تفسير الانعام في القران , شرح سورة الانعام






تفسير ابن كثير/سورة الانعام

سورة الانعام


ابن كثير سورة الاعراف ←

1 الحمد للة الذي خلق السماوات و الارض و جعل الظلمات و النور بعدها الذين كفروا بربهم يعدلون (1)


2 هو الذي خلقكم من طين بعدها قضي اجلا و اجل مسمي عندة بعدها انتم تمترون (2)


3 و هو الله فالسماوات و فالارض يعلم سركم و جهركم و يعلم ما تكسبون (3)


4 و ما تاتيهم من اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين (4)


5 فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف ياتيهم انباء ما كانوا بة يستهزئون (5)


6 الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فالارض ما لم نمكن لكم و ارسلنا السماء عليهم مدرارا و جعلنا الانهار تجرى من تحتهم فاهلكناهم بذنوبهم و انشانا من بعدهم قرنا اخرين (6)


7 و لو نزلنا عليك كتابا فقرطاس فلمسوة بايديهم لقال الذين كفروا ان ذلك الا سحر مبين (7)


8 و قالوا لولا انزل علية ملك و لو انزلنا ملكا لقضى الامر بعدها لا ينظرون (8)


9 و لو جعلناة ملكا لجعلناة رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون (9)


10 و لقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا بة يستهزئون (10)


11 قل سيروا فالارض بعدها انظروا كيف كان عاقبة المكذبين (11)


12 قل لمن ما فالسماوات و الارض قل للة كتب علي نفسة الرحمة ليجمعنكم الي يوم القيامة لا ريب فية الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون (12)


13 و له ما سكن فالليل و النهار و هو السميع العليم (13)


14 قل اغير الله اتخذ و ليا فاطر السماوات و الارض و هو يطعم و لا يطعم قل انى امرت ان اكون اول من اسلم و لا تكونن من المشركين (14)


15 قل انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم (15)


16 من يصرف عنة يومئذ فقد رحمة و هذا الفوز المبين (16)


17 و ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يمسسك بخير فهو علي جميع شيء قدير (17)


18 و هو القاهر فوق عبادة و هو الحكيم الخبير (18)


19 قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بينى و بينكم و اوحى الى ذلك القران لانذركم بة و من بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخري قل لا اشهد قل انما هو الة و احد و اننى بريء مما تشركون (19)


20 الذين اتيناهم الكتاب يعرفونة كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون (20)


21 و من اظلم ممن افتري علي الله كذبا او كذب باياتة انه لا يفلح الظالمون (21)


22 و يوم نحشرهم جميعا بعدها نقول للذين اشركوا اين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون (22)


23 بعدها لم تكن فتنتهم الا ان قالوا و الله ربنا ما كنا مشركين (23)


24 انظر كيف كذبوا علي انفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون (24)


25 و منهم من يستمع اليك و جعلنا علي قلوبهم اكنة ان يفقهوة و فاذانهم و قرا و ان يروا جميع اية لا يؤمنوا فيها حتي اذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا ان ذلك الا اساطير الاولين (25)


26 و هم ينهون عنة و يناون عنة و ان يهلكون الا انفسهم و ما يشعرون (26)


27 و لو تري اذ و قفوا علي النار فقالوا يا ليتنا نرد و لا نكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين (27)


28 بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنة و انهم لكاذبون (28)


29 و قالوا ان هى الا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين (29)


30 و لو تري اذ و قفوا علي ربهم قال اليس ذلك بالحق قالوا بلي و ربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30)


31 ربما خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتي اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا علي ما فرطنا بها و هم يحملون اوزارهم علي ظهورهم الا ساء ما يزرون (31)


32 و ما الحياة الدنيا الا لعب و لهو و للدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون (32)


33 ربما نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون (33)


34 و لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و اوذوا حتي اتاهم نصرنا و لا مبدل لعبارات الله و لقد جاءك من نبا المرسلين (34)


35 و ان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغى نفقا فالارض او سلما فالسماء فتاتيهم باية و لو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجاهلين (35)


36 انما يستجيب الذين يسمعون و الموتي يبعثهم الله بعدها الية يرجعون (36)


37 و قالوا لولا نزل علية اية من ربة قل ان الله قادر علي ان ينزل اية و لكن اكثرهم لا يعلمون (37)


38 و ما من دابة فالارض و لا طائر يطير بجناحية الا امم امثالكم ما فرطنا فالكتاب من شيء بعدها الي ربهم يحشرون (38)


39 و الذين كذبوا باياتنا صم و بكم فالظلمات من يشا الله يضللة و من يشا يجعلة علي صراط مستقيم (39)


40 قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة اغير الله تدعون ان كنتم صادقين (40)


41 بل اياة تدعون فيكشف ما تدعون الية ان شاء و تنسون ما تشركون (41)


42 و لقد ارسلنا الي امم من قبلك فاخذناهم بالباساء و الضراء لعلهم يتضرعون (42)


43 فلولا اذ جاءهم باسنا تضرعوا و لكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون (43)


44 فلما نسوا ما ذكروا بة فتحنا عليهم ابواب جميع شيء حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون (44) فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد للة رب العالمين (45)


45 قل ارايتم ان اخذ الله سمعكم و ابصاركم و ختم علي قلوبكم من الة غير الله ياتيكم بة انظر كيف نصرف الايات بعدها هم يصدفون (46)


46 قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون (47)


47 و ما نرسل المرسلين الا مبشرين و منذرين فمن امن و اصلح فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون (48)


48 و الذين كذبوا باياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون (49)


49 قل لا اقول لكم عندى خزائن الله و لا اعلم الغيب و لا اقول لكم انى ملك ان اتبع الا ما يوحي الى قل هل يستوى الاعمي و البصير افلا تتفكرون (50)


50 و انذر بة الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم ليس لهم من دونة و لى و لا شفيع لعلهم يتقون (51)


51 و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون و جهة ما عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين (52)


52 و ايضا فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين (53)


53 و اذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم علي نفسة الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة بعدها تاب من بعدة و اصلح فانة غفور رحيم (54)


54 و ايضا نفصل الايات و لتستبين سبيل المجرمين (55)


55 قل انى نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله قل لا اتبع اهواءكم ربما ضللت اذا و ما انا من المهتدين (56)


56 قل انى علي بينة من ربى و كذبتم بة ما عندى ما تستعجلون بة ان الحكم الا للة يقص الحق و هو خير الفاصلين (57)


57 قل لو ان عندى ما تستعجلون بة لقضى الامر بينى و بينكم و الله اعلم بالظالمين (58)


58 و عندة مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو و يعلم ما فالبر و البحر و ما تسقط من و رقة الا يعلمها و لا حبة فظلمات الارض و لا رطب و لا يابس الا فكتاب مبين (59)


59 و هو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار بعدها يبعثكم فية ليقضي اجل مسمي بعدها الية مرجعكم بعدها ينبئكم بما كنتم تعملون (60)


60 و هو القاهر فوق عبادة و يرسل عليكم حفظة حتي اذا جاء احدكم الموت توفتة رسلنا و هم لا يفرطون (61)


61 بعدها ردوا الي الله مولاهم الحق الا له الحكم و هو اسرع الحاسبين (62)


62 قل من ينجيكم من ظلمات البر و البحر تدعونة تضرعا و خفية لئن انجانا من هذة لنكونن من الشاكرين (63)


63 قل الله ينجيكم منها و من جميع كرب بعدها انتم تشركون (64)


64 قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون (65)


65 و كذب بة قومك و هو الحق قل لست عليكم بوكيل (66)


66 لكل نبا مستقر و سوف تعلمون (67)


67 و اذا رايت الذين يخوضون فاياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا فحديث غيرة و اما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين (68)


68 و ما علي الذين يتقون من حسابهم من شيء و لكن ذكري لعلهم يتقون (69)


69 و ذر الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا و غرتهم الحياة الدنيا و ذكر بة ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله و لى و لا شفيع و ان تعدل جميع عدل لا يؤخذ منها اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم و عذاب اليم بما كانوا يكفرون (70)


70 قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا و نرد علي اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذى استهوتة الشياطين فالارض حيران له اصحاب يدعونة الي الهدي ائتنا قل ان هدي الله هو الهدي و امرنا لنسلم لرب العالمين (71)


71 و ان اقيموا الصلاة و اتقوة و هو الذي الية تحشرون (72)


72 و هو الذي خلق السماوات و الارض بالحق و يوم يقول كن فيصبح قولة الحق و له الملك يوم ينفخ فالصور عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير (73)


73 و اذ قال ابراهيم لابية ازر اتتخذ اصناما الهة انى اراك و قومك فضلال مبين (74)


74 و ايضا نرى ابراهيم ملكوت السماوات و الارض و ليصبح من الموقنين (75)


75 فلما جن علية الليل راي كوكبا قال ذلك ربى فلما افل قال لا احب الافلين (76)


76 فلما راي القمر بازغا قال ذلك ربى فلما افل قال لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين (77)


77 فلما راي الشمس بازغة قال ذلك ربى ذلك اكبر فلما افلت قال يا قوم انى بريء مما تشركون (78)


78 انى و جهت و جهى للذى فطر السماوات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين (79)


79 و حاجة قومة قال اتحاجونى فالله و ربما هدان و لا اخاف ما تشركون بة الا ان يشاء ربى شيئا و سع ربى جميع شيء علما افلا تتذكرون (80)


80 و كيف اخاف ما اشركتم و لا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل بة عليكم سلطانا فاى الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون (81)


81 الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون (82)


82 و تلك حجتنا اتيناها ابراهيم علي قومة نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم (83)


83 و وهبنا له اسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل و من ذريتة داوود و سليمان و ايوب و يوسف و موسي و هارون و ايضا نجزى المحسنين (84)


84 و زكريا و يحيي و عيسي و الياس جميع من الصالحين (85)


85 و اسماعيل و اليسع و يونس و لوطا و كلا فضلنا علي العالمين (86)


86 و من ابائهم و ذرياتهم و اخوانهم و اجتبيناهم و هديناهم الي صراط مستقيم (87)


87 هذا هدي الله يهدى بة من يشاء من عبادة و لو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون (88)


88 اولئك الذين اتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة فان يكفر فيها هؤلاء فقد و كلنا فيها قوما ليسوا فيها بكافرين (89)


89 اولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتدة قل لا اسالكم علية اجرا ان هو الا ذكري للعالمين (90)


90 و ما قدروا الله حق قدرة اذ قالوا ما انزل الله علي بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء بة موسي نورا و هدي للناس تجعلونة قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا و علمتم ما لم تعلموا انتم و لا اباؤكم قل الله بعدها ذرهم فخوضهم يلعبون (91)


91 و ذلك كتاب انزلناة مبارك مصدق الذي بين يدية و لتنذر ام القري و من حولها و الذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون بة و هم علي صلاتهم يحافظون (92)


92 و من اظلم ممن افتري علي الله كذبا او قال اوحى الى و لم يوح الية شيء و من قال سانزل كما انزل الله و لو تري اذ الظالمون فغمرات الموت و الملائكة باسطو ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون علي الله غير الحق و كنتم عن اياتة تستكبرون (93)


93 و لقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم اول مرة و تركتم ما خولناكم و راء ظهوركم و ما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم و ضل عنكم ما كنتم تزعمون (94)


94 ان الله فالق الحب و النوي يظهر الحى من الميت و مخرج الميت من الحى ذلكم الله فاني تؤفكون (95)


95 فالق الاصباح و جعل الليل سكنا و الشمس و القمر حسبانا هذا تقدير العزيز العليم (96)


96 و هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا فيها فظلمات البر و البحر ربما فصلنا الايات لقوم يعلمون (97)


97 و هو الذي انشاكم من نفس و احدة فمستقر و مستودع ربما فصلنا الايات لقوم يفقهون (98)


98 و هو الذي انزل من السماء ماء فاخرجنا بة نبات جميع شيء فاخرجنا منة خضرا نخرج منة حبا متراكبا و من النخل من طلعها قنوان دانية و جنات من اعناب و الزيتون و الرمان مشتبها و غير متشابة انظروا الي ثمرة اذا اثمر و ينعة ان فذلكم لايات لقوم يؤمنون (99)


99 و جعلوا للة شركاء الجن و خلقهم و خرقوا له بنين و فتيات بغير علم سبحانة و تعالي عما يصفون (100)


100 بديع السماوات و الارض انني يصبح له و لد و لم تكن له صاحبة و خلق جميع شيء و هو بكل شيء عليم (101)


101 ذلكم الله ربكم لا الة الا هو خالق جميع شيء فاعبدوة و هو علي جميع شيء و كيل (102)


102 لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير (103)


103 ربما جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسة و من عمى فعليها و ما انا عليكم بحفيظ (104)


104 و ايضا نصرف الايات و ليقولوا درست و لنبينة لقوم يعلمون (105)


105 اتبع ما اوحى اليك من ربك لا الة الا هو و اعرض عن المشركين (106)


106 و لو شاء الله ما اشركوا و ما جعلناك عليهم حفيظا و ما انت عليهم بوكيل (107)


107 و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ايضا زينا لكل امة عملهم بعدها الي ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون (108)


108 و اقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنن فيها قل انما الايات عند الله و ما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون (109)


109 و نقلب افئدتهم و ابصارهم كما لم يؤمنوا بة اول مرة و نذرهم فطغيانهم يعمهون (110)


110 و لو اننا نزلنا اليهم الملائكة و كلمهم الموتي و حشرنا عليهم جميع شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله و لكن اكثرهم يجهلون (111)


111 و ايضا جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس و الجن يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا و لو شاء ربك ما فعلوة فذرهم و ما يفترون (112)


112 و لتصغي الية افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة و ليرضوة و ليقترفوا ما هم مقترفون (113)


113 افغير الله ابتغى حكما و هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا و الذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه بيت =من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين (114)


114 و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماتة و هو السميع العليم (115)


115 و ان تطع اكثر من فالارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن و ان هم الا يخرصون (116)


116 ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيلة و هو اعلم بالمهتدين (117)


117 فكلوا مما ذكر اسم الله علية ان كنتم باياتة مؤمنين (118)


118 و ما لكم الا تاكلوا مما ذكر اسم الله علية و ربما فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم الية و ان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمعتدين (119)


119 و ذروا ظاهر الاثم و باطنة ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون (120)


120 و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية و انه لفسق و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم و ان اطعتموهم انكم لمشركون (121)


121 اومن كان ميتا فاحييناة و جعلنا له نورا يمشى بة فالناس كمن مثلة فالظلمات ليس بخارج منها ايضا زين للكافرين ما كانوا يعملون (122)


122 و ايضا جعلنا فكل قرية اكابر مجرميها ليمكروا بها و ما يمكرون الا بانفسهم و ما يشعرون (123)


123 و اذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتي نؤتي كما اوتى رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالتة سيصيب الذين اجرموا صغيرة عند الله و عذاب شديد بما كانوا يمكرون (124)


124 فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام و من يرد ان يضلة يجعل صدرة ضيقا حرجا كانما يصعد فالسماء ايضا يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون (125)


125 و ذلك صراط ربك مستقيما ربما فصلنا الايات لقوم يذكرون (126)


126 لهم دار السلام عند ربهم و هو و ليهم بما كانوا يعملون (127)


127 و يوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن ربما استكثرتم من الانس و قال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين بها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم (128)


128 و ايضا نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون (129)


129 يا معشر الجن و الانس الم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتى و ينذرونكم لقاء يومكم ذلك قالوا شهدنا علي انفسنا و غرتهم الحياة الدنيا و شهدوا علي انفسهم انهم كانوا كافرين (130)


130 هذا ان لم يكن ربك مهلك القري بظلم و اهلها غافلون (131)


131 و لكل درجات مما عملوا و ما ربك بغافل عما يعملون (132)


132 و ربك الغنى ذو الرحمة ان يشا يذهبكم و يستخلف من بعدكم ما يشاء كما انشاكم من ذرية قوم اخرين (133)


133 ان ما توعدون لات و ما انتم بمعجزين (134)


134 قل يا قوم اعملوا علي مكانتكم انى عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار انه لا يفلح الظالمون (135)


135 و جعلوا للة مما ذرا من الحرث و الانعام نصيبا فقالوا ذلك للة بزعمهم و ذلك لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الي الله و ما كان للة فهو يصل الي شركائهم ساء ما يحكمون (136)


136 و ايضا زين لعديد من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم ليردوهم و ليلبسوا عليهم دينهم و لو شاء الله ما فعلوة فذرهم و ما يفترون (137)


137 و قالوا هذة انعام و حرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم و انعام حرمت ظهورها و انعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء علية سيجزيهم بما كانوا يفترون (138)


138 و قالوا ما فبطون هذة الانعام خالصة لذكورنا و محرم علي ازواجنا و ان يكن ميتة فهم فية شركاء سيجزيهم و صفهم انه حكيم عليم (139)


139 ربما خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم و حرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله ربما ضلوا و ما كانوا مهتدين (140)


140 و هو الذي انشا جنات معروشات و غير معروشات و النخل و الزرع مختلفا اكلة و الزيتون و الرمان متشابها و غير متشابة كلوا من ثمرة اذا اثمر و اتوا حقة يوم حصادة و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين (141)


141 و من الانعام حمولة و فرشا كلوا مما رزقكم الله و لا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين (142)


142 ثمانية ازواج من الضان اثنين و من المعز اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت علية ارحام الانثيين نبئونى بعلم ان كنتم صادقين (143)


143 و من الابل اثنين و من البقر اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت علية ارحام الانثيين ام كنتم شهداء اذ و صاكم الله بهذا فمن اظلم ممن افتري علي الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدى القوم الظالمين (144)


144 قل لا اجد فما اوحى الى محرما علي طاعم يطعمة الا ان يصبح ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانة رجس او فسقا اهل لغير الله بة فمن اضطر غير باغ و لا عاد فان ربك غفور رحيم (145)


145 و علي الذين هادوا حرمنا جميع ذى ظفر و من البقر و الغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم هذا جزيناهم ببغيهم و انا لصادقون (146)


146 فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة و اسعة و لا يرد باسة عن القوم المجرمين (147)


147 سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا و لا اباؤنا و لا حرمنا من شيء ايضا كذب الذين من قبلهم حتي ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوة لنا ان تتبعون الا الظن و ان انتم الا تخرصون (148)


148 قل فللة الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين (149)


149 قل هلم شهداءكم الذين يشهدون ان الله حرم ذلك فان شهدوا فلا تشهد معهم و لا تتبع اهواء الذين كذبوا باياتنا و الذين لا يؤمنون بالاخرة و هم بربهم يعدلون (150)


150 قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا بة شيئا و بالوالدين احسانا و لا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم و اياهم و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم و صاكم بة لعلكم تعقلون (151)


151 و لا تقربوا ما ل اليتيم الا بالتى هى اقوى حتي يبلغ اشدة و اوفوا الكيل و الميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا و سعها و اذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربي و بعهد الله اوفوا ذلكم و صاكم بة لعلكم تذكرون (152)


152 و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ذلكم و صاكم بة لعلكم تتقون (153)


153 بعدها اتينا موسي الكتاب تماما علي الذي اقوى و تفصيلا لكل شيء و هدي و رحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154)


154 و ذلك كتاب انزلناة مبارك فاتبعوة و اتقوا لعلكم ترحمون (155)


155 ان تقولوا انما انزل الكتاب علي طائفتين من قبلنا و ان كنا عن دراستهم لغافلين (156)


156 او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدي منهم فقد جاءكم بينة من ربكم و هدي و رحمة فمن اظلم ممن كذب بايات الله و صدف عنها سنجزى الذين يصدفون عن اياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون (157)


157 هل ينظرون الا ان تاتيهم الملائكة او ياتى ربك او ياتى بعض ايات ربك يوم ياتى بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت فايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون (158)


158 ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فشيء انما امرهم الي الله بعدها ينبئهم بما كانوا يفعلون (159)


159 من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها و هم لا يظلمون (160)


160 قل اننى هدانى ربى الي صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين (161)


161 قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى للة رب العالمين (162)


162 لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين (163)


163 قل اغير الله ابغى ربا و هو رب جميع شيء و لا تكسب جميع نفس الا عليها و لا تزر و ازرة و زر اخري بعدها الي ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فية تختلفون (164)


164 و هو الذي جعلكم خلائف الارض و رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فما اتاكم ان ربك سريع العقاب و انه لغفور رحيم (165)


الحمد للة الذي خلق السماوات و الارض و جعل الظلمات و النور بعدها الذين كفروا بربهم يعدلون (1)[عدل]

الحمد للة الذي خلق السماوات و الارض و جعل الظلمات و النور بعدها الذين كفروا بربهم يعدلون

سورة الانعام قال العوفى و عكرمة و عطاء عن ابن عباس انزلت سورة الانعام بمكة . و قال الطبرانى : حدثنا على بن عبدالعزيز حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : نزلت الانعام بمكة ليلا جملة و احدة حولها سبعون الف ملك يجارون حولها بالتسبيح و قال سفيان الثورى عن ليث عن شهر بن حوشب عن اسماء فتاة يزيد قالت : نزلت سورة الانعام علي النبى صلي الله علية و سلم جملة و انا اخذة بزمام ناقة النبى صلي الله علية و سلم ان كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة . و قال شريك عن ليث عن شهر عن اسماء قالت : نزلت سورة الانعام علي رسول الله صلي الله علية و سلم و هو فمسير فزجل من الملائكة و ربما طبقوا ما بين السماء و الارض . و قال السدى عن مرة عن عبدالله قال : نزلت سورة الانعام يشيعها سبعون الفا من الملائكة و روى نحوة من و جة احدث عن ابن مسعود . و قال الحاكم فمستدركة : حدثنا ابو عبدالله محمد بن يعقوب الحافظ و ابو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا : حدثنا محمد بن عبدالوهاب العبدى اخبرنا جعفر بن عون حدثنا اسماعيل بن عبدالرحمن السدى حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال : لما نزلت سورة الانعام سبح رسول الله صلي الله علية و سلم بعدها قال ” لقد شيع هذة السورة من الملائكة ما سد الافق ” بعدها قال صحيح علي شرط مسلم . و قال ابو بكر بن مردوية : حدثنا محمد بن عمر حدثنا ابراهيم بن درستوية الفارسى حدثنا ابو بكر بن احمد بن محمد بن سالم حدثنا ابن ابى فديك حدثنى عمر بن طلحة الرقاشى عن نافع بن ما لك بن ابى سهيل عن انس بن ما لك قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” نزلت سورة الانعام معها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح , و الارض بهم ترتج ” و رسول الله يقول ” سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم ” بعدها روي ابن مردوية عن الطبرانى عن ابراهيم بن نائلة عن اسماعيل بن عمر عن يوسف بن عطية عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم” نزلت على سورة الانعام جملة و احدة و شيعها سبعون الفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح و التحميد” .

يقول الله تعالي ما دحا نفسة الكريمة و حامدا لها علي خلقة السموات و الارض قرارا لعبادة . و جعل الظلمات و النور منفعة لعبادة فليلهم و نهارهم فجمع لفظ الظلمات و وحد لفظ النور لكونة اشرف كقولة تعالي ” عن اليمين و الشمائل ” و كما قال فاخر هذة السورة ” و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ” بعدها قال تعالي ” بعدها الذين كفروا بربهم يعدلون” اي و مع ذلك كلة كفر بة بعض عبادة و جعلوا له شريكا و عدلا و اتخذوا له صاحبة و ولدا تعالي الله عز و جل عن هذا علوا كبيرا .

هو الذي خلقكم من طين بعدها قضي اجلا و اجل مسمي عندة بعدها انتم تمترون (2)[عدل]

هو الذي خلقكم من طين بعدها قضي اجلا و اجل مسمي عندة بعدها انتم تمترون

وقولة تعالي ” هو الذي خلقكم من طين ” يعنى اباهم ادم الذي هو اصلهم و منة خرجوا فانتشروا فالمشارق و المغارب و قوله” بعدها قضي اجلا و اجل مسمي عندة ” قال سعيد بن جبير عن ابن عباس ” بعدها قضي اجلا ” يعنى الموت ” و اجل مسمي عندة ” يعنى الاخرة و كذا روى عن مجاهد و عكرمة و سعيد بن جبير و الحسن و قتادة و الضحاك و زيد بن اسلم و عطية و السدى و مقاتل بن حيان و غيرهم و قول الحسن فرواية عنة ” بعدها قضي اجلا” و هو ما بين ان يخلق الي ان يموت ” و اجل مسمي عندة ” و هو ما بين ان يموت الي ان يبعث هو يرجع الي ما تقدم و هو تقدير الاجل الخاص و هو عمر جميع انسان و تقدير الاجل العام و هو عمر الدنيا بكمالها بعدها انتهائها و انقضائها و زوالها و انتقالها و المصير الي الدار الاخرة و عن ابن عباس و مجاهد” بعدها قضي اجلا ” يعنى لمدة الدنيا ” و اجل مسمي عندة ” يعنى عمر الانسان الي حين موتة و كانة ما خوذ من قولة تعالي بعد ذلك ” و هو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار ” الاية و قال عطية عن ابن عباس ” بعدها قضي اجلا ” يعنى النوم يقبض فية الروح بعدها يرجع الي صاحبة عند اليقظة ” و اجل مسمي عندة ” يعنى اجل موت الانسان و ذلك قول غريب و معني قولة ” عندة ” اي لا يعلمة الا هو كقولة ” انما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها الا هو ” و كقوله” يسالونك عن الساعة ايان مرساها فيم انت من ذكراها الي ربك منتهاها ” و قولة تعالي ” بعدها انتم تمترون ” قال السدى و غيرة : يعنى تشكون فامر الساعة .

وهو الله فالسماوات و فالارض يعلم سركم و جهركم و يعلم ما تكسبون (3)[عدل]

وهو الله فالسماوات و فالارض يعلم سركم و جهركم و يعلم ما تكسبون

وقولة تعالي ” و هو الله فالسموات و فالارض يعلم سركم و جهركم ” اختلف مفسرو هذة الاية علي اقوال بعد اتفاقهم علي انكار قول الجهمية الاول القائلين تعالي عن قولهم علوا كبيرا بانة فكل مكان حيث حملوا الاية علي هذا فالاصح من الاقوال انه المدعو الله فالسموات و فالارض اي يعبدة و يوحدة و يقر له بالالهية من فالسموات و من فالارض و يسمونة الله و يدعونة رغبا و رهبا الا من كفر من الجن و الانس و هذة الاية علي ذلك القول كقولة تعالي ” و هو الذي فالسماء الة و فالارض الة ” اي هو الة من فالسماء و الة من فالارض و علي ذلك فيصبح قولة ” يعلم سركم و جهركم ” خبرا او حالا . ” و القول الثاني ” ان المراد انه الله الذي يعلم ما فالسموات و ما فالارض من سر و جهر فيصبح قولة يعلم متعلقا بقولة ” فالسموات و فالارض ” تقديرة و هو الله يعلم سركم و جهركم فالسموات و فالارض و يعلم ما تكسبون و القول الثالث ان قولة ” و هو الله فالسموات ” و قف تام بعدها استانف الخبر فقال ” و فالارض يعلم سركم و جهركم ” و ذلك اختيار ابن جرير و قولة ” و يعلم ما تكسبون ” اي كل اعمالكم خيرها و شرها .

وما تاتيهم من اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين (4)[عدل]

وما تاتيهم من اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين

يقول تعالي مخبرا عن المشركين المكذبين المعاندين انهم كلما اتتهم اية اي دلالة و معجزة و حجة من الدلالات علي و حدانية الله و صدق رسلة الكرام فانهم يعرضون عنها فلا ينظرون اليها و لا يبالون فيها .

فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف ياتيهم انباء ما كانوا بة يستهزئون (5)[عدل]

فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف ياتيهم انباء ما كانوا بة يستهزئون

وهذا تهديد لهم و وعيد شديد علي تكذيبهم بالحق بانة لا بد ان ياتيهم خبر ما هم فية من التكذيب و ليجدن غبة و ليذوقن و بالة . بعدها قال تعالي و اعظا لهم ان يصيبهم من العذاب و النكال الدنيوى ما حل باشباههم و نظرائهم من القرون السالفة الذين كانوا اشد منهم قوة و اكثر جمعا و اكثر اموالا و اولادا و استعلاء فالارض و عمارة لها .

الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فالارض ما لم نمكن لكم و ارسلنا السماء عليهم مدرارا و جعلنا الانهار تجرى من تحتهم فاهلكناهم بذنوبهم و انشانا من بعدهم قرنا اخرين (6)[عدل]

الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فالارض ما لم نمكن لكم و ارسلنا السماء عليهم مدرارا و جعلنا الانهار تجرى من تحتهم فاهلكناهم بذنوبهم و انشانا من بعدهم قرنا اخرين

فقال” الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فالارض ما لم نمكن لكم ” اي من الاموال و الاولاد و الاعمار و الجاة العريض و السعة و الجنود و لهذا قال ” و ارسلنا السماء عليهم مدرارا ” اي شيئا بعد شيء ” و جعلنا الانهار تجرى من تحتهم ” اي كثرنا عليهم امطار السماء و ينابيع الارض اي استدراجا و املاء لهم ” فاهلكناهم بذنوبهم” اي بخطاياهم و سيئاتهم التي اجترموها ” و انشانا من بعدهم قرنا اخرين ” اي فذهب الاولون كامس الذاهب و جعلناهم احاديث ” و انشانا من بعدهم قرنا اخرين ” اي جيلا احدث لنختبرهم فعملوا كاعمالهم فاهلكوا كاهلاكهم فاحذروا ايها المخاطبون ان يصيبكم كما اصابهم فما انتم باعز علي الله منهم و الرسول الذي كذبتموة اكرم علي الله من رسولهم فانتم اولي بالعذاب و معاجلة العقوبة منهم لولا لطفة و احسانة .

ولو نزلنا عليك كتابا فقرطاس فلمسوة بايديهم لقال الذين كفروا ان ذلك الا سحر مبين (7)[عدل]

ولو نزلنا عليك كتابا فقرطاس فلمسوة بايديهم لقال الذين كفروا ان ذلك الا سحر مبين

يقول تعالي مخبرا عن المشركين و عنادهم و مكابرتهم للحق و مباهتتهم و منازعتهم فية ” و لو نزلنا عليك كتابا فقرطاس فلمسوة بايديهم ” اي عاينوة و راوا نزولة و باشروا هذا لقال ” الذين كفروا ان ذلك الا سحر مبين ” و ذلك كما قال تعالي مخبرا عن مكابرتهم للمحسوسات ” و لو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فية يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون ” و كقولة تعالى” و ان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ” .

وقالوا لولا انزل علية ملك و لو انزلنا ملكا لقضى الامر بعدها لا ينظرون (8)[عدل]

وقالوا لولا انزل علية ملك و لو انزلنا ملكا لقضى الامر بعدها لا ينظرون

” و قالوا لولا انزل علية ملك ” اي ليصبح معة نذيرا قال الله تعالى” و لو انزلنا ملكا لقضى الامر بعدها لا ينظرون” اي لو نزلت الملائكة علي ما هم علية لجاءهم من الله العذاب . كما قال الله تعالي ” ما ننزل الملائكة الا بالحق و ما كانوا اذا منظرين ” و قولة ” يوم يرون الملائكة لا بشري يومئذ للمجرمين” الاية .

ولو جعلناة ملكا لجعلناة رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون (9)[عدل]

ولو جعلناة ملكا لجعلناة رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون

اى لو انزلنا مع الرسول البشرى ملكا اي لو بعثنا الي البشر رسولا ملكيا لكان علي هيئة الرجل ليمكنهم مخاطبتة و الانتفاع بالاخذ عنة و لو كان ايضا لالتبس عليهم الامر كما هم يلبسون علي انفسهم فقبول رسالة البشرى كقولة تعالي ” قل لو كان فالارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا” فمن رحمتة تعالي بخلقة انه يرسل الي جميع صنف من الخلائق رسلا منة ليدعو بعضهم بعضا و ليمكن بعضهم ان ينتفع ببعض فالمخاطبة و السؤال كما قال تعالي ” لقد من الله علي المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياتة و يزكيهم” الاية قال الضحاك عن ابن عباس فالاية : يقول لو اتاهم ملك ما اتاهم الا فصورة رجل لانهم لا يستطيعون النظر الي الملائكة من النور ” و للبسنا عليهم ما يلبسون ” اي و لخلطنا عليهم ما يخلطون و قال الوالبى عنة : و لشبهنا عليهم .

ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا بة يستهزئون (10)[عدل]

ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا بة يستهزئون

هذة تسلية للنبى صلي الله علية و سلم فتكذيب من كذبة من قومة و وعد له للمؤمنين بة بالنصرة و العاقبة الحسنة فالدنيا و الاخرة .

قل سيروا فالارض بعدها انظروا كيف كان عاقبة المكذبين (11)[عدل]

قل سيروا فالارض بعدها انظروا كيف كان عاقبة المكذبين

اى فكروا فانفسكم و انظروا ما احل الله بالقرون الماضية الذين كذبوا رسلة و عاندوهم من العذاب و النكال و العقوبة فالدنيا مع ما ادخر لهم من العذاب الاليم فالاخرة و كيف نجي رسلة و عبادة المؤمنين .

قل لمن ما فالسماوات و الارض قل للة كتب علي نفسة الرحمة ليجمعنكم الي يوم القيامة لا ريب فية الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون (12)[عدل]

قل لمن ما فالسماوات و الارض قل للة كتب علي نفسة الرحمة ليجمعنكم الي يوم القيامة لا ريب فية الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون

يخبر تعالي انه ما لك السموات و الارض و من فيهما و انه ربما كتب علي نفسة المقدسة الرحمة كما ثبت فالصحيحين من طريق الاعمش عن ابى صالح عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : قال النبى صلي الله علية و سلم ” ان الله لما خلق الخلق كتب كتابا عندة فوق العرش ان رحمتى تغلب غضبى و قولة ” ليجمعنكم الي يوم القيامة لا ريب فيه” هذة اللام هى الموطئة للقسم فاقسم بنفسة الكريمة ليجمعن عبادة ” الي ميقات يوم معلوم ” و هو يوم القيامة الذي لا ريب فية اي لا شك فية عند عبادة المؤمنين فاما الجاحدون المكذبون فهم فريبهم يترددون و قال ابن مردوية عن تفسير هذة الاية : حدثنا محمد بن احمد بن ابراهيم حدثنا عبيد الله بن احمد بن عقبة حدثنا عباس بن محمد حدثنا حسين بن محمد حدثنا محصن بن عتبة اليمانى عن الزبير بن شبيب عن عثمان بن حاضر عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلي الله علية و سلم عن الوقوف بين يدى رب العالمين هل فية ماء قال ” و الذي نفسى بيدة ان فية لماء ان اولياء الله ليردون حياض الانبياء و يبعث الله تعالي سبعين الف ملك فايديهم عصى من نار يذودون الكفار عن حياض الانبياء ” ذلك حديث غريب. و فالترمذى ” ان لكل نبى حوضا و ارجو ان اكون اكثرهم و اردا ” و قولة ” الذين خسروا انفسهم” اي يوم القيامة ” فهم لا يؤمنون ” اي لا يصدقون بالمعاد و لا يخافون شر هذا اليوم .

ولة ما سكن فالليل و النهار و هو السميع العليم (13)[عدل]

ولة ما سكن فالليل و النهار و هو السميع العليم

وهو السميع العليم ” اي السميع لاقوال عبادة العليم بحركاتهم و ضمائرهم و سرائرهم بعدها قال تعالي لعبدة و رسولة محمد صلي الله علية و سلم الذي بعثة بالتوحيد العظيم و بالشرع القويم و امرة ان يدعو الناس الي صراط الله المستقيم .

قل اغير الله اتخذ و ليا فاطر السماوات و الارض و هو يطعم و لا يطعم قل انى امرت ان اكون اول من اسلم و لا تكونن من المشركين (14)[عدل]

قل اغير الله اتخذ و ليا فاطر السماوات و الارض و هو يطعم و لا يطعم قل انى امرت ان اكون اول من اسلم و لا تكونن من المشركين

” قل اغير الله اتخذ و ليا فاطر السموات و الارض ” كقوله” قل افغير الله تامرونى اعبد ايها الجاهلون” و المعني : لا اتخذ و ليا الا الله و حدة لا شريك له فانة فاطر السموات و الارض اي خالقهما و مبدعهما علي غير مثال سبق ” و هو يطعم و لا يطعم ” اي و هو الرزاق لخلقة من غير احتياج اليهم كما قال تعالي ” و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ” الاية و اقر بعضهم ههنا ” و هو يطعم و لا يطعم” اي لا ياكل و فحديث سهيل بن ابى صالح عن ابية عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : دعا رجل من الانصار من اهل قباء النبى صلي الله علية و سلم علي اكل فانطلقنا معة فلما طعم النبى صلي الله علية و سلم و غسل يدية قال ” الحمد للة الذي يطعم و لا يطعم و من علينا فهدانا و اطعمنا و سقانا من الشراب و كسانا من العرى و جميع بلاء حسن ابلانا الحمد للة غير مودع ربى و لا مكفى و لا مكفور و لا مستغني عنة الحمد للة الذي اطعمنا من الاكل و سقانا من الشراب و كسانا من العرى و هدانا من الضلال و بصرنا من العمي و فضلنا علي كثير ممن خلق تفضيلا الحمد للة رب العالمين” ” قل انى امرت ان اكون اول من اسلم ” اي من هذة الامة .

قل انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم (15)[عدل]

قل انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم

يعنى يوم القيامة .

من يصرف عنة يومئذ فقد رحمة و هذا الفوز المبين (16)[عدل]

من يصرف عنة يومئذ فقد رحمة و هذا الفوز المبين

” من يصرف عنة ” اي العذاب ” يومئذ فقد رحمة ” يعنى فقد رحمة الله ” و هذا هو الفوز المبين ” كقولة ” فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز ” و الفوز حصول الربح و نفى الخسارة .

وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يمسسك بخير فهو علي جميع شيء قدير (17)[عدل]

وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يمسسك بخير فهو علي جميع شيء قدير

يقول تعالي مخبرا انه ما لك الضر و النفع و انه المتصرف فخلقة بما يشاء لا معقب لحكمة و لا راد لقضائه” و ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يمسسك بخير فهو علي جميع شيء قدير ” كقولة تعالى” ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعدة ” و فالصحيح ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان يقول ” لا ما نع لما اعطيت و لا معطى لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد ” .

وهو القاهر فوق عبادة و هو الحكيم الخبير (18)[عدل]

وهو القاهر فوق عبادة و هو الحكيم الخبير

ولهذا قال تعالي ” و هو القاهر فوق عبادة ” اي هو الذي خضعت له الرقاب و ذلت له الجبابرة و عنت له الوجوة و قهر جميع شيء و دانت له الخلائق و تواضعت لعظمة جلالة و كبريائة و عظمتة و علوة و قدرتة علي الحاجات و استكانت و تضاءلت بين يدية و تحت قهرة و حكمة ” و هو الحكيم ” اي فجميع افعالة ” الخبير” بمواضع الحاجات و محالها فلا يعطى الا من يستحق و لا يمنع الا من يستحق .

قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بينى و بينكم و اوحى الى ذلك القران لانذركم بة و من بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخري قل لا اشهد قل انما هو الة و احد و اننى بريء مما تشركون (19)[عدل]

قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بينى و بينكم و اوحى الى ذلك القران لانذركم بة و من بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخري قل لا اشهد قل انما هو الة و احد و اننى بريء مما تشركون

ثم قال ” قل اي شيء اكبر شهادة ” اي من اعظم الحاجات شهادة ” قل الله شهيد بينى و بينكم ” اي هو العالم بما جئتكم بة و ما انتم قائلون لي” و اوحى الى ذلك القران لانذركم بة و من بلغ” اي هو نذير لكل من بلغة كقولة تعالي ” و من يكفر بة من الاحزاب فالنار موعدة ” قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا و كيع و ابو اسامة و ابو خالد عن موسي بن عبيدة عن محمد بن كعب فقولة ” و من بلغ ” من بلغة القران فكانما راي النبى صلي الله علية و سلم زاد ابو خالد و كلمة . و رواة ابن جرير من طريق ابى معشر عن محمد بن كعب قال : من بلغة القران فقد ابلغة محمد صلي الله علية و سلم و قال عبدالرزاق عن معمر عن قتادة فقولة تعالي ” لانذركم بة و من بلغ ” ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ” بلغوا عن الله فمن بلغتة اية من كتاب الله فقد بلغة امر الله ” و قال الربيع بن انس حق علي من اتبع رسول الله صلي الله علية و سلم ان يدعو كالذى دعا رسول الله صلي الله علية و سلم و ان ينذر بالذى انذر و قولة ” ائنكم لتشهدون” ايها المشركون اي ” ان مع الله الهة اخري قل لا اشهد ” كقولة ” فان شهدوا فلا تشهد معهم” ” قل انما هو الة و احد و اننى بريء مما تشركون” .

الذين اتيناهم الكتاب يعرفونة كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون (20)[عدل]

الذين اتيناهم الكتاب يعرفونة كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون

ثم قال تعالي مخبرا عن اهل الكتاب انهم يعرفون ذلك الذي جئتهم بة كما يعرفون ابناءهم بما عندهم من الاخبار و الانباء عن المرسلين المتقدمين و الانبياء فان الرسل كلهم بشروا بوجود محمد صلي الله علية و سلم و نعتة و صفتة و بلدة و مهاجرة و صفة امتة و لهذا قال بعدة ” الذين خسروا انفسهم” اي خسروا جميع الخسارة ” فهم لا يؤمنون ” بهذا الامر الجلى الظاهر الذي بشرت بة الانبياء و نوهت بة فقديم الزمان و جديدة .

ومن اظلم ممن افتري علي الله كذبا او كذب باياتة انه لا يفلح الظالمون (21)[عدل]

ومن اظلم ممن افتري علي الله كذبا او كذب باياتة انه لا يفلح الظالمون

ثم قال ” و من اظلم ممن افتري علي الله كذبا او كذب باياته” اي لا اظلم ممن تقول علي الله فادعي ان الله ارسلة و لم يكن ارسلة بعدها لا اظلم ممن كذب بايات الله و حججة و براهينة و دلالاتة ” انه لا يفلح الظالمون ” اي لا يفلح ذلك و لا ذلك لا المفترى و لا المكذب .

ويوم نحشرهم جميعا بعدها نقول للذين اشركوا اين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون (22)[عدل]

ويوم نحشرهم جميعا بعدها نقول للذين اشركوا اين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون

يقول تعالي مخبرا عن المشركين ” يوم نحشرهم جميعا ” يوم القيامة فيسالهم عن الاصنام و الانداد التي كانوا يعبدونها قائلا لهم ” اين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ” كقولة تعالي فسورة القصص ” و يوم يناديهم فيقول اين شركائى الذين كنتم تزعمون ” .

ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا و الله ربنا ما كنا مشركين (23)[عدل]

ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا و الله ربنا ما كنا مشركين

وقولة تعالي ” بعدها لم تكن فتنتهم” اي حجتهم الا ان قالوا ” و الله ربنا ما كنا مشركين ” قال الضحاك عن ابن عباس ” بعدها لم تكن فتنتهم ” اي حجتهم . و قال عطاء الخراسانى عنة اي معذرتهم . و هكذا قال قتادة و قال ابن جريج عن ابن عباس اي قيلهم و هكذا قال الضحاك و قال عطاء الخراسانى ” بعدها لم تكن فتنتهم ” بليتهم حين ابتلوا ” الا ان قالوا و الله ربنا ما كنا مشركين” و قال ابن جرير : و الصواب بعدها لم يكن قيلهم عند فتنتنا اياهم اعتذارا عما سلف منهم الشرك بالله ” الا ان قالوا و الله ربنا ما كنا مشركين” و قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا ابو يحيي الرازى عن عمرو بن ابى قيس عن مطرف عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : اتاة رجل فقال يا ابن عباس سمعت الله يقول ” و الله ربنا ما كنا مشركين ” قال : اما قولة ” و الله ربنا ما كنا مشركين ” فانهم راوا انه لا يدخل الجنة الا اهل الصلاة فقالوا تعالوا فلنجحد فيجحدون فيختم الله علي افواههم و تشهد ايديهم و ارجلهم و لا يكتمون الله حديثا فهل فقلبك الان شيء ؟ انه ليس من القران شيء الا و نزل فية شيء و لكن لا تعلمون و جهة . و قال الضحاك عن ابن عباس : هذة فالمنافقين و فية نظر فان هذة الاية مكية و المنافقون انما كانوا بالمدينة و التي نزلت فالمنافقين اية المجادلة ” يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له ” الاية .

انظر كيف كذبوا علي انفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون (24)[عدل]

انظر كيف كذبوا علي انفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون

وكذا قال فحق هؤلاء ” انظر كيف كذبوا علي انفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون ” كقوله” بعدها قيل لهم اين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا ” الاية .

ومنهم من يستمع اليك و جعلنا علي قلوبهم اكنة ان يفقهوة و فاذانهم و قرا و ان يروا جميع اية لا يؤمنوا فيها حتي اذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا ان ذلك الا اساطير الاولين (25)[عدل]

ومنهم من يستمع اليك و جعلنا علي قلوبهم اكنة ان يفقهوة و فاذانهم و قرا و ان يروا جميع اية لا يؤمنوا فيها حتي اذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا ان ذلك الا اساطير الاولين

وقولة ” و منهم من يستمع اليك و جعلنا علي قلوبهم اكنة ان يفقهوة و فاذانهم و قرا و ان يروا جميع اية لا يؤمنوا بها” اي يجيئون ليستمعوا قراءتك و لا تجزى عنهم شيئا لان الله ” جعل علي قلوبهم اكنة ” اي اغطية لئلا يفقهوا القران ” و فاذانهم و قرا ” اي صما عن السماع النافع لهم كما قال تعالي و كالذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء و نداء الاية . و قولة ” و ان يروا جميع اية لا يؤمنوا فيها ” اي مهما راوا من الايات و الدلالات و الحجج البينات و البراهين لا يؤمنوا فيها فلا فهم عندهم و لا انصاف كقولة تعالي ” و لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ” الاية و قولة تعالي ” حتي اذا جاءوك يجادلونك ” اي يحاجونك و يناظرونك فالحق بالباطل ” يقول الذين كفروا ان ذلك الا اساطير الاولين ” اي ما ذلك الذي جئت بة الا ما خوذ من كتب الاوائل و منقول عنهم .

وهم ينهون عنة و يناون عنة و ان يهلكون الا انفسهم و ما يشعرون (26)[عدل]

وهم ينهون عنة و يناون عنة و ان يهلكون الا انفسهم و ما يشعرون

وقولة ” و هم ينهون عنة و يناون عنة ” فمعني ينهون عنة قولان” احدهما ” ان المراد انهم ينهون الناس عن اتباع الحق و تصديق الرسول و الانقياد للقران ” و يناون عنة ” اي و يبعدونهم عنة فيجمعون بين الفعلين القبيحين لا ينتفعون و لا يدعون احدا ينتفع قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس ” و هم ينهون عنة ” يردون الناس عن محمد صلي الله علية و سلم ان يؤمنوا بة . و قال محمد بن الحنفية : كان كفار قريش لا ياتون النبى صلي الله علية و سلم و ينهون عنة و هكذا قال قتادة و مجاهد و الضحاك و غير و احد و ذلك القول اظهر و الله اعلم و هو اختيار ابن جرير . ” و القول الثاني ” رواة سفيان الثورى عن حبيب بن ابى ثابت عمن سمع ابن عباس يقول فقولة ” و هم ينهون عنة ” قال : نزلت فابى طالب كان ينهي الناس عن النبى صلي الله علية و سلم ان يؤذي . و هكذا قال القاسم بن مخيمرة و حبيب بن ابى ثابت و عطاء بن دينار و غيرة انها نزلت فابى طالب . و قال سعيد بن ابى هلال : نزلت فعمومة النبى صلي الله علية و سلم و كانوا عشرة فكانوا اشد الناس معة فالعلانية و اشد الناس علية فالسر رواة ابن ابى حاتم و قال محمد بن كعب القرظي” و هم ينهون ” عنة اي ينهون الناس عن قتلة و قوله” و يناون عنة ” اي يتباعدون منة ” و ان يهلكون الا انفسهم و ما يشعرون ” اي و ما يهلكون بهذا الصنيع و لا يعود و بالة الا عليهم و هم لا يشعرون.

ولو تري اذ و قفوا علي النار فقالوا يا ليتنا نرد و لا نكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين (27)[عدل]

ولو تري اذ و قفوا علي النار فقالوا يا ليتنا نرد و لا نكذب بايات ربنا و نكون من

يذكر تعالي حال الكفار اذا و قفوا يوم القيامة علي النار و شاهدوا ما بها من السلاسل و الاغلال و راوا باعينهم تلك الامور العظام و الاهوال فعند هذا قالوا ” يا ليتنا نرد و لا نكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين ” يتمنون ان يردوا الي الدار الدنيا ليعملوا عملا صالحا و لا يكذبوا بايات ربهم و يكونوا من المؤمنين .

بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنة و انهم لكاذبون (28)[عدل]

بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنة و انهم لكاذبون

قال الله تعالي ” بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ” اي بل ظهر لهم حينئذ ما كانوا يخفون فانفسهم من الكفر و التكذيب و المعاندة و ان انكروها فالدنيا او فالاخرة كما قال قبلة بيسير ” بعدها لم تكن فتنتهم الا ان قالوا و الله ربنا ما كنا مشركين انظر كيف كذبوا علي انفسهم ” و يحتمل انهم ظهر لهم ما كانوا يعلمونة من انفسهم من صدق ما جاءتهم بة الرسل فالدنيا و ان كانوا يخرجون لاتباعهم خلافة كقولة مخبرا عن موسي انه قال لفرعون ” لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السموات و الارض بصائر ” الاية و قولة تعالي مخبرا عن فرعون و قومة ” و جحدوا فيها و استيقنتها انفسهم ظلما و علوا ” و يحتمل ان يصبح المراد بهؤلاء المنافقين الذين كانوا يخرجون الايمان للناس و يبطنون الكفر و يصبح ذلك اخبارا عما يصبح يوم القيامة من كلام طائفة من الكفار و لا ينافى ذلك كون هذة السورة مكية و النفاق انما كان من بعض اهل المدينة و من حولها من الاعراب فقد ذكر الله و قوع النفاق فسورة مكية و هى العنكبوت فقال ” و ليعلمن الله الذين امنوا و ليعلمن المنافقين ” و علي ذلك فيصبح اخبارا عن قول المنافقين فالدار الاخرة حين يعاينون العذاب فظهر لهم حينئذ غب ما كانوا يبطنون من الكفر و النفاق و الشقاق و الله اعلم و اما معني الاضراب فقولة ” بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ” فانهم ما طلبوا العود الي الدنيا رغبة و محبة فالايمان بل خوفا من العذاب الذي عاينوة جزاء ما كانوا علية من الكفر فسالوا الرجعة الي الدنيا ليتخلصوا مما شاهدوا من النار و لهذا قال ” و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنة و انهم لكاذبون ” اي فطلبهم الرجعة رغبة و محبة فالايمان بعدها قال مخبرا عنهم انهم لو ردوا الي الدار الدنيا لعادوا لما نهوا عنة من الكفر و المخالفة ” و انهم لكاذبون ” اي فقولهم يا ليتنا نرد و لا نكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين .

وقالوا ان هى الا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين (29)[عدل]

وقالوا ان هى الا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين

ثم قال مخبرا عنهم انهم لو ردوا الي الدار الدنيا لعادوا لما نهوا عنة من الكفر و المخالفة ” و انهم لكاذبون ” اي فقولهم يا ليتنا نرد و لا نكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين اي لعادوا لما نهوا عنة و لقالوا ان هى الا حياتنا الدنيا اي ما هى الا هذة الحياة الدنيا لا معاد بعدين و لهذا قال ” و ما نحن بمبعوثين ” .

ولو تري اذ و قفوا علي ربهم قال اليس ذلك بالحق قالوا بلي و ربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30)[عدل]

ولو تري اذ و قفوا علي ربهم قال اليس ذلك بالحق قالوا بلي و ربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

ثم قال ” و لو تري اذ و قفوا علي ربهم ” اي اوقفوا بين يدية قال ” اليس ذلك بالحق ” اي اليس ذلك المعاد بحق و ليس بباطل كما كنتم تظنون ” قالوا بلي و ربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون” اي بما كنتم تكذبون بة فذوقوا اليوم مسه” افسحر ذلك ام انتم لا تبصرون ” .

قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتي اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا علي ما فرطنا بها و هم يحملون اوزارهم علي ظهورهم الا ساء ما يزرون (31)[عدل]

قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتي اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا علي ما فرطنا بها و هم يحملون اوزارهم علي ظهورهم الا ساء ما

يقول تعالي مخبرا عن خسارة من كذب بلقائة و عن خيبتة اذا جاءتة الساعة بغتة و عن ندامتة علي ما فرط من العمل و ما اسلف من قبح الفعل و لهذا قال ” حتي اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا علي ما فرطنا بها ” و ذلك الضمير يحتمل عودة علي الحياة و علي الاعمال و علي الدار الاخرة اي فامرها و قولة ” و هم يحملون اوزارهم علي ظهورهم الا ساء ما يزرون ” اي يحملون و قال قتادة يعملون و قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا ابو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن ابى مرزوق قال : يستقبل الكافر او الفاجر عند خروجة من قبرة كاقبح صورة رايتها و انتنة ريحا فيقول من انت فيقول اوما تعرفنى فيقول لا و الله الا ان الله قبح و جهك و انتن ريحك فيقول انا عملك الخبيث كذا كنت فالدنيا خبيث العمل منتنة فطالما ركبتنى فالدنيا هلم اركبك فهو قولة ” و هم يحملون اوزارهم علي ظهورهم ” الاية و قال اسباط عن السدى انه قال : ليس من رجل ظالم يدخل قبرة الا جاءة رجل قبيح الوجة اسود اللون منتن الريح و علية ثياب دنسة حتي يدخل معة قبرة فاذا راة قال : ما اقبح و جهك قال ايضا كان عملك قبيحا قال ما انتن ريحك قال ايضا كان عملك منتنا قال ما ادنس ثيابك قال فيقول ان عملك كان دنسا قال له من انت ؟ قال عملك قال فيصبح معة فقبرة فاذا بعث يوم القيامة قال له : انى كنت احملك فالدنيا باللذات و الشهوات و انت اليوم تحملنى قال فيركب علي ظهرة فيسوقة حتي يدخلة النار ; فذلك قوله” و هم يحملون اوزارهم علي ظهورهم الا ساء ما يزرون” .

وما الحياة الدنيا الا لعب و لهو و للدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون (32)[عدل]

وما الحياة الدنيا الا لعب و لهو و للدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون

وقولة ” و ما الحياة الدنيا الا لعب و لهو ” اي انما غالبها ايضا ” و للدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون ” .

قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون (33)[عدل]

قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون

يقول تعالي مسليا لنبية صلي الله علية و سلم فتكذيب قومة له و مخالفتهم اياة ” ربما نعلم انه ليحزنك الذي يقولون ” اي ربما احطنا علما بتكذيبهم لك و حزنك و تاسفك عليهم كقولة ” فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ” كما قال تعالي فالاية الاخرى” لعلك باخع نفسك ان لا يكونوا مؤمنين ” ” فلعلك باخع نفسك علي اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا ” و قولة ” فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون ” اي لا يتهمونك بالكذب فنفس الامر ” و لكن الظالمين بايات الله يجحدون” اي و لكنهم يعاندون الحق و يدفعونة بصدورهم كما قال سفيان الثورى عن ابى اسحاق عن ناجية بن كعب عن على قال : قال ابو جهل للنبى صلي الله تعالي علية و الة و سلم : انا لا نكذبك و لكن نكذب ما جئت بة فانزل الله ” فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون ” رواة الحاكم من طريق اسرائيل عن ابى اسحاق . بعدها قال : صحيح علي شرط الشيخين و لم يظهراة .

وقال ابن ابى حاتم : حدثنا محمد بن الوزير الواسطى بمكة حدثنا بشر بن المبشر الواسطى عن سلام بن مسكين عن ابى يزيد المدنى ان النبى صلي الله علية و سلم لقى ابا جهل فصافحة قال له رجل الا اراك تصافح ذلك الصابئ ؟ فقال و الله انى لاعلم انه لنبى و لكن متي كنا لبنى عبد مناف تبعا ؟ و تلا ابو يزيد ” فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون ” و قال ابو صالح و قتادة : يعلمون انك رسول الله و يجحدون ; و ذكر محمد بن اسحاق عن الزهرى فقصة ابى جهل حين جاء يستمع قراءة النبى صلي الله علية و سلم من الليل هو و ابو سفيان صخر بن حرب و الاخنس بن شريق و لا يشعر احد منهم بالاخر فاستمعوها الي الصباح فلما هجم الصبح تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال جميع منهم للاخر ما جاء بك ؟ فذكر له ما جاء بة بعدها تعاهدوا ان لا يعودوا لما يخافون من علم شباب قريش بهم لئلا يفتتنوا بمجيئهم فلما كانت الليلة الثانية = جاء جميع منهم ظنا ان صاحبية لا يجيئان لما سبق من العهود فلما اصبحوا جمعتهم الطريق فتلاوموا بعدها تعاهدوا ان لا يعودوا فلما كانت الليلة الثالثة جاءوا كذلك فلما اصبحوا تعاهدوا ان لا يعودوا لمثلها بعدها تفرقوا فلما اصبح الاخنس بن شريق اخذ عصاة بعدها خرج حتي اتي ابا سفيان بن حرب فبيتة فقال : اخبرنى يا ابا حنظلة عن رايك فيما سمعت من محمد قال يا ابا ثعلبة و الله لقد سمعت حاجات اعرفها و اعرف ما يراد فيها و سمعت حاجات ما عرفت معناها و لا ما يراد فيها قال الاخنس : و انا و الذي حلفت بة بعدها خرج من عندة حتي اتي ابا جهل فدخل علية فبيتة فقال يا ابا الحكم ما رايك فيما سمعت من محمد ؟ قال ما ذا سمعت ؟ قال تنازعنا نحن و بنو عبد مناف الشرف اطعموا فاطعمنا و حملوا فحملنا و اعطوا فاعطينا حتي اذا تجاثينا علي الركب و كنا كفرسى رهان قالوا : منا نبى ياتية الوحى من السماء فمتي ندرك هذة ؟ و الله لا نؤمن بة ابدا و لا نصدقة قال فقام عنة الاخنس و تركة .

وروي ابن جرير من طريق اسباط عن السدى فقولة ” ربما نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون” لما كان يوم بدر قال الاخنس بن شريق لبنى زهرة : يا بنى زهرة ان محمدا ابن اختكم فانتم احق من ذب عن ابن اختة فانة ان كان نبيا لم تقاتلوة اليوم و ان كان كاذبا كنتم احق من كف عن ابن اختة قفوا حتي القي ابا الحكم فان غلب محمد رجعتم سالمين و ان غلب محمد فان قومكم لم يصنعوا بكم شيئا – فيومئذ سمى الاخنس و كان اسمة ابى – فالتقي الاخنس بابى جهل فخلا بة فقال يا ابا الحكم اخبرنى عن محمد اصادق هو ام كاذب فانة ليس ههنا من قريش غيرى و غيرك يستمع كلامنا ؟ فقال ابو جهل و يحك و الله ان محمدا لصادق و ما كذب محمد قط و لكن اذا ذهبت بنو قصى باللواء و السقاية و الحجابة و النبوة فماذا يصبح لسائر قريش ؟ فذلك قولة ” فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون ” فايات الله محمد صلي الله علية و سلم .

ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و اوذوا حتي اتاهم نصرنا و لا مبدل لعبارات الله و لقد جاءك من نبا المرسلين (34)[عدل]

ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و اوذوا حتي اتاهم نصرنا و لا مبدل لعبارات الله و لقد جاءك من نبا المرسلين

وقولة ” و لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و اوذوا حتي اتاهم نصرنا ” هذة تسلية للنبى صلي الله علية و سلم و تعزية له فيمن كذبة من قومة و امر له بالصبر كما صبر اولو العزم من الرسل و وعد له بالنصر كما نصروا و بالظفر حتي كانت لهم العاقبة بعدما نالهم من التكذيب من قومهم و الاذي البليغ بعدها جاءهم النصر فالدنيا كما لهم النصر فالاخرة و لهذا قال ” و لا مبدل لعبارات الله ” اي التي كتبها بالنصر فالدنيا و الاخرة لعبادة المؤمنين كما قال ” و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون و ان جندنا لهم الغالبون ” و قال تعالي ” كتب الله لاغلبن انا و رسلى ان الله قوى عزيز ” و قولة ” و لقد جاءك من نبا المرسلين ” اي من خبرهم كيف نصروا و ايدوا علي من كذبهم من قومهم فلك فيهم اسوة و بهم قدوة .

وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغى نفقا فالارض او سلما فالسماء فتاتيهم باية و لو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجاهلين (35)[عدل]

وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغى نفقا فالارض او سلما فالسماء فتاتيهم باية و لو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجاهلين

ثم قال تعالي ” و ان كان كبر عليك اعراضهم ” اي ان كان شق عليك اعراضهم عنك ” فان استطعت ان تبتغى نفقا فالارض او سلما فالسماء ” قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس : النفق السرب فتذهب فية فتاتيهم باية او تجعل لك سلما فالسماء فتصعد فية فتاتيهم باية اروع مما اتيتهم بة فافعل و هكذا قال قتادة و السدى و غيرهما ; و قولة ” و لو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجاهلين ” كقولة تعالي ” و لو شاء ربك لامن من فالارض كلهم جميعا ” الاية قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس فقولة ” و لو شاء الله لجمعهم علي الهدي ” قال ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان يحرص ان يؤمن كل الناس و يتابعوة علي الهدي فاخبر الله انه لا يؤمن الا من ربما سبق له من الله السعادة فالذكر الاول .

انما يستجيب الذين يسمعون و الموتي يبعثهم الله بعدها الية يرجعون (36)[عدل]

انما يستجيب الذين يسمعون و الموتي يبعثهم الله بعدها الية يرجعون

وقولة تعالي ” انما يستجيب الذين يسمعون ” اي انما يستجيب لدعائك يا محمد من يسمع الكلام و يعية و يفهمة كقولة ” لينذر من كان حيا و يحق القول علي الكافرين ” و قوله” و الموتي يبعثهم الله بعدها الية يرجعون ” يعنى بذلك الكفار لانهم موتي القلوب فشبههم الله باموات الاجساد فقال ” و الموتي يبعثهم الله بعدها الية يرجعون ” و ذلك من باب التهكم بهم و الازدراء عليهم .

وقالوا لولا نزل علية اية من ربة قل ان الله قادر علي ان ينزل اية و لكن اكثرهم لا يعلمون (37)[عدل]

وقالوا لولا نزل علية اية من ربة قل ان الله قادر علي ان ينزل اية و لكن اكثرهم لا يعلمون

يقول تعالي مخبرا عن المشركين انهم كانوا يقولون لولا نزل علية اية من ربة اي خارق علي مقتضي ما كانوا يريدون و مما يتعنتون كقولهم” لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الارض ينبوعا” الايات ” قل ان الله قادر علي ان ينزل اية و لكن اكثرهم لا يعلمون ” اي هو تعالي قادر علي هذا و لكن حكمتة تعالي تقتضى تاخير هذا لانة لو انزل و فق ما طلبوا بعدها لم يؤمنوا لعاجلهم بالعقوبة كما فعل بالامم السالفة كما قال تعالي ” و ما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب فيها الاولون و اتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا فيها و ما نرسل بالايات الا تخويفا ” و قال تعالي ” ان نشا ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين” .

وما من دابة فالارض و لا طائر يطير بجناحية الا امم امثالكم ما فرطنا فالكتاب من شيء بعدها الي ربهم يحشرون (38)[عدل]

وما من دابة فالارض و لا طائر يطير بجناحية الا امم امثالكم ما فرطنا فالكتاب من شيء بعدها الي ربهم يحشرون

قال مجاهد : اي اصناف مصنفة تعرف باسمائها. و قال قتادة الطير امة و الانس امة و الجن امة و قال السدى ” الا امم امثالكم ” اي خلق امثالكم. و قولة ” ما فرطنا فالكتاب من شيء ” اي الجميع علمهم عند الله و لا ينسي و احدا من جميعها من رزقة و تدبيرة سواء كان بريا او بحريا كقولة ” و ما من دابة فالارض الا علي الله رزقها و يعلم مستقرها و مستودعها جميع فكتاب مبين ” اي مفصح باسمائها و اعدادها و مظانها و حاصر لحركاتها و سكناتها و قال تعالي ” و كاين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها و اياكم و هو السميع العليم ” و ربما قال الحافظ ابو يعلي : حدثنا محمد بن المثني حدثنا عبيد بن و اقد القيسى ابو عباد حدثنى محمد بن عيسي بن كيسان حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال : قل الجراد فسنة من سنى عمر رضى الله عنة التي و لى بها فسال عنة فلم يخبر بشيء فاغتم لذا فارسل راكبا الي هكذا و احدث الي الشام و احدث الي العراق يسال هل رئى من الجراد شيء ام لا ؟ قال فاتاة الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد فالقاها بين يدية فلما راها كبر ثلاثا بعدها قال : سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول ” خلق الله عز و جل الف امة منها ستمائة فالبحر و اربعمائة فالبر و اول شيء يهلك من هذة الامم الجراد فاذا هلكت تتابعت كالنظام اذا قطع سلكة ” . و قولة ” بعدها الي ربهم يحشرون” قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا ابو نعيم حدثنا سفيان عن ابية عن عكرمة عن ابن عباس فقولة ” بعدها الي ربهم يحشرون ” قال حشرها الموت و هكذا رواة ابن جرير من طريق اسرائيل عن سعيد بن مسروق عن عكرمة عن ابن عباس قال : موت البهائم حشرها و هكذا رواة العوفى عنة . قال ابن ابى حاتم : و روى عن مجاهد و الضحاك مثلة .

” و القول الثاني ” ان حشرها بعثها يوم القيامة لقولة ” و اذا الوحوش حشرت ” و قال الامام احمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان عن منذر الثورى عن اشياخ لهم عن ابى ذر ان رسول الله صلي الله علية و سلم راي شاتين تنتطحان فقال ” يا ابا ذر هل تدرى فيم تنتطحان ؟ ” قال لا قال لكن الله يدرى و سيقضى بينهما و رواة عبدالرزاق عن معمر عن الاعمش عمن ذكرة عن ابى ذر قال : بينا نحن عند رسول الله صلي الله علية و سلم اذ انتطحت عنزان فقال رسول الله صلي الله علية و سلم اتدرون فيم انتطحتا ؟ قالوا لا ندرى قال ” لكن الله يدرى و سيقضى بينهما ” رواة ابن جرير بعدها رواة من طريق منذر الثورى عن ابى ذر فذكرة و زاد قال ابو ذر و لقد تركنا رسول الله صلي الله علية و سلم و ما يقلب طائر جناحية فالسماء الا ذكر لنا منة علما و قال عبدالله ابن الامام احمد فمسند ابية حدثنى عباس بن محمد و ابو يحيي البزار قالا : حدثنا حجاج بن نصير حدثنا شعبة عن العوام بن مزاحم من بنى قيس بن ثعلبة عن ابى عثمان النهدى عن عثمان رضى الله عنة ان النبى صلي الله علية و سلم قال ” ان الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة ” و قال عبدالرزاق : اخبرنا معمر عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الاصم عن ابى هريرة فقولة ” الا امم امثالكم ما فرطنا فالكتاب من شيء بعدها الي ربهم يحشرون ” قال : يحشر الخلق كلهم يوم القيامة البهائم و الدواب و الطير و جميع شيء فيبلغ من عدل الله يومئذ ان ياخذ للجماء من القرناء بعدها يقول : كونى ترابا ف لذا يقول الكافر ” يا ليتنى كنت ترابا ” و ربما روى ذلك مرفوعا فحديث الصور .

والذين كذبوا باياتنا صم و بكم فالظلمات من يشا الله يضللة و من يشا يجعلة علي صراط مستقيم (39)[عدل]

والذين كذبوا باياتنا صم و بكم فالظلمات من يشا الله يضللة و من يشا يجعلة علي صراط مستقيم

وقولة ” و الذين كذبوا باياتنا صم و بكم فالظلمات ” اي مثلهم فجهلهم و قلة علمهم و عدم فهمهم كمثل اصم و هو الذي لا يسمع ابكم و هو الذي لا يتكلم و هو مع ذلك فظلمات لا يبصر فكيف يهتدى كهذا الي الطريق او يظهر مما هو فية كقولة ” مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حولة ذهب الله بنورهم و تركهم فظلمات لا يبصرون صم بكم عمى فهم لا يرجعون” و كما قال تعالي ” او كظلمات فبحر لجى يغشاة موج من فوقة موج من فوقة سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يدة لم يكد يراها و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور ” و لهذا قال ” من يشا الله يضللة و من يشا يجعلة علي صراط مستقيم” اي هو المتصرف فخلقة بما يشاء .

قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة اغير الله تدعون ان كنتم صادقين (40)[عدل]

قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة اغير الله تدعون ان كنتم صادقين

يخبر تعالي انه الفعال لما يريد المتصرف فخلقة بما يشاء و انه لا معقب لحكمة و لا يقدر احد علي صرف حكمة عن خلقة بل هو و حدة لا شريك له الذي اذا سئل يجيب لمن يشاء و لهذا قال ” قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة ” اي اتاكم ذلك او ذلك ” اغير الله تدعون ان كنتم صادقين” اي لا تدعون غيرة لعلمكم انه لا يقدر احد علي رفع هذا سواة و لهذا قال ” ان كنتم صادقين” اي فاتخاذكم الهة معة .

بل اياة تدعون فيكشف ما تدعون الية ان شاء و تنسون ما تشركون (41)[عدل]

بل اياة تدعون فيكشف ما تدعون الية ان شاء و تنسون ما تشركون

” بل اياة تدعون فيكشف ما تدعون الية ان شاء و تنسون ما تشركون ” اي فو قت الضرورة لا تدعون احدا سواة و تذهب عنكم اصنامكم و اندادكم كقولة ” و اذا مسكم الضر فالبحر ضل من تدعون الا اياة ” الاية .

ولقد ارسلنا الي امم من قبلك فاخذناهم بالباساء و الضراء لعلهم يتضرعون (42)[عدل]

ولقد ارسلنا الي امم من قبلك فاخذناهم بالباساء و الضراء لعلهم يتضرعون

وقولة ” و لقد ارسلنا الي امم من قبلك فاخذناهم بالباساء ” يعنى الفقر و الضيق فالعيش ” و الضراء ” و هى الامراض و الاسقام و الالام ” لعلهم يتضرعون ” اي يدعون الله و يتضرعون الية و يخشعون .

فلولا اذ جاءهم باسنا تضرعوا و لكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون (43)[عدل]

فلولا اذ جاءهم باسنا تضرعوا و لكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون

قال الله تعالي ” فلولا اذ جاءهم باسنا تضرعوا ” اي فهلا اذ ابتليناهم بذلك تضرعوا الينا و تمسكنوا لدينا ” و لكن قست قلوبهم ” اي ما رقت و لا خشعت” و زين لهم الشيطان ما كانو يعملون ” اي من الشرك و المعاندة و المعاصى ” فلما نسوا ما ذكروا بة ” اي اعرضوا عنة و تناسوة و جعلوة و راء ظهورهم” فتحنا عليهم ابواب جميع شيء ” اي فتحنا عليهم ابواب الرزق من جميع ما يختارون و ذلك استدراج منة تعالي و املاء لهم عياذا بالله من مكروة و لهذا قال ” حتي اذا فرحوا بما اوتوا ” من الاموال و الاولاد و الارزاق ” اخذناهم بغتة ” اي علي غفلة ” فاذا هم مبلسون ” اي ايسون من جميع خير قال الوالبى عن ابن عباس المبلس الايس . و قال الحسن البصرى من و سع الله علية فلم ير انه يمكر بة فلا راى له و من قتر علية فلم ير انه ينظر له فلا راى له .

فلما نسوا ما ذكروا بة فتحنا عليهم ابواب جميع شيء حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون (44) فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد للة رب العالمين (45)[عدل]

فلما نسوا ما ذكروا بة فتحنا عليهم ابواب جميع شيء حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون

ثم قرا ” فلما نسوا ما ذكروا بة فتحنا عليهم ابواب جميع شيء حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون ” قال مكر بالقوم و رب الكعبة اعطوا حاجتهم بعدها اخذوا رواة ابن ابى حاتم و قال قتادة : بغت القوم امر الله و ما اخذ الله قوما قط الا عند سكرتهم و غرتهم و نعمتهم فلا تغتروا بالله فانة لا يغتر بالله الا القوم الفاسقون رواة ابن ابى حاتم كذلك . و قال ما لك عن الزهرى ” فتحنا عليهم ابواب جميع شيء ” قال ارجاء الدنيا و سترها . و ربما قال الامام احمد : حدثنا يحيي بن غيلان حدثنا رشدين – يعنى ابن سعد ابا الحجاج المهرى – عن حرملة بن عمران التجيبى عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن النبى صلي الله علية و سلم قال : اذا رايت الله يعطى العبد من الدنيا علي معاصية ما يحب فانما هو استدراج بعدها تلا رسول الله صلي الله علية و سلم ” فلما نسوا ما ذكروا بة فتحنا عليهم ابواب جميع شيء حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون ” و رواة ابن جرير و ابن ابى حاتم من حديث حرملة و ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر بة . و قال ابن ابى حاتم : حدثنا هشام بن عمار حدثنا عراك بن خالد بن يزيد حدثنى ابى عن ابراهيم بن ابى عبلة عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان يقول” اذا اراد الله بقوم بقاء او نماء رزقهم القصد و العفاف و اذا اراد الله بقوم اقتطاعا فتح لهم او فتح عليهم باب خيانة ” ” حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون ” . كما قال” فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد للة رب العالمين ” و رواة احمد و غيرة .

قل ارايتم ان اخذ الله سمعكم و ابصاركم و ختم علي قلوبكم من الة غير الله ياتيكم بة انظر كيف نصرف الايات بعدها هم يصدفون (46)[عدل]

قل ارايتم ان اخذ الله سمعكم و ابصاركم و ختم علي قلوبكم من الة غير الله ياتيكم بة انظر كيف نصرف الايات بعدها هم يصدفون

يقول الله تعالي لرسولة صلي الله علية و سلم قل لهؤلاء المكذبين المعاندين ” ارايتم ان اخذ الله سمعكم و ابصاركم” اي سلبكم اياها كما اعطاكموها كما قال تعالى” هو الذي انشاكم و جعل لكم السمع و الابصار” الاية و يحتمل ان يصبح ذلك عبارة عن منع الانتفاع بهما الانتفاع الشرعى و لهذا قال ” و ختم علي قلوبكم ” كما قال ” امن يملك السمع و الابصار” و قال ” و اعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه” و قولة ” من الة غير الله ياتيكم بة ” اي هل احد غير الله يقدر علي رد هذا اليكم اذا سلبة الله منكم لا يقدر علي هذا احد سواة و لهذا قال” انظر كيف نصرف الايات ” اي نبينها و نوضحها و نفسرها دالة علي انه لا الة الا الله و ان ما يعبدون من دونة باطل و ضلال بعدها هم يصدفون اي بعدها هم مع ذلك البيان يصدفون اي يعرضون عن الحق و يصدون الناس عن اتباعة . قال العوفى عن ابن عباس : يصدفون اي يعدلون . و قال مجاهد و قتادة : يعرضون . و قال السدى : يصدون .

قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون (47)[عدل]

قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون

وقولة تعالي ” قل ارايتكم ان اتاكم عذاب الله بغتة ” اي و انتم لا تشعرون بة حتي بغتكم و فجاكم ” او جهرة ” اي ظاهرا عيانا ” هل يهلك الا القوم الظالمون” اي انما كان يحيط بالظالمين انفسهم بالشرك بالله و ينجو الذين كانوا يعبدون الله و حدة لا شريك له فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون كقوله” الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم ” الاية .

