تذكيرا بفرائض الدين ، و لانقاذ المسلمين مما اخذ بعض المفتونين – الذين سقطوا فالفتنة – فالقاء بذورة بينهم فجانبين :
فى جانب الغلو و الافراط فالتكفير ؛ لاخراج المسلمين من الاسلام و الخروج عليهم . و فجانب الجفاء و التفريط فالارجاء ، للانحلال من ربقة الاسلام .
وكلاهما من سبب الفتنة و الفساد بايقاع التظالم بين العباد من و جة , و اماتة الدين من و جة احدث .
وبيان هذة النصيحة فسبعة فصول :
الفصل الاول: فالتحذير من الفتن
” اعاذنا الله منها ”
قد حذرنا الله و رسولة صلي الله علية و سلم من المفتونين و فتونهم ، قال الله تعالي { و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } ]الانفال/27[ .
وارشدنا النبى صلي الله علية و سلم الي الاستعاذة بالله من الفتن ، و شرها ، و سوئها ، و مضلاتها .
وكان من دعاء بعض السلف ( اللهم انا نعوذ بك ان نرجع علي اعقابنا او ان نفتن ) ”رواة البخاري” .
وبين النبى صلي الله علية و سلم ان بين يدى الساعة اياما ينزل بها الجهل ، و يرفع العلم .
والحديث العظيم ، حديث حذيفة – رضى الله عنة – فالتحذير من الفتن ، معلوم مشهور .
وقد بين الله – سبحانة – فكتابة ان الفتنة تحول دون ان يصبح الدين كلة للة – سبحانة – و لهذا قال – عز شانة – : { و قاتلوهم حتي لا تكون فتنة و يصبح الدين كلة للة } [ الانفال/39 ] .
فالفتنة تناقض الدين ، و هى فتنة الشبهات ، و اسواها فتنة الشرك بالله و فتنة العدول عن محكم الايات و صريح السنة و صحيحها .
ولما كانت هذة الفتنة : ( فتنة المرجئة ) التي تظهر العمل عن حقيقة الايمان و تقول : ( لا كفر الا كفر الجحود و التكذيب ) بدعة ظلما و ضلالة عميا ، و التي حصل من اثارها :
التهوين من خصال الاسلام و فرائضة – شان اسلافهم من قبل – .
ومنها : التهوين من شان الصلاة ، لاسيما فهذا الزمان الذي كثر فية اضاعة الصلوات و اتباع الشهوات و طاشت فية موجة الملحدين الذي لا يعرفون ربهم طرفة عين .
ومنها : التهوين من تحكيم شريعة الله فعبادة بل و مساندة من يتحاكم الي الطاغوت و ربما امر الله بالكفر بة .
قال ابن القيم – رحمة الله تعالي – ف: اعلام الموقعين : ” و من اعظم الحدث تعطيل كتاب الله و سنة رسولة , و احداث ما خالفهما ” انتهي .
لما كانت هذة الفتنة الارجائية فمقابلة فتنة الخوارج الذين يقولون ” بتكفير مرتكب ال كبار ” و هى اخية لها فالضلال، و الابتداع، و سوء الاثار لا يجوز ان يدين الله باى منهما مسلم قط كان لزاما علي اهل العلم و الايمان بيان بطلانهما ، و اظهار المذهب الحق الذي يجب علي جميع مسلم ان يدين الله بة .
ونحذر المسلمين من هاتين الفتنتين ، و من هؤلاء المفتونين ، المتجاوزين لحدود رب العالمين { و لا تطيعوا امر المسرفين . الذين يفسدون فالارض و لا يصلحون } [ الشعراء/151-152] .
ونحذر المسلمين من هؤلاء المحرومين المخذولين الذين يختارون الاقوال الباطلة الصادة عن الصراط المستقيم : { و من الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين } [ لقمان /6 ] .
وان من الضلال المبين ، و الغش للمسلمين ، و التدليس علي شببتهم جلب اقوال الفرق الضالة ، و كسائها بلحاء الشريعة ، و نسبتها الي مذهب اهل السنة و الجماعة نتيجة لردود الافعال ، و جدل المخاصمات فلا يجوز بحال الميل لشيء من اهواء النواصب لمواجهة الروافض و لا لشيء من اهواء القدرية لمواجهة الجبرية ، و لا لشيء من اهواء المرجئة لمواجهة الخوارج ، او العكس فذلك كلة ، و كذا من رد الباطل بمثلة ، و الضلالة باخري و هذة جادة الاخسرين اعمالا ، و ربما فضح الله المنافقين فيها ، و هتك استارهم بها فمواضع من كتابة ، منها فصدر سورة البقرة ؛ اذ قالوا لتاييد افسادهم : { انما نحن مصلحون } فكذبهم الله بقولة { الا انهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون } [ البقرة /11 ] .
ولما صدوا عما انزل الله – تعالي – حكي الله عنهم اعتذارهم : { بعدها جاؤوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا و توفيقا } [ النساء/61 ] .
فالواجب رد الباطل و الاهواء المضلة بالكتاب و السنة و ما علية سلف الامة من الصحابة – رضى الله عنهم – فمن تبعهم باحسان .
ولا نري كهذا التوجة الي نصرة مذهب المرجئة ، و ادخالة فمذهب اهل السنة و الجماعة ، الا من ”السقوط فالفتنة ” { الا فالفتنة سقطوا } [ التوبة /49 ] .
ومن اراد الله سعادتة جعلة يعتبر بما اصاب غيرة فيسلك مسلك من ايدة الله و نصرة ، و يجتنب مسلك من خذلة الله و اهانة ... ”مجموع الفتاوى35/388 ” .
الفصل الثاني: العمل بخصال الاسلام
والتحذير من سبب الردة و الفساد
الوصية لنفسى و لكل عبد مسلم بتقوي الله تعالي فالسر و العلانية ، و ان علي جميع من اتم الله علية هذة النعمة ، فرضى بالله ربا و بمحمد صلي الله علية و سلم نبيا و رسولا و بالاسلام دينا ، ان يحمد الله – تعالي – و يثنى علية الخير كلة ، علي هذة النعمة العظيمة التي هى اعظم النعم و اجلها – و ما اكثر نعم الله علي عبيدة – و التي فيها سمانا مسلمين و ان يقيم المسلم ما امر الله بة من خصال الاسلام و ما افترضة الله علية امرا و نهيا فياتمر باوامرة و اعظمها : توحيد الله، و اخلاص العبادة للة ، و العمل علي و فق سنة رسول الله صلي الله علية و سلم . و اجل اعمالها بعد التوحيد : اقامة الصلوات الخمس و سائر اركان الاسلام العظيمة ، و اوامرة الكريمة ، و سبب طاعة الله و مرضاتة .
وان ينتهى عن مناهية ، و اسواها الشرك بالله ، و ما يتبع هذا من البدع و المعاصى و الضلالات التي هى من سبب سخط الله و عقابة .
