الاب والام هم كل شى ف هذا الكون هنا الذى لايمكن الاستغناء عنهم فيجي علينا
اظهار محبتنا لهم وبر والدينا
برّ الوالدين وصيّةٌ ربانيّةٌ، تكرّر ذكرها في القرآن الكريم؛ تأكيداً وتذكيراً للمسلم بوالديه على الدوام
، يقول الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)،[٦] ولقد تنوّع التنويه إلى برّ الوالدين
وأهمّيته، فقد قال تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)،[٧]
وذلك نهيٌ عن أدنى مستويات توضيح الاستياء من أمرٍ نزل على الإنسان من أحد والديه
، وقال الله تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)،[٨] ففيه الأمر بالمصاحبة والتقرّب كذلك،
لا الطاعة المجرّدة وحسب، ولقد زيد في الترغيب في إتمام البرّ حين قال الرسول
عليه الصّلاة والسّلام: (رضا الله في رضا الوالد، وسُخط الله في سخط الوالد)،[٩] ولقد جاء
رجلٌ إلى الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يستأذنه للخروج معه للجهاد، فسأله الرّسول عليه السلام
: (ألكَ والدان؟ قلت: نعم، قال: الزمْهُما فإنّ الجنّةَ تحت أرجلهما).[١٠][١١] ولقد رفع الله مكانته
البرّ حتى كان أحبّ الأعمال إليه تعالى؛ فقد جاء عبد الله بن مسعود -رضي الله
عنه-
يسأل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، فقال الرسول صلّى
الله
عليه وسلّم: (الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أيّ؟ قال: ثمّ برّ الوالدين، قال: ثمّ أيّ؟
قال:
الجهاد في سبيل الله)،[١٢] وإذا أدرك المسلم عِظَم هذا العمل في ميزان الله تعالى، فإنّه
يبادر إلى الاستزادة منه وإتيانه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وإنّ ألوان برّ الوالدين كثيرةً
إذا شقّ أحدها على المسلم أدرك غيرها، ومن صور برّ الوالدين وطاعتهما التي يجب
أن يأتيها المسلم كلّها أو شيئاً منها الطاعة الكاملة لهما، ما لم يكن هناك معصية
لله تعالى
. النفقة على الوالدين، وذلك واجبٌ لا امتنانٌ. النزول عند رأيهما، وإرضاءهما بالاستغناء
عن الرأي الشخصيّ لأجلهما. إجابة دعوتهما، والتكلّم معهما باللين، والمبالغة في التواضع لهما.
الدعاء لهما بعد موتهما. إكرام صديقهما، رغبةً في إدخال السرور إلى قلبيهما، أو إكرام أهل
ودّهما
بعد وفاتهمثمرات رضا الوالدين إذا حرص المسلم على برّ والديه وإرضاءهما، وفاز في ذلك
فعلاً، فإنّ ذلك يعود عليه بثمراتٍ عظيمةٍ يجني خيرها في الدنيا والآخرة، من ثمرات وفضائل
برّ الوالدين يُعتير بر الوالدين من كمال الدين و وحُسن الإسلام. ينال المرء ببرّ الوالدين
أحبّ الأعمال إلى الله تعالى. يفوز البارّ بوالديه بالبركة في العمر والرزق والذريّة. يصل
البار بوالديه مكان الجنّة، ورضوان الله. يتنعّم البارّ بوالديه ببرّ أولاده له بعد وقت
، فالجزاء من جنس العمل. لا يطول كرب وهمّ البارّ بوالديه، بل إنّهما يمحوان ببركة
البرّ والإحسان للوالديه، ففي القصّة الواردة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
عن الثلاثة الذين أُغلق عليهم باب مغارةٍ، فلم يستطيعوا الخروج منها، فحين أيقنوا بالهلاك
، دعا كلّ واحدٍ منهم بأرجى عملٍ قد قدّمه لله تعالى، لعلّ الله ينفّس كربهم
ببركة حسناتهم