وما نرسل المرسلين الا مبشرين و منذرين فمن امن و اصلح فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون (48)[عدل]

وما نرسل المرسلين الا مبشرين و منذرين فمن امن و اصلح فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون

وقوله” و ما نرسل المرسلين الا مبشرين و منذرين ” اي مبشرين عباد الله المؤمنين بالخيرات و منذرين من كفر بالله النقمات و العقوبات و لهذا قال” فمن امن و اصلح ” اي فمن امن قلبة بما جاءوا بة و صلح عملة باتباعة اياهم ” فلا خوف عليهم” اي بالنسبة لما يستقبلونة ” و لا هم يحزنون” اي بالنسبة الي ما فاتهم و تركوة و راء ظهورهم من امر الدنيا و صنيعها الله و ليهم فيما خلفوة و حافظهم فيما تركوة .

والذين كذبوا باياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون (49)[عدل]

والذين كذبوا باياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون

ثم قال ” و الذين كذبوا باياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون ” اي ينالهم العذاب بما كفروا بما جاءت بة الرسل و خرجوا عن اوامر الله و طاعتة و ارتكبوا من مناهية و محارمة و انتهاك حرماته.

قل لا اقول لكم عندى خزائن الله و لا اعلم الغيب و لا اقول لكم انى ملك ان اتبع الا ما يوحي الى قل هل يستوى الاعمي و البصير افلا تتفكرون (50)[عدل]

قل لا اقول لكم عندى خزائن الله و لا اعلم الغيب و لا اقول لكم انى ملك ان اتبع الا ما يوحي الى قل هل يستوى الاعمي و البصير افلا تتفكرون

يقول الله تعالي لرسولة صلي الله علية و سلم” قل لا اقول لكم عندى خزائن الله ” اي لست املكها و لا اتصرف بها ” و لا اعلم الغيب ” اي و لا اقول لكم انى اعلم الغيب انما ذاك من علم الله عز و جل و لا اطلع منة الا علي ما اطلعنى علية و لا اقول لكم انى ملك اي و لا ادعى انى ملك انما انا بشر من البشر يوحي الى من الله عز و جل شرفنى بذلك و انعم على بة و لهذا قال” ان اتبع الا ما يوحي الى ” اي لست اخرج عنة قيد شبر و لا ادني منة ” قل هل يستوى الاعمي و البصير ” اي هل يستوى من اتبع الحق و هدى الية و من ضل عنة فلم ينقد له ” افلا تتفكرون” و هذة كقولة تعالي ” افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمي انما يتذكر اولو الالباب ” .

وانذر بة الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم ليس لهم من دونة و لى و لا شفيع لعلهم يتقون (51)[عدل]

وانذر بة الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم ليس لهم من دونة و لى و لا شفيع لعلهم يتقون

وقولة ” و انذر بة الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم ليس لهم من دونة و لى و لا شفيع ” اي و انذر بهذا القران يا محمد ” الذين هم من خشية ربهم مشفقون الذين يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب ” ” الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم ” اي يوم القيامة ” ليس لهم ” اي يومئذ ” من دونة و لى و لا شفيع ” اي لا قريب لهم و لا شفيع فيهم من عذابة ان ارادة بهم ” لعلهم يتقون ” اي انذر ذلك اليوم الذي لا حاكم فية الا الله عز و جل ” لعلهم يتقون ” فيعملون فهذة الدار عملا ينجيهم الله بة يوم القيامة من عذابة و يضاعف لهم بة الجزيل من ثوابة .

ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون و جهة ما عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين (52)[عدل]

ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون و جهة ما عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين

وقولة تعالي ” و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون و جهة ” اي لا تبعد هؤلاء المتصفين بهذة الصفات عنك بل اجعلهم جلساءك و اخصاءك كقولة ” و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون و جهة و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من اغفلنا قلبة عن ذكرنا و اتبع هواة و كان امرة فرطا ” و قولة ” يدعون ربهم ” اي يعبدونة و يسالونة ” بالغداة و العشي” قال سعيد بن المسيب و مجاهد و الحسن و قتادة المراد بة الصلاة المكتوبة و ذلك كقولة ” و قال ربكم ادعونى استجب لكم ” اي اتقبل منكم و قولة ” يريدون و جهة ” اي يريدون بذلك العمل و جة الله الكريم و هم مخلصون فيما هم فية من العبادات و الطاعات و قولة ” ما عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء ” كقول نوح علية السلام فجواب الذين ” قالوا انؤمن لك و اتبعك الارذلون قال و ما علمى بما كانوا يعملون ان حسابهم الا علي ربى لو تشعرون ” اي انما حسابهم علي الله عز و جل و ليس على من حسابهم من شيء كما انه ليس عليهم من حسابى من شيء و قولة ” فتطردهم فتكون من الظالمين ” اي ان فعلت ذلك و الحالة هذة قال الامام احمد : حدثنا اسباط هو ابن محمد حدثنى اشعث عن كردوس عن ابن مسعود قال : مر الملا من قريش علي رسول الله صلي الله علية و الة و سلم و عندة خباب و صهيب و بلال و عمار فقالوا : يا محمد ارضيت بهؤلاء ؟ فنزل فيهم القران ” و انذر بة الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم ” الي قوله” اليس الله باعلم بالشاكرين ” و رواة ابن جرير من طريق اشعث عن كردوس عن ابن مسعود قال : مر الملا من قريش برسول الله صلي الله علية و الة و سلم و عندة صهيب و بلال و عمار و خباب و غيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا : يا محمد ارضيت بهؤلاء من قومك ؟ اهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا ؟ انحن نصير تبعا لهؤلاء ؟ اطردهم فلعلك ان طردتهم ان نتبعك فنزلت هذة الاية ” و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون و جهة – و ايضا فتنا بعضهم ببعض ” الي احدث الاية و قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابن سعيد بن يحيي بن سعيد القطان حدثنا عمرو بن محمد العنقزى حدثنا اسباط بن نصر عن السدى عن ابى سعيد الازدى – و كان قارئ الازد – عن ابى الكنود عن خباب فقول الله عز و جل ” لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى ” قال جاء الاقرع بن حابس

التميمى و عيينة بن حصن الفزارى فوجدوا رسول الله صلي الله علية و سلم مع صهيب و بلال و عمار و خباب قاعدا فناس من الضعفاء من المؤمنين فلما راوهم حول النبى صلي الله علية و سلم حقروهم فنفر فاصحابة فاتوة فخلوا بة و قالوا انا نريد ان تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا بة العرب فضلنا فان و فود العرب تاتيك فنستحيى ان ترانا العرب مع هذة الاعبد فاذا نحن جئناك فاقمهم عنا فاذا نحن فرغنا فاقعد معهم ان شئت قال ” نعم ” قالوا فاكتب لنا عليك كتابا قال فدعا بصحيفة و دعا عليا ليكتب و نحن قعود فناحية فنزل جبريل فقال ” و لا تطرد الذين يدعون ربهم ” الاية فرمي رسول الله صلي الله علية و سلم بالصحيفة من يدة بعدها دعانا فاتيناة و رواة ابن جرير من حديث اسباط بة و ذلك حديث غريب فان هذة الاية مكية و الاقرع بن حابس و عيينة انما اسلما بعد الهجرة بدهر و قال سفيان الثورى عن المقدام بن شريح عن ابية قال : قال سعد نزلت هذة الاية فستة من اصحاب النبى صلي الله علية و سلم منهم ابن مسعود قال كنا نستبق الي رسول الله صلي الله علية و سلم و ندنو منة و نسمع منة فقالت قريش : تدنى هؤلاء دوننا فنزلت ” و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى ” رواة الحاكم فمستدركة من طريق سفيان و قال علي شرط الشيخين و اخرجة ابن حبان فصحيحة من طريق المقدام بن شريح بة .

وايضا فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين (53)[عدل]

وايضا فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين

وقولة ” و ايضا فتنا بعضهم ببعض ” اي ابتلينا و اختبرنا و امتحنا بعضهم ببعض ” ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا ” و هذا ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان غالب من اتبعة فاول بعثتة ضعفاء الناس من الرجال و النساء و العبيد و الاماء و لم يتبعة من الاشراف الا قليل كما قال قوم نوح لنوح ” و ما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادى الراى ” الاية و كما سال هرقل ملك الروم ابا سفيان حين سالة عن تلك المسائل فقال له : فاشراف الناس يتبعونة ام ضعفاؤهم ؟ فقال : بل ضعفاؤهم . فقال هم اتباع الرسل .

والغرض ان مشركى قريش كانوا يسخرون بمن امن من ضعفائهم و يعذبون من يقدرون علية منهم و كانوا يقولون اهؤلاء من الله عليهم من بيننا ؟ اي ما كان الله ليهدى هؤلاء الي الخير لو كان ما صاروا الية خيرا و يدعنا كقولهم ” لو كان خيرا ما سبقونا الية ” و كقولة تعالي ” و اذا تتلي عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما و اقوى نديا ” قال الله تعالي فجواب هذا ” و كم اهلكنا قبلهم من قرن هم اقوى اثاثا و رئيا ” و قال فجوابهم حين قالوا ” اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين ” اي اليس هو اعلم بالشاكرين له باقوالهم و افعالهم و ضمائرهم فيوفقهم و يهديهم سبل السلام و يظهرهم من الظلمات الي النور باذنة و يهديهم الي صراط مستقيم كما قال تعالي و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و ان الله لمع المحسنين ” و فالحديث الصحيح ان الله لا ينظر الي صوركم و لا الي الوانكم و لكن ينظر الي قلوبكم و اعمالكم ” و قال ابن جرير : حدثنا القاسم حدثنا الحسين عن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة فقوله” و انذر بة الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم” الاية قال : جاء عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و مطعم بن عدى و الحارث بن نوفل و قرظة بن عبد عمرو بن نوفل فاشراف من بنى عبد مناف من اهل الكفر الي ابى طالب فقالوا : يا ابا طالب لو ان ابن اخيك محمدا يطرد عنة موالينا و حلفاءنا فانما هم عبيدنا و عتقاؤنا كان اعظم فصدورنا و اطوع له عندنا و ادني لاتباعنا اياة و تصديقنا له قال فاتي ابو طالب النبى صلي الله علية و سلم فحدثة بذلك فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنة : لو فعلت هذا حتي تنظر ما الذي يريدون و الي ما يصيرون من قولهم فانزل الله عز و جل هذة الاية ” و انذر بة الذين يخافون ان يحشروا الي ربهم ” الي قوله” اليس الله باعلم بالشاكرين ” قال : و كانوا بلالا و عمار بن ياسر و سالما مولي ابى حذيفة و صبيحا مولي اسيد و من الحلفاء ابن مسعود و المقداد بن عمرو و مسعود بن القارى و واقد بن عبدالله الحنظلى و عمرو بن عبد عمرو و ذو الشمالين و مرثد بن ابى مرثد و ابو مرثد الغنوى حليف حمزة بن عبدالمطلب و اشباههم من الحلفاء فنزلت فائمة الكفر من قريش و الموالى و الحلفاء ” و ايضا فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا” الاية فلما نزلت اقبل عمر رضي

الله عنة فاتي النبى صلي الله علية و سلم فاعتذر من مقالته.

واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم علي نفسة الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة بعدها تاب من بعدة و اصلح فانة غفور رحيم (54)[عدل]

واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم علي نفسة الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة بعدها تاب من بعدة و اصلح فانة غفور رحيم

فانزل الله عز و جل ” و اذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا ” الاية و قولة ” و اذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم ” اي فاكرمهم برد السلام عليهم و بشرهم برحمة الله الواسعة الشاملة لهم و لهذا قال ” كتب ربكم علي نفسة الرحمة ” اي اوجبها علي نفسة الكريمة تفضلا منة و احسانا و امتنانا ” انه من عمل منكم سوءا بجهالة ” قال بعض السلف جميع من عصي الله فهو جاهل و قال معتمر بن سليمان عن الحكم عن ابان عن عكرمة فقولة ” من عمل منكم سوءا بجهالة ” قال الدنيا كلها جهالة رواة ابن ابى حاتم ” بعدها تاب من بعدة و اصلح ” اي رجع عما كان علية من المعاصى و اقلع و عزم علي ان لا يعود و اصلح العمل فالمستقبل” فانة غفور رحيم ” قال الامام احمد : حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبة قال ذلك ما حدثنا بة ابو هريرة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” لما قضي الله علي الخلق كتب فكتاب فهو عندة فوق العرش ان رحمتى غلبت غضبي” اخرجاة فالصحيحين و كذا رواة الاعمش عن ابى صالح عن ابى هريرة و رواة موسي عن عقبة عن الاعرج عن ابى هريرة و هكذا رواة الليث و غيرة عن محمد بن عجلان عن ابية عن ابى هريرة عن النبى صلي الله علية و سلم بذلك و ربما روي ابن مردوية من طريق الحكم بن ابان عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم” اذا فرغ الله من القضاء بين الخلق اخرج كتابا من تحت العرش ان رحمتى سبقت غضبى و انا ارحم الراحمين فيقبض قبضة او قبضتين فيخرج من النار خلقا لم يعملوا خيرا مكتوب بين اعينهم عتقاء الله ” و قال عبدالرزاق : اخبرنا معمر عن عاصم بن سليمان عن ابى عثمان النهدى عن سليمان فقولة كتب ربكم علي نفسة الرحمة قال : انا نجد فالتوراة عطفتين ان الله خلق السموات و الارض و خلق ما ئة رحمة او جعل ما ئة رحمة قبل ان يخلق الخلق بعدها خلق الخلق فوضع بينهم رحمة و احدة و امسك عندة تسعا و تسعين رحمة قال بها يتراحمون و فيها يتعاطفون و فيها يتباذلون و فيها يتزاورون و فيها تحن الناقة و فيها تبح البقرة و فيها تثغو الشاة و فيها تتابع الطير و فيها تتابع الحيتان فالبحر فاذا كان يوم القيامة جمع الله تلك الرحمة الي ما عندة و رحمتة اروع و اوسع و ربما روى ذلك مرفوعا من و جة احدث و سياتى كثير من الاحاديث الموافقة لهذة عند قولة ” و رحمتى و سعت جميع شيء” و مما

يناسب هذة الاية من الاحاديث كذلك قولة صلي الله علية و سلم لمعاذ بن جبل ” اتدرى ما حق الله علي العباد ؟ ان يعبدوة و لا يشركوا بة شيئا ” بعدها قال ” اتدرى ما حق العباد علي الله اذا هم فعلوا هذا ؟ ان لا يعذبهم ” و ربما رواة الامام احمد من طريق كميل بن زياد عن ابى هريرة رضى الله عنة .

وايضا نفصل الايات و لتستبين سبيل المجرمين (55)[عدل]

وايضا نفصل الايات و لتستبين سبيل المجرمين

يقول تعالي و كما بينا ما تقدم بيانة من الحجج و الدلائل علي طريق الهداية و الرشاد و ذم المجادلة و العناد ” ايضا نفصل الايات ” اي التي يحتاج المخاطبون الي بيانها ” و لتستبين سبيل المجرمين ” اي و لتظهر طريق المجرمين المخالفين للرسل و قرئ ” و لتستبين سبيل المجرمين ” اي و لتستبين يا محمد او يا مخاطب سبيل المجرمين .

قل انى نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله قل لا اتبع اهواءكم ربما ضللت اذا و ما انا من المهتدين (56)[عدل]

لا يوجد تفسير لهذة الاية

قل انى علي بينة من ربى و كذبتم بة ما عندى ما تستعجلون بة ان الحكم الا للة يقص الحق و هو خير الفاصلين (57)[عدل]

قل انى علي بينة من ربى و كذبتم بة ما عندى ما تستعجلون بة ان الحكم الا للة يقص الحق و هو خير الفاصلين

وقولة ” قل انى علي بينة من ربى ” اي علي بصيرة من شريعة الله التي اوحاها الله الى ” و كذبتم بة ” اي بالحق الذي جاءنى من الله ” ما عندى ما تستعجلون بة ” اي من العذاب” ان الحكم الا للة ” اي انما يرجع امر هذا الي الله ان شاء عجل لكم ما سالتموة من هذا و ان شاء انظركم و اجلكم لما له فذلك من الحكمة العظيمة و لهذا قال ” يقص الحق و هو خير الفاصلين ” اي و هو خير من فصل القضايا و خير الفاتحين فالحكم بين عبادة .

قل لو ان عندى ما تستعجلون بة لقضى الامر بينى و بينكم و الله اعلم بالظالمين (58)[عدل]

قل لو ان عندى ما تستعجلون بة لقضى الامر بينى و بينكم و الله اعلم بالظالمين

وقولة ” قل لو ان عندى ما تستعجلون بة لقضى الامر بينى و بينكم ” اي لو كان مرجع هذا الى لاوقعت لكم ما تستحقونة من هذا ” و الله اعلم بالظالمين” فان قيل فما الجمع بين هذة الاية و بين ما ثبت فالصحيحين من طريق ابن و هب عن يونس عن الزهرى عن عروة عن عائشة انها قالت لرسول الله صلي الله علية و سلم : يا رسول الله هل اتي عليك يوم كان اشد من يوم احد ؟ فقال لقد لقيت من قومك و كان اشد ما لقيت منة يوم العقبة اذ عرضت نفسى علي ابن عبد يا ليل ابن عبد كلال فلم يجبنى الي ما اردت فانطلقت و انا مهموم علي و جهى فلم استفق الا بقرن الثعالب فرفعت راسى فاذا انا بسحابة ربما ظللتنى فنظرت فاذا بها جبريل علية السلام فنادانى فقال ان الله ربما سمع قول قومك لك و ما ردوا عليك و ربما بعث اليك ملك الجبال لتامرة بما شئت فيهم قال : فنادانى ملك الجبال و سلم على بعدها قال يا محمد ان الله ربما سمع قول قومك لك و ربما بعثنى ربك اليك لتامرنى بامرك فيما شئت ان شئت اطبقت عليهم الاخشبين فقال رسول الله صلي الله علية و سلم بل ارجو ان يظهر الله من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك بة شيئا و ذلك لفظ مسلم فقد عرض علية عذابهم و استئصالهم فاستاني بهم و سال لهم التاخير لعل الله ان يظهر من اصلابهم من لا يشرك بة شيئا فما الجمع بين ذلك و بين قولة تعالي فهذة الاية ” قل لو ان عندى ما تستعجلون بة لقضى الامر بينى و بينكم و الله اعلم بالظالمين ” فالجواب و الله اعلم ان هذة الاية دلت علي انه لو كان الية و قوع العذاب الذي يطلبونة حال طلبهم له لاوقعة بهم و اما الحديث فليس فية انهم سالوة و قوع العذاب بهم بل عرض علية ملك الجبال انه ان شاء اطبق عليهم الاخشبين و هما جبلا مكة اللذان يكتنفانها جنوبا و شمالا فلهذا استاني بهم و سال الرفق لهم .

وعندة مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو و يعلم ما فالبر و البحر و ما تسقط من و رقة الا يعلمها و لا حبة فظلمات الارض و لا رطب و لا يابس الا فكتاب مبين (59)[عدل]

وعندة مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو و يعلم ما فالبر و البحر و ما تسقط من و رقة الا يعلمها و لا حبة فظلمات الارض و لا رطب و لا يابس الا فكتاب مبين

وقولة تعالي ” و عندة مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ” قال البخارى : حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله حدثنا ابراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن ابية ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله ” ان الله عندة علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما فالارحام و ما تدرى نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدرى نفس باى ارض تموت ان الله عليم خبير ” و فحديث عمر ان جبريل حين تبدي له فصورة اعرابى فسال عن الايمان و الاسلام و الاحسان فقال له النبى صلي الله علية و سلم فيما قال له ” خمس لا يعلمهن الا الله ” بعدها قرا ” ان الله عندة علم الساعة ” الاية . و قولة ” و يعلم ما فالبر و البحر ” اي يحيط علمة الكريم بجميع الموجودات بريها و بحريها لا يخفي علية من هذا شيء و لا مثقال ذرة فالارض و لا فالسماء و ما اقوى ما قال الصرصرى : فلا يخفي علية الذر … اما تراءي للنواظر او تواري و قولة ” و ما تسقط من و رقة الا يعلمها ” اي و يعلم الحركات حتي من الجمادات فما ظنك بالحيوانات و لا سيما المكلفون منهم من جنهم و انسهم كما قال تعالي ” يعلم خائنة الاعين و ما تخفى الصدور ” . و قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابى حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا ابو الاحوص عن سعيد بن مسروق حدثنا حسان النمرى عن ابن عباس فقولة ” و ما تسقط من و رقة الا يعلمها” قال ما من شجرة فبر و لا بحر الا و ملك موكل فيها يكتب ما يسقط منها رواة ابن ابى حاتم و قوله” و لا حبة فظلمات الارض و لا رطب و لا يابس الا فكتاب مبين ” قال ابن ابى حاتم : حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن المسور الزهرى حدثنا ما لك بن سعير حدثنا الاعمش عن يزيد بن ابى زياد عن عبدالله بن الحارث قال : ما فالارض من شجرة و لا مغرز ابرة الا و عليها ملك موكل ياتى الله بعلمها رطوبتها اذا رطبت و يبوستها اذا يبست و هكذا رواة ابن جرير عن ابى الخطاب زياد بن عبدالله الحسانى عن ما لك بن سعير بة .

ثم قال ابن ابى حاتم ذكر عن ابى حذيفة حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس عن رجل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : خلق الله النون و هى الدواة و خلق الالواح فكتب بها امر الدنيا حتي ينقضى ما كان من خلق مخلوق او رزق حلال او حرام او عمل بر او فجور و قرا هذة الاية ” و ما تسقط من و رقة الا يعلمها” الي احدث الاية قال محمد بن اسحاق عن يحيي بن النضر عن ابية سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول ان تحت الارض الثالثة و فوق الرابعة من الجن ما لو انهم ظهروا يعنى لكم لم تروا معهم نورا علي جميع زاوية من زوايا الارض خاتم من خواتيم الله عز و جل علي جميع خاتم ملك من الملائكة يبعث الله عز و جل الية فكل يوم ملكا من عندة ان احتفظ بما عندك .

وهو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار بعدها يبعثكم فية ليقضي اجل مسمي بعدها الية مرجعكم بعدها ينبئكم بما كنتم تعملون (60)[عدل]

وهو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار بعدها يبعثكم فية ليقضي اجل مسمي بعدها الية مرجعكم بعدها ينبئكم بما كنتم تعملون

يقول تعالي انه يتوفي عبادة فمنامهم بالليل و ذلك هو التوفى الاصغر كما قال تعالي ” اذ قال الله يا عيسي انى متوفيك و رافعك الى ” و قال تعالى” الله يتوفي الانفس حين موتها و التي لم تمت فمنامها فيمسك التي قضي عليها الموت و يرسل الاخري الي اجل مسمي ” فذكر فهذة الاية الوفاتين الكبري و الصغري و كذا ذكر فهذا المقام حكم الوفاتين الصغري بعدها الكبري فقال ” و هو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار ” اي و يعلم ما كسبتم من الاعمال بالنهار و هذة جملة معترضة دلت علي احاطة علمة تعالي بخلقة فليلهم و نهارهم فحال سكونهم و حال حركتهم كما قال ” سواء منكم من اسر القول و من جهر بة و من هو مستخف بالليل و سارب بالنهار ” و كما قال تعالي ” و من رحمتة جعل لكم الليل و النهار لتسكنوا فية ” اي فالليل ” و لتبتغوا من فضلة ” اي فالنهار كما قال ” و جعلنا الليل لباسا و جعلنا النهار معاشا ” و لهذا قال تعالي ههنا ” و هو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار ” اي ما كسبتم من الاعمال فية ” بعدها يبعثكم فيه” اي فالنهار قالة مجاهد و قتادة و السدى و قال ابن جريج عن عبدالله بن كثير اي فالمنام و الاول اظهر و ربما روي ابن مردوية بسندة عن الضحاك عن ابن عباس عن النبى صلي الله علية و سلم قال ” مع جميع انسان ملك اذا نام اخذ نفسة و يردة الية فان اذن الله فقبض روحة قبضة و الا رد الية ” فذلك قولة ” و هو الذي يتوفاكم بالليل” . و قولة ” ليقضي اجل مسمي ” يعنى بة اجل جميع و احد من الناس ” بعدها الية مرجعكم ” اي يوم القيامة ” بعدها ينبئكم ” اي فيخبركم ” بما كنتم تعملون” اي و يجزيكم علي هذا ان خيرا فخيرا و ان شرا فشرا .

وهو القاهر فوق عبادة و يرسل عليكم حفظة حتي اذا جاء احدكم الموت توفتة رسلنا و هم لا يفرطون (61)[عدل]

وهو القاهر فوق عبادة و يرسل عليكم حفظة حتي اذا جاء احدكم الموت توفتة رسلنا و هم لا يفرطون

وقولة ” و هو القاهر فوق عبادة ” اي و هو الذي قهر جميع شيء و خضع لجلالة و عظمتة و كبريائة جميع شيء ” و يرسل عليكم حفظة ” اي من الملائكة يحفظون بدن الانسان كقولة ” له معقبات من بين يدية و من خلفة يحفظونة من امر الله ” و حفظة يحفظون عملة و يحصونة كقولة ” و ان عليكم لحافظين” الاية و كقولة ” عن اليمين و عن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لدية رقيب عتيد ” و قولة ” اذ يتلقي المتلقيان ” الاية و قولة ” حتي اذا جاء احدكم الموت ” اي احتضر و حان اجلة ” توفتة رسلنا ” اي ملائكة موكلون بذلك قال ابن عباس و غير و احد : لملك الموت اعوان من الملائكة يظهرون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت اذا انتهت الي الحلقوم و سياتى عند قولة تعالي ” يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت ” الاحاديث المتعلقة بذلك الشاهدة لهذا المروى عن ابن عباس و غيرة بالصحة و قولة ” و هم لا يفرطون ” اي فحفظ روح المتوفي بل يحفظونها و ينزلونها حيث شاء الله عز و جل ان كان من الابرار ففى عليين و ان كان من الفجار ففى سجين عياذا بالله من ذلك.

ثم ردوا الي الله مولاهم الحق الا له الحكم و هو اسرع الحاسبين (62)[عدل]

ثم ردوا الي الله مولاهم الحق الا له الحكم و هو اسرع الحاسبين

وقولة ” بعدها ردوا الي الله مولاهم الحق ” قال ابن جرير ” بعدها ردوا ” يعنى الملائكة ” الي الله مولاهم الحق ” و نذكر ههنا الحديث الذي رواة الامام احمد حيث قال : حدثنا حسين بن محمد حدثنا ابن ابى ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن ابى هريرة رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم انه قال ” ان الميت تحضرة الملائكة فاذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجى ايتها النفس الطيبة كانت فالجسد الطيب اخرجى حميدة و ابشرى بروح و ريحان و رب غير غضبان فلا تزال يقال لها هذا حتي تظهر بعدها يعرج فيها الي السماء فيستفتح لها فيقال من ذلك فيقال فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت فالجسد الطيب ادخلى حميدة و ابشرى بروح و ريحان و رب غير غضبان فلا تزال يقال لها هذا حتي ينتهي فيها الي السماء التي بها الله عز و جل و اذا كان الرجل السوء قالوا اخرجى ايتها النفس الخبيثة كانت فالجسد الخبيث اخرجى ذميمة و ابشرى بحميم و غساق و احدث من شكلة ازواج فلا تزال يقال لها هذا حتي تظهر بعدها يعرج فيها الي السماء فيستفتح لها فيقال من ذلك فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت فالجسد الخبيث ارجعى ذميمة فانة لا يفتح لك ابواب السماء فترسل من السماء بعدها تصير الي القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له كما قيل فالحديث الاول و يجلس الرجل السوء فيقال له كما قيل فالحديث الثاني ” و ذلك حديث غريب و يحتمل ان يصبح المراد بقولة ” بعدها ردوا ” يعنى الخلائق كلهم الي الله يوم القيامة فيحكم فيهم بعدلة كما قال ” قل ان الاولين و الاخرين لمجموعون الي ميقات يوم معلوم ” و قال ” و حشرناهم فلم نغادر منهم احدا ” الي قولة ” و لا يظلم ربك احدا ” و لهذا قال ” مولاهم الحق الا له الحكم و هو اسرع الحاسبين” .

قل من ينجيكم من ظلمات البر و البحر تدعونة تضرعا و خفية لئن انجانا من هذة لنكونن من الشاكرين (63)[عدل]

قل من ينجيكم من ظلمات البر و البحر تدعونة تضرعا و خفية لئن انجانا من هذة لنكونن من الشاكرين

يقول تعالي ممتنا علي عبادة فانجائة المضطرين منهم من ظلمات البر و البحر اي الحائرين الواقعين فالمهامة البرية و فاللجج البحرية اذا هاجت الرياح العاصفة فحينئذ يفردون الدعاء له و حدة لا شريك له كقولة ” و اذا مسكم الضر فالبحر ضل من تدعون الا اياة ” الاية . و قوله” هو الذي يسيركم فالبر و البحر حتي اذا كنتم فالفلك و جرين بهم بريح طيبة و فرحوا فيها جاءتها ريح عاصف و جاءهم الموج من جميع مكان و ظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذة لنكونن من الشاكرين ” الاية . و قولة ” امن يهديكم فظلمات البر و البحر و من يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمتة االة مع الله تعالي الله عما يشركون ” و قال فهذة الاية الكريمة ” قل من ينجيكم من ظلمات البر و البحر تدعونة تضرعا و خفية ” اي جهرا و سرا ” لئن انجانا ” اي من هذة الضائقة ” لنكونن من الشاكرين ” اي بعدين .

قل الله ينجيكم منها و من جميع كرب بعدها انتم تشركون (64)[عدل]

قل الله ينجيكم منها و من جميع كرب بعدها انتم تشركون

قال الله ” قل الله ينجيكم منها و من جميع كرب بعدها انتم ” اي بعد هذا ” تشركون ” اي تدعون معة فحال الرفاهية الهة اخري .

قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون (65)[عدل]

قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون

وقولة ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم ” لما قال بعدها انتم تشركون عقبة بقولة ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا ” اي بعد انجائة اياكم كقولة فسورة سبحان ” ربكم الذي يزجى لكم الفلك فالبحر لتبتغوا من فضلة انه كان بكم رحيما و اذا مسكم الضر فالبحر ضل من تدعون الا اياة فلما نجاكم الي البر اعرضتم و كان الانسان كفورا افامنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا بعدها لا تجدوا لكم و كيلا ام امنتم ان يعيدكم فية تارة اخري فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم بعدها لا تجدوا لكم علينا بة تبيعا ” قال ابن ابى حاتم ذكر عن مسلم بن ابراهيم حدثنا هارون الاعور عن جعفر بن سليمان عن الحسن فقولة ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم ” قال هذة للمشركين . و قال ابن ابى نجيح عن مجاهد فقولة ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم ” لامة محمد صلي الله علية و سلم و عفي عنهم و نذكر هنا الاحاديث الواردة فذلك و الاثار و بالله المستعان و علية التكلان و بة الثقة . قال البخارى رحمة الله تعالي فقولة ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون ” يلبسكم يخلطكم من الالتباس يلبسوا يخلطوا شيعا فرقا حدثنا ابو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله قال لما نزلت هذة الاية ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” اعوذ بوجهك ” ” او من تحت ارجلكم” قال ” اعوذ بوجهك ” ” او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض ” قال رسول الله صلي الله علية و سلم هذة اهون – او – ايسر .

وهكذا رواة كذلك فكتاب التوحيد عن قتيبة عن حماد بة و رواة النسائي كذلك فالتفسير عن قتيبة و محمد بن النضر بن مساور و يحيي بن حبيب بن عدى اربعتهم عن حماد بن زيد بة و ربما رواة الحميدى فمسندة عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع جابرا عن النبى صلي الله علية و سلم بة . و رواة ابن حبان فصحيحة عن ابى يعلي الموصلى عن ابى خيثمة عن سفيان بن عيينة بة و رواة ابن جرير فتفسيرة عن احمد بن الوليد القرشى و سعيد بن الربيع و سفيان بن و كيع كلهم عن سفيان بن عيينة بة و رواة ابو بكر بن مردوية من حديث ادم بن ابى اياس و يحيي بن عبدالحميد و عاصم بن على عن سفيان بن عيينة بة و رواة سعيد بن منصور عن حماد بن زيد و سفيان بن عيينة كلاهما عن عمرو بن دينار بة . ” طريق اخر” قال الحافظ ابو بكر بن مردوية فتفسيرة حدثنا سليمان بن احمد حدثنا مقدام بن داود حدثنا عبدالله بن يوسف حدثنا عبدالله بن لهيعة عن خالد بن يزيد عن ابى الزبير عن جابر قال لما نزلت” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” اعوذ بالله من هذا او من تحت ارجلكم ” قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” اعوذ بالله من هذا ” ” او يلبسكم شيعا ” قال ” ذلك ايسر ” و ان استعاذة لاعاذة . و يتعلق بهذة الاية احاديث كثيرة . ” احدها ” قال الامام احمد بن حنبل فمسندة حدثنا ابو اليمان حدثنا ابو بكر يعنى ابن ابى مريم عن راشد هو ابن سعد المقرائى عن سعد بن ابى و قاص قال سئل رسول الله صلي الله علية و سلم عن هذة الاية ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم ” فقال ” اما انها كائنة و لم يات تاويلها بعد ” . و اخرجة الترمذى عن الحسن بن عرفة عن اسماعيل بن عياش عن ابى بكر بن ابى مريم بة بعدها قال ذلك حديث غريب.

” حديث احدث ” قال الامام احمد حدثنا يعلي هو ابن عبيد حدثنا عثمان بن حكيم عن عامر بن سعد بن ابى و قاص عن ابية قال : اقبلنا مع رسول الله صلي الله علية و سلم حتي مررنا علي مسجد بنى معاوية فدخل فصلي ركعتين فصلينا معة فناجي ربة عز و جل طويلا بعدها قال ” سالت ربى ثلاثا سالتة ان لا يهلك امتى بالغرق فاعطانيها و سالتة ان لا يهلك امتى بالسنة فاعطانيها و سالتة ان لا يجعل باسهم بينهم فمنعنيها ” انفرد باخراجة مسلم فرواة فكتاب الفتن عن ابى بكر بن ابى شيبة عن محمد بن عبدالله بن نمير كلاهما عن عبدالله بن نمير و عن محمد بن يحيي بن ابى عمرو عن مروان بن معاوية كلاهما عن عثمان بن حكيم بة . ” حديث احدث ” قال الامام احمد قرات علي عبدالرحمن بن مهدى عن ما لك عن عبدالله بن عبدالله بن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك انه قال جاءنا عبدالله بن عمر فحرة بنى معاوية – قرية من قري الانصار – فقال لى هل تدرى اين صلي رسول الله صلي الله علية و سلم فمسجدكم ذلك ؟ فقلت نعم فاشرت الي ناحية منة فقال هل تدرى ما الثلاث التي دعاهن فية ؟ فقلت نعم فقال اخبرنى بهن فقلت دعا ان لا يخرج عليهم عدوا من غيرهم و لا يهلكهم بالسنين فاعطيهما و دعا بان لا يجعل باسهم بينهم فمنعها قال صدقت فلا يزال الهرج الي يوم القيامة . ليس هو فشيء من الكتب الستة و اسنادة جيد قوى و للة الحمد و المنة . ” حديث احدث ” قال محمد بن اسحاق عن حكيم بن حكيم بن عباد عن خصيف عن عبادة بن حنيف عن على بن عبدالرحمن اخبرنى حذيفة بن اليمان قال خرجت مع رسول الله صلي الله علية و سلم الي حرة بنى معاوية قال فصلي ثمانى ركعات فاطال فيهن بعدها التفت الى فقال ” حبستك يا حذيفة ” قلت الله و رسولة اعلم قال انى سالت الله ثلاثا فاعطانى اثنتين و منعنى و احدة سالتة ان لا يسلط علي امتى عدوا من غيرهم فاعطانى و سالتة ان لا يهلكهم بغرق فاعطانى و سالتة ان لا يجعل باسهم بينهم فمنعنى .

رواة ابن مردوية من حديث محمد بن اسحاق ” حديث احدث ” قال الامام احمد حدثنا عبيدة بن حميد حدثنى سليمان بن الاعمش عن رجاء الانصارى عن عبدالله بن شداد عن معاذ بن جبل رضى الله عنة قال : اتيت رسول الله صلي الله علية و سلم فقيل لى خرج قبل قال فجعلت لا امر باحد الا قال مر قبل حتي مررت فوجدتة قائما يصلى قال فجئت حتي قمت خلفة فاطال الصلاة فلما قضي صلاتة قلت يا رسول الله ربما صليت صلاة طويلة فقال رسول الله صلي الله علية و سلم انى صليت صلاة رغبة و رهبة انى سالت الله عز و جل ثلاثا فاعطانى اثنتين و منعنى و احدة سالتة ان لا يهلك امتى غرقا فاعطانى و سالتة ان لا يخرج عليهم عدوا ليس منهم فاعطانيها و سالتة ان لا يجعل باسهم بينهم فردها على . و رواة ابن ما جة فالفتن عن محمد بن عبدالله بن نمير و على بن محمد كلاهما عن ابى معاوية عن الاعمش بة . و رواة ابن مردوية من حديث ابى عوانة عن عبدالله بن عمير عن عبدالرحمن بن ابى ليلي عن معاذ بن جبل عن النبى صلي الله علية و سلم بمثلة او نحوة . ” حديث احدث ” قال الامام احمد حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبدالله بن و هب اخبرنى عمرو بن الحارث عن بكير بن الاشج ان الضحاك بن عبدالله القرشى حدثة عن انس بن ما لك انه قال رايت رسول الله صلي الله علية و سلم فسفر صلي سبحة الضحي ثمانى ركعات فلما انصرف قال انى صليت صلاة رغبة و رهبة و سالت ربى ثلاثا فاعطانى اثنتين و منعنى و احدة سالتة ان لا يبتلى امتى بالسنين ففعل و سالتة ان لا يخرج عليهم عدوهم ففعل و سالتة ان لا يلبسهم شيعا فابي على . و رواة النسائي فالصلاة عن محمد بن سلمة عن ابن و هب بة .