ويجب علي المسلمين تواصيهم بهذة النعم ، و بلزوم الكتاب و السنة و الرغبة فيهما و الترغيب بهما و معرفة الاحكام الشرعية من مشكاتهما علي ايدى العلماء الراسخين و الهداة المشهود لهم بالعلم و الدين ، و الدعوة الي هذا علي بصيرة و اقامة الامر بالمعروف و النهى عن المنكر و الصبر علي الاذي فالله و لزوم جماعة المسلمين و وحدة صفهم و التراحم و التعاطف فيما بينهم ، و الشفقة عليهم و النصرة علي الحق الي غير هذا من معالم الاسلام السامية التي فيها النجاح و الفلاح و بها خير الدنيا و الاخرة ، قال الله تعالي : { يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاتة و لا تموتن الا و انتم مسلمون . و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمتة اخوانا و كنتم علي شفا حفرة من النار فانقذكم منها ايضا يبين الله لكم اياتة لعلكم تهتدون } [ ال عمران/102-103 ] .
وليحذر جميع مسلم ان تزل بة قدم عن الاسلام بعد ثبوتها ، فعن انس – رضى الله عنة – ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ( ثلاث من كن فية و جد بهن حلاوة الايمان : من كان الله و رسولة احب الية مما سواهما ، و ان يحب المرء لا يحبة الا للة و ان يكرة ان يعود فالكفر بعد ان انقذة الله منة ، كما يكرة ان يقذف فالنار) [ متفق علي صحتة ] .
فالحذر، الحذر من سبب الفتنة و الفساد و الزيغ و الانحراف و الردة و الالحاد و اعظمها الفتنة فالدين و منها شق عصا المسلمين و تفريق جماعتهم و الدعوات المضللة و الوسائل المغرضة و الافكار الهدامة و التوجهات العقدية المضلة و المجادلة بالباطل ، لدحض الحق ، و نشر الاباحية و فساد الاخلاق الي غير ما ذكر مما يوهن المسلمين و يضعف المد الاسلامى . و ليتامل جميع مسلم قول الله تعالي : { يوم تجد جميع نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو ان بينها و بينة امدا بعيدا و يحذركم الله نفسة و الله رؤوف بالعباد } [ ال عمران/30 ] .
فالحمد للة علي نعمة الاسلام التي هى اعظم النعم و اصل جميع خير ، كما يحب ربنا و يرضي .
الفصل الثالث: فبيان حقيقة الايمان
الايمان هو : الدين و هو : اعتقاد بالجنان، و قول باللسان، و عمل بالاركان، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و علي هذا حكى الاجماع المستند الي الادلة المتكاثرة من الكتاب و السنة ، عن جميع من يدور علية الاجماع من الصحابة و التابعين .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمة الله تعالي – ف: ” الفتاوي : 7/209 ” :
” قال الشافعى – رحمة الله تعالي – : و كان الاجماع من الصحابة و التابعين بعدهم , و من ادركناهم , يقولون : الايمان قول و عمل و نية , و لا يجزئ و احد من الثلاث الا بالاخر ” انتهي .
و قال البخارى – رحمة الله تعالي – : ” لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار , فما رايت احدا منهم يختلف فان الايمان قول و عمل , و يزيد و ينقص ” اخرجة اللالكائى ف: ” اصول الاعتقاد ” بسند صحيح .
ولجلالة هذة المسالة و اهميتها افتتح الامام مسلم – رحمة الله تعالى- صحيحة : ب ” كتاب الايمان ” و ساقة الامام البخارى – رحمة الله تعالي – ف: ” الكتاب الثاني ” من : ”صحيحه” بعد : ” كتاب بدء الوحى ” و فهذا تاكيد علي ان حقيقة الايمان هذة مبناها علي الوحى و اكثر ابوابة التي عقدها – رحمة الله تعالي – للرد علي المرجئة و غيرهم من المخالفين فحقيقة الايمان , و بعضها للرد علي المرجئة خاصة كما فالباب /36 منة [ انظر الفتاوي 7/351 ] .
و لاهميتة – كذلك – افردة الائمة بالتاليف منهم : ابو عبيد ، و احمد بن حنبل ، و ابن ابى شيبة ، و الطحاوى ، و ابن مندة ، و شيخ الاسلام ابن تيمية ، و غيرهم – رحم الله الجميع – .
وعلي هذة الحقيقة للايمان بنى المروزى – رحمة الله تعالي – كتابة : ” تعظيم قدر الصلاة ” و الصلاة هى اعظم الاعمال و اعمها و اولها و اجلها بعد التوحيد , و هى شعار المسلمين , و لهذا يعبر عنهم فيها , فيقال : اختلف اهل الصلاة , و اختلف اهل القبلة .
ولعظم شانها عنون ابو الحسن الاشعرى – رحمة الله تعالي – كتابة فالاعتقاد باسم ” مواضيع الاسلاميين و اختلاف المصلين ” اي ان غير المصلى لا يعد فخلاف و لا اجماع .
والمخالفة فتلك الحقيقة الشرعية للايمان : ابتداع ، و ضلال ، و اعراض عن دلالة نصوص الوحى ، و خرق للاجماع .
واياك بعدها اياك – ايها المسلم – ان تغتر بما فاة بة بعض الناس من التهوين بواحد من هذة الاسس الخمسة لحقيقة الايمان لاسيما ما تلقفوة عن الجهمية و غلاة المرجئة من ان ” العمل ” كمالى فحقيقة الايمان ليس ركنا فية و ذلك اعراض عن المحكم من كتاب الله – تعالي – فنحو ستين موضعا , كقول الله – تعالي – : { و نودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون } [ الاعراف/43 ] و نحوها فالسنة كثير ، و خرق لاجماع الصحابة و من تبعهم باحسان .
واياك يا عبد الله من الجنوح الي الغلو فتهبط – و انت لا تشعر – فمزالق الخوارج الذين تبني – فالمقابل – مذهبهم بعض نابتة عصرنا .
بل اياك بعدها اياك ان تجعل ايا من مسائل العقيدة الاسلامية ” عقيدة اهل السنة و الجماعة ” مجالا للقبول و الرد ، و الحذف و التصحيح ، بما يشغب بة ذو هوي ، او ينتحلة ذو غرض فهى – بحمد الله – حق مجمع علية فاحذرهم ان يفتنوك . ثبتنا الله جميعا علي الاسلام و السنة ، امين .
الفصل الرابع: فبيان ضلال من ضل فحقيقة الايمان و مسالة التكفير
كثر الخوض فبيان حقيقة الايمان و مسالة التكفير و اخذ من لا يريد خيرا بالمسلمين يلقى بذورها المنحرفة بينهم من اثناء و جهتين ضالتين و مذهبين باطلين :
احدهما : فجانب الغلو و الافراط فنصوص الوعيد و هو مذهب الخوارج الذين ضلوا فبيان حقيقة الايمان فجعلوة بشقية شيئا و احدا ، اذا زال بعضة زال جميعة فانتج ذلك مذهبهم الضال : ” و هو تكفير مرتكب ال كبار ” .
ومن اثارة : فتح باب التكفير علي مصراعية ، مما يصيب الامة بالتصدع و الانشقاق و هتك حرمات المسلم فدينة و عرضة .