” حديث احدث ” قال الامام احمد حدثنا ابو اليمان اخبرنا شعيب بن ابى حمزة قال : قال الزهرى حدثنى عبدالله بن عبدالله بن الحارث بن نوفل عن عبدالله بن خباب عن ابية خباب بن الارت مولي بنى زهرة و كان ربما شهد بدرا مع رسول الله صلي الله علية و سلم انه قال و افيت رسول الله صلي الله علية و سلم فليلة صلاها كلها حتي كان مع الفجر فسلم رسول الله صلي الله علية و سلم من صلاتة فقلت يا رسول الله لقد صليت الليلة صلاة ما رايتك صليت مثلها فقال رسول الله صلي الله علية و سلم اجل انها صلاة رغب و رهب سالت ربى عز و جل بها ثلاث خصال فاعطانى اثنتين و منعنى و احدة سالت ربى عز و جل ان لا يهلكنا بما اهلك بة الامم قبلنا فاعطانيها و سالت ربى عز و جل ان لا يخرج علينا عدوا من غيرنا فاعطانيها و سالت ربى عز و جل ان لا يلبسنا شيعا فمنعنيها . و رواة النسائي من حديث شعيب بن ابى حمزة به. و من و جة احدث و ابن حبان فصحيحة باسناديهما عن صالح بن كيسان و الترمذى فالفتن من حديث النعمان بن راشد كلاهما عن الزهرى بة و قال حسن صحيح . ” حديث احدث ” قال ابو جعفر بن جرير فتفسيرة حدثنى زياد بن عبدالله المزنى حدثنا مروان بن معاوية الفزارى حدثنا ابو ما لك حدثنى نافع بن خالد الخزاعى عن ابية ان النبى صلي الله علية و سلم صلي صلاة خفيفة تامة الركوع و السجود فقال ربما كانت صلاة رغبة و رهبة سالت الله عز و جل بها ثلاثا اعطانى اثنتين و منعنى و احدة سالت الله ان لا يصيبكم بعذاب اصاب بة من كان قبلكم فاعطانيها و سالت الله ان لا يسلط عليكم عدوا يستبيح بيضتكم فاعطانيها و سالت الله ان لا يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض فمنعنيها قال ابو ما لك فقلت له ابوك سمع ذلك من فرسول الله صلي الله علية و سلم ؟ فقال : نعم سمعتة يحدث فيها القوم انه سمعها من فرسول الله صلي الله علية و سلم .

” حديث احدث ” قال الامام احمد حدثنا عبدالرزاق قال : قال معمر اخبرنى ايوب عن ابى قلابة عن الاشعث الصنعانى عن ابى اسماء الرحبى عن شداد بن اوس ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ان الله زوي لى الارض حتي رايت مشارقها و مغاربها و ان ملك امتى سيبلغ ما زوى لى منها و انى اعطيت الكنزين الابيض و الاحمر و انى سالت ربى عز و جل ان لا يهلك امتى بسنة عامة و ان لا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة و ان لا يلبسهم شيعا و ان لا يذيق بعضهم باس بعض فقال يا محمد انى اذا قضيت قضاء فانة لا يرد و انى ربما اعطيتك لامتك ان لا اهلكهم بسنة عامة و ان لا اسلط عليهم عدوا ممن سواهم فيهلكهم بعامة حتي يصبح بعضهم يهلك بعضا و بعضهم يقتل بعضا و بعضهم يسبى بعضا قال : و قال النبى صلي الله علية و سلم انى لا اخاف علي امتى الا الائمة المضلين فاذا و ضع السيف فامتى لم يرفع عنهم الي يوم القيامة ليس فشيء من الكتب الستة و اسنادة جيد قوى و ربما رواة ابن مردوية من حديث حماد بن زيد و عباد بن منصور و قتادة ثلاثتهم عن ايوب عن ابى قلابة عن ابى اسماء عن ثوبان عن رسول الله صلي الله علية و سلم بنحوة و الله اعلم .

” حديث احدث ” قال الحافظ ابو بكر بن مردوية حدثنا عبدالله بن اسماعيل بن ابراهيم الهاشمى و ميمون بن اسحاق بن الحسن الحنفى قالا حدثنا احمد بن عبدالجبار حدثنا محمد بن فضيل عن ابى ما لك الاشجعى عن نافع بن خالد الخزاعى عن ابية قال و كان ابوة من اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم و كان من اصحاب الشجرة قال كان رسول الله صلي الله علية و سلم اذا صلي و الناس حولة صلي صلاة خفيفة تامة الركوع و السجود قال فجلس يوما فاطال الجلوس حتي اوما بعضنا الي بعض ان اسكتوا انه ينزل علية فلما فرغ قال له بعض القوم يا رسول الله لقد اطلت الجلوس حتي اوما بعضنا الي بعض انه ينزل عليك قال لا و لكنها كانت صلاة رغبة و رهبة سالت الله بها ثلاثا فاعطانى اثنتين و منعنى و احدة سالت الله ان لا يعذبكم بعذاب عذب بة من كان قبلكم فاعطانيها و سالت الله ان لا يسلط علي امتى عدوا يستبيحها فاعطانيها و سالتة ان لا يلبسكم شيعا و ان لا يذيق بعضكم باس بعض فمنعنيها قال : قلت له ابوك سمعها من رسول الله صلي الله علية و الة و سلم ؟ قال نعم سمعتة يقول انه سمعها من رسول الله صلي الله علية و الة و سلم عدد اصابعى هذة عشر اصابع . ” حديث احدث ” قال الامام احمد حدثنا يونس هو ابن محمد المؤدب حدثنا ليث هو ابن سعد عن ابى و هب الخولانى عن رجل ربما سماة عن ابى بصرة الغفارى صاحب رسول الله صلي الله علية و الة و سلم ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال سالت ربى عز و جل اربعا فاعطانى ثلاثا و منعنى و احدة سالت الله ان لا يجمع امتى علي ضلالة فاعطانيها و سالت الله ان لا يخرج عليهم عدوا من غيرهم فاعطانيها و سالت الله ان لا يهلكهم بالسنين كما اهلك الامم قبلهم فاعطانيها و سالت الله عز و جل ان لا يلبسهم شيعا و ان لا يذيق بعضهم باس بعض فمنعنيها لم يظهرة احد من اصحاب الكتب الستة . ” حديث احدث ” قال الطبرانى حدثنا محمد بن عثمان بن ابى شيبة حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا ابو حذيفة الثعلبى عن زياد بن علاقة عن جابر بن سمرة السوائى عن على ان رسول الله صلي الله علية و الة و سلم قال سالت ربى ثلاث خصال فاعطانى اثنتين و منعنى و احدة فقلت يا رب لا تهلك امتى جوعا فقال هذة لك قلت يا رب لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم يعنى اهل الشرك فيجتاحهم قال هذا لك قلت يا رب لا تجعل باسهم بينهم فمنعنى هذة .

” حديث احدث ” قال الحافظ ابو بكر بن مردوية حدثنا محمد بن احمد بن ابراهيم عن احمد بن محمد بن عاصم حدثنا ابو الدرداء المروزى حدثنا اسحاق بن عبدالله بن كيسان حدثنى ابى عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلي الله علية و الة و سلم قال دعوت ربى عز و جل ان يرفع عن امتى اربعا فرفع الله عنهم اثنتين و ابي على ان يرفع عنهم اثنتين دعوت ربى ان يرفع الرجم من السماء و الغرق من الارض و ان لا يلبسهم شيعا و ان لا يذيق بعضهم باس بعض فرفع الله عنهم الرجم من السماء و الغرق من الارض و ابي الله ان يرفع اثنتين القتل و الهرج . ” طريق اخرى” عن ابن عباس كذلك قال ابن مردوية حدثنا عبدالله بن محمد بن يزيد حدثنى الوليد بن ابان حدثنا جعفر بن منير حدثنا ابو بدر شجاع بن الوليد حدثنا عمرو بن قيس عن رجل عن ابن عباس قال لما نزلت هذة الاية قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض قال فقام النبى صلي الله علية و سلم فتوضا بعدها قال اللهم لا ترسل علي امتى عذابا من فوقهم و لا من تحت ارجلهم و لا تلبسهم شيعا و لا تذق بعضهم باس بعض قال فاتاة جبريل فقال يا محمد ان الله ربما اجار امتك ان يرسل عليهم عذابا من فوقهم او من تحت ارجلهم . ” حديث احدث ” قال ابن مردوية حدثنا احمد بن محمد بن عبدالله البزار حدثنا عبدالله بن احمد بن موسي حدثنا احمد بن محمد بن يحيي بن سعيد حدثنا عمرو بن محمد العنقزى حدثنا اسباط عن السدى عن ابى المنهال عن ابى هريرة عن النبى صلي الله علية و سلم قال سالت ربى لامتى اربع خصال فاعطانى ثلاثا و منعنى و احدة سالتة ان لا تكفر امتى صفقة و احدة فاعطانيها و سالتة ان لا يعذبهم بما عذب بة الامم قبلهم فاعطانيها و سالتة ان لا يخرج عليهم عدوا من غيرهم فاعطانيها و سالتة ان لا يجعل باسهم بينهم فمنعنيها و رواة ابن ابى حاتم عن ابى سعيد بن يحيي بن سعيد القطان عن عمرو بن محمد العنقزى بة نحوة .

” طريق اخر” و قال ابن مردوية حدثنا محمد بن احمد بن ابراهيم حدثنا محمد بن يحيي حدثنا ابو كريب حدثنا زيد بن الحباب حدثنا كثير بن زيد الليثى المدنى حدثنى الوليد بن رباح مولي ال ابى ذئاب سمع ابا هريرة يقول : قال النبى صلي الله علية و سلم سالت ربى ثلاثا فاعطانى اثنتين و منعنى و احدة سالتة ان لا يسلط علي امتى عدوا من غيرهم فاعطانى و سالتة ان لا يهلكهم بالسنين فاعطانى و سالتة ان لا يلبسهم شيعا و ان لا يذيق بعضهم باس بعض فمنعنى . بعدها رواة ابن مردوية باسنادة عن سعد بن سعيد بن ابى سعيد المقبرى عن ابية عن ابى هريرة عن النبى صلي الله علية و الة و سلم بنحوة و رواة البزار من طريق عمرو بن ابى سلمة عن ابية عن ابى هريرة عن النبى صلي الله علية و سلم بنحوة . و رواة البزار من طريق عمر بن ابى سلمة عن ابية عن ابى هريرة عن النبى صلي الله علية و سلم بنحوة . ” اثر احدث ” قال سفيان الثورى عن الربيع بن انس عن ابى العالية عن ابى بن كعب قال اربع فهذة الامة ربما مضت اثنتان و بقيت اثنتان ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” قال الرجم ” او من تحت ارجلكم” قال الخسف ” او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض ” قال سفيان يعنى الرجم و الخسف و قال ابو جعفر الرازى عن الربيع بن انس عن ابى العالية عن ابى بن كعب ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض ” قال فهى اربع اثناء منها اثنتان بعد و فاة رسول الله صلي الله علية و سلم بخمس و عشرين سنة البسوا شيعا و ذاق بعضهم باس بعض و بقيت اثنتان لا بد منهما و اقعتان الرجم و الخسف و رواة احمد عن و كيع عن ابى جعفر و رواة ابن ابى حاتم و قال ابن ابى حاتم حدثنا المنذر بن شاذان حدثنا احمد بن اسحاق حدثنا ابو الاشهب عن الحسن فقولة ” قل هو القادر علي ان يبعث” الاية . قال حبست عقوبتها حتي عمل ذنبها فلما عمل ذنبها ارسلت عقوبتها و كذا قال مجاهد و سعيد بن جبير و ابو ما لك و السدى و ابن زيد و غير و احد فقولة ” عذابا من فوقكم ” يعنى الرجم ” او من تحت ارجلكم ” يعنى الخسف .

وهذا هو اختيار ابن جرير و رواة ابن جرير عن يونس عن ابن و هب عن عبدالرحمن بن زيد بن اسلم فقولة ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم ” قال كان عبدالله بن مسعود يصيح و هو فالمسجد او علي المنبر يقول الا ايها الناس انه ربما نزل بكم ان الله يقول ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” لو جاءكم عذاب من السماء لم يبق منكم احدا ” او من تحت ارجلكم ” لو خسف بكم الارض اهلككم و لم يبق منكم احدا ” او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم باس بعض ” الا انه نزل بكم اسوا الثلاث . ” قول ثان” قال ابن جرير و ابن ابى حاتم حدثنا يونس بن عبدالاعلي اخبرنا ابن و هب سمعت خلاد بن سليمان يقول سمعت عامر بن عبدالرحمن يقول ان ابن عباس كان يقول فهذة الاية ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” فائمة السوء ” او من تحت ارجلكم ” فخدم السوء و قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس ” عذاب من فوقكم ” يعنى امراءكم” او من تحت ارجلكم ” يعنى عبيدكم و سفلتكم و حكي ابن ابى حاتم عن ابى سنان و عمرو بن هانئ نحو ذلك. قال ابن جرير : و ذلك القول و ان كان له و جة صحيح لكن الاول اظهر و اقوي و هو كما قال ابن جرير رحمة الله و يشهد له بالصحة قولة تعالي ” اامنتم من فالسماء ان يخسف بكم الارض فاذا هى تمور ام امنتم من فالسماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ” و فالحديث ” ليكونن فهذة الامة قذف و خسف و مسخ ” و هذا مذكور مع نظائرة فامارات الساعة و اشراطها و ظهور الايات قبل يوم القيامة و ستاتى فموضعها ان شاء الله تعالي و قولة ” او يلبسكم شيعا ” يعنى يجعلكم ملتبسين شيعا فرقا متخالفين . قال الوالبى عن ابن عباس يعنى الاهواء و هكذا قال مجاهد و غير و احد و ربما و رد فالحديث المروى من طرق عنة صلي الله علية و سلم انه قال ” و ستفترق هذة الامة علي ثلاث و سبعين فرقة كلها فالنار الا و احدة ” . و قولة تعالي ” و يذيق بعضكم باس بعض ” قال ابن عباس و غير و احد يعنى يسلط بعضكم علي بعض بالعذاب و القتل. و قولة تعالي ” انظر كيف نصرف الايات ” اي نبينها و نوضحها مرة و نفسرها ” لعلهم يفقهون ” اي يفهمون و يتدبرون عن الله اياتة و حججة و براهينه. قال زيد بن اسلم لما نزلت ” قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم ” الاية .

قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف ” قالوا و نحن نشهد ان لا الة الا الله و انك رسول الله قال” نعم ” فقال بعضهم لا يصبح ذلك ابدا ان يقتل بعضنا بعضا و نحن مسلمون فنزلت ” انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون و كذب بة قومك و هو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبا مستقر و سوف تعلمون ” رواة ابن ابى حاتم و ابن جرير .

وكذب بة قومك و هو الحق قل لست عليكم بوكيل (66)[عدل]

وكذب بة قومك و هو الحق قل لست عليكم بوكيل

يقول تعالي ” و كذب بة ” اي بالقران الذي جئتهم بة و الهدي و البيان ” قومك ” يعنى قريشا ” و هو الحق ” اي الذي ليس و راءة حق ” قل لست عليكم بوكيل ” اي لست عليكم بحفيظ و لست بموكل بكم كقولة ” و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ” اي انما على البلاغ و عليكم السمع و الطاعة فمن اتبعنى سعد فالدنيا و الاخرة و من خالفنى فقد شقى فالدنيا و الاخرة .

لكل نبا مستقر و سوف تعلمون (67)[عدل]

لكل نبا مستقر و سوف تعلمون

ولهذا قال” لكل نبا مستقر ” قال ابن عباس و غير و احد اي لكل نبا حقيقة اي لكل خبر و قوع و لو بعد حين كما قال ” و لتعلمن نباة بعد حين ” و قال ” لكل اجل كتاب ” و ذلك تهديد و وعيد اكيد و لهذا قال بعده” و سوف تعلمون ” .

واذا رايت الذين يخوضون فاياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا فحديث غيرة و اما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين (68)[عدل]

واذا رايت الذين يخوضون فاياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا فحديث غيرة و اما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين

وقوله” و اذا رايت الذين يخوضون فاياتنا ” اي بالتكذيب و الاستهزاء ” فاعرض عنهم حتي يخوضوا فحديث غيرة ” اي حتي ياخذوا فكلام احدث غير ما كانوا فية من التكذيب ” و اما ينسينك الشيطان ” و المراد بذلك جميع فرد من احاد الامة ان لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون ايات الله و يضعونها علي غير مواضعها فان جلس احد معهم ناسيا ” فلا تقعد بعد الذكرى” بعد التذكر ” مع القوم الظالمين ” و لهذا و رد فالحديث ” رفع عن امتى الخطا و النسيان و ما استكرهوا علية ” . و قال السدى عن ابى ما لك و سعيد بن جبير فقولة ” و اما ينسينك الشيطان ” قال ان نسيت فذكرت ” فلا تقعد ” معهم و هكذا قال مقاتل بن حيان و هذة الاية هى المشار اليها فقولة ” و ربما نزل عليكم فالكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر فيها و يستهزا فيها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا فحديث غيرة انكم اذا مثلهم ” الاية . اي انكم اذا جلستم معهم و اقررتموهم علي هذا فقد ساويتموهم فيما هم فية .

وما علي الذين يتقون من حسابهم من شيء و لكن ذكري لعلهم يتقون (69)[عدل]

وما علي الذين يتقون من حسابهم من شيء و لكن ذكري لعلهم يتقون

وقولة ” و ما علي الذين يتقون من حسابهم من شيء ” اي اذا تجنبوهم فلم يجلسوا معهم فذلك فقد برئوا من عهدتهم و تخلصوا من اثمهم قال ابن ابى حاتم حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا عبدالله بن موسي عن اسرائيل عن السدى عن ابى ما لك عن سعيد بن جبير . قولة ” و ما علي الذين يتقون من حسابهم من شيء ” قال ما عليك ان يخوضوا فايات الله اذا فعلت هذا اي اذا تجنبتهم و اعرضت عنهم و قال اخرون بل معناة و ان جلسوا معهم فليس عليهم من حسابهم من شيء و زعموا ان ذلك منسوخ باية النساء المدنية و هى قولة ” انكم اذا مثلهم ” قالة مجاهد و السدى و ابن جريج و غيرهم. و علي قولهم يصبح قولة ” و لكن ذكري لهم لعلهم يتقون ” اي و لكن امرناكم بالاعراض عنهم حينئذ تذكيرا لهم عما هم فية لعلهم يتقون هذا و لا يعودون الية .

وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا و غرتهم الحياة الدنيا و ذكر بة ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله و لى و لا شفيع و ان تعدل جميع عدل لا يؤخذ منها اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم و عذاب اليم بما كانوا يكفرون (70)[عدل]

وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا و غرتهم الحياة الدنيا و ذكر بة ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله و لى و لا شفيع و ان تعدل جميع عدل لا يؤخذ منها اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم و عذاب اليم بما كانوا يكفرون

يقول تعالي ” و ذر الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا و غرتهم الحياة الدنيا ” اي دعهم و اعرض عنهم و امهلهم قليلا فانهم صائرون الي عذاب عظيم و لهذا قال و ذكر بة اي ذكر الناس بهذا القران و حذرهم نقمة الله و عذابة الاليم يوم القيامة و قولة تعالي ” ان تبسل نفس بما كسبت ” اي لئلا تبسل قال الضحاك عن ابن عباس و مجاهد و عكرمة و الحسن و السدى تبسل تسلم و قال الوالبى عن ابن عباس تفتضح . و قال قتادة تحبس و قال مرة و ابن زيد تؤاخذ . و قال الكلبى تجزي و جميع هذة الاقوال و الكلمات متقاربة فالمعني و حاصلها الاسلام للهلكة و الحبس عن الخير و الارتهان عن درك المطلوب كقولة ” جميع نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين ” و قولة ” ليس لها من دون الله و لى و لا شفيع ” اي لا قريب و لا احد يشفع بها كقولة ” من قبل ان ياتى يوم لا بيع فية و لا خلة و لا شفاعة و الكافرون هم الظالمون ” و قولة ” و ان تعدل جميع عدل لا يؤخذ منها ” اي و لو بذلت جميع مبذول ما قبل منها كقولة ” ان الذين كفروا و ما توا و هم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ” الاية . و هكذا قال ههنا ” اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم و عذاب اليم بما كانوا يكفرون ” .

قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا و نرد علي اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذى استهوتة الشياطين فالارض حيران له اصحاب يدعونة الي الهدي ائتنا قل ان هدي الله هو الهدي و امرنا لنسلم لرب العالمين (71)[عدل]

قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا و نرد علي اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذى استهوتة الشياطين فالارض حيران له اصحاب يدعونة الي الهدي ائتنا قل ان هدي الله هو الهدي و امرنا لنسلم لرب العالمين

قال السدى قال المشركون للمسلمين اتبعوا سبيلنا و اتركوا دين محمد فانزل الله عز و جل ” قل اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا و نرد علي اعقابنا ” اي فالكفر ” بعد اذ هدانا الله ” فيصبح مثلنا كالذى استهوتة الشياطين فالارض يقول مثلكم ان كفرتم بعد ايمانكم كمثل رجل خرج مع قوم علي الطريق فضل الطريق فحيرتة الشياطين و استهوتة فالارض و اصحابة علي الطريق فجعلوا يدعونة اليهم يقولون ائتنا فانا علي الطريق فابي ان ياتيهم فذلك كمن يتبعهم بعد المعرفة بمحمد صلي الله علية و علي الة و سلم و محمد هو الذي يدعو الي الطريق و الطريق هو الاسلام . رواة ابن جرير و قال قتادة ” استهوتة الشياطين فالارض ” اضلتة فالارض يعنى استهوتة سيرتة كقولة ” تهوى اليهم ” و قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس فقولة ” قل اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا ” الاية .

هذا كضربة الله للالهة و من يدعو اليها و الدعاة الذين يدعون الي هدي الله عز و جل كمثل رجل ضل عن طريق تائها اذ ناداة مناد يا فلان بن فلان هلم الي الطريق و له اصحاب يدعونة يا فلان هلم الي الطريق فان اتبع الداعى الاول انطلق بة حتي يلقية الي الهلكة و ان اجاب من يدعوة الي الهدي اهتدي الي الطريق و هذة الداعية التي تدعو فالبرية من الغيلان يقول كمن يعبد هذة الالهة من دون الله فانة يري انه فشيء حتي ياتية الموت فيستقبل الندامة و الهلكة و قولة ” كالذى استهوتة الشياطين فالارض ” هم الغيلان ” يدعونه” باسمة و اسم ابية و جدة فيتبعها و هو يري انه فشيء فيكون و ربما رمتة فهلكة و قد اكلتة او تلقية فمضلة من الارض يهلك بها عطشا فهذا كمن اجاب الالهة التي تعبد من دون الله عز و جل رواة ابن جرير و قال ابن ابى نجيح عن مجاهد” كالذى استهوتة الشياطين فالارض حيران ” قال رجل حيران يدعوة اصحابة الي الطريق و هذا كمن يضل بعد ان هدى و قال العوفى عن ابن عباس قولة ” كالذى استهوتة الشياطين فالارض حيران له اصحاب ” هو الذي لا يستجيب لهدي الله و هو رجل اطاع الشيطان و عمل فالارض بالمعصية و حاد عن الحق و ضل عنة و له اصحاب يدعونة الي الهدي و يزعمون ان الذي يامرونة بة هدي يقول الله هذا لاوليائهم من الانس ” ان الهدي هدي الله” و الضلال ما يدعو الية الجن . رواة ابن جرير بعدها قال و ذلك يقتضى ان اصحابة يدعونة الي الضلال و يزعمون انه هدي قال : و ذلك خلاف ظاهر الاية فان الله اخبر انهم يدعونة الي الهدي فغير جائز ان يصبح ضلالا و ربما اخبر الله انه هدي و هو كما قال ابن جرير فان السياق يقتضى ان ذلك الذي استهوتة الشياطين فالارض حيران و هو منصوب علي الحال اي فحال حيرتة و ضلالة و جهلة و جة المحجة و له اصحاب علي المحجة سائرون فجعلوا يدعونة اليهم و الي الذهاب معهم علي الكيفية المثلي و تقدير الكلام فيابي عليهم و لا يلتفت اليهم و لو شاء الله لهداة و لرد بة الي الطريق و لهذا قال ” قل ان هدي الله هو الهدي ” كما قال ” و من يهد الله فما له من مضل ” و قال ” ان تحرص علي هداهم فان الله لا يهدى من يضل و ما لهم من ناصرين ” و قولة ” و امرنا لنسلم لرب العالمين” اي نخلص له العبادة و حدة لا شريك له .

وان اقيموا الصلاة و اتقوة و هو الذي الية تحشرون (72)[عدل]

وان اقيموا الصلاة و اتقوة و هو الذي الية تحشرون

” و ان اقيموا الصلاة و اتقوة ” اي و امرنا باقامة الصلاة و بتقواة فجميع الاحوال ” و هو الذي الية تحشرون ” اي يوم القيامة .

وهو الذي خلق السماوات و الارض بالحق و يوم يقول كن فيصبح قولة الحق و له الملك يوم ينفخ فالصور عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير (73)[عدل]

وهو الذي خلق السماوات و الارض بالحق و يوم يقول كن فيصبح قولة الحق و له الملك يوم ينفخ فالصور عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير

” و هو الذي خلق السموات و الارض بالحق ” اي بالعدل فهو خالقهما و ما لكهما و المدبر لهما و لمن فيهما و قولة ” و يوم يقول كن فيصبح ” يعنى يوم القيامة الذي يقول الله كن فيصبح عن امرة كلمح البصر او هو اقرب و يوم منصوب اما علي العطف علي قولة و اتقوة و تقديرة و اتقوا يوم يقول كن فيصبح اما علي قولة ” خلق السموات و الارض ” اي و خلق يوم يقول كن فيصبح فذكر بدء الخلق و اعادتة و ذلك مناسب اما علي اضمار فعل تقديرة و اذكر يوم يقول كن فيصبح و قولة ” قولة الحق و له الملك ” جملتان محلهما الجر علي انهما صفتان لرب العالمين و قوله” و يوم ينفخ فالصور ” يحتمل ان يصبح بدلا من قولة ” و يوم يقول كن فيصبح يوم ينفخ فالصور ” و يحتمل ان يصبح ظرفا لقولة ” و له الملك يوم ينفخ فالصور ” كقولة ” لمن الملك اليوم للة الواحد القهار ” و كقولة ” الملك يومئذ الحق للرحمن و كان يوما علي الكافرين عسيرا ” و ما اشبة هذا و اختلف المفسرون فقولة ” يوم ينفخ فالصور” فقال بعضهم المراد بالصور هنا جمع صورة اي يوم ينفخ بها فتحيا . قال ابن جرير كما يقال سور لسور البلد و هو جمع سورة و الصحيح ان المراد بالصور القرن الذي ينفخ فية اسرافيل علية السلام قال ابن جرير و الصواب عندنا ما تظاهرت بة الاخبار عن رسول الله صلي الله علية و الة و سلم انه قال ان اسرافيل ربما التقم الصور و حني جبهتة ينتظر متي يؤمر فينفخ . رواة مسلم فصحيحة و قال الامام احمد حدثنا اسماعيل حدثنا سليمان التيمى عن اسلم العجلى عن بشر بن شغاف عن عبدالله بن عمرو قال : قال اعرابى يا رسول الله ما الصور ؟ قال قرن ينفخ فية .

وقد روينا حديث الصور بطولة من طريق الحافظ ابى القاسم الطبرانى فكتابة المطولات قال حدثنا احمد بن الحسن المقرى الايلى حدثنا ابو عاصم النبيل حدثنا اسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظى عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : حدثنا رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم و هو فطائفة من اصحابة فقال ان الله لما فرغ من خلق السموات و الارض خلق الصور فاعطاة اسرافيل فهو و اضعة علي فية شاخصا بصرة الي العرش ينتظر متي يؤمر قلت يا رسول الله صلي الله علية و سلم و ما الصور ؟ قال القرن قلت كيف هو ؟ قال عظيم و الذي بعثنى بالحق ان عظم دارة فية كعرض السموات و الارض ينفخ فية ثلاث نفخات النفخة الاولي نفخة الفزع و الثانية = نفخة الصعق و الثالثة نفخة القيام لرب العالمين يامر الله تعالي اسرافيل بالنفخة الاولي فيقول انفخ فينفخ نفخة الفزع فيفزع اهل السموات و الارض الا من شاء الله و يامرة فيطيلها و يديمها و لا يفتر و هى كقول الله ” و ما ينظر هؤلاء الا صيحة و احدة ما لها من فواق ” فيسير الله الجبال فتمر مر السحاب فتكون سرابا بعدها ترتج الارض باهلها رجا فتكون كالسفينة المرمية فالبحر تضربها الامواج تكفا باهلها كالقنديل المعلق فالعرش ترجرجة الرياح و هو الذي يقول ” يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ و اجفة ” فيميد الناس علي ظهرها و تذهل المراضع و تضع الحوامل و تشيب الولدان و تطير الشياطين هاربة من الفزع حتي تات الاقطار فتاتيها الملائكة فتضرب و جوهها فترجع و يولى الناس مدبرين ما لهم من امر الله من عاصم ينادى بعضهم بعضا و هو الذي يقول الله تعالى” يوم التناد ” فبينما هم علي هذا اذ تصدعت الارض من قطر الي قطر فراوا امرا عظيما لم يروا مثلة و اخذهم لذا من الكرب و الهول ما الله بة عليم بعدها نظروا الي السماء فاذا هى كالمهل بعدها انشقت السماء فانتشرت نجومها و انخسف شمسها و قمرها قال رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم الاموات لا يعلمون بشيء من هذا قال ابو هريرة يا رسول الله من استثني الله عز و جل حين يقول ” ففزع من فالسموات و من فالارض الا من شاء الله ” ؟ قال اولئك الشهداء و انما يصل الفزع الي الاحياء و هم احياء عند ربهم يرزقون و قاهم الله فزع هذا اليوم و امنهم منة و هو عذاب الله يبعثة علي شرار خلقة – قال – و هو الذي يقول الله عز و جل ” يا ايها

الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل جميع مرضعة عما ارضعت و تضع جميع ذات حمل حملها و تري الناس سكاري و ما هم بسكاري و لكن عذاب الله شديد ” فيقومون فذلك العذاب ما شاء الله الا انه يطول بعدها يامر الله اسرافيل بنفخة الصعق فينفخ نفخة الصعق فيصعق اهل السموات و الارض الا من شاء الله فاذا هم ربما خمدوا و جاء ملك الموت الي الجبار عز و جل فيقول يا رب ربما ما ت اهل السموات و الارض الا من شئت فيقول الله و هو اعلم بمن بقى : فمن بقى ؟ فيقول يا رب بقيت انت الحى الذي لا تموت و بقيت حملة العرش و بقى جبريل و ميكائيل و بقيت انا فيقول الله عز و جل : ليمت جبريل و ميكائيل فينطق الله العرش فيقول يا رب يموت جبريل و ميكائيل فيقول اسكت فانى كتبت الموت علي جميع من كان تحت عرشى فيموتان بعدها ياتى ملك الموت الي الجبار فيقول يا رب ربما ما ت جبريل و ميكائيل فيقول الله و هو اعلم بمن بقى : فمن بقى ؟ فيقول بقيت انت الحى الذي لا تموت و بقيت حملة عرشك و بقيت انا فيقول الله لتمت حملة العرش فتموت و يامر الله العرش فيقبض الصور من اسرافيل بعدها ياتى ملك الموت فيقول يا رب ربما ما ت حملة عرشك فيقول الله و هو اعلم بمن بقى : فمن بقى ؟ فيقول يا رب بقيت انت الحى الذي لا تموت و بقيت انا فيقول الله انت خلق من خلقى خلقتك لما رايت فمت فيموت فاذا لم يبق الا الله الواحد القهار الاحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد كان اخرا كما كان اولا طوي السموات و الارض طى السجل للكتب بعدها دحاهما بعدها يلقفهما ثلاث مرات يقول انا الجبار انا الجبار انا الجبار ثلاثا بعدها هتف بصوتة ” لمن الملك اليوم ” ثلاث مرات فلا يجيبة احد بعدها يقول لنفسة ” للة الواحد القهار ” يقول الله ” يوم تبدل الارض غير الارض و السموات ” فيبسطهما و يسطحهما بعدها يمدهما مد الاديم العكاظى ” لا تري بها عوجا و لا امتا ” بعدها يزجر الله الخلق زجرة و احدة فاذا هم فهذة الارض المبدلة كما كانوا بها من الاولي من كان فبطنها كان فبطنها و من كان علي ظهرها كان علي ظهرها بعدها ينزل الله عليهم ماء من تحت العرش بعدها يامر الله السماء ان تمطر فتمطر اربعين يوما حتي يصبح الماء فوقهم اثنى عشر ذراعا بعدها يامر الله الاجساد ان تنبت فتنبت كنبات الطراثيث او كنبات البقل حتي اذا تكاملت اجسادهم فكانت كما كانت قال الله عز و جل ليحى حملة عرشى فيحيون و يامر

الله اسرافيل فياخذ الصور فيضعة علي فية بعدها يقول ليحى جبريل و ميكائيل فيحيان بعدها يدعو الله بالارواح فيؤتي فيها تتوهج ارواح المسلمين نورا و ارواح الكافرين ظلمة فيقبضها جميعا بعدها يلقيها فالصور بعدها يامر الله اسرافيل ان ينفخ نفخة البعث فينفخ نفخة البعث فتخرج الارواح كانها النحل ربما ملات ما بين السماء و الارض فيقول و عزتى و جلالى ليرجعن جميع روح الي جسدة فتدخل الارواح فالارض الي الاجساد فتدخل فالخياشيم بعدها تمشى فالاجساد كما يمشى السم فاللديغ بعدها تنشق الارض عنهم و انا اول من تنشق الارض عنة فتخرجون سراعا الي ربكم تنسلون ” مهطعين الي الداع يقول الكافرون ذلك يوم عسر ” حفاة عراة غلفا غرلا فتقفون موقفا و احدا مقدارة سبعون عاما لا ينظر اليكم و لا يقضي بينكم فتبكون حتي تنقطع الدموع بعدها تدمعون دما و تعرقون حتي يلجمكم العرق او يبلغ الاذقان و تقولون من يشفع لنا الي ربنا فيقضى بيننا فتقولون من احق بذلك من ابيكم ادم خلقة الله بيدة و نفخ فية من روحة و كلمة قبلا فياتون ادم فيطلبون هذا الية فيابي و يقول ما انا بصاحب هذا فيستقرءون الانبياء نبيا نبيا كلما جاءوا نبيا ابي عليهم – قال رسول الله صلي الله علية و سلم – حتي ياتونى فانطلق الي الفحص فاخر ساجدا – قال ابو هريرة يا رسول الله و ما الفحص ؟ قال – قدام العرش حتي يبعث الله الى ملكا فياخذ بعضدى و يرفعنى فيقول يا محمد فاقول نعم يا رب فيقول الله عز و جل ما شانك و هو اعلم – فاقول يا رب و عدتنى الشفاعة فشفعنى فخلقك فاقض بينهم قال الله ربما شفعتك انا اتيكم اقضى بينكم – قال رسول الله صلي الله علية و سلم – فارجع فاقف مع الناس فبينما نحن و قوف اذ سمعنا من السماء حسا شديدا فهالنا فينزل اهل السماء الدنيا بمثلى من فالارض من الجن و الانس حتي اذا دنوا من الارض اشرقت الارض بنورهم و اخذوا مصافهم و قلنا لهم افيكم ربنا ؟ قالوا لا و هو ات بعدها ينزل اهل السماء الثانية = بمثلى من نزل من الملائكة و بمثلى من بها من الجن و الانس حتي اذا دنوا من الارض اشرقت الارض بنورهم و اخذوا مصافهم و قلنا لهم افيكم ربنا ؟ فيقولون لا و هو ات بعدها ينزلون علي قدر هذا من التضعيف حتي ينزل الجبار عز و جل فظلل من الغمام و الملائكة فيحمل عرشة يومئذ ثمانية – و هم اليوم اربعة – اقدامهم فتخوم الارض السفلى

والارض و السموات الي حجزهم و العرش علي مناكبهم لهم زجل فتسبيحهم يقولون سبحان ذى العرش و الجبروت سبحان ذى الملك و الملكوت سبحان الحى الذي لا يموت سبحان الذي يميت الخلائق و لا يموت سبوح قدوس قدوس قدوس سبحان ربنا الاعلي رب الملائكة و الروح سبحان ربنا الاعلي الذي يميت الخلائق و لا يموت فيضع الله كرسية حيث يشاء من ارضة بعدها يهتف بصوتة فيقول يا معشر الجن و الانس انى ربما انصت لكم منذ خلقتكم الي يومكم ذلك اسمع قولكم و ابصر اعمالكم فانصتوا الى فانما هى اعمالكم و صحفكم تقرا عليكم فمن و جد خيرا فليحمد الله و من و جد غير هذا فلا يلومن الا نفسة بعدها يامر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم بعدها يقول ” الم اعهد اليكم يا بنى ادم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين و ان اعبدونى ذلك صراط مستقيم و لقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون هذة جهنم التي كنتم توعدون ” او – فيها تكذبون – شك ابو عاصم ” و امتازوا اليوم ايها المجرمون” فيميز الله الناس و تجثو الامم .