وثانيهما : فجانب التقصير و الجفاء و التفريط ففهم نصوص الوعد ، و الصد عن نصوص الوعيد و هو مذهب المرجئة الذين ضلوا فبيان حقيقة الايمان فجعلوة شيئا و احدا لا يتفاضل و اهلة فية سواء ، و هو : ” التصديق بالقلب مجردا من اعمال القلب و الجوارح ” و جعلوا الكفر هو ” التكذيب بالقلب ، و اذا ثبت بعضة ثبت جميعة ” فانتج ذلك مذهبهم الضال : ” و هو حصر الكفر بكفر الجحود و التكذيب ” المسمي : ” كفر الاستحلال ” .
ومن اثارة : فتح باب التخلى عن الواجبات و الوقوع فالمحرمات و تجسير جميع فاسق و قاطع طريق علي الموبقات مما يؤدى الي الانسلاخ من الدين و هتك حرمات الاسلام . نعوذ بالله من الخذلان .
كما يلزم علية عدم تكفير الكفار ، لانهم فالباطن لا يكذبون رسالة الرسول صلي الله علية و سلم و انما يجحدونها فالظاهر كما قال الله تعالي لرسولة محمد صلي الله علية و سلم : { فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون } [ الانعام/33 ] .
وقال – سبحانة – عن فرعون و قومة : { و جحدوا فيها و استيقنتها انفسهم ظلما و علوا } [ النحل/14 ] .
و لهذا قال ابراهيم النخعى – رحمة الله تعالي – ” لفتنتهم – يعنى المرجئة – اخوف علي هذة الامة من فتنة الازارقة ” .
وقال الامام الزهرى – رحمة الله تعالي – : ” ما ابتدعت فالاسلام بدعة هى اضر علي اهلة من هذة – يعنى : الارجاء – ” رواة ابن بطة ف: ”الابانة ” .
و قال الاوزاعى – رحمة الله تعالي – : ” كان يحيي بن كثير و قتادة يقولان : ليس شيء من الاهواء اخوف عندهم علي الامة من الارجاء ” .
و قال شريك القاضى – رحمة الله تعالي – و ذكر المرجئة فقال : ” هم اخبث قوم , حسبك بالرفض خبثا , و لكن المرجئة يكذبون علي الله ” .
وقال سفيان الثورى – رحمة الله تعالي – : ” تركت المرجئة الاسلام ارق من ثوب سابرى ” [ الفتاوي : 7/394 – 395 ]
و عن سعيد بن جبير – رحمة الله تعالي – : ” ان المرجئة يهود اهل القبلة , و صابئة هذة الامة ” [ رواة ابن بطة و غيرة ]
* لوازم الارجاء الباطلة :
و انما عظمت اقوال السلف فالارجاء , لجرم اثارة , و لوازمة الباطلة , و ربما تتابع علماء السلف علي كشف اثارة السيئة علي الاسلام و المسلمين .
قال الامام احمد – رحمة الله تعالي – فالرد علي المرجئة : ” و يلزمة ان يقول : هو مؤمن باقرارة , و ان اقر بالزكاة فالجملة و لم يجد فكل ما ئتى درهم خمسة : انه مؤمن , فيلزمة ان يقول : اذا اقر بعدها شد الزنار فو سطة , و صلي للصليب , و اتي الكنائس و البيع , و عمل الكبائر كلها , الا انه فذلك مقر بالله , فيلزمة ان يصبح عندة مؤمنا . و هذة الحاجات من اشنع ما يلزمهم ” انتهي .
ثم قال بعدة شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمة الله تعالي – : ” قلت : ذلك الذي ذكرة الامام احمد من اقوى ما احتج الناس بة عليهم , جمع فذلك جملا يقول غيرة بعضها . و ذلك الالزام لا محيد لهم عنة .. ” انتهي [ الفتاوي 7/401 ]
ثم ان هذة اللوازم السيئة علي قول المرجئة التي ذكرها الامام احمد , بسطها شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمة الله تعالي – ف” الفتاوي : 7/188-190 ” .
ثم قال الامام ابن القيم – رحمة الله تعالي – ف: ” النونية ” ناظما لاثار الارجاء و لوازمة الباطلة هذة :
وايضا الارجاء حين تقر بال **معبود تصبح كامل الايمان
فارم المصاحف فالحشوش و خرب ال ** بيت =العتيق و جد فالعصيان
واقتل اذا ما استطعت جميع موحد ** و تمسحن بالقس و الصلبان
واشتم كل المرسلين و من اتوا **من عندة جهرا بلا كتمان
واذا رايت حجارة فاسجد لها ** بل خر للاصنام و الاوثان
و اقر ان رسولة حقا اتي ** من عندة بالوحى و القران
فتكون حقا مؤمنا و كل ذا ** و زر عليك و ليس بالكفران
هذا هو الارجاء عند غلاتهم ** من جميع جهمى اخى شيطان
وقال – رحمة الله تعالي – ف: اعلام الموقعين : فبيان تناقض الارئتية : ” و من العجب اخراج الاعمال عن مسمي الايمان , و انه مجرد التصديق , و الناس فية سواء , و تكفير من يقول : مسيجد , او فقية , او يصلى بلا و ضوء او يلتذ بالات الملاهى , و نحو هذا ” انتهي .
وكشف عن اثار الارجاء و لوازمة الباطلة الحافظ ابن حجر – رحمة الله تعالي – [ فتح البارى ”11/270 . و انظر فيض القدير : 6/159 . و اصلة فشرح المشكاة للطيبى : 2/477 ] : ” قال الطيبى : قال بعض المحققين : و ربما يتخذ من امثال هذة الاحاديث المبطلة ذريعة الي طرح التكاليف و ابطال العمل , ظنا ان ترك الشرك كاف !! و ذلك يستلزم طى بساط الشريعة و ابطال الحدود , و ان الترغيب فالطاعة و التحذير من المعصية لا تاثير له , بل يقتضى الانخلاع عن الدين , و الانحلال عن قيد الشريعة , و الخروج عن الضبط , و الولوج فالخبط , و ترك الناس سدي مهملين , و هذا يفضى الي خراب الدنيا بعد ان يفضى الي خراب الاخري , مع ان قولة فبعض طرق الحديث : ” ان يعبدوة ” يتضمن كل نوعيات التكاليف الشرعية , و قولة : ” و لا يشركوا بة شيئا ” يشمل مسمي الشرك الجلى و الخفى , فلا راحة للتمسك بة فترك العمل , لان الاحاديث اذا ثبتت و جب ضم بعضها الي بعض , فانها فحكم الحديث الواحد , فيحمل مطلقها علي مقيدها ليحصل العمل بجميع ما فمضمونها . و بالله التوفيق ” انتهي .