يقول الله تعالى” و تري جميع امة جاثية جميع امة تدعي الي كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون ” فيقضى الله عز و جل بين خلقة الا الثقلين الجن و الانس فيقضى بين الوحوش و البهائم حتي انه ليقضى للجماء من ذات القرن فاذا فرغ من هذا فلم تبق تبعة عند و احدة للاخري قال الله لها كونى ترابا فعند هذا يقول الكافر ” يا ليتنى كنت ترابا ” بعدها يقضى الله بين العباد فكان اول ما يقضى فية الدماء و ياتى جميع قتيل فسبيل الله و يامر الله عز و جل جميع من قتل فيحمل راسة تشخب اوداجة فيقول يا رب فيم قتلنى ذلك ؟ فيقول – و هو اعلم – فيم قتلتهم ؟ فيقول قتلتهم لتكون العزة لك فيقول الله له صدقت فيجعل الله و جهة كنور الشمس بعدها تمر بة الملائكة الي الجنة بعدها ياتى جميع من قتل علي غير هذا يحمل راسة و تشخب اوداجة فيقول يا رب فيم قتلنى ذلك ؟ فيقول – و هو اعلم – لم قتلتهم ؟ فيقول يا رب قتلتهم لتكون العزة لى فيقول تعست بعدها لا تبقي نفس قتلها الا قتل فيها و لا مظلمة ظلمها الا اخذ فيها و كان فمشيئة الله ان شاء عذبة و ان شاء رحمة بعدها يقضى الله تعالي بين من بقى من خلقة حتي لا تبقي مظلمة لاحد عند احد الا اخذها الله للمظلوم من الظالم حتي انه ليكلف شائب اللبن بالماء بعدها يبيعة ان يخلص اللبن من الماء فاذا فرغ الله من هذا نادي مناد يسمع الخلائق كلهم : الا ليلحق جميع قوم بالهتهم و ما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقي احد عبد من دون الله الا مثلت له الهتة بين يدية و يجعل يومئذ ملك من الملائكة علي صورة عزير و يجعل ملك من الملائكة علي صورة عيسي ابن مريم بعدها يتبع ذلك اليهود و ذلك النصاري بعدها قادتهم الهتهم الي النار و هو الذي يقول ” لو كان هؤلاء الهة ما و ردوها و جميع بها خالدون ” فاذا لم يبق الا المؤمنون فيهم المنافقون جاءهم الله فيما شاء من هيئتة فقال : يا ايها الناس ذهب الناس فالحقوا بالهتكم و ما كنتم تعبدون . فيقولون و الله ما لنا الة الا الله و ما كنا نعبد غيرة فينصرف عنهم و هو الله الذي ياتيهم فيمكث ما شاء الله ان يمكث بعدها ياتيهم فيقول : يا ايها الناس ذهب الناس فالحقوا بالهتكم و ما كنتم تعبدون .

فيقولون و الله ما لنا الة الا الله و ما كنا نعبد غيرة فيكشف لهم عن ساقة و يتجلي لهم من عظمتة ما يعرفون انه ربهم فيخرون للاذقان سجدا علي و جوههم و يخر جميع منافق علي قفاة و يجعل الله اصلابهم كصياصى البقر بعدها ياذن الله لهم فيرفعون و يضرب الله الصراط بين ظهرانى جهنم كحد الشفرة او كحد السيف علية كلاليب و خطاطيف و حسك كحسك السعدان دونة جسر دحض مزلة فيمرون كطرف العين او كلمح البرق او كمر الريح او كجياد الخيل او كجياد الركاب او كجياد الرجال فناج سالم و ناج مخدوش و مكدوس علي و جهة فجهنم فاذا افضي اهل الجنة الي الجنة قالوا من يشفع لنا الي ربنا فندخل الجنة ؟ فيقولون من احق بذلك من ابيكم ادم علية السلام خلقة الله بيدة و نفخ فية من روحة و كلمة قبلا فياتون ادم فيطلب هذا الية فيذكر ذنبا و يقول ما انا بصاحب هذا و لكن عليكم بنوح فانة اول رسل الله فيؤتي نوح فيطلب هذا الية فيذكر ذنبا و يقول ما انا بصاحب هذا و يقول عليكم بابراهيم فان الله اتخذة خليلا فيؤتي ابراهيم فيطلب هذا الية فيذكر ذنبا و يقول ما انا بصاحب هذا و يقول عليكم بموسي فان الله قربة نجيبا و كلمة و انزل علية التوراة فيؤتي موسي فيطلب هذا الية فيذكر ذنبا و يقول لست بصاحب هذا و لكن عليكم بروح الله و كلمتة عيسي ابن مريم فيؤتي عيسي ابن مريم فيطلب هذا الية فيقول ما انا بصاحبكم و لكن عليكم بمحمد قال رسول الله صلي الله علية و سلم فياتونى و لى عند ربى ثلاث شفاعات و عدنيهن فانطلق فاتى الجنة فاخذ بحلقة الباب فاستفتح فيفتح لى فاحيا و يرحب بى فاذا دخلت الجنة فنظرت الي ربى خررت ساجدا فياذن الله لى من تحميدة و تمجيدة بشيء ما اذن بة لاحد من خلقة بعدها يقول ارفع راسك يا محمد و اشفع تشفع و سل تعطة فاذا رفعت راسى يقول الله – و هو اعلم – ما شانك ؟ فاقول يا رب و عدتنى الشفاعة فشفعنى فاهل الجنة فيدخلون الجنة فيقول الله ربما شفعتك و ربما اذنت لهم فدخول الجنة و كان رسول الله صلي الله علية و سلم يقول و الذي نفسى بيدة ما انتم فالدنيا باعرف بازواجكم و مساكنكم من اهل الجنة بازواجهم و مساكنهم فيدخل جميع رجل منهم علي اثنتين و سبعين زوجة سبعين مما ينشئ الله عز و جل و اثنتين ادميتين من و لد ادم لهما فضل علي من انشا الله لعبادتهما الله فالدنيا فيدخل على

الاولي فغرفة من ياقوتة علي سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليها سبعون زوجا من سندس و استبرق بعدها انه يضع يدة بين كتفيها بعدها ينظر الي يدة من صدرها و من و راء ثيابها و جلدها و لحمها و انه لينظر الي مخ ساقها كما ينظر احدكم الي السلك فقصبة الياقوت كبدها له مراة و كبدة لها مراة فبينا هو عندها لا يملها و لا تملة ما ياتيها من مرة الا و جدها عذراء ما يفتر ذكرة و ما تشتكى قبلها فبينا هو ايضا اذ نودى انا ربما عرفنا انك لا تمل و لا تمل الا انه لا منى و لا منية الا ان لك ازواجا غيرها فيخرج فياتيهن و احدة و احدة كلما اتي و احدة قالت له و الله ما اري فالجنة شيئا اقوى منك و لا فالجنة شيء احب الى منك . و اذا و قع اهل النار فالنار و قع بها خلق من خلق ربك اوبقتهم اعمالهم فمنهم من تاخذ النار قدمية لا تجاوز هذا و منهم من تاخذة الي انصاف ساقية و منهم من تاخذة الي ركبتية و منهم من تاخذة الي حقوية و منهم من تاخذ جسدة كلة الا و جهة حرم الله صورتة عليها قال رسول الله صلي الله علية و سلم فاقول يا رب شفعنى فيمن و قع فالنار من امتى فيقول اخرجوا من عرفتم فيخرج اولئك حتي لا يبقي منهم احد بعدها ياذن الله فالشفاعة فلا يبقي نبى و لا شهيد الا شفع فيقول الله اخرجوا من و جدتم فقلبة زنة دينار ايمانا فيخرج اولئك حتي لا يبقي منهم احد بعدها يشفع الله فيقول اخرجوا من و جدتم فقلبة ايمانا ثلثى دينار بعدها يقول ثلث دينار بعدها يقول ربع دينار بعدها يقول قيراطا بعدها يقول حبة من خردل فيخرج اولئك حتي لا يبقي منهم احد و حتي لا يبقي فالنار من عمل للة خيرا قط و لا يبقي احد له شفاعة الا شفع حتي ان ابليس يتطاول مما يري من رحمة الله رجاء ان يشفع له . بعدها يقول بقيت و انا ارحم الراحمين فيدخل يدة فجهنم فيخرج منها ما لا يحصية غيرة كانهم حمم فيلقون علي نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون كما تنبت الحبة فحميل السيل فما يلى الشمس منها اخيضر و ما يلى الظل منها اصيفر فينبتون كنبات الطراثيث حتي يكونوا امثال الذر مكتوب فرقابهم الجهنميون عتقاء الرحمن يعرفهم اهل الجنة بذلك الكتاب ما عملوا خيرا للة قط فيمكثون فالجنة ما شاء الله و هذا الكتاب فرقابهم بعدها يقولون ربنا امح عنا ذلك الكتاب فيمحوة الله عز و جل عنهم .

ثم ذكر بطولة بعدها قال ذلك حديث مشهور و هو غريب جدا جدا و لبعضة شواهد فالاحاديث المتفرقة و فبعض الفاظة نكارة تفرد بة اسماعيل بن رافع قاضى اهل المدينة و ربما اختلف فية فمنهم من و ثقة و منهم من ضعفة و نصف علي نكارة جديدة غير و احد من الائمة كاحمد بن حنبل و ابى حاتم الرازى و عمرو بن على الفلاس و منهم من قال فية هو متروك و قال ابن عدى احاديثة كلها بها نظر الا انه يكتب جديدة فجملة الضعفاء قلت و ربما اختلف علية فاسناد ذلك الحديث علي و جوة كثيرة ربما افردتها فجزء علي حدة و اما سياقة فغريب جدا جدا و يقال انه جمعة من احاديث كثيرة و جعلة سياقا و احدا فانكر علية بسبب هذا و سمعت شيخنا الحافظ ابا الحجاج المزى يقول انه راي للوليد بن مسلم مصنفا ربما جمعة كالشواهد لبعض مفردات ذلك الحديث فالله اعلم .

واذ قال ابراهيم لابية ازر اتتخذ اصناما الهة انى اراك و قومك فضلال مبين (74)[عدل]

واذ قال ابراهيم لابية ازر اتتخذ اصناما الهة انى اراك و قومك فضلال مبين

قال الضحاك عن ابن عباس ان ابا ابراهيم لم يكن اسمة ازر و انما كان اسمة تارخ رواة ابن ابى حاتم و قال كذلك حدثنا احمد بن عمرو بن ابى عاصم النبيل حدثنا ابى حدثنا ابو عاصم شبيب حدثنا عكرمة عن ابن عباس فقولة ” و اذ قال ابراهيم لابية ازر ” يعنى بازر الصنم و ابو ابراهيم اسمة تارخ و امة اسمها شانى و امراتة اسمها سارة و ام اسماعيل اسمها هاجر و هى سرية ابراهيم . و كذا قال غير و احد من علماء النسب ان اسمة تارخ و قال مجاهد و السدى ازر اسم صنم قلت كانة غلب علية ازر لخدمتة هذا الصنم فالله اعلم و قال ابن جرير و قال اخرون هو سب و عيب بكلامهم و معناة معوج و لم يسندة و لا حكاة عن احد . و ربما قال ابن ابى حاتم ذكر عن معتمر بن سليمان سمعت ابى يقرا ” و اذ قال ابراهيم لابية ازر ” قال بلغنى انها اعوج و انها اشد كلمة قالها ابراهيم علية السلام بعدها قال ابن جرير و الصواب ان اسم ابية ازر بعدها اورد علي نفسة قول النسابين ان اسمة تارخ بعدها اجاب بانة ربما يصبح له اسمان كما لعديد من الناس او يصبح احدهما لقبا و ذلك الذي قالة جيد قوى و الله اعلم و اختلف القراء فاداء قولة تعالي ” و اذ قال ابراهيم لابية ازر” فحكي ابن جرير عن الحسن البصرى و ابى يزيد المدنى انهما كانا يقران ” و اذ قال ابراهيم لابية ازر اتتخذ اصناما الهة ” معناة يا ازر اتتخذ اصناما الهة و قرا الجمهور بالفتح اما علي انه علم اعجمى لا ينصرف و هو بدل من قولة لابية او عطف بيان و هو اشبة و علي قول من جعلة نعتا لا ينصرف كذلك كاحمر و اسود فاما من زعم انه منصوب لكونة معمولا لقولة ” اتتخذ اصناما ” تقديرة يا ابت اتتخذ ازر اصناما الهة فانة قول بعيد فاللغة فان ما بعد حرف الاستفهام لا يعمل فيما قبلة لان له صدر الكلام . هكذا قررة ابن جرير و غيرة و هو مشهور فقواعد العربية و المقصود ان ابراهيم و عظ اباة فعبادة الاصنام و زجرة عنها و نهاة فلم ينتة كما قال ” و اذ قال ابراهيم لابية ازر اتتخذ اصناما الهة ” اي اتتالة لصنم تعبدة من دون الله ” انى اراك و قومك ” اي السالكين مسلكك ” فضلال مبين ” اي تائهين لا يهتدون اين يسلكون بل فحيرة و جهل و امركم فالجهالة و الضلال بين و اضح لكل ذى عقل سليم .

وقال تعالى” و اذكر فالكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا اذ قال لابية يا ابت لم تعبد ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغنى عنك شيئا يا ابت انى ربما جاءنى من العلم ما لم ياتك فاتبعنى اهدك صراطا سويا يا ابت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابت انى اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان و ليا قال اراغب انت عن الهتى يا ابراهيم لئن لم تنتة لارجمنك و اهجرنى مليا قال سلام عليك ساستغفر لك ربى انه كان بى حفيا و اعتزلكم و ما تدعون من دون الله و ادعو ربى عسي ان لا اكون بدعاء ربى شقيا ” فكان ابراهيم علية السلام يستغفر لابية لمدة حياتة فلما ما ت علي الشرك و تبين ابراهيم هذا رجع عن الاستغفار له و تبرا منة كما قال تعالي ” و ما كان استغفار ابراهيم لابية الا عن موعدة و عدها اياة فلما تبين له انه عدو للة تبرا منة ان ابراهيم لاواة حليم ” و ثبت فالصحيح ان ابراهيم يلقي اباة ازر يوم القيامة فيقول له ازر يا بنى اليوم لا اعصيك فيقول ابراهيم اي رب الم تعدنى انك لا تخزنى يوم يبعثون و اي خزى اخزي من ابى الابعد ؟ فيقال يا ابراهيم انظر ما و راءك فاذا هو بذبح متلطخ فيؤخذ بقوائمة فيلقي فالنار .

وايضا نرى ابراهيم ملكوت السماوات و الارض و ليصبح من الموقنين (75)[عدل]

وايضا نرى ابراهيم ملكوت السماوات و الارض و ليصبح من الموقنين

وقولة ” و ايضا نرى ابراهيم ملكوت السموات و الارض ” اي نبين له و جة الدلالة فنظرة الي خلقهما علي و حدانية الله عز و جل فملكة و خلقة و انه لا الة غيرة و لا رب سواة كقوله” قل انظروا ما ذا فالسموات و الارض ” و قولة ” اولم ينظروا فملكوت السموات و الارض ” و قال ” افلم يروا ما بين ايديهم و ما خلفهم من السماء و الارض ان نشا نخسف بهم الارض او نسقط عليهم كسفا من السماء ان فذلك لاية لكل عبد منيب ” و اما ما حكاة ابن جرير و غيرة عن مجاهد و عطاء و سعيد بن جبير و السدى و غيرهم . قالوا و اللفظ لمجاهد فرجت له السموات فنظر الي ما فيهن حتي انتهي بصرة الي العرش و فرجت له الارضون السبع فنظر الي ما فيهن و زاد غيرة فجعل ينظر الي العباد علي المعاصى و يدعو عليهم فقال الله له انى ارحم بعبادى منك لعلهم ان يتوبوا او يرجعوا. و روي ابن مردوية فذلك حديثين مرفوعين عن معاذ و على و لكن لا يصح اسنادهما و الله اعلم. و روي ابن ابى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس فقولة ” و ايضا نرى ابراهيم ملكوت السموات و الارض و ليصبح من الموقنين ” فانة تعالي جلي له الامر سرة و علانيتة فلم يخف علية شيء من اعمال الخلائق فلما جعل يلعن اصحاب الذنوب قال الله انك لا تسطيع ذلك فردة الله كما كان قبل هذا فيحتمل ان يصبح كشف له عن بصرة حتي راي هذا عيانا و يحتمل ان يصبح عن بصيرتة حتي شاهدة بفؤادة و تحققة و عرفة و علم ما فذلك من الحكم الباهرة و الدلالات القاطعة كما رواة الامام احمد و الترمذى و صححة عن معاذ بن جبل فحديث المنام ” اتانى ربى فاقوى صورة فقال يا محمد فيم يختصم الملا الاعلي ؟ فقلت لا ادرى يا رب فوضع يدة بين كتفى حتي و جدت برد اناملة بين ثديى فتجلي لى جميع شيء و عرفت هذا . و ذكر الحديث . و قولة ” و ليصبح من الموقنين” قيل الواو زائدة تقديرة و ايضا نرى ابراهيم ملكوت السموات و الارض ليصبح من الموقنين كقولة ” و ايضا نفصل الايات و لتستبين سبيل المجرمين ” و قيل : بل هى علي بابها اي نرية هذا ليصبح عالما و موقنا.

فلما جن علية الليل راي كوكبا قال ذلك ربى فلما افل قال لا احب الافلين (76)[عدل]

فلما جن علية الليل راي كوكبا قال ذلك ربى فلما افل قال لا احب الافلين

وقولة تعالي ” فلما جن علية الليل ” اي تغشاة و سترة ” راي كوكبا ” اي نجما ” قال ذلك ربى فلما افل ” اي غاب قال محمد بن اسحاق بن يسار الافول الذهاب و قال ابن جرير يقال افل النجم يافل و يافل افولا و افلا اذا غاب و منة قول ذى الرمة : مصابيح ليست باللواتى تقودها … دياج و لا بالافلات الزوائل و يقال اين افلت عنا بمعني اين غبت عنا : قال ” لا احب الافلين ” قال قتادة علم ان ربة دائم لا يزول.

فلما راي القمر بازغا قال ذلك ربى فلما افل قال لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين (77)[عدل]

فلما راي القمر بازغا قال ذلك ربى فلما افل قال لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين

” فلما راي القمر بازغا ” اي طالعا قال ذلك ربى فلما افل قال لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين .

فلما راي الشمس بازغة قال ذلك ربى ذلك اكبر فلما افلت قال يا قوم انى بريء مما تشركون (78)[عدل]

فلما راي الشمس بازغة قال ذلك ربى ذلك اكبر فلما افلت قال يا قوم انى بريء مما

” فلما راي الشمس بازغة قال ذلك ربى ” اي ذلك المنير الطالع ربى ” ذلك اكبر ” اي جرما من النجم و من القمر و اكثر اضاءة ” فلما افلت ” اي غابت” قال يا قوم انى بريء مما تشركون ” .

انى و جهت و جهى للذى فطر السماوات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين (79)[عدل]

انى و جهت و جهى للذى فطر السماوات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين

اى اخلصت اسلامي و افردت عبادتى ” للذى فطر السموات و الارض ” اي خلقهما و ابتدعهما علي غير مثال سبق ” حنيفا ” اي فحال كونى حنيفا اي ما ئلا عن الشرك الي التوحيد و لهذا قال ” و ما انا من المشركين ” و ربما اختلف المفسرون فهذا المقام هل هو مقام نظر او مناظرة فروي ابن جرير من طريق على بن ابى طلحة عن ابن عباس ما يقتضى انه مقام نظر و اختارة ابن جرير مستدلا بقولة ” لئن لم يهدنى ربى ” الاية . و قال محمد بن اسحاق قال هذا حين خرج من السرب الذي و لدتة فية امة حين تخوفت علية من نمرود بن كنعان لما كان ربما اخبر بوجود مولود يصبح ذهاب ملكة علي يدية فامر بقتل الغلمان عامئذ فلما حملت ام ابراهيم بة و حان و ضعها ذهبت بة الي سرب ظاهر البلد فولدت فية ابراهيم و تركتة هنالك و ذكر حاجات من خوارق العادات كما ذكرها غيرة من المفسرين من السلف و الخلف و الحق ان ابراهيم علية الصلاة و السلام كان فهذا المقام مناظرا لقومة مبينا لهم بطلان ما كانوا علية من عبادة الهياكل و الاصنام فبين فالمقام الاول مع ابية خطاهم فعبادة الاصنام الارضية التي هى علي صور الملائكة السماوية ليشفعوا لهم الي الخالق العظيم الذين هم عند انفسهم احقر من ان يعبدوة و انما يتوسلون الية بعبادة ملائكتة ليشفعوا لهم عندة فالرزق و النصر و غير هذا مما يحتاجون الية .

وبين فهذا المقام خطاهم و ضلالهم فعبادة الهياكل و هى الكواكب السيارة السبعة المتحيرة و هى القمر و عطارد و الزهرة و الشمس و المريخ و المشتري و زحل و اشدهن اضاءة و اشرفهن عندهم الشمس بعدها القمر بعدها الزهرة فبين اولا صلوات الله و سلامة علية ان هذة الزهرة لا تصلح للالهية فانها مسخرة مقدرة بسير معين لا تزيغ عنة يمينا و لا شمالا و لا تملك لنفسها تصرفا بل هى جرم من الاجرام خلقها الله منيرة لما له فذلك من الحكم العظيمة و هى تطلع من المشرق بعدها تسير فيما بينة و بين المغرب حتي تغيب عن الابصار فية بعدها تبدو فالليلة القابلة علي ذلك المنوال و كهذة لا تصلح للالهية بعدها انتقل الي القمر فبين فية كما بين فالنجم بعدها انتقل الي الشمس ايضا فلما انتفت الالهية عن هذة الاجرام الثلاثة التي هى انور ما يقع علية الابصار و تحقق هذا بالدليل القاطع ” قال يا قوم انى بريء مما تشركون ” اي انا بريء من عبادتهن و موالاتهن فان كانت الهة فكيدون فيها جميعا بعدها لا تنظرون” انى و جهت و جهى للذى فطر السموات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين ” اي انما اعبد خالق هذة الحاجات و مخترعها و مسخرها و مقدرها و مدبرها الذي بيدة ملكوت جميع شيء و خالق جميع شيء و ربة و مليكة و الهة كما قال تعالي ” ان ربكم الله الذي خلق السموات و الارض فستة ايام بعدها استوي علي العرش يغشى الليل النهار يطلبة حثيثا و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بامرة الا له الخلق و الامر تبارك الله رب العالمين ” و كيف يجوز ان يصبح ابراهيم ناظرا فهذا المقام و هو الذي قال الله فحقة ” و لقد اتينا ابراهيم رشدة من قبل و كنا بة عالمين اذ قال لابية و قومة ما هذة التماثيل التي انتم لها عاكفون ” الايات و قال تعالي ” ان ابراهيم كان امة قانتا للة حنيفا و لم يك من المشركين شاكرا لانعمة اجتباة و هداة الي صراط مستقيم و اتيناة فالدنيا حسنة و انه فالاخرة لمن الصالحين بعدها اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين ” و قال تعالى” قل اننى هدانى ربى الي صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين ” و ربما ثبت فالصحيحين عن ابى هريرة عن رسول الله صلي الله علية و سلم انه قال ” جميع مولود يولد علي الفطرة ” و فصحيح مسلم عن عياض بن حماد ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ” قال

الله انى خلقت عبادى حنفاء ” . و قال الله فكتابة العزيز” فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ” و قال تعالي ” و اذ اخذ ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم علي انفسهم الست بربكم قالوا بلي ” و معناة علي احد القولين كقولة ” فطرت الله التي فطر الناس عليها ” كما سياتى بيانة فاذا كان ذلك فحق سائر الخليقة فكيف يصبح ابراهيم الخليل الذي جعلة الله امة قانتا للة حنيفا و لم يك من المشركين ناظرا فهذا المقام بل هو اولي الناس بالفطرة السليمة و السجية المستقيمة بعد رسول الله صلي الله علية و سلم بلا شك و لا ريب و مما يؤيد انه كان فهذا المقام مناظرا لقومة فيما كانوا فية من الشرك لا ناظرا قولة تعالي .

وحاجة قومة قال اتحاجونى فالله و ربما هدان و لا اخاف ما تشركون بة الا ان يشاء ربى شيئا و سع ربى جميع شيء علما افلا تتذكرون (80)[عدل]

وحاجة قومة قال اتحاجونى فالله و ربما هدانى و لا اخاف ما تشركون بة الا ان يشاء ربى شيئا و سع ربى جميع شيء علما افلا تتذكرون

يقول تعالي مخبرا عن خليلة ابراهيم حين جادلة قومة فيما ذهب الية من التوحيد و ناظروة بشبة من القول انه قال ” اتحاجونى فالله و ربما هدان ” اي تجادلوننى فامر الله و انه لا الة الا هو و ربما بصرنى و هدانى الي الحق و انا علي بينة منة فكيف التفت الي اقوالكم الفاسدة و شبهكم الباطلة و قولة ” و لا اخاف ما تشركون بة الا ان يشاء ربي شيئا” اي و من الدليل علي بطلان قولكم فيما ذهبتم الية ان هذة الالهة التي تعبدونها لا تؤثر شيئا و انا لا اخافها و لا اباليها فان كان لها كيد فكيدونى فيها و لا تنظرون بل عاجلونى بذلك. و قولة تعالي ” الا ان يشاء ربى شيئا ” استثناء منقطع اي لا يضر و لا ينفع الا الله عز و جل” و سع ربى جميع شيء علما ” اي احاط علمة بجميع الحاجات فلا يخفي علية خافية ” افلا تتذكرون” اي فيما بينتة لكم افلا تعتبرون ان هذة الالهة باطلة فتنزجروا عن عبادتها و هذة الحجة نظير ما احتج فيها نبى الله هود علية السلام علي قومة عاد فيما قص عنهم فكتابة حيث يقول ” قالوا يا هود ما جئتنا ببينة و ما نحن بتاركى الهتنا عن قولك و ما نحن لك بمؤمنين ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء قال انى اشهد الله و اشهدوا انى بريء مما تشركون من دونة فكيدونى جميعا بعدها لا تنظرون انى توكلت علي الله ربى و ربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ” الاية .

وكيف اخاف ما اشركتم و لا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل بة عليكم سلطانا فاى الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون (81)[عدل]

وكيف اخاف ما اشركتم و لا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل بة عليكم سلطانا فاى الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون

وقولة ” و كيف اخاف ما اشركتم ” اي كيف اخاف من هذة الاصنام التي تعبدونها من دون الله ” و لا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل بة عليكم سلطانا” قال ابن عباس و غير و احد من السلف اي حجة و ذلك كقولة تعالي ” ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن بة الله ” و قولة تعالي ” ان هى الا اسماء سميتموها انتم و اباؤكم ما انزل الله فيها من سلطان ” و قولة ” فاى الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون ” اي فاى الطائفتين اصوب الذي عبد من بيدة الضر و النفع او الذي عبد من لا يضر و لا ينفع بلا دليل ايهما احق بالامن من عذاب الله يوم القيامة لا شريك له .

الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون (82)[عدل]

الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون

قال الله تعالي ” الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون ” اي هؤلاء الذين اخلصوا العبادة للة و حدة لا شريك له و لم يشركوا بة شيئا هم الامنون يوم القيامة المهتدون فالدنيا و الاخرة . قال البخارى حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن ابى عدى عن شعبة عن سليمان عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال لما نزلت ” و لم يلبسوا ايمانهم بظلم ” قال اصحابة و اينا لم يظلم نفسة ؟ فنزلت” ان الشرك لظلم عظيم ” و قال الامام احمد حدثنا ابو معاوية حدثنا الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال لما نزلت هذة الاية ” الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم ” شق هذا علي الناس فقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسة ؟ قال انه ليس الذي تعنون الم تسمعوا ما قال العبد الصالح ” يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ” انما هو الشرك . و قال ابن ابى حاتم حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا و كيع و ابن ادريس عن الاعمش ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال لما نزلت ” و لم يلبسوا ايمانهم بظلم ” شق هذا علي اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم قالوا و اينا لم يظلم نفسة ؟ فقال رسول الله صلي الله علية و سلم ليس كما تظنون انما قال لابنه” يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم” و حدثنا عمر بن تغلب النمرى حدثنا ابو احمد حدثنا سفيان عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله بن مسعود قال لما نزلت هذة الاية شق هذا علي اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم فنزلت ” ان الشرك لظلم عظيم ” .

رواة البخارى و فلفظ قالوا اينا لم يظلم نفسة فقال النبى صلي الله علية و سلم ليس بالذى تعنون الم تسمعوا ما قال العبد الصالح ” ان الشرك لظلم عظيم” انما هو الشرك و لابن ابى حاتم عن عبدالله مرفوعا قال ” و لم يلبسوا ايمانهم بظلم ” قال بشرك قال و روى عن ابى بكر الصديق و عمر و ابى بن كعب و سلمان و حذيفة و ابن عباس و ابن عمر و عمرو بن شرحبيل و ابى عبدالرحمن السلمى و مجاهد و عكرمة و النخعى و الضحاك و قتادة و السدى و غير و احد نحو هذا و قال ابن مردوية حدثنا الشافعى حدثنا محمد بن شداد المسمعى حدثنا ابو عاصم حدثنا سفيان الثورى عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال لما نزلت ” الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم ” قال رسول الله صلي الله علية و سلم قيل لى انت منهم . و قال الامام احمد حدثنا اسحاق بن يوسف حدثنا ابو جناب عن زاذان عن جرير بن عبدالله قال : خرجنا مع رسول الله صلي الله علية و سلم فلما برزنا من المدينة اذا راكب يوضع نحونا فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : كان ذلك الراكب اياكم يريد فانتهي الينا الرجل فسلم فرددنا علية فقال له النبى صلي الله علية و سلم من اين اقبلت ؟ قال من اهلى و ولدى و عشيرتى قال فاين تريد ؟ قال اريد رسول الله صلي الله علية و سلم قال فقد اصبتة قال يا رسول الله علمنى ما الايمان قال ان تشهد ان لا الة الا الله و ان محمدا رسول الله و تقيم الصلاة و تؤتى الزكاة و تصوم رمضان و تحج المنزل قال ربما اقررت.

قال بعدها ان بعيرة دخلت يدة فجحر جرذان فهوي بعيرة و هوي الرجل فوقع علي هامتة فمات فقال : رسول الله صلي الله علية و سلم على بالرجل فوثب الية عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان فاقعداة فقالا : يا رسول الله قبض الرجل قال فاعرض عنهما رسول الله صلي الله علية و سلم بعدها قال لهما رسول الله صلي الله علية و سلم اما رايتما اعراضى عن الرجل فانى رايت ملكين يدسان ففية من ثمار الجنة فعلمت انه ما ت جائعا بعدها قال رسول الله صلي الله علية و سلم ذلك من الذين قال الله عز و جل فيهم ” الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم ” الاية بعدها قال دونكم اخاكم فاحتملناة الي الماء فغسلناة و حنطناة و كفناة و حملناة الي القبر فجاء رسول الله صلي الله علية و سلم حتي جلس علي شفير القبر فقال الحدوا و لا تشقوا فان اللحد لنا و الشق لغيرنا . بعدها رواة احمد عن اسود بن عامر عن عبدالحميد بن جعفر الفراء عن ثابت عن زاذان عن جرير بن عبدالله فذكر نحوة و قال فية ذلك ممن عمل قليلا و اجر كثيرا ; و قال ابن ابى حاتم حدثنا ابى حدثنا يوسف بن موسي القطان حدثنا مهران بن ابى عمر حدثنا على بن عبدالله عن ابية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله صلي الله علية و سلم فمسير سارة اذ عرض له اعرابى فقال يا رسول الله و الذي بعثك بالحق لقد خرجت من بلادى و تلادى و ما لى لاهتدى بهداك و اخذ من قولك و ما بلغتك حتي ما لى اكل الا من خضر الارض فاعرض على فعرض علية رسول الله صلي الله علية و سلم فقبل فازدحمنا حولة فدخل خف بكرة فبيت جرذان فتردي الاعرابى فانكسرت عنقة فقال رسول الله صلي الله علية و سلم صدق و الذي بعثنى بالحق لقد خرج من بلادة و تلادة و ما له ليهتدى بهداى و ياخذ من قولى و ما بلغنى حتي ما له اكل الا من خضر الارض اسمعتم بالذى عمل قليلا و اجر كثيرا ؟ ذلك منهم اسمعتم بالذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون ؟ فان ذلك منهم .

وفى لفظ قال ذلك عمل قليلا و اجر كثيرا و روي ابن مردوية من حديث محمد بن يعلي الكوفى و كان نزل الرى حدثنا زياد بن خيثمة عن ابى داود عن عبدالله بن سخبرة قال : قال رسول الله صلي الله علية و الة و سلم من اعطى فشكر و منع فصبر و ظلم فاستغفر و ظلم فغفر و سكت قال : فقالوا يا رسول الله ما له ؟ قال ” اولئك لهم الامن و هم مهتدون ” و قولة ” و تلك حجتنا اتيناها ابراهيم علي قومة ” اي و جهنا حجتة عليهم قال مجاهد و غيرة يعنى بذلك قولة ” و كيف اخاف ما اشركتم و لا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل بة عليكم سلطانا فاى الفريقين احق بالامن ” الاية . و ربما صدقة الله و حكم له بالامن و الهداية فقال ” الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون ” .

وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم علي قومة نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم (83)[عدل]

وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم علي قومة نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم

ثم قال بعد هذا كلة ” و تلك حجتنا اتيناها ابراهيم علي قومة نرفع درجات من نشاء ” قرئ بالاضافة و بلا اضافة كما فسورة يوسف و كلاهما قريب فالمعني و قوله” ان ربك حكيم عليم ” اي حكيم فاقوالة و افعالة عليم اي بمن يهدية و من يضلة و ان قامت علية الحجج و البراهين كما قال ” ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون و لو جاءتهم جميع اية حتي يروا العذاب الاليم ” و لهذا قال ههنا ” ان ربك حكيم عليم ” .

ووهبنا له اسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل و من ذريتة داوود و سليمان و ايوب و يوسف و موسي و هارون و ايضا نجزى المحسنين (84)[عدل]

ووهبنا له اسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل و من ذريتة داود و سليمان و ايوب و يوسف و موسي و هارون و ايضا نجزى المحسنين

يذكر تعالي انه و هب لابراهيم اسحاق بعد ان طعن فالسن و ايس هو و امراتة سارة من الولد فجاءتة الملائكة و هم ذاهبون الي قوم لوط فبشروهما باسحاق فتعجبت المراة من هذا و قالت ” يا و يلتي االد و انا عجوز و ذلك بعلى شيخا ان ذلك لشيء عجيب قالوا اتعجبين من امر الله رحمة الله و بركاتة عليكم اهل المنزل انه حميد مجيد ” فبشروهما مع و جودة بنبوتة و بان له نسلا و عقبا كما قال تعالى” و بشرناة باسحاق نبيا من الصالحين ” و ذلك اكمل فالبشارة و اعظم فالنعمة . و قال ” فبشرناة باسحاق و من و راء اسحاق يعقوب ” اي و يولد لهذا المولود و لد فحياتكما فتقر اعينكما بة كما قرت بوالدة فان الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل و العقب و لما كان و لد الشيخ و الشيخة ربما يتوهم انه لا يعقب لضعفة و قعت البشارة بة و بولدة باسم يعقوب الذي فية اشتقاق العقب و الذرية و كان ذلك مجازاة لابراهيم علية السلام حين اعتزل قومة و تركهم و نزح عنهم و هاجر من بلادهم ذاهبا الي عبادة الله فالارض فعوضة الله عز و جل عن قومة و عشيرتة باولاد صالحين من صلبة علي دينة لتقر بهم عينة كما قال تعالي ” فلما اعتزلهم و ما يعبدون من دون الله و هبنا له اسحاق و يعقوب و كلا جعلنا نبيا ” و قال ههنا ” و وهبنا له اسحاق و يعقوب كلا هدينا ” و قولة ” و نوحا هدينا من قبل” اي من قبلة هديناة كما هديناة و وهبنا له ذرية صالحة و جميع منهما له خصوصية عظيمة اما نوح علية السلام فان الله تعالي لما اغرق اهل الارض الا من امن بة و هم الذين صحبوة فالسفينة جعل الله ذريتة هم الباقين فالناس كلهم من ذريتة و اما الخليل ابراهيم علية السلام فلم يبعث الله عز و جل بعدة نبيا الا من ذريتة كما قال تعالى” و جعلنا فذريتهما النبوة و الكتاب ” الاية .

وقال تعالي ” و لقد ارسلنا نوحا و ابراهيم و جعلنا فذريتهما النبوة و الكتاب ” و قال تعالي ” اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم و ممن حملنا مع نوح و من ذرية ابراهيم و اسرائيل و ممن هدينا و اجتبينا اذا تتلي عليهم ايات الرحمن خروا سجدا و بكيا ” و قولة فهذة الاية الكريمة ” و من ذريتة ” اي و هدينا من ذريته” داود و سليمان ” الاية و عود الضمير الي نوح لانة اقرب المذكورين ظاهر لا اشكال فية و هو اختيار ابن جرير . و عودة الي ابراهيم لانة الذي سيق الكلام من اجلة حسن لكن يشكل علية لوط فانة ليس من ذرية ابراهيم بل هو ابن اخية هاران بن ازر اللهم الا ان يقال انه دخل فالذرية تغليبا كما فقولة ” ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنية ما تعبدون من بعدى قالوا : نعبد الهك و الة ابائك ابراهيم و اسماعيل و اسحاق الها و احدا و نحن له مسلمون ” فاسماعيل عمة دخل فابائة تغليبا و كما قال فقولة ” فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس ” فدخل ابليس فامر الملائكة بالسجود و ذم علي المخالفة لانة كان فتشبة بهم فعومل معاملتهم و دخل معهم تغليبا و الا فهو كان من الجن و طبيعتة من النار و الملائكة من النور و فذكر عيسي علية السلام فذرية ابراهيم او نوح علي القول الاخر دلالة علي دخول و لد البنات فذرية الرجل لان عيسي علية السلام انما ينسب الي ابراهيم علية السلام بامة مريم عليها السلام فانة لا اب له . قال ابن ابى حاتم حدثنا سهل بن يحيي العسكرى حدثنا عبدالرحمن بن صالح حدثنا على بن عابس عن عبدالله بن عطاء المكى عن ابى حرب بن ابى الاسود قال ارسل الحجاج الي يحيي بن يعمر فقال بلغنى انك تزعم ان الحسن و الحسين من ذرية النبى صلي الله علية و الة و سلم تجدة فكتاب الله – و ربما قراتة من اولة الي اخرة فلم اجدة ؟ قال اليس تقرا سورة الانعام” و من ذريتة داود و سليمان ” حتي بلغ ” و يحيي و عيسي ” قال بلي . قال اليس عيسي من ذرية ابراهيم و ليس له اب ؟ قال صدقت . فلهذا اذا اوصي الرجل لذريتة او و قف علي ذريتة او و هبهم دخل اولاد البنات فيهم فاما اذا اعطي الرجل بنية او و قف عليهم فانة يختص بذلك بنوة لصلبة و بنو بنية و احتجوا بقول الشاعر العربى : بنونا بنو ابنائنا و بناتنا … بنوهن ابناء الرجال الاجانب .

وقال اخرون : و يدخل بنو البنات فية كذلك لما ثبت فصحيح البخارى ان رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم قال للحسن بن على ان ابنى ذلك سيد و لعل الله ان يصلح بة بين فئتين عظيمتين من المسلمين فسماة ابنا فدل علي دخولة فالابناء. و قال اخرون : ذلك تجوز .

وزكريا و يحيي و عيسي و الياس جميع من الصالحين (85)[عدل]

وزكريا و يحيي و عيسي و الياس جميع من الصالحين

وفى ذكر عيسي علية السلام فذرية ابراهيم او نوح علي القول الاخر دلالة علي دخول و لد البنات فذرية الرجل لان عيسي علية السلام انما ينسب الي ابراهيم علية السلام بامة مريم عليها السلام فانة لا اب له . قال ابن ابى حاتم حدثنا سهل بن يحيي العسكرى حدثنا عبدالرحمن بن صالح حدثنا على بن عابس عن عبدالله بن عطاء المكى عن ابى حرب بن ابى الاسود قال ارسل الحجاج الي يحيي بن يعمر فقال بلغنى انك تزعم ان الحسن و الحسين من ذرية النبى صلي الله علية و الة و سلم تجدة فكتاب الله – و ربما قراتة من اولة الي اخرة فلم اجدة ؟ قال اليس تقرا سورة الانعام” و من ذريتة داود و سليمان ” حتي بلغ ” و يحيي و عيسي ” قال بلي . قال اليس عيسي من ذرية ابراهيم و ليس له اب ؟ قال صدقت . فلهذا اذا اوصي الرجل لذريتة او و قف علي ذريتة او و هبهم دخل اولاد البنات فيهم فاما اذا اعطي الرجل بنية او و قف عليهم فانة يختص بذلك بنوة لصلبة و بنو بنية و احتجوا بقول الشاعر العربى : بنونا بنو ابنائنا و بناتنا … بنوهن ابناء الرجال الاجانب و قال اخرون : و يدخل بنو البنات فية كذلك لما ثبت فصحيح البخارى ان رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم قال للحسن بن على ان ابنى ذلك سيد و لعل الله ان يصلح بة بين فئتين عظيمتين من المسلمين فسماة ابنا فدل علي دخولة فالابناء. و قال اخرون : ذلك تجوز .

واسماعيل و اليسع و يونس و لوطا و كلا فضلنا علي العالمين (86)[عدل]

واسماعيل و اليسع و يونس و لوطا و كلا فضلنا علي العالمين

وعود الضمير الي نوح لانة اقرب المذكورين ظاهر لا اشكال فية و هو اختيار ابن جرير . و عودة الي ابراهيم لانة الذي سيق الكلام من اجلة حسن لكن يشكل علية لوط فانة ليس من ذرية ابراهيم بل هو ابن اخية هاران بن ازر اللهم الا ان يقال انه دخل فالذرية تغليبا كما فقولة ” ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنية ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد الهك و الة ابائك ابراهيم و اسماعيل و اسحاق الها و احدا و نحن له مسلمون ” فاسماعيل عمة دخل فابائة تغليبا و كما قال فقولة ” فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس ” فدخل ابليس فامر الملائكة بالسجود و ذم علي المخالفة لانة كان فتشبة بهم فعومل معاملتهم و دخل معهم تغليبا و الا فهو كان من الجن و طبيعتة من النار و الملائكة من النور .

ومن ابائهم و ذرياتهم و اخوانهم و اجتبيناهم و هديناهم الي صراط مستقيم (87)[عدل]

ومن ابائهم و ذرياتهم و اخوانهم و اجتبيناهم و هديناهم الي صراط مستقيم

وقولة ” و من ابائهم و ذرياتهم و اخوانهم ” ذكر اصولهم و فروعهم و ذوى طبقتهم و ان الهداية و الاجتباء شملهم كلهم و لهذا قال ” و اجتبيناهم و هديناهم الي صراط مستقيم” .

ذلك هدي الله يهدى بة من يشاء من عبادة و لو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون (88)[عدل]

ذلك هدي الله يهدى بة من يشاء من عبادة و لو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون

ثم قال تعالي ” هذا هدي الله يهدى بة من يشاء من عبادة ” اي انما حصل لهم هذا بتوفيق الله و هدايتة اياهم ” و لو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ” تشديد لامر الشرك و تغليظ لشانة و تعظيم لملابستة كقولة تعالي ” و لقد اوحى اليك و الي الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ” الاية و ذلك شرط و الشرط لا يقتضى جواز الوقوع كقولة ” قل ان كان للرحمن و لد فانا اول العابدين ” و كقولة ” لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناة من لدنا ان كنا فاعلين” و كقولة ” لو اراد الله ان يتخذ و لدا لاصطفي مما يخلق ما يشاء سبحانة هو الله الواحد القهار” .

اولئك الذين اتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة فان يكفر فيها هؤلاء فقد و كلنا فيها قوما ليسوا فيها بكافرين (89)[عدل]

اولئك الذين اتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة فان يكفر فيها هؤلاء فقد و كلنا فيها قوما ليسوا فيها بكافرين

وقولة تعالي ” اولئك الذين اتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة ” اي انعمنا عليهم بذلك رحمة للعباد بهم و لطفا منة بالخليقة ” فان يكفر فيها ” اي بالنبوة و يحتمل ان يصبح الضمير عائدا علي هذة الحاجات الثلاثة الكتاب و الحكم و النبوة و قولة ” هؤلاء ” يعنى اهل مكة قالة ابن عباس و سعيد بن المسيب و الضحاك و قتادة و السدى و غير و احد ” فقد و كلنا فيها قوما ليسوا فيها بكافرين” اي ان يكفر بهذة النعم من كفر فيها من قريش و غيرهم من سائر اهل الارض من عرب و عجم و مليين و كتابيين فقد و كلنا فيها قوما اخرين اي المهاجرين و الانصار و اتباعهم الي يوم القيامة ” ليسوا فيها بكافرين ” اي لا يجحدون منها شيئا و لا يردون منها حرفا و احدا يؤمنون بجميعها محكمها و متشابهها جعلنا الله منهم بمنة و كرمة و احسانة .

اولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتدة قل لا اسالكم علية اجرا ان هو الا ذكري للعالمين (90)[عدل]

اولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتدة قل لا اسالكم علية اجرا ان هو الا ذكري للعالمين

ثم قال تعالي مخاطبا عبدة و رسولة محمدا صلي الله علية و سلم ” اولئك ” يعنى الانبياء المذكورين مع من اضيف اليهم من الاباء و الذرية و الاخوان و هم الاشباة ” الذين هدي الله ” اي هم اهل الهدي لا غيرهم ” فبهداهم اقتدة ” اي اقتد و اتبع و اذا كان ذلك امرا للرسول صلي الله علية و سلم فامتة تبع له فيما يشرعة و يامرهم بة قال البخارى عند هذة الاية : حدثنا ابراهيم بن موسي اخبرنا هشام ان ابن جريج اخبرهم قال اخبرنى سليمان الاحول ان مجاهدا اخبرة انه سال ابن عباس افى ” ص ” سجدة فقال نعم بعدها تلا ” و وهبنا له اسحاق و يعقوب ” الي قولة ” فبهداهم اقتدة ” بعدها قال هو منهم زاد يزيد بن هارون و محمد بن عبيد و سهيل بن يوسف عن العوام عن مجاهد قلت لابن عباس فقال نبيكم صلي الله علية و علي الة و سلم ممن امر ان يقتدى بهم و قولة تعالي ” قل لا اسالكم علية اجرا ” اي لا اطلب منكم علي ابلاغى اياكم ذلك القران اجرا اي اجرة و لا اريد منكم شيئا” ان هو الا ذكري للعالمين ” اي يتذكرون بة فيرشدوا من العمي الي الهدي و من الغى الي الرشاد و من الكفر الي الايمان .

وما قدروا الله حق قدرة اذ قالوا ما انزل الله علي بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء بة موسي نورا و هدي للناس تجعلونة قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا و علمتم ما لم تعلموا انتم و لا اباؤكم قل الله بعدها ذرهم فخوضهم يلعبون (91)[عدل]

وما قدروا الله حق قدرة اذ قالوا ما انزل الله علي بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء بة موسي نورا و هدي للناس تجعلونة قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا و علمتم ما لم تعلموا انتم و لا اباؤكم قل الله بعدها ذرهم فخوضهم يلعبون

يقول تعالي و ما عظموا الله حق تعظيمة اذ كذبوا رسلة اليهم : قال ابن عباس و مجاهد و عبد الله بن كثير نزلت فقريش و اختارة ابن جرير و قيل نزلت فطائفة من اليهود . و قيل ففنحاص رجل منهم .

وقيل فما لك بن الصيف ” قالوا ما انزل الله علي بشر من شيء ” و الاول اصح لان الاية مكية و اليهود لا ينكرون انزال الكتب من السماء و قريش و العرب قاطبة كانوا ينكرون ارسال محمد صلي الله علية و سلم لانة من البشر كما قال ” اكان للناس عجبا ان اوحينا الي رجل منهم ان انذر الناس” و كقولة تعالي ” و ما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدي الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا قل لو كان فالارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ” و قال ههنا ” و ما قدروا الله حق قدرة اذ قالوا ما انزل الله علي بشر من شيء ” قال الله تعالي ” قل من انزل الكتاب الذي جاء بة موسي نورا و هدي للناس ” اي قل يا محمد لهؤلاء المنكرين لانزال شيء من الكتب من عند الله فجواب سلبهم العام باثبات قضية جزئية موجبة ” من انزل الكتاب الذي جاء بة موسى” و هو التوراة التي ربما علمتم و جميع احد ان الله ربما انزلها علي موسي بن عمران نورا و هدي للناس اي ليستضاء فيها فكشف المشكلات و يهتدي فيها من ظلم الشبهات و قولة ” تجعلونة قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا ” اي تجعلون جملتها قراطيس اي قطعا تكتبونها من الكتاب الاصلى الذي بايديكم و تحرفون منها ما تحرفون و تبدلون و تتاولون و تقولون ذلك من عند الله اي فكتابة البيت و ما هو من عند الله و لهذا قال ” تجعلونة قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا ” و قولة تعالي ” و علمتم ما لم تعلموا انتم و لا اباؤكم ” اي و من انزل القران الذي علمكم الله فية من خبر ما سبق و نبا ما ياتى ما لم تكونوا تعلمون هذا لا انتم و لا اباؤكم و ربما قال قتادة : هؤلاء مشركو العرب و قال مجاهد هذة للمسلمين و قولة تعالي ” قل الله ” قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس اي قل الله انزلة و ذلك الذي قالة ابن عباس هو المتعين فتفسير هذة الكلمة لا ما قالة بعض المتاخرين من ان معني ” قل الله ” اي لا يصبح خطاب لهم الا هذة الكلمة كلمة ” الله ” و ذلك الذي قالة ذلك القائل يصبح امرا بكلمة مفردة من غير تركيب و التاليان بكلمة مفردة لا يفيد فلغة العرب فوائد يحسن السكوت عليها و قولة ” بعدها ذرهم فخوضهم يلعبون ” اي بعدها دعهم فجهلهم و ضلالهم يلعبون حتي ياتيهم من الله اليقين فسوف يعلمون الهم العاقبة ام لعباد الله المتقين ؟ .

وهذا كتاب انزلناة مبارك مصدق الذي بين يدية و لتنذر ام القري و من حولها و الذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون بة و هم علي صلاتهم يحافظون (92)[عدل]

وهذا كتاب انزلناة مبارك مصدق الذي بين يدية و لتنذر ام القري و من حولها و الذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون بة و هم علي صلاتهم يحافظون

وقولة ” و ذلك كتاب ” يعنى القران ” انزلناة مبارك مصدق الذي بين يدية و لتنذر ام القري ” يعنى مكة ” و من حولها ” من احياء العرب و من سائر طوائف بنى ادم من عرب و عجم كما قال فالاية الاخري ” قل يا ايها الناس انى رسول الله اليكم جميعا” و قال ” لانذركم بة و من بلغ ” و قال ” و من يكفر بة من الاحزاب فالنار موعدة ” و قال تبارك الذي نزل الفرقان علي عبدة ليصبح للعالمين نذيرا” و قال ” و قل للذين اوتوا الكتاب و الامين ااسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا و ان تولوا فانما عليك البلاغ و الله بصير بالعباد ” و ثبت فالصحيحين ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ” اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلى ” و ذكر منهن و كان النبى صلي الله علية و سلم يبعث الي قومة خاصة و بعثت الي الناس عامة و لهذا قال” و الذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون بة ” اي جميع من امن بالله و اليوم الاخر يؤمن بهذا الكتاب المبارك الذي انزلناة اليك يا محمد و هو القران” و هم علي صلاتهم يحافظون ” اي يقومون بما فرض عليهم من اداء الصلوات فاوقاتها .

ومن اظلم ممن افتري علي الله كذبا او قال اوحى الى و لم يوح الية شيء و من قال سانزل كما انزل الله و لو تري اذ الظالمون فغمرات الموت و الملائكة باسطو ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون علي الله غير الحق و كنتم عن اياتة تستكبرون (93)[عدل]

ومن اظلم ممن افتري علي الله كذبا او قال اوحى الى و لم يوح الية شيء و من قال سانزل كما انزل الله و لو تري اذ الظالمون فغمرات الموت و الملائكة باسطو ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون علي الله غير الحق و كنتم عن اياتة تستكبرون

يقول تعالي ” و من اظلم ممن افتري علي الله كذبا ” اي لا احد اظلم ممن كذب علي الله فجعل له شركاء او و لدا او ادعي ان الله ارسلة الي الناس و لم يرسلة و لهذا قال تعالي ” او قال اوحى الى و لم يوح الية شيء ” قال عكرمة و قتادة نزلت فمسيلمة الكذاب ” و من قال سانزل كما انزل الله ” اي و من ادعي انه يعارض ما جاء من عند الله من الوحى مما يفترية من القول كقولة تعالي ” و اذا تتلي عليهم اياتنا قالوا ربما سمعنا لو نشاء لقلنا كهذا ” الاية قال الله تعالي ” و لو تري اذ الظالمون فغمرات الموت ” اي فسكراتة و غمراتة و كرباته” و الملائكة باسطو ايديهم ” اي بالضرب كقوله” لئن بسطت الى يدك لتقتلنى ” الاية . و قولة ” يبسطوا اليكم ايديهم و السنتهم بالسوء ” الاية و قال الضحاك و ابو صالح باسطو ايديهم اي بالعذاب كقولة ” و لو تري اذ يتوفي الذين كفروا الملائكة يضربون و جوههم و ادبارهم ” و لهذا قال ” و الملائكة باسطو ايديهم ” اي بالضرب لهم حتي تظهر انفسهم من اجسادهم و لهذا يقولون لهم ” اخرجوا انفسكم” و هذا ان الكافر اذا احتضر بشرتة الملائكة بالعذاب و النكال و الاغلال و السلاسل و الجحيم و الحميم و غضب الرحمن الرحيم فتفرق روحة فجسدة و تعصى و تابي الخروج فتضربهم الملائكة حتي تظهر ارواحهم من اجسادهم قائلين لهم ” اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون علي الله غير الحق ” الاية . اي اليوم تهانون غاية الاهانة كما كنتم تكذبون علي الله و تستكبرون عن اتباع اياتة و الانقياد لرسلة و ربما و ردت الاحاديث المتواترة فطريقة احتضار المؤمن و الكافر عند الموت و هى مقررة عند قولة تعالي ” يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فالحياة الدنيا و فالاخرة ” و ربما ذكر ابن مردوية ههنا حديثا مطولا جدا جدا من طريق غريب عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا فالله اعلم .

ولقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم اول مرة و تركتم ما خولناكم و راء ظهوركم و ما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم و ضل عنكم ما كنتم تزعمون (94)[عدل]

ولقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم اول مرة و تركتم ما خولناكم و راء ظهوركم و ما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم و ضل عنكم ما كنتم تزعمون

وقوله” و لقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم اول مرة ” اي يقال لهم يوم معادهم ذلك كما قال ” و عرضوا علي ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة ” اي كما بداناكم اعدناكم و ربما كنتم تنكرون هذا و تستبعدونة فهذا يوم البعث و قولة ” و تركتم ما خولناكم و راء ظهوركم ” اي من النعم و الاموال التي اقتنيتموها فالدار الدنيا و راء ظهوركم. و ثبت فالصحيح ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال يقول ابن ادم ما لى ما لى و هل لك من ما لك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت و ما سوي هذا فذاهب و تاركة للناس و قال الحسن البصرى يؤتي بابن ادم يوم القيامة كانة بذخ فيقول الله عز و جل اين ما جمعت ؟ فقول يا رب جمعتة و تركتة اوفر ما كان فيقول له يا ابن ادم اين ما قدمت لنفسك ؟ فلا يراة قدم شيئا و تلا هذة الاية ” و لقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم اول مرة و تركتم ما خولناكم و راء ظهوركم ” الاية رواة ابن ابى حاتم و قولة ” و ما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء ” تقريع لهم و توبيخ علي ما كانوا اخذوا فالدنيا من الانداد و الاصنام و الاوثان ظانين انها تنفعهم فمعاشهم و معادهم ان كان بعدها معاد فاذا كان يوم القيامة تقطعت بهم الاسباب و انزاح الضلال و ضل عنهم ما كانوا يفترون و يناديهم الرب جل جلالة علي رءوس الخلائق .

” اين شركائى الذين كنتم تزعمون” و قيل لهم ” اين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصروكم او ينتصرون ” و لهذا قال ههنا ” و ما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتهم انهم فيكم شركاء ” اي فالعبادة لهم فيكم قسط فاستحقاق العبادة لهم بعدها قال تعالي ” لقد تقطع بينكم” قرئ بالرفع اي شملكم و بالنصب اي لقد تقطع ما بينكم من الاسباب و الوصلات و الوسائل ” و ضل عنكم ” اي ذهب عنكم ” ما كنتم تزعمون ” من رجاء الاصنام و الانداد كقولة تعالي ” اذ تبرا الذين اتبعوا من الذين اتبعوا و راوا العذاب و تقطعت بهم الاسباب و قال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرا منهم كما تبرءوا منا ايضا يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار ” و قال تعالي ” فاذا نفخ فالصور فلا انساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون ” و قال تعالي ” انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم فالحياة الدنيا بعدها يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض و يلعن بعضكم بعضا و ما واكم النار. و ما لكم من ناصرين ” و قال ” و قيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ” الاية . و قال ” و يوم نحشرهم جميعا بعدها نقول للذين اشركوا ” الي قوله” و ضل عنهم ما كانوا يفترون ” و الايات فهذا كثيرة جدا جدا .

ان الله فالق الحب و النوي يظهر الحى من الميت و مخرج الميت من الحى ذلكم الله فاني تؤفكون (95)[عدل]

ان الله فالق الحب و النوي يظهر الحى من الميت و مخرج الميت من الحى ذلكم الله فاني تؤفكون

يخبر تعالي انه فالق الحب و النوي اي يشقة فالثري فتنبت منة الزروع علي اختلاف اصنافها من الحبوب و الثمار علي اختلاف الوانها و اشكالها و طعومها من النوي و لهذا فسر قولة ” فالق الحب و النوي ” بقولة ” يظهر الحى من الميت و مخرج الميت من الحى ” اي يظهر النبات الحى من الحب و النوي الذي هو كالجماد الميت كقولة ” و اية لهم الارض الميتة احييناها و اخرجنا منها حبا فمنة ياكلون ” الي قولة ” و من انفسهم و مما لا يعلمون ” و قولة ” و مخرج الميت من الحى ” معطوف علي ” فالق الحب و النوي ” بعدها فسرة بعدها عطف علية قولة ” و مخرج الميت من الحى ” و ربما عبروا عن ذلك و ذلك بكلمات كلها متقاربة مؤدية للمعني فمن قائل يظهر الدجاجة من البيضة و عكسة و من قائل يظهر الولد الصالح من الفاجر و عكسة و غير هذا من الكلمات التي تنتظمها الاية و تشملها. بعدها قال تعالي ” ذلكم الله ” اي فاعل ذلك هو الله و حدة لا شريك له ” فاني تؤفكون ” اي كيف تصرفون عن الحق و تعدلون عنة الي الباطل فتعبدون معة غيرة .

فالق الاصباح و جعل الليل سكنا و الشمس و القمر حسبانا هذا تقدير العزيز العليم (96)[عدل]

فالق الاصباح و جعل الليل سكنا و الشمس و القمر حسبانا هذا تقدير العزيز العليم

وقولة ” فالق الاصباح و جعل الليل سكنا ” اي خالق الضياء و الظلام كما قال فاول السورة ” و جعل الظلمات و النور” اي فهو سبحانة يفلق ظلام الليل عن غرة الصباح فيضيء الوجود و يستنير الافق و يضمحل الظلام و يذهب الليل بسوادة و ظلام رواقة و يجيئ النهار بضيائة و اشراقة كقولة ” يغشى الليل النهار يطلبة حثيثا” فبين تعالي قدرتة علي خلق الحاجات المتضادة المختلفة الدالة علي كمال عظمتة و عظيم سلطانة فذكر انه فالق الاصباح و قابل هذا بقولة ” و جعل الليل سكنا ” اي ساجيا مظلما لتسكن فية الحاجات كما قال ” و الضحي و الليل اذا سجي ” و قال” و الليل اذا يغشي و النهار اذا تجلي ” و قال ” و النهار اذا جلاها و الليل اذا يغشاها ” و قال صهيب الرومى رضى الله عنة لامراتة و ربما عاتبتة فكثرة سهرة : ان الله جعل الليل سكنا الا لصهيب ان صهيبا اذا ذكر الجنة طال شوقة و اذا ذكر النار طار نومة . رواة ابن ابى حاتم . و قولة ” و الشمس و القمر حسبانا ” اي يجريان بحساب مقنن مقدر لا يتغير و لا يضطرب بل لكل منهما منازل يسلكها فالصيف و الشتاء فيترتب علي هذا اختلاف الليل و النهار طولا و قصرا كما قال ” هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نورا و قدرة منازل ” الاية . و كما قال لا الشمس ينبغى لها ان تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و جميع ففلك يسبحون و قال ” و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بامرة ” و قولة ” هذا تقدير العزيز العليم ” اي الجميع جار بتقدير العزيز الذي لا يمانع و لا يخالف العليم بكل شيء فلا يعزب عن علمة مثقال ذرة فالارض و لا فالسماء و كثيرا ما اذا ذكر الله تعالي خلق الليل و النهار و الشمس و القمر يختم الكلام بالعزة و العلم كما ذكر فهذة الاية و كما فقولة ” و اية لهم الليل نسلخ منة النهار فاذا هم مظلمون و الشمس تجرى لمستقر لها هذا تقدير العزيز العليم ” و لما ذكر خلق السموات و الارض و ما فيهن فاول سورة حم السجدة قال ” و زينا السماء الدنيا بمصابيح و حفظا هذا تقدير العزيز العليم ” .

وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا فيها فظلمات البر و البحر ربما فصلنا الايات لقوم يعلمون (97)[عدل]

وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا فيها فظلمات البر و البحر ربما فصلنا الايات لقوم يعلمون

وقولة تعالي ” و هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا فيها فظلمات البر و البحر ” قال بعض السلف من اعتقد فهذة النجوم غير ثلاث فقد اخطا و كذب علي الله سبحانة . ان الله جعلها زينة للسماء و رجوما للشياطين و يهتدي فيها فظلمات البر و البحر و قولة ” ربما فصلنا الايات ” اي ربما بيناها و وضحناها” لقوم يعلمون ” اي يعقلون و يعرفون الحق و يتجنبون الباطل .

وهو الذي انشاكم من نفس و احدة فمستقر و مستودع ربما فصلنا الايات لقوم يفقهون (98)[عدل]

وهو الذي انشاكم من نفس و احدة فمستقر و مستودع ربما فصلنا الايات لقوم يفقهون

يقول تعالي ” و هو الذي انشاكم من نفس و احدة ” يعنى ادم علية السلام قال ” يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس و احدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء ” و قولة ” فمستقر و مستودع ” اختلفوا فمعني هذا فعن ابن مسعود و ابن عباس و ابى عبدالرحمن السلمى و قيس بن ابى حازم و مجاهد و عطاء و ابراهيم النخعى و الضحاك و قتادة و السدى و عطاء الخراسانى و غيرهم ” فمستقر ” اي فالارحام قالوا او اكثرهم ” و مستودع ” اي فالاصلاب و عن ابن مسعود و طائفة عكسة و عن ابن مسعود كذلك و طائفة فمستقر فالدنيا و مستودع حيث يموت و قال سعيد بن جبير فمستقر فالارحام و علي ظهر الارض و حيث يموت و قال الحسن البصرى المستقر الذي ربما ما ت فاستقر بة عملة و عن ابن مسعود و مستودع فالدار الاخرة و القول الاول اظهر و الله اعلم و قولة تعالي ” ربما فصلنا الايات لقوم يفقهون ” اي يفهمون و يعون كلام الله و معناة .

وهو الذي انزل من السماء ماء فاخرجنا بة نبات جميع شيء فاخرجنا منة خضرا نخرج منة حبا متراكبا و من النخل من طلعها قنوان دانية و جنات من اعناب و الزيتون و الرمان مشتبها و غير متشابة انظروا الي ثمرة اذا اثمر و ينعة ان فذلكم لايات لقوم يؤمنون (99)[عدل]

وهو الذي انزل من السماء ماء فاخرجنا بة نبات جميع شيء فاخرجنا منة خضرا نخرج منة حبا متراكبا و من النخل من طلعها قنوان دانية و جنات من اعناب و الزيتون و الرمان مشتبها و غير متشابة انظروا الي ثمرة اذا اثمر و ينعة ان فذلكم لايات لقوم يؤمنون

وقولة تعالي ” و هو الذي انزل من السماء ماء ” اي بقدر مباركا و رزقا للعباد و احياء و غياثا للخلائق رحمة من الله بخلقة ” فاخرجنا بة نبات جميع شيء ” كقولة ” و جعلنا من الماء جميع شيء” ” فاخرجنا منة خضرا ” اي زرعا و شجرا اخضر بعدها بعد هذا نخلق فية الحب و الثمر و لهذا قال تعالي ” نخرج منة حبا متراكبا ” اي يركب بعضة بعض كالسنابل و نحوها ” و من النخل من طلعها قنوان” اي جمع قنو و هى عذوق الرطب دانية اي قريبة من المتناول كما قال على بن ابى طلحة الوالبى عن ابن عباس ” قنوان دانية ” يعنى بالقنوان الدانية فصار النخل اللاصقة عذوقها بالارض . رواة ابن جرير قال ابن جرير و اهل الحجاز يقولون قنوان و قيس يقول قنوان قال امرؤ القيس : فاثت اعالية و ادت اصولة … و ما ل بقنوان من البسر احمرا قال و تميم يقولون قنيان بالياء قال و هى جمع قنو كما ان صنوان جمع صنو و قولة تعالي ” و جنات من اعناب ” اي و نخرج منة جنات من اعناب و هذان النوعان هما اشرف الثمار عند اهل الحجاز و قد كانا خيار الثمار فالدنيا كما امتن الله بهما علي عبادة فقولة تعالي ” و من ثمرات النخيل و الاعناب تتخذون منة سكرا و رزقا حسنا ” و كان هذا قبل تحريم الخمر و قال ” و جعلنا بها جنات من نخيل و اعناب ” و قولة تعالي ” و الزيتون و الرمان مشتبها و غير متشابه” قال قتادة و غيرة متشابة فالورق و الشكل قريب بعضة من بعض و مختلف فالثمار شكلا و طعما و بالتاكيد و قولة تعالي ” انظروا الي ثمرة اذا اثمر و ينعه” اي نضجة قالة البراء بن عازب و ابن عباس و الضحاك و عطاء الخراسانى و السدى و قتادة و غيرهم اي فكروا فقدرة خالقة من العدم الي الوجود بعد ان كان حطبا صار عنبا و رطبا و غير هذا مما خلق سبحانة و تعالي من الالوان و الاشكال و الطعوم و الروائح كقولة تعالي ” و فالارض قطع متجاورات و جنات من اعناب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقي بماء و احد و نفضل بعضها علي بعض فالطعام ” الاية .

ولهذا قال ههنا ” ان فذلكم ” ايها الناس ” لايات ” اي دلالات علي كمال قدرة خالق هذة الحاجات و حكمتة و رحمتة ” لقوم يؤمنون ” اي يصدقون بة و يتبعون رسلة .

وجعلوا للة شركاء الجن و خلقهم و خرقوا له بنين و فتيات بغير علم سبحانة و تعالي عما يصفون (100)[عدل]

وجعلوا للة شركاء الجن و خلقهم و خرقوا له بنين و فتيات بغير علم سبحانة و تعالي عما يصفون

هذا رد علي المشركين الذين عبدوا مع الله غيرة و اشركوا بة فعبادتة ان عبدوا الجن فجعلوهم شركاء له فالعبادة تعالي الله عن شركهم و كفرهم فان قيل فكيف عبدت الجن مع انهم انما كانوا يعبدون الاصنام ؟ فالجواب انهم ما عبدوها الا عن طاعة الجن و امرهم اياهم بذلك كقولة ” ان يدعون من دونة الا اناثا و ان يدعون الا شيطانا مريدا لعنة الله و قال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا و لاضلنهم و لامنينهم و لامرنهم فليبتكن اذان الانعام و لامرنهم فليغيرن خلق الله و من يتخذ الشيطان و ليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الشيطان الا غرورا ” و كقولة تعالي ” افتتخذونة و ذريتة اولياء من دونى ” الاية . و قال ابراهيم لابية ” يا ابت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا ” و كقولة ” الم اعهد اليكم يا بنى ادم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين و ان اعبدونى ذلك صراط مستقيم ” و تقول الملائكة يوم القيامة ” سبحانك انت و لينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون ” و لهذا قال تعالي ” و جعلوا للة شركاء الجن و خلقهم ” اي و ربما خلقهم فهو الخالق و حدة لا شريك له فكيف يعبد معة غيرة كقول ابراهيم ” اتعبدون ما تنحتون و الله خلقكم و ما تعملون ” و معني الاية . انه سبحانة و تعالي هو المستقل بالخلق و حدة فلهذا يجب ان يفرد بالعبادة و حدة لا شريك له و قولة تعالي ” و خرقوا له بنين و فتيات بغير علم ” ينبة بة تعالي علي ضلال من ضل فو صفة تعالي بان له و لدا كما زعم من قالة من اليهود فعزير و من قال من النصاري فعيسي و من قال من مشركى العرب فالملائكة انها فتيات الله . تعالي الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا و معني خرقوا اي اختلقوا و ائتفكوا و تخرصوا و كذبوا كما قالة علماء السلف قال على بن ابى طلحة و ابن عباس و خرقوا يعنى تخرصوا و قال العوفى عنة ” و خرقوا له بنين و فتيات بغير علم ” قال جعلوا له بنين و فتيات و قال مجاهد ” و خرقوا له بنين و فتيات ” قال كذبوا .

وكذا قال الحسن و قال الضحاك و ضعوا و قال السدى قطعوا قال ابن جرير و تاويلة اذا و جعلوا للة الجن شركاء فعبادتة اياهم و هو المتفرد بخلقهم بغير شريك و لا معين و لا ظهير ” و خرقوا له بنين و فتيات بغير علم ” بحقيقة ما يقولون و لكن جهلا بالله و بعظمتة فانة لا ينبغى لمن كان الها ان يصبح له بنون و فتيات و لا صاحبة و لا ان يشركة فخلقة شريك و لهذا قال ” سبحانة و تعالي عما يصفون ” اي تقدس و تنزة و تعاظم عما يصفة هؤلاء الجهلة الضالون من الاولاد و الانداد و النظراء و الشركاء.

بديع السماوات و الارض انني يصبح له و لد و لم تكن له صاحبة و خلق جميع شيء و هو بكل شيء عليم (101)[عدل]

بديع السماوات و الارض انني يصبح له و لد و لم تكن له صاحبة و خلق جميع شيء و هو بكل شيء عليم

بديع السموات و الارض ” اي مبدعهما و خالقهما و منشئهما و محدثهما علي غير مثال سبق كما قال مجاهد و السدى و منة سميت البدعة بدعة لانة لا نظير لها فيما سلف ” انني يصبح له و لد ” اي كيف يصبح له و لد” و لم تكن له صاحبة ” اي و الولد انما يصبح متولدا بين شيئين متناسبين و الله تعالي لا يناسبة و لا يشابهة شيء من خلقة لانة خالق جميع شيء فلا صاحبة له و لا و لد كما قال تعالي ” و قالوا اتخذ الرحمن و لدا لقد جئتم شيئا ادا ” الي قولة ” و كلهم اتية يوم القيامة فردا ” ” و خلق جميع شيء و هو بكل شيء عليم ” فبين تعالي انه الذي خلق جميع شيء و انه بكل شيء عليم فكيف يصبح له صاحبة من خلقة تناسبة و هو الذي لا نظير له فاني يصبح له و لد ” تعالي الله عن هذا علوا كبيرا ” .

ذلكم الله ربكم لا الة الا هو خالق جميع شيء فاعبدوة و هو علي جميع شيء و كيل (102)[عدل]

ذلكم الله ربكم لا الة الا هو خالق جميع شيء فاعبدوة و هو علي جميع شيء و كيل

يقول تعالي ” ذلكم الله ربكم ” اي الذي خلق جميع شيء و لا و لد له و لا صاحبة ” لا الة الا هو خالق جميع شيء فاعبدوه” اي فاعبدوة و حدة لا شريك له و اقروا له بالوحدانية و انه لا الة الا هو و انه لا و لد له و لا و الد و لا صاحبة له و لا نظير و لا عديل ” و هو علي جميع شيء و كيل ” اي حفيظ و رقيب يدبر جميع ما سواة و يرزقهم و يكلاهم بالليل و النهار .

لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير (103)[عدل]

لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير

وقولة ” لا تدركة الابصار ” فية اقوال للائمة من السلف . ” احدها ” لا تدركة فالدنيا و ان كانت تراة فالاخرة كما تواترت بة الاخبار عن رسول الله صلي الله علية و سلم من غير ما طريق ثابت فالصحاح و المسانيد و السنن . كما قال مسروق عن عائشة انها قالت من زعم ان محمدا ابصر ربة فقد كذب و فرواية – علي الله – فان الله تعالي قال ” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار” . رواة ابن ابى حاتم من حديث ابى بكر بن عياش عن عاصم بن ابى النجود عن ابى الضحي عن مسروق و رواة غير و احد عن مسروق و ثبت فالصحيح و غيرة عن عائشة غير و جة و خالفها ابن عباس فعنة اطلاق الرؤية و عنة انه راة بفؤادة مرتين و المسالة تذكر فاول سورة النجم ان شاء الله و قال ابن ابى حاتم ذكر محمد بن مسلم حدثنا احمد بن ابراهيم الدورقى حدثنا يحيي بن معين قال : سمعت اسماعيل بن علية يقول فقول الله ” لا تدركة الابصار ” قال ذلك فالدنيا و ذكر ابى عن هشام بن عبدالله انه قال نحو هذا . و قال اخرون ” لا تدركة الابصار” اي جميعها و ذلك مخصص بما ثبت من رؤية المؤمنين له فالدار الاخرة و قال اخرون من المعتزلة بمقتضي ما فهموة من الاية انه لا يري فالدنيا و لا فالاخرة فخالفوا اهل السنة و الجماعة فذلك مع ما ارتكبوة من الجهل بما دل علية كتاب الله و سنة رسولة . اما الكتاب فقولة تعالي ” و جوة يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ” و قال تعالي عن الكافرين” كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ” قال الامام الشافعى فدل ذلك علي ان المؤمنين لا يحجبون عنة تبارك و تعالي . و اما السنة فقد تواترت الاخبار عن ابى سعيد و ابى هريرة و ابن جريج و صهيب و بلال و غير و احد من الصحابة عن النبى صلي الله علية و سلم من ان المؤمنين يرون الله فالدار الاخرة فالعرصات و فروضات الجنات جعلنا الله تعالي منهم بمنة و كرمة امين . و قيل المراد بقوله” لا تدركة الابصار ” اي العقول رواة ابن ابى حاتم عن على بن الحسين عن الفلاس عن ابن مهدى عن ابى الحصين يحيي بن الحصين قارئ اهل مكة انه قال هذا و ذلك غريب جدا جدا و خلاف ظاهر الاية و كانة اعتقد ان الادراك فمعني الرؤية و الله اعلم.

وقال اخرون لا منافاة بين اثبات الرؤية و نفى الادراك فان الادراك اخص من الرؤية و لا يلزم من نفى الاخص انتفاء الاعم . بعدها اختلف هؤلاء فالادراك المنفى ما هو فقيل معرفة الحقيقة فان ذلك لا يعلمة الا هو و ان راة المؤمنون كما ان من راي القمر فانة لا يدرك حقيقتة و كنهة و ما هيتة فالعظيم اولي بذلك و له المثل الاعلى. قال ابن علية فالاية . ذلك فالدنيا رواة ابن ابى حاتم . و قال اخرون الادراك اخص من الرؤية و هو الاحاطة قالوا و لا يلزم من عدم الاحاطة عدم الرؤية كما لا يلزم من احاطة العلم عدم العلم قال تعالي ” و لا يحيطون بة علما ” و فصحيح مسلم لا احصى ثناء عليك انت كما اثنيت علي نفسك و لا يلزم منة عدم الثناء فايضا ذلك قال العوفى عن ابن عباس فقولة تعالي ” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار ” قال لا يحيط بصر احد بالملك و قال ابن ابى حاتم حدثنا ابو زرعة حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد حدثنا اسباط عن سماك عن عكرمة انه قيل له لا تدركة الابصار قال الست تري السماء ؟ قال بلي قال فكلها تري ؟ و قال سعيد بن ابى عروبة عن قتادة فالاية ” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار ” و هو اعظم من ان تدركة الابصار . و قال ابن جرير حدثنا سعد بن عبدالله بن عبدالحكم حدثنا خالد بن عبدالرحمن حدثنا ابو عرفجة عن عطية العوفى فقولة تعالى” و جوة يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ” قال هم ينظرون الي الله لا تحيط ابصارهم بة من عظمتة و بصرة محيط بهم فذلك قولة ” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار ” و ورد فتفسير هذة الاية حديث رواة ابن ابى حاتم ههنا فقال حدثنا ابو زرعة حدثنا منجاب بن الحارث السهمى حدثنا بشر بن عمارة عن ابى روق عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى عن رسول الله صلي الله علية و الة و سلم فقوله” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار ” قال ” لو ان الجن و الانس و الشياطين و الملائكة منذ خلقوا الي ان فنوا صفوا صفا و احدا ما احاطوا بالله ابدا ” غريب لا يعرف الا من ذلك الوجة و لم يروة احد من اصحاب الكتب الستة و الله اعلم .