وفى كتاب ” صفوة الاثار و المفاهيم ” ففائدة قول الله تعالي : { اياك نعبد و اياك نستعين } قال مبينا ان القول بالارجاء دسيسة يهودية و غاية ما سونية [ 1/187 للشيخ عبد الرحمن الدوسرى – رحمة الله تعالي – ] :
” التاسع و الثمانون بعد المائة : تعليم الله لعبادة الضراعة الية ب { اياك نعبد و اياك نستعين } اعلام صريح بوجوب الصلة بين الايمان و العمل , و انه لا يستقيم الايمان بالله و لا تصح دعواة الا بتحقيق مقتضيات عبوديتة , التي هى العمل بطاعتة , و تنفيذ شريعتة , و اخلاص القصد لوجهة الكريم , و الانشغال بمرضاتة , و العمل المتواصل لنصرة دينة , و الدفع بة الي الامام بجميع القوي المطلوبة ؛ ليرتفع بدين الله عن الصورة الي الحقيقة , و ان المسلم لا يجوز له الااثناء بذلك , و لا لحظة و احدة .
وان الدعوات لمجرد ايمان خال من العمل هى افك و خداع و تلبيس , بل هى من دس اليهود علي ايدى الجهمية , و فروعها من المرجئة كالماسونية , و غيرهم , اذ متي انفصمت الصلة بين الايمان و العمل ، فلن نستطيع ان نبنى قوة روحية نقدر علي نشرها و الدفع بمدها فانحاء المعمورة , بل اذا انفصمت الصلة بين الايمان و العملفقد المسلم قوتة الروحية , و صار و جودة مهددا بالخطر , الذي يزيل شخصيتة او يذيبها فبوتقة غيرة , لانة لا يستطيع ان ينمى قوة روحية يصمد فيها امام اعدائة , فضلا عن ان يزحف فيها عليهم ” انتهي .
وبالجملة فهذان المذهبان : مذهب الخوارج و مذهب المرجئة , باطلان , مرديان ، اثرا ضلالا فالاعتقاد , و ظلما للعباد ، و خرابا للديار , و اشعالا للفتن , و وهاء فالمد الاسلامى , و هتكا لحرماتة و ضرورياتة , الي غير هذا من المفاسد و الاضرار التي يجمعها الخروج علي ما دلت علية نصوص الوحيين الشريفين ، و الجهل بدلائلها تارة ، و سوء الفهم لها تارة اخري و توظيفها فغير ما دلت علية , و بتر كلام العالم تارة , و الاخذ بمتشابة قولة تارة اخري .
وقد هدي الله ( جماعة المسلمين ) اهل السنة و الجماعة – الذين محضوا الاسلام و لم يشوبوة بغيرة – الي القول الحق , و المذهب العدل , و المعتقد الوسط بين الافراط و التفريط مما قامت علية دلائل الكتاب و السنة ، و مضي علية سلف الامة من الصحابة – رضى الله عنهم – و التابعين لهم باحسان الي يومنا ذلك , و ربما بينة علماء الاسلام فكتب الاعتقاد , و ف( باب حكم المرتد ) من كتب فقة الشريعة المطهرة , من ان الايمان : قول باللسان ، و اعتقاد بالقلب , و عمل بالجوارح , يزيد بالطاعة , و ينقص بالمعصية و لا يزول فيها , فجمعوا بين نصوص الوعد و الوعيد و نزلوها منزلتها , و ان الكفر يصبح بالاعتقاد و بالقول و بالفعل و بالشك و بالترك , و ليس محصورا بالتكذيب بالقلب كما تقولة المرجئة , و لا يلزم من زوال بعض الايمان زوال كلة كما تقولة الخوارج .
و اختم ذلك الفصل بكلام جامع لابن القيم – رحمة الله تعالي – فكتاب : ” الفائدة ” بين فية اراء من ضل فمعرفة حقيقة الايمان , بعدها ختمة ببيان الحق فذلك , فقال – رحمة الله تعالي – :
” و اما الايمان : فاكثر الناس او كلهم يدعونة { و ما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين } [ يوسف/103 ] و اكثر المؤمنين انما عندهم ايمان مجمل , و اما الايمان المفصل بما جاء بة الرسول صلي الله علية و سلم معرفة و علما و اقرارا و محبة , و معرفة بضدة و كراهيتة و بغضة , فهذا ايمان خواص الامة و خاصة الرسول , و هو ايمان الصديق و حزبة .
وعديد من الناس حظهم من الايمان الاقرار بوجود الصانع , و انه و حدة هو الذي خلق السماوات و الارض و ما بينهما , و ذلك لم يكن ينكرة عباد الاصنام من قريش و نحوهم .
و اخرون الايمان عندهم التكلم بالشهادتين سواء كان معة عمل او لم يكن , و سواء رافق تصديق القلب او خالفة .
و اخرون عندهم الايمان مجرد تصديق القلب بان الله سبحانة خالق السماوات و الارض و ان محمدا عبدة و رسولة , و ان لم يقر بلسانة و لم يعمل شيئا , بل و لو سب الله و رسولة و اتي بكل عظيمة , و هو يعتقد و حدانية الله و نبوة رسولة فهو مؤمن .
و اخرون عندهم الايمان هو جحد صفات الرب تعالي من علوة علي عرشة , و تكلمة بكلماتة و كتبة , و سمعة و بصرة و مشيئتة و قدرتة و ارادتة و حبة و بغضة , و غير هذا مما و صف بة نفسة , و وصف بة رسولة , فالايمان عندهم انكار حقائق هذا كلهوجحدة , و الوقوف مع ما تقتضية اراء المتهوكين و افكار المخرصين الذين يرد بعضهم علي بعض , و ينقض بعضهم قول بعض , الذين هم كما قال عمر بن الخطاب و الامام احمد : مختلفون فالكتاب , مخالفون للكتاب متفقون علي مفارقة الكتاب .
و اخرون عندهم الايمان عبادة الله بحكم اذواقهم و مواجيدهم و ما تهواة نفوسهم من غير تقييد بما جاء بة الرسول .
و اخرون الايمان عندهم ما و جدوا علية اباءهم و اسلافهم بحكم الاتفاق كائنا ما كان , بل ايمانهم مبنى علي مقدمتين : احداهما : ان ذلك قول اسلافنا و ابائنا , و الثانية = : ان ما قالوة فهو الحق .
و اخرون عندهم الايمان مكارم الاخلاق و حسن المعاملة و طلاقة الوجة و احسان الظن بكل احد , و تخلية الناس و غفلاتهم .
و اخرون عندهم الايمان التجرد من الدنيا و علائقها و تفريغ القلب منها و الزهد بها , فاذا راوا رجلا كذا جعلوة من سادات اهل الايمان و ان كان منسلخا من الايمان علما و عملا .
و اعلي من هؤلاء من جعل الايمان هو مجرد العلم و ان لم يقارنة عمل .
وكل هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الايمان و لا قاموا بة و لا قام بهم , و هم نوعيات :
منهم من جعل الايمان ما يضاد الايمان .
ومنهم من جعل الايمان ما لا يعتبر فالايمان .
ومنهم من جعلة ما هو شرط فية و لا يكفى فحصولة .
ومنهم من اشترط فثبوتة ما يناقضة و يضادة .
ومنهم من اشترط فية ما ليس منة بوجة .
و الايمان و راء هذا كلة , و هو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء بة الرسول صلي الله علية و سلم علما و التصديق بة عقدا و الاقرار بة نطقا و الانقياد له محبة و خضوعا , و العمل بة باطنا و ظاهرا , و تنفيذة و الدعوة الية بحسب الامكان , و كمالة فالحب فالله و البغض فالله , و العطاء للة و المنع للة , و ان يصبح الله و حدة الهة و معبودة , و الطريق الية : تجريد متابعة رسولة ظاهرا و باطنا , و تغميض عين القلب عن الالتفات الي سوي الله و رسولة . و بالله التوفيق ” انتهي .
الفصل الخامس: الاصول و الضوابط فمسالة التكفير
ونظرا لما حصل من تسرب المذهبين المذكورين المخالفين لمذهب اهل السنة الي عقائد بعض المعدودين من اهل السنة ، و خفاء اصول هذة المسالة شرعا علي اخرين ؛ رايت ايضاح ما يجب اعتبارة شرعا فهذة المسالة مما يعرف بة الحق بدليلة , و بطلان ما خالفة من المذاهب المردية , و الاتجاهات الفكرية الضالة , و انها مسالة خطيرة , و عظيمة , محاطة شرعا بما يحفظ للاسلام حرمتة , و للمسلمين حرمتهم , و هذا فيما ياتى :
1- التكفير حكم شرعى لا مدخل للراى المجرد فية , لانة من المسائل الشرعية لا العقلية , لذلك صار القول فية من خالص – حق الله تعالي – لا حق فية لاحد من عبادة ، فالكافر من كفرة الله تعالي و رسولة صلي الله علية و سلم لا غير .
وايضا الحكم بالفسق ، و الحكم بالعدالة ، و عصمة الدم ، و السعادة فالدنيا و الاخرة ، جميع هذة و نحوها من المسائل الشرعية , لا مدخل للراى بها , و انما الحكم بها للة و لرسولة صلي الله علية و سلم , و هى المعروفة فكتب الاعتقاد باسم : ” مسائل الاسماء و الاحكام ” .
2- للحكم بالردة و الكفر موجبات و سبب هى نواقض الايمان و الاسلام ، من اعتقاد , او قول , او فعل , او شك , او ترك ، مما قام علي اعتبارة ناقضا الدليل الواضح , و البرهان الساطع من الكتاب او السنة , او الاجماع , فلا يكفى الدليل الضعيف السند , و لا مشكل الدلالة ، و لا عبرة بقول احد كائنا من كان اذا لم يكن لقولة دليل صريح صحيح .
وقد اوضح العلماء – رحمهم الله تعالي – هذة الاسباب فكتب الاعتقاد , و فرعوا مسائلها ف: ” باب حكم المرتد ” من كتب الفقة .
واولوها اعتناء فائقة , لانها من استبانة سبيل الكافرين ، و الله – تعالي – يقول : { و ايضا نفصل الايات و لتستبين سبيل المجرمين } [ الانعام/55 ] .
وفى استبانة سبيل المجرمين : تحذير للمسلم من الوقوع فشيء منها ، و هو لا يشعر , و ليتبين له الاسلام من الكفر ، و الخطا من الصواب و يصبح علي بصيرة فدين الله تعالي .
وبقدر ما يحصل من الجهل بسبيل المؤمنين ، و بسبيل الكافرين ، او باحدهما يحصل اللبس و يكثر الخلط .
وكما ان للحكم بالردة و الكفر موجبات و اسبابا فلة شروط و موانع .
فيشترط اقامة الحجة الرسالية التي تزيل الشبهة .
وخلوة من الموانع كالتاويل , و الجهل , و الخطا , و الاكراة .
وفى بعضها تفاصيل مطولة معلومة فمحلها .
3- يتعين التفريق بين التكفير المطلق و هو : التكفير علي و جة العموم فحق من ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام ، و بين تكفير المعين ، فان الاعتقاد ، او القول ، او الفعل ، او الشك ، او الترك ، اذا كان كفرا فانة يطلق القول بتكفير من فعل هذا الفعل ، او قال تلك المقالة و كذا ... دون تحديد معين بة . اما المعين اذا قال هذة المقالة ، او فعل ذلك الفعل الذي يصبح كفرا , فينظر قبل الحكم بكفرة , بتوفر الشروط , و انتفاء الموانع فحقة ، فاذا توفرت الشروط , و انتفت الموانع ، حكم بكفرة و ردتة فيستتاب فان تاب و الا قتل شرعا .
4- الحق عدم تكفير جميع مخالف لاهل السنة و الجماعة لمخالفتة , بل ينزل حكمة حسب مخالفتة من كفر ، او بدعة او فسق او معصية .
وهذا ما جري علية اهل السنة و الجماعة من عدم تكفير جميع من خالفهم و هو يدل علي ما لديهم بحمدالله من العلم و الايمان و العدل و الرحمة بالخلق ، و ذلك بخلاف اهل الاهواء ، فان كثيرا منهم يكفرون جميع من خالفهم .
5- كما ان ”الايمان” شعب متعددة و رتبها متفاوتة اعلاها قول ”لا الة الا الله” و ادناها : اماطة الاذي عن الطريق، و الحياء شعبة من الايمان ، فايضا ”الكفر” الذي هو فمقابلة الايمان ، ذو شعب متعددة ، و رتب متفاوتة اشنعها ”الكفر المخرج من الملة ” ك: الكفر بالله ، و تكذيب ما جاء بة النبى صلي الله علية و سلم .
وهنالك كفر دون كفر ، و منة تسمية بعض المعاصى كفرا .
ولهذا نبة علماء التفسير ، و الوجوة و النظائر فكتاب الله – تعالى- و شراح الحديث و المؤلفون في: ”لغته” و فالاسماء المشتركة ، و المتواطئة ، ان لفظ ”الكفر” جاء فنصوص الوحيين ، علي و جوة عدة : ”الكفر الناقل عن الملة ” و ”كفر دون كفر” و ”كفر النعمة ” و ”التبرؤ” و ”الجحود” و ”التغطية ” علي اصل معناة اللغوى .
وبناء علي ذلك : فانة لا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر بالعبد ، ان يصير كافرا الكفر المطلق ، الناقل عن الملة ، حتي يقوم بة اصل الكفر ، بناقض من نواقض الاسلام : الاعتقادية او القولية او العملية عن الله و رسولة صلي الله علية و سلم لا غير .
كما انه ليس جميع من قام بة شعبة من شعب الايمان يصبح مؤمنا حتي يقوم بة اصل الايمان .
فالواجب و ضع النصوص فمواضعها و تفسيرها حسب المراد منها من العلماء العاملين الراسخين ، و ان الغلط هنا انما يحصل من جهة العمل و تفسير النصوص و علي الناصح لنفسة ان يحس بخطورة الامر و دقتة و ان يقف عند حدة و يكل العلم الي عالمة .