وقال اخرون فالاية بما رواة الترمذى فجامعة و ابن ابى عاصم فكتاب السنة له و ابن ابى حاتم فتفسيرة و ابن مردوية كذلك و الحاكم فمستدركة من حديث الحكم بن ابان قال سمعت عكرمة يقول سمعت ابن عباس يقول راي محمد ربة تبارك و تعالي فقلت اليس الله يقول ” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار” الاية فقال لى لا ام لك هذا نورة الذي هو نورة اذا تجلي بنورة لا يدركة شيء و فرواية لا يقوم له شيء قال الحاكم صحيح علي شرط الشيخين و لم يظهراة و فمعني ذلك الاثر ما ثبت فالصحيحين من حديث ابى موسي الاشعرى رضى الله عنة مرفوعا ان الله لا ينام و لا ينبغى له ان ينام يخفض القسط و يرفعة يرفع الية عمل النهار قبل الليل و عمل الليل قبل النهار حجابة النور – او النار – لو كشفة لاحرقت سبحات و جهة ما انتهي الية بصرة من خلقة و فالكتب المتقدمة ان الله تعالي قال لموسي لما سال الرؤية : يا موسي انه لا يرانى حى الا ما ت و لا يابس الا تدهدة . اي تدعثر و قال تعالى” فلما تجلي ربة للجبل جعلة دكا و خر موسي صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك و انا اول المؤمنين ” و نفى ذلك الاثر الادراك الخاص لا ينفى الرؤية يوم القيامة يتجلي لعبادة المؤمنين كما يشاء فاما جلالة و عظمتة علي ما هو علية تعالي و تقدس و تنزة فلا تدركة الابصار و لهذا كانت ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها تثبت الرؤية فالدار الاخرة و تنفيها فالدنيا و تحتج بهذة الاية ” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار ” فالذى نفتة الادراك الذي هو بمعني رؤية العظمة و الجلال علي ما هو علية فان هذا غير يمكن للبشر و لا للملائكة و لا لشيء و قولة ” و هو يدرك الابصار” اي يحيط فيها و يعلمها علي ما هى علية لانة خلقها كما قال تعالي ” الا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ” و ربما يصبح عبر بالابصار عن المبصرين كما قال السدى فقولة ” لا تدركة الابصار و هو يدرك الابصار ” لا يراة شيء و هو يري الخلائق و قال ابو العالية فقولة تعالي ” و هو اللطيف الخبير” قال اللطيف لاستخراجها الخبير بمكانها و الله اعلم و ذلك كما قال تعالي اخبارا عن لقمان فيما و عظ بة ابنة ” يا بنى انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن فصخرة او فالسموات او فالارض يات فيها الله ان الله لطيف خبير ” .

قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسة و من عمى فعليها و ما انا عليكم بحفيظ (104)[عدل]

قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسة و من عمى فعليها و ما انا عليكم بحفيظ

البصائر هى البينات و الحجج التي اشتمل عليها القران و ما جاء بة الرسول صلي الله علية و سلم ” فمن ابصر فلنفسة ” كقولة ” فمن اهتدي فانما يهتدى لنفسة و من ضل فانما يضل عليها ” و لهذا قال” و من عمى فعليها ” لما ذكر البصائر قال ” و من عمى فعليها ” اي انما يعود و بالة علية كقوله” فانها لا تعمي الابصار و لكن تعمي القلوب التي فالصدور ” ” و ما انا عليكم بحفيظ ” اي بحافظ و لا رقيب بل انما انا مبلغ و الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء .

وايضا نصرف الايات و ليقولوا درست و لنبينة لقوم يعلمون (105)[عدل]

وايضا نصرف الايات و ليقولوا درست و لنبينة لقوم يعلمون

وقولة ” و ايضا نصرف الايات ” اي و كما فصلنا الايات فهذة السورة من بيان التوحيد و انه لا الة الا هو كذا نوضح الايات و نفسرها و نبينها فكل موطن لجهالة الجاهلين و ليقول المشركون و الكافرون المكذبون دارست يا محمد من قبلك من اهل الكتاب و قاراتهم و تعلمت منهم كذا قالة ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير و الضحاك و غيرهم .

وقال الطبرانى حدثنا عبدالله بن احمد حدثنا ابى حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن كيسان قال سمعت ابن عباس يقول دارست تلوت خاصمت جادلت و ذلك كقولة تعالي اخبارا عن كذبهم و عنادهم ” و قال الذين كفروا ان ذلك الا افك افتراة و اعانة علية قوم اخرون فقد جاءوا ظلما و زورا و قالوا اساطير الاولين اكتتبها” الاية و قال تعالي اخبارا عن زعيمهم و كاذبهم ” انه فكر و قدر فقتل كيف قدر بعدها قتل كيف قدر بعدها نظر بعدها عبس و بسر بعدها ادبر و استكبر فقال ان ذلك الا سحر يؤثر ان ذلك الا قول البشر” و قولة ” و لنبينة لقوم يعلمون ” اي و لنوضحة لقوم يعلمون الحق فيتبعونة و الباطل فيجتنبونة فللة تعالي الحكمة البالغة فاضلال اولئك و بيان الحق لهؤلاء كقولة تعالي ” يضل بة كثيرا و يهدى بة كثيرا ” الاية و كقولة ” ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فقلوبهم مرض و القاسية قلوبهم و ان الله لهادى الذين امنوا الي صراط مستقيم ” و قال تعالي ” و ما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة و ما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب و يزداد الذين امنوا ايمانا و لا يرتاب الذين اوتوا الكتاب و المؤمنون و ليقول الذين فقلوبهم مرض و الكافرون ما ذا اراد الله بهذا مثلا ايضا يضل الله من يشاء و يهدى من يشاء و ما يعلم جنود ربك الا هو ” و قال ” و ننزل من القران ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسارا ” و قال تعالي ” قل هو للذين امنوا هدي و شفاء و الذين لا يؤمنون فاذانهم و قر و هو عليهم عمي اولئك ينادون من مكان بعيد” الي غير هذا من الايات الدالة علي انه تعالي انزل القران هدي للمتقين و انه يضل بة من يشاء و يهدى بة من يشاء و لهذا قال ههنا ” و ايضا نصرف الايات و ليقولوا درست و لنبينة لقوم يعلمون” و قرا بعضهم ” و ليقولوا درست ” قال التميمى عن ابن عباس درست اي قرات و تعلمت و هكذا قال مجاهد و السدى و الضحاك و عبد الرحمن بن زيد بن اسلم و غير و احد و قال عبدالرزاق عن معمر قال الحسن” و ليقولوا درست ” يقول تقادمت و انمحت و قال عبدالرزاق كذلك انبانا ابن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت ابن الزبير يقول ان صبيانا يقرءون ههنا دارست و انما درست و قال شعبة حدثنا ابو اسحاق الهمدانى قال هى فقراءة ابن مسعود درست يعنى بغير الف بنصب السين و وقف علي التاء قال ابن جرير

ومعناة انمحت و تقادمت اي ان ذلك الذي تتلوة علينا ربما مر بنا قديما و تطاولت مدتة و قال سعيد بن ابى عروبة عن قتادة انه قراها درست اي قرات و تعلمت و قال معمر عن قتادة درست قرات و فحرف ابن مسعود درس و قال ابو عبيد القاسم بن سلام حدثنا حجاج عن هارون قال هى فحرف ابى بن كعب و ابن مسعود و ليقولوا درس قال يعنون النبى صلي الله علية و سلم انه قرا و ذلك غريب فقد روى عن ابى بن كعب خلاف ذلك قال ابو بكر بن مردوية حدثنا محمد بن احمد بن ابراهيم حدثنا الحسن بن ليث حدثنا ابو سلمة حدثنا احمد بن ابى بزة المكى حدثنا و هب بن زمعة عن ابية عن حميد الاعرج عن مجاهد عن ابن عباس عن ابى بن كعب قال : اقرانى رسول الله صلي الله علية و سلم” و ليقولوا درست ” . و رواة الحاكم فمستدركة من حديث و هب بن زمعة و قال يعنى بجزم السين و نصب التاء بعدها قال صحيح الاسناد و لم يظهراة .

اتبع ما اوحى اليك من ربك لا الة الا هو و اعرض عن المشركين (106)[عدل]

اتبع ما اوحى اليك من ربك لا الة الا هو و اعرض عن المشركين

يقول تعالي امرا لرسولة صلي الله علية و سلم و لمن اتبع طريقتة ” اتبع ما اوحى اليك من ربك ” اي اقتد بة و اقتف اثرة و اعمل بة فان ما اوحى اليك من ربك هو الحق الذي لا مرية فية لانة لا الة الا هو ” و اعرض عن المشركين” اي اعف عنهم و اصفح و احتمل اذاهم حتي يفتح الله لك و ينصرك و يظفرك عليهم .

ولو شاء الله ما اشركوا و ما جعلناك عليهم حفيظا و ما انت عليهم بوكيل (107)[عدل]

ولو شاء الله ما اشركوا و ما جعلناك عليهم حفيظا و ما انت عليهم بوكيل

واعلم ان للة حكمة فاضلالهم فانة لو شاء لهدي الناس جميعا و لو شاء لجمعهم علي الهدي ” و لو شاء الله ما اشركوا” اي بل له المشيئة و الحكمة فيما يشاؤة و يختارة لا يسال عما يفعل و هم يسالون و قولة تعالي ” و ما جعلناك عليهم حفيظا ” اي حافظا تحفظ اقوالهم و اعمالهم ” و ما انت عليهم بوكيل ” اي موكل علي ارزاقهم و امورهم ان عليك الا البلاغ كما قال تعالي ” فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر ” و قال ” انما عليك البلاغ و علينا الحساب” .

ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ايضا زينا لكل امة عملهم بعدها الي ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون (108)[عدل]

ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ايضا زينا لكل امة عملهم بعدها الي ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون

يقول الله تعالي ناهيا لرسولة صلي الله علية و سلم و المؤمنين عن سب الهة المشركين و ان كان فية مصلحة الا انه يترتب علية مفسدة اعظم منها و هى مقابلة المشركين بسب الة المؤمنين و هو ” الله لا الة الا هو ” كما قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس فهذة الاية قالوا يا محمد لتنتهين عن سبك الهتنا او لنهجون ربك فنهاهم الله ان يسبوا اوثانهم ” فيسبوا الله عدوا بغير علم ” و قال عبدالرزاق عن معمر عن قتادة كان المسلمون يسبون اصنام الكفار فيسب الكفار الله عدوا بغير علم فانزل الله ” و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله ” و روي ابن جرير و ابن ابى حاتم عن السدى انه قال فتفسير هذة الاية : لما حضر ابا طالب الموت قالت قريش انطلقوا فلندخل علي ذلك الرجل فلنامرة ان ينهي عنا ابن اخية فانا نستحيى ان نقتلة بعد موتة فتقول العرب كان يمنعهم فلما ما ت قتلوة فانطلق ابو سفيان و ابو جهل و النضر بن الحارث و امية و ابى ابنا خلف و عقبة بن ابى معيط و عمرو بن العاص و الاسود بن البخترى و بعثوا رجلا منهم يقال له المطلب قالوا استاذن لنا علي ابى طالب فاتي ابا طالب فقال : هؤلاء مشيخة قومك يريدون الدخول عليك فاذن لهم علية فدخلوا علية فقالوا يا ابا طالب انت كبيرنا و سيدنا و ان محمدا ربما اذانا و اذي الهتنا فنحب ان تدعوة فتنهاة عن ذكر الهتنا و لندعة و الهة فدعاة فجاء النبى صلي الله علية و سلم فقال له ابو طالب هؤلاء قومك و بنو عمك قال رسول الله صلي الله علية و سلم ما تريدون ؟ قالوا نريد ان تدعنا و الهتنا و لندعك و الهك فقال النبى صلي الله علية و سلم ارايتم ان اعطيتكم ذلك هل انتم معطى كلمة ان تكلمتم فيها ملكتم فيها العرب و دانت لكم فيها العجم و ادت لكم الخراج قال ابو جهل و ابيك لاعطينكها و عشرة امثالها قالوا فما هى ؟ قال : قولوا لا الة الا الله فابوا و اشمازوا قال ابو طالب يا ابن اخى قل غيرها .

فان قومك ربما فزعوا منها قال يا عم ما انا بالذى يقول غيرها حتي ياتوا بالشمس فيضعوها فيدى و لو اتوا بالشمس فوضعوها فيدى ما قلت غيرها ارادة ان يؤيسهم فغضبوا و قالوا لتكفن عن شتم الهتنا او لنشتمنك و نشتمن من يامرك فذلك قولة ” فيسبوا الله عدوا بغير علم ” و من ذلك القبيل و هو ترك المصلحة لمفسدة ارجح منها ما جاء فالصحيح ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ملعون من سب و الدية قالوا يا رسول الله و كيف يسب الرجل و الدية ؟ قال يسب ابا الرجل فيسب اباة و يسب امة فيسب امة او كما قال صلي الله علية و سلم و قولة ” ايضا زينا لكل امة عملهم” اي و كما زينا لهؤلاء القوم حب اصنامهم و المحاماة لها و الانتصار ايضا زينا لكل امة اي من الامم الخالية علي الضلال عملهم الذي كانوا فية و للة الحجة البالغة و الحكمة التامة فيما يشاؤة و يختاره” بعدها الي ربهم مرجعهم ” اي معادهم و مصيرهم ” فينبئهم بما كانوا يعملون ” اي يجازيهم باعمالهم ان خيرا فخير و ان شرا فشر .

واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنن فيها قل انما الايات عند الله و ما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون (109)[عدل]

واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنن فيها قل انما الايات عند الله و ما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون

يقول تعالي اخبارا عن المشركين انهم اقسموا بالله جهد ايمانهم اي حلفوا ايمانا مؤكدة ” لئن جاءتهم اية ” اي معجزة و خارق ” ليؤمنن فيها ” اي ليصدقنها” قل انما الايات عند الله ” اي قل يا محمد لهؤلاء الذين يسالونك الايات تعنتا و كفرا و عنادا لا علي سبيل الهدي و الاسترشاد انما مرجع هذة الايات الي الله ان شاء جاءكم فيها و ان شاء ترككم قال ابن جرير حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير حدثنا ابو معشر عن محمد بن كعب القرظى قال كلم رسول الله صلي الله علية و سلم قريش فقالوا يا محمد تخبرنا ان موسي كان معة عصا يضرب فيها الحجر فانفجرت منة اثنتا عشرة عينا و تخبرنا ان عيسي كان يحيى الموتي و تخبرنا ان ثمود كانت لهم ناقة فاتنا من الايات حتي نصدقك فقال رسول الله صلي الله علية و سلم اي شيء تحبون ان اتيكم بة ؟ قالوا تجعل لنا الصفا ذهبا فقال لهم فان فعلت تصدقونى ؟ قالوا نعم و الله لئن فعلت لنتبعك اجمعون فقام رسول الله صلي الله علية و سلم يدعو فجاءة جبريل علية السلام فقال له ما شئت ان شئت اصبح من الصفا ذهبا و لئن ارسل اية فلم يصدقوا عند هذا ليعذبنهم و ان شئت فاتركهم حتي يتوب تائبهم . فقال رسول الله صلي الله علية و سلم بل يتوب تائبهم فانزل الله تعالي ” و اقسموا بالله جهد ايمانهم ” الي قولة تعالي ” و لكن اكثرهم يجهلون ” و ذلك مرسل و له شواهد من و جوة احدث .

وقال الله تعالي ” و ما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب فيها الاولون ” الاية و قولة تعالي ” و ما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ” قيل المخاطب بما يشعركم المشركون و الية ذهب مجاهد كانة يقول لهم و ما يدريكم بصدقهم فهذة الايمان التي تقسمون فيها و علي ذلك فالقراءة ” انها اذا جاءت لا يؤمنون ” بكسر انها علي استئناف الخبر عنهم بنفى الايمان عند مجيء الايات التي طلبوها و قرا بعضهم ” انها اذا جاءت لا تؤمنون ” بالتاء المثناة من فوق و قيل المخاطب بقولة و ما يشعركم المؤمنون يقول و ما يدريكم ايها المؤمنون و علي ذلك فيجوز فقولة ” انها ” الكسر كالاول و الفتح علي انه معمول يشعركم و علي ذلك فتكون لا فقولة ” انها اذا جاءت لا يؤمنون ” صلة كقولة ” ما منعك الا تسجد اذ امرتك ” و قولة ” و حرام علي قرية اهلكناها انهم لا يرجعون ” اي ما منعك ان تسجد اذ امرتك و حرام انهم يرجعون و تقديرة فهذة الاية و ما يدريكم ايها المؤمنون الذين تودون لهم هذا حرصا علي ايمانهم انها اذا جاءتهم الايات يؤمنون قال بعضهم ” انها ” بمعني لعلها قال ابن جرير و ذكروا ان هذا ايضا فقراءة ابى بن كعب . قال و ربما ذكر عن العرب سماعا اذهب الي السوق انك تشترى لنا شيئا بمعني لعلك تشترى . قال و ربما قيل ان قول عدى بن زيد العبادى من ذلك : اعاذل ما يدريك ان منيتى … الي ساعة فاليوم او فضحي الغد و ربما اختار ذلك القول ابن جرير و ذكر علية شواهد من اشعار العرب و الله اعلم .

ونقلب افئدتهم و ابصارهم كما لم يؤمنوا بة اول مرة و نذرهم فطغيانهم يعمهون (110)[عدل]

ونقلب افئدتهم و ابصارهم كما لم يؤمنوا بة اول مرة و نذرهم فطغيانهم يعمهون

وقولة تعالى” و نقلب افئدتهم و ابصارهم كما لم يؤمنوا بة اول مرة ” قال العوفى عن ابن عباس فهذة الاية لما جحد المشركون ما انزل الله لم تثبت قلوبهم علي شيء و ردت عن جميع امر و قال مجاهد فقوله” و نقلب افئدتهم و ابصارهم ” و نحول بينهم و بين الايمان و لو جاءتهم جميع اية فلا يؤمنون كما حلنا بينهم و بين الايمان اول مرة . و هكذا قال عكرمة و عبد الرحمن بن زيد بن اسلم و قال ابن ابى طلحة عن ابن عباس رضى الله عنة انه قال اخبر الله ما العباد قائلون قبل ان يقولوة و عملهم قبل ان يعملوة و قال ” و لا ينبئك كخبير ” جل و علا و قال ” ان تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت فجنب الله – الي قولة لو ان لى كرة فاكون من المحسنين” فاخبر الله سبحانة انهم لو ردوا لم يقدروا علي الهدي و قال : ” و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنة و انهم لكاذبون ” و قال تعالي ” و نقلب افئدتهم و ابصارهم كما لم يؤمنوا بة اول مرة ” و قال و لو ردوا الي الدنيا لحيل بينهم و بين الهدي كما حلنا بينهم و بينة اول مرة و هم فالدنيا و قولة ” و نذرهم” اي نتركهم ” فطغيانهم ” قال ابن عباس و السدى فكفرهم و قال ابو العالية و الربيع بن انس و قتادة فضلالهم ” يعمهون ” قال الاعمش يلعبون و قال ابن عباس و مجاهد و ابو العالية و الربيع و ابو ما لك و غيرة فكفرهم يترددون .

ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة و كلمهم الموتي و حشرنا عليهم جميع شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله و لكن اكثرهم يجهلون (111)[عدل]

ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة و كلمهم الموتي و حشرنا عليهم جميع شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله و لكن اكثرهم يجهلون

يقول تعالي و لو اننا اجبنا سؤال هؤلاء الذين اقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنن فيها فنزلنا عليهم الملائكة تخبرهم بالرسالة من الله بتصديق الرسل كما سالوا فقالوا ” او تاتى بالله و الملائكة قبيلا ” و قالوا لن نؤمن لك حتي نؤتي كما اوتى رسل الله ” و قال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نري ربنا لقد استكبروا فانفسهم و عتو عتوا كبيرا ” ” و كلمهم الموتي ” اي فاخبروهم بصدق ما جاءتهم بة الرسل ” و حشرنا عليهم جميع شيء قبلا ” قرا بعضهم قبلا بكسر القاف و فتح الباء من المقابلة و المعاينة و قرا اخرون بضمهما قيل معناة من المقابلة و المعاينة كذلك كما رواة على بن ابى طلحة و العوفى عن ابن عباس و بة قال قتادة و عبد الرحمن بن زيد بن اسلم . و قال مجاهد قبلا اي افواجا قبيلا قبيلا اي تعرض عليهم جميع امة بعد امة فيخبرونهم بصدق الرسل فيما جاءوهم بة ” ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ” اي ان الهداية الية لا اليهم بل يهدى من يشاء و يضل من يشاء و هو الفعال لما يريد ” لا يسال عما يفعل و هم يسالون” لعلمة و حكمتة و سلطانة و قهرة و غلبتة و هذة الاية كقولة تعالي ” ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون و لو جاءتهم جميع اية حتي يروا العذاب الاليم ” .

وايضا جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس و الجن يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا و لو شاء ربك ما فعلوة فذرهم و ما يفترون (112)[عدل]

وايضا جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس و الجن يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا و لو شاء ربك ما فعلوة فذرهم و ما يفترون

يقول تعالي و كما جعلنا لك يا محمد اعداء يخالفونك و يعادونك و يعاندونك جعلنا لكل نبى من قبلك كذلك اعداء فلا يحزنك هذا كما قال تعالي ” و لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علي ما كذبوا و اوذوا ” الاية . و قال تعالي ” ما يقال لك الا ما ربما قيل للرسل من قبلك ان ربك لذو مغفرة و ذو عقاب اليم ” و قال تعالى” و ايضا جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين” الاية . و قال و رقة بن نوفل لرسول الله صلي الله علية و سلم انه لم يات احد بمثل ما جئت بة الا عودى و قولة ” شياطين الانس و الجن ” بدل من” عدوا ” اي لهم اعداء من شياطين الانس و الجن و الشيطان جميع من خرج عن نظيرة بالشر و لا يعادى الرسل الا الشياطين من هؤلاء و هؤلاء قبحهم الله و لعنهم . قال عبدالرزاق حدثنا معمر عن قتادة فقولة ” شياطين الانس و الجن ” قال من الجن شياطين و من الانس شياطين يوحى بعضهم الي بعض قال قتادة و بلغنى ان ابا ذر كان يوما يصلى فقال النبى صلي الله علية و سلم ” تعوذ يا ابا ذر من شياطين الانس و الجن ” فقال او ان من الانس شياطين فقال رسول الله صلي الله علية و سلم ” نعم ” و ذلك منقطع بين قتادة و ابى ذر . و ربما روى من و جة احدث عن ابى ذر رضى الله عنة قال ابن جرير حدثنا المثني حدثنا ابو صالح حدثنى معاوية بن صالح ابى عبدالله محمد بن ايوب و غيرة من المشيخة عن ابن عائذ عن ابى ذر قال : اتيت رسول الله صلي الله علية و سلم فمجلس ربما اطال فية الجلوس قال : فقال ” يا ابا ذر هل صليت ” قلت لا يا رسول الله قال ” قم فاركع ركعتين ” قال بعدها جئت فجلست الية فقال ” يا ابا ذر هل تعوذت بالله من شياطين الجن و الانس ” قال : قلت لا يا رسول الله و هل للانس من شياطين ؟ قال : ” نعم هم شر من شياطين الجن ” . و ذلك كذلك فية انقطاع و روى متصلا كما قال الامام احمد حدثنا و كيع حدثنا المسعودى انبانا ابو عمر الدمشقى عن عبيد بن الحسيحاس عن ابى ذر قال : اتيت النبى صلي الله علية و سلم و هو فالمسجد فجلست فقال : ” يا ابا ذر هل صليت ؟ ” . قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت بعدها جلست فقال يا ابا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الانس و الجن .

قال : قلت يا رسول الله و للانس شياطين ؟ قال نعم و ذكر تمام الحديث بطولة . و هكذا رواة الحافظ ابو بكر بن مردوية فتفسيرة من حديث جعفر بن عون و يعلي بن عبيد و عبيد الله بن موسي ثلاثتهم عن المسعودى بة . ” طريق اخري عن ابى ذر ” قال ابن جرير حدثنا المثني حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن حميد بن هلال حدثنى رجل من اهل دمشق عن عوف بن ما لك عن ابى ذر ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال يا ابا ذر هل تعوذت بالله من شر شياطين الانس و الجن ؟ قال : قلت يا رسول الله هل للانس من شياطين ؟ قال : نعم . ” طريق اخري للحديث ” قال ابن ابى حاتم حدثنا محمد بن عوف الحمصى حدثنا ابو المغيرة حدثنا معاذ بن رفاعة عن على بن يزيد عن القاسم عن ابى امامة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم يا ابا ذر تعوذت من شياطين الجن و الانس ؟ قال يا رسول الله و هل للانس شياطين ؟ قال نعم ” شياطين الانس و الجن يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا و قولة ” يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا ” فهذة طرق لهذا الحديث و مجموعها يفيد قوتة و صحتة و الله اعلم قال ابن جرير حدثنا ابن و كيع حدثنا ابو نعيم عن شريك عن سعيد بن مسروق عن عكرمة ” شياطين الانس و الجن ” قال ليس من الانس شياطين و لكن شياطين الجن يوحون الي شياطين الانس و شياطين الانس يوحون الي شياطين الجن قال و حدثنا الحارث حدثنا عبدالعزيز حدثنا اسرائيل عن السدى عن عكرمة فقولة ” يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا ” قال للانس شياطين و للجن شياطين فيلقي شيطان الانس شيطان الجن فيوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا و قال اسباط عن السدى عن عكرمة فقولة ” يوحى بعضهم الي بعض ” اما شياطين الانس فالشياطين التي تضل الانس و شياطين الجن التي تضل الجن يلتقيان فيقول جميع و احد منهما لصاحبة انى اضللت صاحبى بكذا و هكذا فاضل انت صاحبك بكذا و هكذا فيعلم بعضهم بعضا ففهم ابن جرير من ذلك ان المراد بشياطين الانس عند عكرمة و السدى الشياطين من الجن الذين يضلون الناس لا ان المراد منة شياطين الانس منهم و لا شك ان ذلك ظاهر من كلام عكرمة و اما كلام السدى فليس مثلة فهذا المعني و هو محتمل .

وقد روي ابن ابى حاتم نحو ذلك عن ابن عباس من رواية الضحاك عنة قال ان للجن شياطين يضلونهم كشياطين الانس يضلونهم قال فيلتقى شياطين الانس و شياطين الجن فيقول ذلك لهذا اضللة بكذا فهو قولة ” يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا ” و علي جميع حال فالصحيح ما تقدم من حديث ابى ذر ان للانس شياطين منهم و شيطان جميع شيء ما ردة و لهذا جاء فصحيح مسلم عن ابى ذر ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ” الكلب الاسود شيطان ” و معناة و الله اعلم شيطان فالكلاب و قال ابن جريج قال مجاهد فتفسير هذة الاية : كفار الجن شياطين يوحون الي شياطين الانس كفار الانس زخرف القول غرورا و روي ابن ابى حاتم عن عكرمة قال قدمت علي المختار فاكرمنى و انزلنى حتي كاد يتعاهد مبيتى بالليل قال : فقال لى اخرج الي الناس فحدثهم قال : فخرجت فجاء رجل فقال : ما تقول فالوحى فقلت الوحى و حيان قال الله تعالي ” بما اوحينا اليك ذلك القران” و قال تعالي ” شياطين الانس و الجن يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا ” قال فهموا بى ان ياخذونى فقلت لهم : ما لكم ذاك انى مفتيكم و ضيفكم فتركونى و انما عرض عكرمة بالمختار و هو ابن ابى عبيد قبحة الله و كان يزعم انه ياتية الوحى و ربما كانت اختة صفية تحت عبدالله بن عمر و كانت من الصالحات و لما اخبر عبدالله بن عمر ان المختار يزعم انه يوحي الية فقال صدق قال الله تعالى” و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ” و قولة تعالي ” يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا ” اي يلقى بعضهم الي بعض القول المزين المزخرف و هو المزوق الذي يغتر سامعة من الجهلة بامره” و لو شاء ربك ما فعلوة ” اي و هذا كلة بقدر الله و قضائة و ارادتة و مشيئتة ان يصبح لكل نبى عدو من هؤلاء ” فذرهم ” اي فدعهم ” و ما يفترون” اي يكذبون اي دع اذاهم و توكل علي الله فعداوتهم فان الله كافيك و ناصرك عليهم .

ولتصغي الية افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة و ليرضوة و ليقترفوا ما هم مقترفون (113)[عدل]

ولتصغي الية افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة و ليرضوة و ليقترفوا ما هم مقترفون

وقولة تعالي ” و لتصغي الية ” و لتميل الية قالة ابن عباس ” افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة ” اي قلوبهم و عقولهم و اسماعهم و قال السدى : قلوب الكافرين” و ليرضوة ” اي يحبوة و يريدوة و انما يستجيب لذا من لا يؤمن بالاخرة كما قال تعالي ” فانكم و ما تعبدون ما انتم علية بفاتنين الا من هو صال الجحيم ” و قال تعالي ” انكم لفى قول مختلف يؤفك عنة من افك ” و قولة ” و ليقترفوا ما هم مقترفون ” قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس و ليكتسبوا ما هم مكتسبون و قال السدى و ابن زيد و ليعملوا ما هم عاملون .

افغير الله ابتغى حكما و هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا و الذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه بيت =من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين (114)[عدل]

افغير الله ابتغى حكما و هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا و الذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه بيت =من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين

يقول تعالي لنبية صلي الله علية و سلم قل لهؤلاء المشركين بالله الذين يعبدون غيره” افغير الله ابتغى حكما ” اي بينى و بينكم ” و هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا ” اي مبينا” و الذين اتيناهم الكتاب ” اي من اليهود و النصاري يعلمون انه بيت =من ربك بالحق اي بما عندهم من البشارات بك من الانبياء المتقدمين ” فلا تكونن من الممترين ” كقولة ” فان كنت فشك مما انزلنا اليك فاسال الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ” و ذلك شرط و الشرط لا يقتضى و قوعة و لهذا جاء عن رسول الله صلي الله علية و سلم انه قال ” لا اشك و لا اسال ” .

وتمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماتة و هو السميع العليم (115)[عدل]

وتمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماتة و هو السميع العليم

وقولة تعالي ” و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا ” قال قتادة : صدقا فيما قال و عدلا فيما حكم يقول صدقا فالاخبار و عدلا فالطلب فكل ما اخبر بة فحق لا مرية فية و لا شك و جميع ما امر بة فهو العدل الذي لا عدل سواة و جميع ما نهي عنة فباطل فانة لا ينهي الا عن مفسدة كما قال تعالي ” يامرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر ” الي احدث الاية ” لا مبدل لكلماتة ” اي ليس احد يعقب حكمة تعالي لا فالدنيا و لا فالاخرة ” و هو السميع ” لاقوال عبادة ” العليم ” بحركاتهم و سكناتهم الذي يجازى جميع عامل بعملة .

وان تطع اكثر من فالارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن و ان هم الا يخرصون (116)[عدل]

وان تطع اكثر من فالارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن و ان هم الا يخرصون

يخبر تعالي عن حال اكثر اهل الارض من بنى ادم انه الضلال كما قال تعالي ” و لقد ضل قبلهم اكثر الاولين ” و قال تعالي ” و ما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين ” و هم فضلالهم ليسوا علي يقين من امرهم و انما هم فظنون كاذبة و حسبان باطل ” ان يتبعون الا الظن و ان هم الا يخرصون ” فان الخرص هو الحزر و منة خرص النخل و هو حزر ما عليها من التمر و هذا كلة عن قدر الله و مشيئتة .

ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيلة و هو اعلم بالمهتدين (117)[عدل]

ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيلة و هو اعلم بالمهتدين

” هو اعلم من يضل عن سبيلة ” فييسرة لذا ” هو اعلم بالمهتدين ” فييسرهم لذا و جميع ميسر لما خلق له .

فكلوا مما ذكر اسم الله علية ان كنتم باياتة مؤمنين (118)[عدل]

فكلوا مما ذكر اسم الله علية ان كنتم باياتة مؤمنين

هذا اباحة من الله لعبادة المؤمنين ان ياكلوا من الذبائح ما ذكر علية اسمة و مفهومة انه لا يباح ما لم يذكر اسم الله علية كما كان يستبيحة كفار قريش من طعام الميتات و طعام ما ذبح علي النصب و غيرها بعدها ندب الي الطعام مما ذكر اسم الله علية .

وما لكم الا تاكلوا مما ذكر اسم الله علية و ربما فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم الية و ان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمعتدين (119)[عدل]

وما لكم الا تاكلوا مما ذكر اسم الله علية و ربما فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم الية و ان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمعتدين

الية و ان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمعتدين ” فقال ” و ما لكم ان لا تاكلوا مما ذكر اسم الله علية و ربما فصل لكم ما حرم عليكم ” اي ربما بين لكم ما حرم عليكم و وضحة و قرا بعضهم فصل بالتشديد و قرا اخرون بالتخفيف و الكل بمعني البيان و الوضوح” الا ما اضطررتم الية ” اي الا فحال الاضطرار فانة يباح لكم ما و جدتم بعدها بين تعالي جهالة المشركين فارائهم الفاسدة من استحلالهم الميتات و ما ذكر علية غير اسم الله تعالي فقال ” و ان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمعتدين ” اي هو اعلم باعتدائهم و كذبهم و افترائهم .

وذروا ظاهر الاثم و باطنة ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون (120)[عدل]

وذروا ظاهر الاثم و باطنة ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون

قال مجاهد ” و ذروا ظاهر الاثم و باطنة ” معصيتة فالسر و العلانية و فرواية عنة هو ما ينوي مما هو عامل و قال قتادة ” و ذروا ظاهر الاثم و باطنة ” اي سرة و علانيتة قليلة و كثيرة و قال السدى : ظاهرة الزنا مع البغايا ذوات الرايات و باطنة الزنا مع الخليلة و الصدائق و الاخدان و قال عكرمة ظاهرة نكاح ذوات المحارم و الصحيح ان الاية عامة فذلك كلة و هى كقولة تعالي ” قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ” الاية و لهذا قال تعالي ” ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون ” اي سواء كان ظاهرا او خفيا فان الله سيجزيهم علية قال ابن ابى حاتم : حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عبدالرحمن بن مهدى عن معاوية بن صالح عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابية عن النواس بن سمعان قال : سالت رسول الله صلي الله علية و سلم عن الاثم فقال ” الاثم ما حاك فصدرك و كرهت ان يطلع الناس علية ” .

ولا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية و انه لفسق و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم و ان اطعتموهم انكم لمشركون (121)[عدل]

ولا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية و انه لفسق و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم و ان اطعتموهم انكم لمشركون

استدل بهذة الاية الكريمة من ذهب الي ان الذبيحة لا تحل اذا لم يذكر اسم الله عليها و ان كان الذابح مسلما و ربما اختلف الائمة رحمهم الله فهذة المسالة علي ثلاثة اقوال فمنهم من قال لا تحل هذة الذبيحة بهذة الصفة و سواء متروك التسمية عمدا او سهوا و هو مروى عن ابن عمر و نافع مولاة و عامر الشعبى و محمد بن سيرين و هو رواية عن الامام ما لك و رواية عن احمد بن حنبل نصرها طائفة من اصحابة المتقدمين و المتاخرين و هو اختيار ابى ثور و داود الظاهرى و اختار هذا ابو الفتوح محمد بن محمد بن على الطائى من متثانية =الشافعية فكتابة الاربعين و احتجوا لمذهبهم ذلك بهذة الاية و بقولة فاية الصيد ” فكلوا مما امسكن عليكم و اذكروا اسم الله علية ” بعدها ربما اكد فهذة الاية قوله” و انه لفسق ” و الضمير قيل عائد علي الطعام و قيل عائد علي الذبح لغير الله و بالاحاديث الواردة فالامر بالتسمية عند الذبيحة و الصيد كحديثى عدى بن حاتم و ابى ثعلبة ” اذا ارسلت كلبك المعلم و ذكرت اسم الله علية فكل ما امسك عليك ” و هما فالصحيحين و حديث رافع بن خديج ما انهر الدم و ذكر اسم الله علية فكلوة و هو فالصحيحين كذلك و حديث ابن مسعود ان رسول الله صلي الله علية و الة و سلم قال للجن لكم جميع عظم ذكر اسم الله علية رواة مسلم و حديث جندب بن سفيان البجلى قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم من ذبح قبل ان يصلى فليذبح مكانها اخري و من لم يكن ذبح حتي صلينا فليذبح باسم الله اخرجاه. و عن عائشة رضى الله عنها ان ناسا قالوا : يا رسول الله ان قوما ياتوننا باللحم لا ندرى اذكر اسم الله علية ام لا ؟ قال سموا علية انتم و كلوا قال : و كانوا حديثى عهد بالكفر رواة البخاري. و وجة الدلالة انهم فهموا ان التسمية لا بد منها و خشوا ان لا تكون و جدت من اولئك لحداثة اسلامهم فامرهم بالاحتياط بالتسمية عند الطعام لتكون كالعوض عن المتروكة عند الذبح ان لم تكن و جدت و امرهم باجراء احكام المسلمين علي السداد و الله اعلم .