6- اصدار الحكم بالتكفير لا يصبح لكل احد من احاد الناس او جماعاتهم و انما مرد الاصدار الي العلماء الراسخين فالعلم الشرعى المشهود لهم بة ، و بالخيرية و الفضل الذين اخذ الله عليهم العهد و الميثاق ان يبلغوا الناس ما علموة و ان يبينوا لهم ما اشكل عليهم من امر دينهم امتثالا لقول الله تعالي (واذ اخذ الله ميثاق الذي اوتوا الكتاب لتبيننة للناس و لا تكتمونه) ”ال عمران/187” . و قولة سبحانة (ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات و الهدي من بعد ما بيناة للناس فالكتاب اولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون) ”البقرة /159” و قولة سبحانة : ( فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) ”النحل/43” .
فما امر الله بالسؤال حتي اخذ سبحانة العهد و الميثاق علي العلماء بالبيان .
7- التحذير الشديد ، و النهى الاكيد عن سوء الظن بالمسلم فضلا عن النيل منة فكيف بتكفيرة و الحكم بردتة و التسرع فذلك بلا حجة و لا برهان من كتاب و لا سنة .
ولهذا جاءت نصوص الوحيين الشريفين محذرة من تكفير احد من المسلمين و هو ليس ايضا كما قال الله تعالي (يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم فسبيل الله فتبينوا و لا تقولوا لمن القي اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ايضا كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعلمون خبيرا ) ”النساء/94” .
وفى عموم قول الله سبحانة : (والذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و اثما مبينا) ”الاحزاب/58” .
وقد تواترت الاحاديث النبوية فالنهى عن تكفير المسلم بغير حق ، منها .:
حديث ابى ذر -رضى الله عنه- انه سمع النبى صلي الله علية و سلم يقول ”لا يرمى رجل رجلا بالفسوق ، و لا يرمية بالكفر ،الا ارتدت علية ان لم يكن صاحبة ايضا ” متفق علي صحتة .
وعن ابن عمر -رضى الله عنهما -ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال :ايما رجل قال لاخية :يا كافر فقد باء فيها احدهما ” متفق علي صحتة .
وعن ابى ذر – رضى الله عنة – انه سمع رسول الله صلي الله علية و سلم يقول ”ومن دعا رجلا بالكفر ، او قال : عدو الله ، و ليس ايضا ، الا حار علية ” متفق علي صحتة .
ومعني حار علية : رجع علية .
وفى حديث ثابت بن الضحاك -رضى الله عنه- ان النبى صلي الله علية و سلم قال : ”ومن رمي مؤمنا بكفر فهو كقتله” رواة البخارى فصحيحة .
فهذة النصوص و غيرها بها الوعيد الشديد لمن كفر احدا من المسلمين و ليس هو ايضا ، و ذلك و الله اعلم – لما فاطلاق الكفر بغير حق علي المؤمن من الطعن فنفس الايمان ، كما ان بها التحذير من اطلاق التكفير الا ببينة شرعية ، اذ هو حكم شرعى لا يصار الية الا بالدليل ، لا بالهوي و الراى العاطل من الدليل .
وهذة الحماية الكريمة و الحصانة العظيمة للمسلمين فاعراضهم و اديانهم من اصول الاعتقاد فملة الاسلام .
بناء علي كل ما تقدم فليحذر المسلم ان يخوض مع الخائضين فهذا الامر الخطير فالمجالس الخاصة ، و المجتمعات العامة ، و فالصحف و المجلات و غيرها ، من غير قدرة شرعية و لا قواعد علمية و لا ادلة قطعية فهذا تصرف ياباة الله و رسولة و المؤمنون ، و فاعلة ما زور غير ما جور ، فالله تعالي ، يقول :( و لا تقف ما ليس لك بة علم ان السمع و البصر و الفؤاد جميع اولئك كان عنة مسؤولا ) ”الاسراء/36” .
ويقول -سبحانه- : (قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغى بغير الحق و ان تشركوا بالله ما لم ينزل بة سلطانا و ان تقولوا علي الله ما لا تعلمون ) ”الاعراف
وبذلك يصبح المسلم فما من من الاثم و التبعة فالدارين ، و تسلم المجتمعات الاسلامية من مظاهر الانحراف التي سببها الجهل و الميل الي الهوي . و الله المستعان .
وفى ذلك الفصل نقض لمذهب الخوارج فغلوهم و افراطهم .
الفصل السادس: فانواع الكافرين و كفرهم
لا يجوز لمسلم التحاشى عن تكفير من كفرهم الله تعالي و رسولة صلي الله علية و سلم لما فية من تكذيب للة تعالي و لرسولة صلي الله علية و سلم .
والكفار علي صنفين :
الصنف الاول : الكفار كفرا اصليا ، و هم جميع من لم يدخل فدين الله : (الاسلام) الذي بعث الله بة نبية محمدا صلي الله علية و سلم من اليهود و النصاري و الدهريين و الوثنين و غيرهم من امم الكفر الذين قال الله تعالي فيهم (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الاخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسولة و لا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون) التوبة /29.
والذين قال الله فيهم (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ) المائدة /73.
والذين قال الله فيهم :( لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب و المشركين منفكين حتي تاتيهم البينة ) البينة /1 .
والذين قال الله فيهم : (ان الذين يكفرون بالله و رسلة و يريدون ان يفرقوا بين الله و رسلة و يقولون نؤمن ببعض و نكفر ببعض و يريدون ان يتخذوا بين هذا سبيلا اولئك هم الكافرون حقا و اعتدنا للكافرين عذابا مهينا) النساء/150-151
وهؤلاء الكفار كفرا اصليا لا يفرق فالحكم عليهم بالكفر ، سواء كانوا افرادا او جماعات ، احياء و امواتا كما دلت علية نصوص الكتاب و السنة .
وهؤلاء يجب علي المسلمين قتالهم متي استطاعوا حتي يدخلوا فالاسلام او يدفعوا الجزية .
الصنف الثاني : المسلم الذي يرتد بعد اسلامة بارتكاب ناقض من نواقض الاسلام ، نعوذ بالله من هذا ، و من امثلة فالقران العظيم :
كفر التكذيب : كما قال تعالي : ( و الذين كذبوا باياتنا و لقاء الاخرة حبطت اعمالهم هل يجزون الا ما كانوا يعملون) الاعراف/147 .
ومثل كفر : المستهزئين بالله ، و رسولة ، و دينة ، الذين قال الله فيهم (ولئن سالتهم ليقولن انما كنا نخوض و نلعب قل ابالله و اياتة و رسولة كنتم تستهزئون لا تعتذروا ربما كفرتم بعد ايمانكم ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين ) التوبة /65-66.
ومثل كفر : من سب الله و رسولة و دينة ، فان السب ينافى التعظيم الواجب للة و لرسولة و لدينة و شرعة ، قال الله تعالي (ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوي القلوب) الحج/32 .
ومثل كفر : الاباء و الاستكبار و الامتناع عن طاعة الله تعالي كما قال سبحانة عن ابليس : (ابي و استكبر و كان من الكافرين) البقرة /34 .
وهذا النوع هو الغالب علي كفر اعداء الرسل .
ومثل كفر : الاعراض عن دين الله تعالي كما قال سبحانة (والذين كفروا عما انذروا معرضون) الاحقاف/3 .
ومثل الكفر : بالقول كما قال تعالي (ولئن سالتهم ليقولن انما كنا نخوض و نلعب قل ابالله و اياتة و رسولة كنتم تستهزئون . لا تعتذروا ربما كفرتم بعد ايمانكم ) التوبة /65-66 .
وكما قال سبحانة : ( و لقد قالوا كلمة الكفر و كفروا بعد اسلامهم )التوبة /74 . اذ قالوا : (ليخرجن الاعز منها الاذل ) المنافقون/8 .
ومنة قول المنافقين فغزاة تبوك : (ما راينا كقرائنا هؤلاء- يعنون النبى صلي الله علية و سلم و اصحابة رضى الله عنهم- ارغب بطونا، و اكذب السنا ، و اجبن عند اللقاء ) .
ومنة صرف الدعاء لغير الله و الاستغاثة بالاموات .
ومثل الكفر : بالعمل كما قال الله تعالي : (قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى للة رب العالمين لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين ) الانعام /162-163 . فالسجود لغير الله و الذبح لغير الله ، شرك و كفر بالله .
ومن الكفر العملى : السحر كما قال الله تعالي ( و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) البقرة /102.
وذلك لما فية من استعمال الشياطين و التعلق بهم و دعوي علم الغيب و دعوي مشاركة الله فذلك قال الله تعالي (ولقد علموا لمن اشتراة ما له فالاخرة من خلاق ) البقرة /102 .
ولان السحر شرك و كفر ادخلة العلماء المصنفون ف: (التوحيد و ابوابه) فانواع الشرك ، للتحذير منة ، و بيان انه من نواقض التوحيد .
ومثل الكفر : بالاعتقاد و الشك ، كما قال الله تعالي (انما المؤمنون الذين امنوا بالله و رسولة بعدها لم يرتابوا و جاهدوا باموالهم و انفسهم فسبيل الله اولئك هم الصادقون ) الحجرات/15 .وقال سبحانه: (انما يستاذنك الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الاخر و ارتابت قلوبهم فهم فريبهم يترددون ) التوبة /45 .
وقال عز من قائل (ودخل جنتة هو ظالم لنفسة قال ما اظن ان تبيد هذة ابدا . و ما اظن الساعة قائمة و لئن رددت الي ربى لاجدن خيرا منها منقلبا . قال له صاحبة و هو يحاورة اكفرت بالذى خلقك من تراب بعدها من نطفة بعدها سواك رجلا ) الكهف/35-37 .
فكل هؤلاء ربما كفرهم الله و رسولة بعد ايمانهم باقوال و افعال صدرت منهم و لو لم يعتقدوها بقلوبهم . لا كما يقول المرجئة المنحرفون ، نعوذ بالله من هذا .
مع العلم ان الحكم بكفر المعين المتلبس بشيء من هذة النواقض المذكورة موقوف علي توافر الشروط و انتفاء الموانع فحقة كما هو مقرر معلوم ، و تقدم .
وفى ذلك الفصل نقض لمذهب المرجئة فتقصيرهم و تفريطهم .
الفصل السابع: فتذكير الامة بحقوق الراعى و الرعية
ومن المناسب ههنا تذكير الامة جمعاء بحقوق الراعى و الرعية فكل بلد ديني ، اذ ان الخلل فالقيام بهذة الحقوق ، لا بد ان ينتج منة اثار سيئة غير مرضية ، و امراض فكرية تخرج فحياة الفرد و الجماعة فاقول :
من و لي شيئا من امور المسلمين فان اعظم ما يجب علية ان يسوس الرعية بالكتاب و السنة و ينشر التوحيد من مشكاتهما و يزيل ما يناقضة من مظاهر الشرك و الوثنية و يحكم بين الناس بهما اقامة للعدل بينهم و لا احكم و لا اعدل و لا اصلح للناس من شريعة ربهم ، ففيها العدل و الرحمة و الشفاء لما فالصدور كما قال الله جل و علا (يا ايها الناس ربما جاءتكم موعظة من ربكم و شفاء لما فالصدور و هدي و رحمة للمؤمنين ) يونس/57 .
وقال سبحانة (ومن اقوى من الله حكما لقوم يوقنون) المائدة /50 . و قال تعالي (ثم جعلناك علي شريعة من الامر فاتبعها و لا تتبع اهواء الذين لا يعلمون ) الجاثية /18 .
وان تحكيم شرع الله تعالي من اعظم الواجبات قال سبحانة (فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم بعدها لا يجدوا فانفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما) النساء/65 .
وهو كذلك من اجل نوعيات العبادة قال الله تعالي (ان الحكم الا للة امر ان لا تعبدوا الا اياة هذا الدين القيم و لكن اكثر الناس لا يعلمون ) يوسف/40 .
وقال جميع رسول لقومة : ( اعبدوا الله ما لكم من الة غيره)الاعراف/36 .وجعل الله سبحانة الحكم بغير ما انزلة شركا فعبادتة و شركا فحكمة فقال تعالي (ولا يشرك فحكمة احدا) الكهف/26 .
وقال عز من قائل (ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن بة الله ) الشورى/21 .
وقال سبحانة (فمن كان يرجو لقاء ربة فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربة احدا) الكهف /110.
كما يجب علي جميع و ال السعى فيما يصلح رعيتة و يدفع المضار عنهم و يطهر مجتمعاتهم من الحكم بغير ما انزل الله تعالي و من سائر الموبقات و المحرمات كالخمر و البغاء و الربا و القمار و غيرها قال النبى صلي الله علية و سلم (ما من عبد يسترعية الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعيتة الا حرم الله علية الجنة ) متفق علي صحتة .
ومما يجب التنبة له و التحذير و الحذر منة : ان علي من بسط الله يدة ، ان يكف عن المسلمين تلك السموم التي تقذف فيها بعض القنوات الاعلامية فبعض البلاد !! و علي و جة الخصوص هذا التركيز الخبيث علي تغريب المجتمعات المسلمة فاخلاقهم و لباسهم و غدوهم و رواحهم و بخاصة اخراج المراة من عفتها و طهارتها و حجابها الي احط دركات السفالة ، و التبذل و الحيوانية فشتي و جوة (الاباحية ) .
وتعمل تلك القنوات جاهدة علي التشكيك فالاعتقاد الاسلامى الحق و الاعتراض علي احكام الله المحكمة ، و السخرية بالله و اياتة و رسولة ، و الدعوة للاباحية و الانسلاخ من الدين ، و تمكين المنافقين باعلان ما يحيك فصدورهم و مجاهرة المضلين بمواضيع الكفر و التشكيك و الردة عن الدين جميع هذا باسم : حرية الفكر !! المناظرات المحايدة !! معرفة الراى الاخر !! قاتلهم الله انى يؤفكون .
الا فليعلم اولئك ان كان لهم عقول و يحبون لانفسهم النجاة ان من فتح هذا الباب ، او اعان علية او رضى بة فلة نصيب من قول الله تعالي : (قل ابالله و اياتة و رسولة كنتم تستهزؤون لا تعتذروا ربما كفرتم بعد ايمانكم ) التوبة /65-66. و قول الله جل شانة (وقد نزل عليكم فالكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر فيها و يستهزا فيها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا فحديث غيرة انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين و الكافرين فجهنم جميعا )النساء/140 .وقولة سبحانة (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة فالذين امنوا لهم عذاب اليم فالدنيا و الاخرة ) النور/19 .قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمة الله تعالى- فخلال كلامة علي هذة الاية :0وهذا ذم لمن يحب هذا و هذا يصبح بالقلب فقط ، و يصبح مع هذا باللسان و الجوارح ، و هو ذم لمن يتكلم بالفاحشة او يخبر فيها محبة لوقوعها فالمؤمنين : اما حسدا او بغضا ، و اما محبة للفاحشة و ارادة لها ، و كلاهما محبة للفاحشة و بغضا للذين امنوا ، فكل من احب فعلها ذكرها ) الفتاوى15/332
وقال كذلك مستنبطا من اسرار التنزيل ما يعز نظيرة : ” فكل عمل يتضمن محبة ان تشيع الفاحشة فالذين امنوا داخل فهذا ، بل يصبح عذابة اشد فان الله ربما توعد بالعذاب علي مجرد محبة ان تشيع الفاحشة بالعذاب الاليم فالدنيا و الاخرة و هذة المحبة ربما لا يقترن فيها قول و لا فعل فكيف اذا اقترن فيها قول او فعل ؟ بل علي الانسان ان يبغض ما ابغضة الله من فعل الفاحشة و القذف فيها و اشاعتها فالذين امنوا ، و من رضي عمل قوم حشر معهم كما حشرت امراة لوط معهم و لم تكن تعمل فاحشة اللواط ، فان هذا لا يقع من المراة لكنها لما رضيت فعلهم عمها العذاب معهم .
فمن ذلك الباب قيل : من اعان علي الفاحشة و اشاعتها ، كالقواد الذي يقود النساء و الصبيان الي الفاحشة ، لاجل ما يحصل له من رياسة او سحت ياكلة ، و ايضا اهل الصناعات التي تنفق بذلك : كالمغنين ، و شربة الخمر و ضمان الجهات السلطانية و غيرها فانهم يحبون ان تشيع الفاحشة ليتمكنوا من دفع من ينكرها من المؤمنين ، خلاف ما اذا كانت قليلة خفيفة خفية ، و لا خلاف بين المسلمين ان ما يدعو الي معصية الله و ينهى عن طاعتة منهى عنة محرم ، بخلاف عكسة فانة و اجب ” الفتاوي 15/344
كما يجب علي الراعى ان يسوس رعيتة بالرفق و للين ، و ان يجتهد فقضاء حوائجهم و ايصال الخير لهم بكل طريق فقد ثبت ان النبى صلي الله علية و سلم قال : (اللهم من و لى من امر امتى شيئا فشق عليهم فاشقق علية و من و لى من امر امتى شيئا فرفق بهم فارفق بة ) خرجة مسلم فصحيحة .
كما يجب الاهتمام بمناهج التعليم السليمة فجميع اطوارة علي منهج الكتاب و السنة و ما علية صالح سلف هذة الامة و الزام الرعية بتعلم العقيدة الاسلامية الصافية من شوائب الانحراف و تعلم سائر احكام الدين ، و تقوية مناهجها فجميع مراحل التعليم .
كما انه يجدر بحكام المسلمين اليوم ان يعيدوا لبيوت الله مجدها و عزها و وظيفتها فالاسلام ، فتقام بها الصلوات ، و تفتح حلقات الوعظ و التعليم للعلماء المصلحين ، ليبثوا علي الشريعة بين المسلمين فيتذكر الغافل و يتعلم الجاهل و يتعظ العاصى و تتهذب النفوس و تقبل علي طاعة ربها و يحصل بذلك خير كثير للامة طالما حرمتة زمنا طويلا .
تلك من الواجبات علي الراعى لرعيتة .
اما الرعية فيجب عليها السمع و الطاعة لمن قادها بكتاب ربها و سنة نبيها ، ما لم يامر بمعصية فانة لا تجوز طاعتة فتلك المعصية ، لقول النبى صلي الله علية و سلم (لا طاعة فمعصية الله ، انما الطاعة فالمعروف ) متفق علي صحتة .
وقولة صلي الله علية و سلم :( لا طاعة لمخلوق فمعصية الخالق) رواة احمد، و الحاكم ، و غيرهما .
ويجب النصح له و الدعاء له و الاجتهاد فجمع الكلمة معة تحت راية الاسلام فقد ثبت ان النبى صلي الله علية و سلم قال : (الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : ”للة و لكتابة و لرسولة و لائمة المسلمين و عامتهم ” خرجة مسلم فصحيحة .
وثبت كذلك عن النبى صلي الله علية و سلم انه قال : (ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم : اخلاص العمل للة و مناصحة و لاة الامر ، و لزوم الجماعة ، فان دعوتهم تحيط من و راءهم ) رواة احمد ، و غيرة .
وفى بعض روايات الصحيح لوصية امير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضى الله عنة – المشهورة فالصحيحين ، و غيرهما ، قولة : (واحسنوا مؤازرة من يلى امركم ، و اعينوة ، و ادوا الية الامانة ) .
وعلي الرعية : الصبر علي الاثرة و قول كلمة الحق حسب القدرة و الطاقة ، فعن عبادة بن الصامت رضى الله عنة قال (بايعنا رسول الله صلي الله علية و سلم علي السمع و الطاعة فالعسر و اليسر ، و المنشط و المكرة ، و علي اثرة علينا ، و علي الا ننازع الامر اهلة ، الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فية برهان ، و علي ان نقول بالحق اينما كنا ، لا نخاف فالله لومة لائم ” متفق علي صحتة .
هذة من الواجبات علي الرعية للراعى .
وعلي جميع عبد مسلم من الرعاة و الرعية : ملازمة تقوي الله ، و ان يصبح مقصدهم الاعظم هو عبادة الله و حدة ، و الدعوة اليها ، و ان يحافظوا علي ”راس ما لهم ” جماعة المسلمين ، و ان لا يصبح من عصيانهم و عدم تطبيقهم لشريعة ربهم و تنكبهم الصراط المستقيم : فتنة للكافرين فالاصرار علي كفرهم و ليدع جميع مسلم بدعوة نبى الله ابراهيم علية السلام و من امن معة (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا و اغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم ) الممتحنة /5 .
اسال الله الكريم باسمائة الحسني و صفاتة العلي ان يلهم المسلمين رشدهم و يقيهم شر انفسهم و يصلح حالهم انه علي جميع شى قدير و بالاجابة جدير .
وصلي الله علي نبينا محمد و علي الة و صحبة و سلم .
- دعاء عند الفتن
- دعاء عن الفتنه
- دعاء رد الفتنة
- دعاء دفع الفتن
- دعاء النبي عند الفتنة
- دعاء الفتنة
- دعاء اخماد الفتنه
- ادعيه الفتن
- ادعية في زمن الفتن
- دعاء للفتن