والمذهب الثاني فالمسالة انه لا يشترط التسمية بل هى مستحبة فان تركت عمدا او نسيانا لا يضر و ذلك مذهب الامام الشافعى رحمة الله و كل اصحابة و رواية عن الامام احمد نقلها عنة حنبل و هو رواية عن الامام ما لك و نصف علي هذا اشهب بن عبدالعزيز من اصحابة و حكى عن ابن عباس و ابى هريرة و عطاء بن ابى رباح و الله اعلم . و حمل الشافعى الاية الكريمة ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية و انه لفسق ” علي ما ذبح لغير الله كقولة تعالي ” او فسقا اهل لغير الله بة ” و قال ابن جريج عن عطاء ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية ” قال : ينهي عن ذبائح كانت تذبحها قريش للاوثان و ينهي عن ذبائح المجوس و ذلك المسلك الذي طرقة الامام الشافعى قوى و ربما حاول بعض المتاخرين ان يقوية بان جعل الواو فقولة ” انه لفسق ” حالية اي : لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية فحال كونة فسقا و لا يصبح فسقا حتي يصبح ربما اهل بة لغير الله. بعدها ادعي ان ذلك متعين و لا يجوز ان تكون الواو عاطفة لانة يلزم منة عطف جملة اسمية خبرية علي جملة فعلية طلبية و ذلك ينتقض علية بقوله” و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ” فانها عاطفة لا محاولة فان كانت الواو التي ادعي انها حالية صحيحة علي ما قال امتنع عطف هذة عليها فان عطفت علي الطلبية و رد علية ما اورد علي غيرة و ان لم تكن الواو حالية بطل ما قال من اصلة و الله اعلم و قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابى حدثنا يحيي بن المغيرة انبانا جرير عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فالاية ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية ” قال هى الميتة .

ثم رواة عن ابى زرعة عن يحيي بن ابى كثير عن ابن لهيعة عن عطاء و هو ابن السائب بة و ربما استدل لهذا المذهب بما رواة ابو داود فالمراسيل من حديث ثور بن يزيد عن الصلت السدوسى مولي سويد بن ميمون احد التابعين الذين ذكرهم ابو حاتم بن حبان فكتاب الثقات قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله او لم يذكر انه ان ذكر لم يذكر الا اسم الله و ذلك مرسل يعضد بما رواة الدارقطنى عن ابن عباس انه قال اذا ذبح المسلم و لم يذكر اسم الله فلياكل فان المسلم فية اسم من اسماء الله و احتج البيهقى كذلك بحديث عائشة رضى الله عنها المتقدم ان ناسا قالوا يا رسول الله ان قوما حديثى عهد بجاهلية ياتوننا بلحم لا ندرى اذكروا اسم الله علية ام لا ؟ فقال سموا انتم و كلوا قالوا فلو كان و جود التسمية شرطا لم يرخص لهم الا مع تحققها و الله اعلم . المذهب الثالث فالمسالة ان ترك البسملة علي الذبيحة نسيانا لم يضر و ان تركها عمدا لم تحل ذلك هو المشهور من مذهب الامام ما لك و احمد بن حنبل و بة يقول ابو حنيفة و اصحابة و اسحق بن راهوية و هو محكى عن على و ابن عباس و سعيد بن المسيب و عطاء و طاوس و الحسن البصرى و ابى ما لك و عبد الرحمن بن ابى ليلي و جعفر بن محمد و ربيعة بن ابى عبدالرحمن و نقل الامام ابو الحسن المرغينانى فكتابة الهداية الاجماع قبل الشافعى علي تحريم متروك التسمية عمدا فلهذا قال ابو يوسف و المشايخ لو حكم حاكم بجواز بيعة لم ينفذ لمخالفة الاجماع و ذلك الذي قالة غريب جدا جدا و ربما تقدم نقل الخلاف عمن قبل الشافعى و الله اعلم .

وقال الامام ابو جعفر بن جرير رحمة الله من حرم ذبيحة الناسى فقد خرج من قول كل الحجة و خالف الخبر الثابت عن رسول الله صلي الله علية و سلم فذلك يعنى ما رواة الحافظ ابو بكر البيهقى انبانا ابو عبدالله الحافظ حدثنا ابو العباس الاصم حدثنا ابو امية الطرسوسى حدثنا محمد بن يزيد حدثنا معقل بن عبيد الله عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس عن النبى صلي الله علية و سلم قال المسلم يكفية اسمة ان نسى ان يسمى حين يذبح فليذكر اسم الله و لياكلة و ذلك الحديث رفعة خطا اخطا فية معقل بن عبيد الله الجزرى فانة و ان كان من رجال مسلم الا ان سعيد بن منصور و عبد الله بن الزبير الحميدى روياة عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابى الشعثاء عن عكرمة عن ابن عباس من قولة فزادا فاسنادة ابا الشعثاء و وثقاة و ذلك اصح نصف علية البيهقى و غيرة من الحفاظ بعدها نقل ابن جرير و غيرة عن الشعبى و محمد بن سيرين انهما كرها متروك التسمية نسيانا و السلف يطلقون الكراهية علي التحريم كثيرا و الله اعلم الا ان من قاعدة ابن جرير انه لا يعتبر قول الواحد و لا الاثنين مخالفا لقول الجمهور فيعدة اجماعا فليعلم ذلك و الله الموفق قال ابن جرير : حدثنا ابن و كيع حدثنا ابو اسامة عن جبير بن يزيد قال : سئل الحسن سالة رجل اتيت بطير هكذا فمنة ما ربما ذبح فذكر اسم الله علية و منة ما نسى ان يذكر اسم الله علية و اختلط الطير فقال الحسن كلة كلة قال و سالت محمد بن سيرين فقال : قال الله ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية ” و احتج لهذا المذهب بالحديث المروى من طرق عند ابن ما جة عن ابن عباس و ابى هريرة و ابى ذر و عقبة بن عامر و عبد الله بن عمرو عن النبى صلي الله علية و سلم ان الله و ضع عن امتى الخطا و النسيان و ما استكرهوا علية و فية نظر و الله اعلم و ربما روي الحافظ ابو احمد بن عدى من حديث مروان بن سالم القرقسانى عن الاوزاعى عن يحيي بن ابى كثير عن ابى سلمة عن ابى هريرة قال جاء رجل الي النبى صلي الله علية و سلم فقال : يا رسول الله ارايت الرجل منا يذبح و ينسي ان يسمى ؟ فقال النبى صلي الله علية و سلم اسم الله علي جميع مسلم و لكن ذلك اسنادة ضعيف فان مروان بن سالم القرقسانى ابا عبدالله الشامى ضعيف تكلم فية غير و احد من الائمة و الله اعلم و ربما افردت هذة المسالة علي حدة و ذكرت

مذهب الائمة و ما خذهم و ادلتهم و وجة الدلالات و المناقضات و المعارضات و الله اعلم .

قال ابن جرير : و ربما اختلف اهل العلم فهذة الاية هل نسخ من حكمها شيء ام لا ؟ فقال بعضهم لم ينسخ منها شيء و هى محكمة فيما عنيت بة و علي ذلك قول مجاهد و عامة اهل العلم و روى عن الحسن البصرى و عكرمة ما حدثنا بة ابن حميد : حدثنا يحيي بن و اضح عن الحسين بن و اقد عن عكرمة و الحسن البصرى قالا : قال الله” فكلوا مما ذكر اسم الله علية ان كنتم باياتة مؤمنين ” و قال ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية و انه لفسق ” فنسخ و استثني من هذا فقال ” و اكل الذين اوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم ” و قال ابن ابى حاتم : قرا على العباس بن الوليد بن يزيد حدثنا محمد بن سعيد اخبرنى النعمان يعنى ابن المنذر عن مكحول قال : انزل الله فالقران ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية ” بعدها نسخها الرب و رحم المسلمين فقال ” اليوم احل لكم الطيبات و اكل الذين اوتوا الكتاب حل لكم ” فنسخها بذلك و احل اكل اهل الكتاب بعدها قال ابن جرير : و الصواب انه لا تعارض بين حل اكل اهل الكتاب و بين تحريم ما لم يذكر اسم الله علية و ذلك الذي قالة صحيح و من اطلق من السلف النسخ ههنا فانما اراد التخصيص و الله سبحانة و تعالي اعلم و قولة تعالي ” و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم ” قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا ابو بكر بن عياش عن ابى اسحاق قال : قال رجل لابن عمر ان المختار يزعم انه يوحي الية قال صدق و تلا هذة الاية ” و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم” و حدثنا ابى حدثنا ابو حذيفة حدثنا عكرمة بن عمار عن ابى زميل قال : كنت قاعدا عند ابن عباس و حج المختار ابن ابى عبيد فجاءة رجل فقال يا ابن عباس زعم ابو اسحاق انه اوحى الية الليلة فقال ابن عباس صدق فنفرت و قلت يقول ابن عباس صدق فقال ابن عباس هما و حيان و حى الله و وحى الشيطان فوحى الله الي محمد صلي الله علية و سلم و وحى الشيطان الي اوليائة بعدها قرا ” و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ” و ربما تقدم عن عكرمة فقولة ” يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا” نحو ذلك و قولة ” ليجادلوكم ” قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال : خاصمت اليهود النبى صلي الله علية و سلم فقالوا ناكل مما قتلنا و لا ناكل مما قتل الله ؟ فانزل الله” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم

الله علية و انه لفسق ” كذا رواة مرسلا و رواة ابو داود متصلا فقال حدثنا عثمان بن ابى شيبة حدثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاءت اليهود الي النبى صلي الله علية و الة و سلم فقالوا ناكل مما قتلنا و لا ناكل مما قتل الله ؟ فانزل الله ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية ” الاية و هكذا رواة ابن جرير عن محمد بن عبدالاعلي و سفيان بن و كيع كلاهما عن عمران بن عيينة بة . و رواة البزار عن محمد بن موسي الجرسى عن عمران بن عيينة بة و ذلك فية نظر من و جوة ثلاثة ” احدها ” ان اليهود لا يرون اباحة الميتة حتي يجادلوا ” الثاني ” ان الاية من الانعام و هى مكية . ” الثالث ” ان ذلك الحديث رواة الترمذى عن محمد بن موسي الجرسى عن زياد بن عبدالله البكائى عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس و رواة الترمذى بلفظ : اتي ناس النبى صلي الله علية و سلم فذكرة و قال حسن غريب . و روى عن سعيد بن جبير مرسلا و قال الطبرانى : حدثنا على بن المبارك حدثنا زيد بن المبارك حدثنا موسي بن عبدالعزيز حدثنا الحكم بن ابان عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما نزلت ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه” ارسلت فارس الي قريش ان خاصموا محمدا و قولوا له فما تذبح انت بيدك بسكين فهو حلال و ما ذبح الله عز و جل بشمشير من ذهب يعنى الميتة فهو حرام فنزلت هذة الاية ” و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم و ان اطعتموهم انكم لمشركون ” اي و ان الشياطين من فارس ليوحون الي اوليائهم من قريش و قال ابو داود : حدثنا محمد بن كثير اخبرنا اسرائيل حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس فقولة ” و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ” يقولون ما ذبح الله فلا تاكلوة و ما ذبحتم انتم فكلوة فانزل الله ” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية ” و رواة ابن ما جة و ابن ابى حاتم عن عمرو بن عبدالله عن و كيع عن اسرائيل بة و ذلك اسناد صحيح . و رواة ابن جرير من طرق متعددة عن ابن عباس و ليس فية ذكر اليهود فهذا هو المحفوظ لان الاية مكية و اليهود لا يحبون الميتة .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن و كيع حدثنا جرير عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس” و لا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله علية ” الي قولة ” ليجادلوكم ” قال : يوحى الشياطين الي اوليائهم تاكلون مما قتلتم و لا تاكلون مما قتل الله ؟ و فبعض الفاظة عن ابن عباس ان الذي قتلتم ذكر اسم الله علية و ان الذي ربما ما ت لم يذكر اسم الله علية و قال ابن جريج : قال عمرو بن دينار عن عكرمة ان مشركى قريش كاتبوا فارس علي الروم و كاتبتهم فارس فكتب فارس اليهم ان محمدا و اصحابة يزعمون انهم يتبعون امر الله فما ذبح الله بسكين من ذهب فلا ياكلونة و ما ذبحوة هم ياكلونة فكتب بذلك المشركون الي اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم فوقع فانفس ناس من المسلمين من هذا شيء فانزل الله ” و انه لفسق و ان الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم و ان اطعتموهم انكم لمشركون ” و نزلت ” يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا ” و قال السدى فتفسير هذة الاية ان المشركين قالوا للمسلمين كيف تزعمون انكم تتبعون مرضات الله فما قتل الله فلا تاكلونة و ما ذبحتم انتم تاكلونة ؟ فقال الله تعالي ” و ان اطعتموهم ” فاكل الميتة ” انكم لمشركون ” و كذا قالة مجاهد و الضحاك و غير و احد من علماء السلف . و قولة تعالي ” و ان اطعتموهم انكم لمشركون ” اي حيث عدلتم عن امر الله لكم و شرعة الي قول غيرة فقدمتم علية غيرة فهذا هو الشرك كقولة تعالي ” اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا من دون الله ” الاية . و ربما روي الترمذى فتفسيرها عن عدى بن حاتم انه قال : يا رسول الله ما عبدوهم فقال بلي انهم احلوا لهم الحرام و حرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فذلك عبادتهم اياهم .

اومن كان ميتا فاحييناة و جعلنا له نورا يمشى بة فالناس كمن مثلة فالظلمات ليس بخارج منها ايضا زين للكافرين ما كانوا يعملون (122)[عدل]

اومن كان ميتا فاحييناة و جعلنا له نورا يمشى بة فالناس كمن مثلة فالظلمات ليس بخارج منها ايضا زين للكافرين ما كانوا يعملون

هذا كضربة الله تعالي للمؤمن الذي كان ميتا اي فالضلالة هالكا حائرا فاحياة الله اي احيا قلبة بالايمان و هداة له و وفقة لاتباع رسلة ” و جعلنا له نورا يمشى بة فالناس ” اي يهتدى كيف يسلك و كيف يتصرف بة و النور هو القران كما رواة العوفى و ابن ابى طلحة عن ابن عباس و قال السدى : الاسلام و الكل صحيح ” كمن مثلة فالظلمات ” اي الجهالات و الاهواء و الضلالات المتفرقة ” ليس بخارج منها” اي لا يهتدى الي منفذ و لا مخلص مما هو فية و فمسند الامام احمد عن رسول الله صلي الله علية و سلم انه قال ” ان الله خلق خلقة فظلمة بعدها رش عليهم من نورة فمن اصابة هذا النور اهتدي و من اخطاة ضل ” كما قال تعالي ” الله و لى الذين امنوا يظهرهم من الظلمات الي النور و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يظهرونهم من النور الي الظلمات اولئك اصحاب النار هم بها خالدون ” و قال تعالى” افمن يمشى مكبا علي و جهة اهدي امن يمشى سويا علي صراط مستقيم ” و قال تعالي ” كالفريقين كالاعمي و الاصم و البصير و السميع هل يستويان مثلا افلا تذكرون ” و قال تعالي ” و ما يستوى الاعمي و البصير و لا الظلمات و لا النور و لا الظل و لا الحرور و ما يستوى الاحياء و لا الاموات ان الله يسمع من يشاء و ما انت بمسمع من فالقبور ان انت الا نذير ” و الايات فهذا كثيرة و وجة المناسبة فضرب المثلين ههنا بالنور و الظلمات ما تقدم فاول السورة ” و جعل الظلمات و النور” و زعم بعضهم ان المراد بهذا المثل رجلان معينان فقيل عمر بن الخطاب هو الذي كان ميتا فاحياة الله و جعل له نورا يمشى بة فالناس و قيل عمار بن ياسر و اما الذي فالظلمات ليس بخارج منها ابو جهل عمرو بن هشام لعنة الله . و الصحيح ان الاية عامة يدخل بها جميع مؤمن و كافر . و قولة تعالى” ايضا زين للكافرين ما كانوا يعملون ” اي حسنا لهم ما كانوا فية من الجهالة و الضلالة قدرا من الله و حكمة بالغة لا الة الا هو و حدة لا شريك له .

وايضا جعلنا فكل قرية اكابر مجرميها ليمكروا بها و ما يمكرون الا بانفسهم و ما يشعرون (123)[عدل]

وايضا جعلنا فكل قرية اكابر مجرميها ليمكروا بها و ما يمكرون الا بانفسهم و ما يشعرون

يقول تعالي : و كما جعلنا فقريتك يا محمد اكابر من المجرمين و رؤساء و دعاة الي الكفر و الصد عن سبيل الله و الي مخالفتك و عداوتك ايضا كانت الرسل من قبلك يبتلون بذلك بعدها تكون لهم العاقبة كما قال تعالي ” و ايضا جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين ” الاية و قال تعالي ” و اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا بها ” الاية قيل معناة امرناهم بالطاعة فخالفوا فدمرناهم و قيل امرناهم امرا قدريا كما قال ههنا ” ليمكروا بها ” و قولة تعالي ” اكابر مجرميها ليمكروا فيها” قال ابن ابى طلحة عن ابن عباس ” اكابر مجرميها ليمكروا بها ” قال سلطنا شرارهم فعصوا بها فاذا فعلوا هذا اهلكناهم بالعذاب . و قال مجاهد و قتادة ” اكابر مجرميها ” عظماؤها قلت : و كذا قولة تعالي ” و ما ارسلنا فقرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم بة كافرون و قالوا نحن اكثر اموالا و اولادا و ما نحن بمعذبين” و قال تعالي ” و ايضا ما ارسلنا من قبلك فقرية من نذير الا قال مترفوها انا و جدنا اباءنا علي امة و انا علي اثارهم مقتدون ” و المراد بالمكر ههنا دعاؤهم الي الضلالة بزخرف من الموضوع و الفعال كقولة تعالي اخبارا عن قوم نوح ” و مكروا مكرا كبارا ” و كقولة تعالي ” و لو تري اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الي بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدي بعد اذ جاءكم بل كنتم مجرمين و قال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل و النهار اذ تامروننا ان نكفر بالله و نجعل له اندادا ” الاية و قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابى حدثنا ابن ابى عمر حدثنا سفيان قال : جميع مكر فالقران فهو عمل و قولة تعالي ” و ما يمكرون الا بانفسهم و ما يشعرون ” اي و ما يعود و بال مكرهم هذا و اضلالهم من اضلوة الا علي انفسهم كما قال تعالي ” و ليحملن اثقالهم و اثقالا مع اثقالهم ” و قال ” و من اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون ” .

واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتي نؤتي كما اوتى رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالتة سيصيب الذين اجرموا صغيرة عند الله و عذاب شديد بما كانوا يمكرون (124)[عدل]

واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتي نؤتي كما اوتى رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالتة سيصيب الذين اجرموا صغيرة عند الله و عذاب شديد بما كانوا يمكرون

وقولة تعالي ” و اذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتي نؤتي كما اوتى رسل الله ” اي اذا جاءتهم اية و برهان و حجة قاطعة قالوا ” لن نؤمن حتي نؤتي كما اوتى رسل الله ” اي حتي تاتينا الملائكة من الله بالرسالة كما تاتى الي الرسل كقولة جل و علا ” و قال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نري ربنا” الاية و قولة ” الله اعلم حيث يجعل رسالتة ” اي هو اعلم حيث يضع رسالتة و من يصلح لها من خلقة كقولة تعالي ” و قالوا لولا نزل ذلك القران علي رجل من القريتين عظيم اهم يقسمون رحمة ربك” الاية يعنون لولا نزل ذلك القران علي رجل عظيم كبير جليل مبجل فاعينهم ” من القريتين ” اي من مكة و الطائف و هذا انهم قبحهم الله كانوا يزدرون بالرسول صلوات الله و سلامة علية بغيا و حسدا و عنادا و استكبارا كقولة تعالي مخبرا عنة ” و اذا راك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي بعث الله رسولا ” و قال تعالى” و اذا راوك ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي يذكر الهتكم و هم بذكر الرحمن هم كافرون ” و قال تعالي ” و لقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا بة يستهزئون ” ذلك و هم معترفون بفضلة و شرفة و نسبة و طهارة بيتة و مرباة و منشئة صلي الله و ملائكتة و المؤمنون علية حتي انهم كانوا يسمونة بينهم قبل ان يوحي الية الامين ” و ربما اعترف بذلك رئيس الكفار ابو سفيان حين سالة هرقل ملك الروم و كيف نسبة فيكم ؟ قال هو فينا ذو نسب قال هل كنتم تتهمونة بالكذب قبل ان يقول ما قال ؟ قال لا – الحديث بطولة الذي استدل ملك الروم بطهارة صفاتة علية السلام علي صدق نبوتة و صحة ما جاء بة و قال الامام احمد : حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الاوزاعى عن شداد ابى عمار عن و اثلة بن الاسقع رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و الة و سلم قال ان الله اصطفي من و لد ابراهيم اسماعيل و اصطفي من بنى اسماعيل بنى كنانة و اصطفي من بنى كنانة قريشا و اصطفي من قريش بنى هاشم و اصطفانى من بنى هاشم انفرد باخراجة مسلم من حديث الاوزاعى و هو عبدالرحمن بن عمرو امام اهل الشام بة نحوة و فصحيح البخارى عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم بعثت من خير قرون بنى ادم قرنا فقرنا حتي بعثت من القرن الذي كنت فية و قال الامام احمد : حدثنا ابو نعيم عن سفيان عن يزيد بن ابى زياد

عن عبدالله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن ابى و داعة قال : قال العباس بلغة صلي الله علية و سلم بعض ما يقول الناس فصعد المنبر فقال من انا ؟ قالوا : انت رسول الله فقال انا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ان الله خلق الخلق فجعلنى فخير خلقة و جعلهم فريقين فجعلنى فخير فرقة و خلق القبائل فجعلنى فخير قبيلة و جعلهم بيوتا فجعلنى فخيرهم بيتا ; فانا خيركم بيتا و خيركم نفسا صدق صلوات الله و سلامة علية و فالحديث كذلك المروى عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله علية و سلم قال لى جبريل قلبت الارض مشارقها و مغاربها فلم اجد رجلا اروع من محمد و قلبت الارض مشارقها و مغاربها فلم اجد بنى اب اروع من بنى هاشم رواة الحاكم و البيهقى . و قال الامام احمد : حدثنا ابو بكر حدثنا عاصم عن زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود قال : ان الله نظر فقلوب العباد فوجد قلب محمد صلي الله علية و سلم خير قلوب العباد فاصطفاة لنفسة فبعثة برسالتة بعدها نظر فقلوب العباد بعد قلب محمد صلي الله علية و سلم فوجد قلوب اصحابة خير قلوب العباد فجعلهم و زراء نبية يقاتلون علي دينة فما راة المسلمون حسنا فهو عند الله حسن و ما راة المسلمون سيئا فهو عند الله سيئ .

وقال احمد : حدثنا شجاع بن الوليد قال : ذكر قابوس بن ابى ظبيان عن ابية عن سلمان قال : قال لى رسول الله صلي الله علية و سلم يا سلمان لا تبغضنى فتفارق دينك قلت يا رسول الله كيف ابغضك و بك هدانا الله ؟ قال تبغض العرب فتبغضنى و ذكر ابن ابى حاتم فتفسير هذة الاية ذكر عن محمد بن منصور الجواز حدثنا سفيان عن ابى حسين قال : ابصر رجل ابن عباس و هو داخل من باب المسجد فلما نظر الية راعة فقال من ذلك قالوا ابن عباس ابن عم رسول الله صلي الله علية و سلم فقال ” الله اعلم حيث يجعل رسالته” و قولة تعالي ” سيصيب الذين اجرموا صغيرة عند الله و عذاب شديد ” الاية ذلك و عيد شديد من الله و تهديد اكيد لمن تكبر عن اتباع رسلة و الانقياد لهم فيما جاءوا بة فانة سيصيبة يوم القيامة بين يدى الله صغيرة و هو الذلة الدائمة كما انهم استكبروا اعقبهم هذا ذلا يوم القيامة لما استكبروا فالدنيا كقولة تعالي ” ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين” اي صاغرين ذليلين حقيرين و قولة تعالي ” و عذاب شديد بما كانوا يمكرون ” لما كان المكر غالبا انما يصبح خفيا و هو التلطف فالتحيل و الخديعة قوبلوا بالعذاب الشديد من الله يوم القيامة جزاء و فاقا ” و لا يظلم ربك احدا ” كما قال تعالي ” يوم تبلي السرائر ” اي تخرج المستترات و المكنونات و الضمائر و جاء فالصحيحين عن رسول الله صلي الله علية و سلم انه قال ينصب لكل غادر لواء عند استة يوم القيامة فيقال هذة غدرة فلان بن فلان و الحكمة فهذا انه لما كان الغدر خفيا لا يطلع علية الناس فيوم القيامة يصير علما منشورا علي صاحبة بما فعل .

فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام و من يرد ان يضلة يجعل صدرة ضيقا حرجا كانما يصعد فالسماء ايضا يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون (125)[عدل]

فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام و من يرد ان يضلة يجعل صدرة ضيقا حرجا كانما يصعد فالسماء ايضا يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون

يقول تعالي : فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام اي ييسرة له و ينشطة و يسهلة لذا فهذة علامات علي الخير كقولة تعالي ” افمن شرح الله صدرة للاسلام فهو علي نور من ربة ” الاية و قال تعالي ” و لكن الله حبب اليكم الايمان و زينة فقلوبكم و كرة اليكم الكفر و الفسوق و العصيان اولئك هم الراشدون ” و قال ابن عباس فقولة ” فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام” يقول تعالي يوسع قلبة للتوحيد و الايمان بة و هكذا قال ابو ما لك و غير و احد و هو ظاهر . و قال عبدالرزاق اخبرنا الثورى عن عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن ابى جعفر قال : سئل رسول الله صلي الله علية و سلم اي المؤمنين اكيس ؟ قال” اكثرهم ذكرا للموت و اكثرهم لما بعدة استعدادا” قال : و سئل النبى صلي الله علية و سلم عن هذة الاية ” فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام ” قالوا : كيف يشرح صدرة يا رسول الله ؟ قال نور يقذف فية فينشرح له و ينفسح قالوا : فهل لذا من امارة يعرف فيها ؟ قال الانابة الي دار الخلود و التجافى عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل لقاء الموت و قال ابن جرير : حدثنا هناد حدثنا قبيصة عن سفيان يعنى الثورى عن عمرو بن مرة عن رجل يكني ابا جعفر كان يسكن المدائن قال : سئل النبى صلي الله علية و سلم عن قول الله تعالي ” فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام ” فذكر نحو ما تقدم . و قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا ابن ادريس عن الحسن بن الفرات القزاز عن عمرو بن مرة عن ابى جعفر قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام” قال رسول الله صلي الله علية و سلم اذا دخل الايمان القلب انفسح له القلب و انشرح قالوا : يا رسول الله هل لذا من امارة ؟ قال نعم الانابة الي دار الخلود و التجافى عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل الموت و ربما رواة ابن جرير عن سوار بن عبدالله العنبرى حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت ابى يحدث عن عبدالله بن مرة عن ابى جعفر فذكرة .

وقال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو سعيد الاشج حدثنا ابو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن مسعود قال : تلا رسول الله صلي الله علية و سلم هذة الاية ” فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام ” قالوا : يا رسول الله ما ذلك الشرح ؟ قال نور يقذف فالقلب قالوا : يا رسول الله فهل لذا من امارة تعرف ؟ قال نعم قالوا : و ما هى ؟ قال : الانابة الي دار الخلود و التجافى عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل الموت . و قال ابن جرير كذلك : حدثنى هلال بن العلاء حدثنا سعيد بن عبدالملك بن و افد حدثنا محمد بن مسلم عن ابى عبدالرحمن عن زيد بن ابى انيسة عن عمرو بن مرة عن ابى عبيدة بن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم اذا دخل النور القلب انفسح و انشرح قالوا : فهل لذا من علامة يعرف فيها ؟ قال الانابة الي دار الخلود و التنحى عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل لقاء الموت و ربما رواة من و جة احدث عن ابن مسعود متصلا مرفوعا فقال : حدثنى ابن سنان القزاز حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمى عن يونس عن عبدالرحمن بن عبيد بن عتبة عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلي الله علية و سلم قال ” فمن يرد الله ان يهدية يشرح صدرة للاسلام ” قالوا : يا رسول الله و كيف يشرح صدرة ؟ قال يدخل فية النور فينفسح قالوا : و هل لذا علامة يا رسول الله ؟ قال التجافى عن دار الغرور و الانابة الي دار الخلود و الاستعداد للموت قبل ان ينزل الموت فهذة طرق لهذا الحديث مرسلة و متصلة يشد بعضها بعضا و الله اعلم . و قولة تعالي ” و من يرد ان يضلة يجعل صدرة ضيقا حرجا ” قرئ بفتح الضاد و تسكين الياء و الاكثرون ضيقا بتشديد الياء و كسرها و هما لغتان كهين و هين و قرا بعضهم حرجا بفتح الحاء و كسر الراء قيل بمعني اثم قالة السدي. و قيل بمعني القراءة الاخري حرجا بفتح الحاء و الراء و هو الذي لا يتسع لشيء من الهدي و لا يخلص الية شيء ما ينفعة من الايمان و لا ينفذ فية و ربما سال عمر بن الخطاب رضى الله عنة رجلا من الاعراب من اهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال هى الشجرة تكون بين الاشجار لا تصل اليها راعية و لا و حشية و لا شيء فقال عمر رضى الله عنة : ايضا قلب المنافق لا يصل الية شيء من الخير .

وقال العوفى عن ابن عباس يجعل الله علية الاسلام ضيقا و الاسلام و اسع و هذا حين يقول ” ما جعل عليكم فالدين من حرج ” يقول ما جعل عليكم فالاسلام من ضيق و قال مجاهد و السدى : ضيقا حرجا شاكا . و قال عطاء الخراسانى ضيقا حرجا اي ليس للخير فية منفذ و قال ابن المبارك عن ابن جريج ضيقا حرجا بلا الة الا الله حتي يستطيع ان تدخل قلبة كانما يصعد فالسماء من شدة هذا علية . و قال سعيد بن جبير يجعل صدرة ضيقا حرجا قال : لا يجد فية مسلكا الا صعدا و قال السدي” كانما يصعد فالسماء ” من ضيق صدرة . و قال عطاء الخراسانى ” كانما يصعد فالسماء ” يقول مثلة كمثل الذي لا يستطيع ان يصعد الي السماء. و قال الحكم بن ابان عن عكرمة عن ابن عباس ” كانما يصعد فالسماء ” يقول فكما لا يستطيع ابن ادم ان يبلغ السماء فايضا لا يستطيع ان يدخل التوحيد و الايمان قلبة حتي يدخلة الله فقلبة و قال الاوزاعى ” كانما يصعد فالسماء ” كيف يستطيع من جعل الله صدرة ضيقا ان يصبح مسلما. و قال الامام ابو جعفر بن جرير : و ذلك كضربة الله لقلب ذلك الكافر فشدة ضيقة عن و صول الايمان الية يقول فمثلة فامتناعة من قبول الايمان و ضيقة عن و صولة الية كامتناعة عن الصعود الي السماء و عجزة عنة لانة ليس فو سعة و طاقتة و قال فقولة ” ايضا يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون” يقول كما يجعل الله صدر من اراد اضلالة ضيقا حرجا ايضا يسلط الله الشيطان علية و علي امثالة ممن ابي الايمان بالله و رسولة فيغوية و يصدة عن سبيل الله و قال ابن ابى طلحة عن ابن عباس : الرجس الشيطان و قال مجاهد : الرجس جميع ما لا خير فية و قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم الرجس العذاب.

وهذا صراط ربك مستقيما ربما فصلنا الايات لقوم يذكرون (126)[عدل]

وهذا صراط ربك مستقيما ربما فصلنا الايات لقوم يذكرون

لما ذكر تعالي طريق الضالين عن سبيلة الصادين عنها نبة علي شرف ما ارسل بة رسولة من الهدي و دين الحق فقال تعالي ” و ذلك صراط ربك مستقيما ” منصوب علي الحال اي ذلك الدين الذي شرعناة لك يا محمد بما اوحينا اليك ذلك القران هو صراط الله المستقيم كما تقدم فحديث الحارث عن على فنعت القران : هو صراط الله المستقيم و حبل الله المتين و هو الذكر الحكيم رواة احمد و الترمذى بطولة ” ربما فصلنا الايات ” اي و ضحناها و بيناها و فسرناها ” لقوم يذكرون ” اي لمن له فهم و وعى يعقل عن الله و رسولة .

لهم دار السلام عند ربهم و هو و ليهم بما كانوا يعملون (127)[عدل]

لهم دار السلام عند ربهم و هو و ليهم بما كانوا يعملون

” لهم دار السلام ” و هى الجنة ” عند ربهم” اي يوم القيامة و انما و صف الله الجنة ههنا بدار السلام لسلامتهم فيما سلكوة من الصراط المستقيم المقتفى اثر الانبياء و طرائقهم فكما سلموا من افات الاعوجاج افضوا الي دار السلام ” و هو و ليهم ” اي حافظهم و ناصرهم و مؤيدهم ” بما كانوا يعملون ” اي جزاء علي اعمالهم الصالحة تولاهم و اثابهم الجنة بمنة و كرمة .

ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن ربما استكثرتم من الانس و قال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين بها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم (128)[عدل]

ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن ربما استكثرتم من الانس و قال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين بها الا ما شاء الله ان ربك حكيم

يقول تعالي : و اذكر يا محمد فيما تقصة عليهم و تنذرهم بة ” و يوم يحشرهم جميعا” يعنى الجن و اولياءهم من الانس الذين كانوا يعبدونهم فالدنيا و يعوذون بهم و يطيعونهم و يوحى بعضهم الي بعض زخرف القول غرورا ” يا معشر الجن ربما استكثرتم من الانس ” اي يقول يا معشر الجن و سياق الكلام يدل علي المحذوف و معني قوله” ربما استكثرتم من الانس ” اي من اغوائهم و اضلالهم كقولة تعالي ” الم اعهد اليكم يا بنى ادم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين و ان اعبدونى ذلك صراط مستقيم و لقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون ” و قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس ” يا معشر الجن ربما استكثرتم من الانس ” يعنى اضللتم منهم كثيرا و هكذا قال مجاهد و الحسن و قتادة ” و قال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض ” يعنى ان اولياء الجن من الانس قالوا مجيبين للة تعالي عن هذا بهذا قال ابن ابى حاتم : حدثنا ابو الاشهب هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن الحسن فهذة الاية قال : استكثرتم من اهل النار يوم القيامة فقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض قال الحسن : و ما كان استمتاع بعضهم ببعض الا ان الجن امرت و عملت الانس . و قال محمد بن كعب فقوله” ربنا استمتع بعضنا ببعض ” قال الصحابة فالدنيا.

وقال ابن جريج : كان الرجل فالجاهلية ينزل الارض فيقول اعوذ بكبير ذلك الوادى فذلك استمتاعهما فاعتذروا بة يوم القيامة و اما استمتاع الجن بالانس فانة كان فيما ذكر ما ينال الجن من الانس من تعظيمهم اياهم فاستعانتهم بهم فيقولون ربما سدنا الانس و الجن ” و بلغنا اجلنا الذي اجلت لنا ” قال السدى يعنى الموت ” قال النار مثواكم” اي ما واكم و منزلكم انتم و اياهم و اولياؤكم” خالدين بها ” اي ما كثين بها مكثا مخلدا الا ما شاء الله قال بعضهم يرجع معني الاستثناء الي البرزخ و قال بعضهم : ذلك رد الي لمدة الدنيا و قيل غير هذا من الاقوال التي سياتى تقريرها عند قولة تعالي فسورة هود ” خالدين بها ما دامت السموات و الارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد” و ربما روي ابن جرير و ابن ابى حاتم فتفسير هذة الاية من طريق عبدالله بن صالح كاتب الليث : حدثنى معاوية بن صالح عن على بن ابى حاتم بن ابى طلحة عن ابن عباس قال ” النار مثواكم خالدين بها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم ” قال ان هذة الاية اية لا ينبغى لاحد ان يحكم علي الله فخلقة و لا ينزلهم جنة و لا نارا .

وايضا نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون (129)[عدل]

وايضا نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون

قال سعيد عن قتادة فتفسيرها انما يولى الله الناس اعمالهم فالمؤمن و لى المؤمن اين كان و حيث كان و الكافر و لى الكافر اينما كان و حيثما كان ليس الايمان بالتمنى و لا بالتحلى و اختارة ابن جرير و قال معمر عن قتادة فتفسير الاية يولى الله بعض الظالمين بعضا فالنار يتبع بعضهم بعضا و قال : ما لك بن دينار قرات فالزبور انى انتقم من المنافقين بالمنافقين بعدها انتقم من المنافقين جميعا و هذا فكتاب الله قول الله تعالي ” و ايضا نولى بعض الظالمين بعضا ” و قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم فقولة ” و ايضا نولى بعض الظالمين بعضا ” قال ظالمى الجن و ظالمى الانس و قرا ” و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ” قال و نسلط ظلمة الجن علي ظلمة الانس . و ربما روي الحافظ ابن عساكر فترجمة عبدالباقى بن احمد من طريق سعيد بن عبدالجبار الكرابيسى عن حماد بن سلمة عن عاصم عن ذر عن ابن مسعود مرفوعا من اعان ظالما سلطة الله علية و ذلك حديث غريب و قال بعض الشعراء : و ما من يد الا يد الله فوقها … و لا ظالم الا سيبلي بظالم و معني الاية الكريمة كما و لينا هؤلاء الخاسرين من الانس تلك الطائفة التي اغوتهم من الجن ايضا نفعل بالظالمين نسلط بعضهم علي بعض و نهلك بعضهم ببعض و ننتقم من بعضهم ببعض جزاء علي ظلمهم و بغيهم .

يا معشر الجن و الانس الم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتى و ينذرونكم لقاء يومكم ذلك قالوا شهدنا علي انفسنا و غرتهم الحياة الدنيا و شهدوا علي انفسهم انهم كانوا كافرين (130)[عدل]

يا معشر الجن و الانس الم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتى و ينذرونكم لقاء يومكم ذلك قالوا شهدنا علي انفسنا و غرتهم الحياة الدنيا و شهدوا علي انفسهم انهم كانوا

وهذا كذلك مما يقرع الله بة كافرى الجن و الانس يوم القيامة حيث يسالهم و هو اعلم هل بلغتهم الرسل رسالاتة و ذلك استفهام تقرير ” يا معشر الجن و الانس الم ياتكم رسل منكم ” اي من جملتكم و الرسل من الانس فقط و ليس من الجن رسل كما ربما نصف علي هذا مجاهد و ابن جريج و غير و احد من الائمة من السلف و الخلف و قال ابن عباس الرسل من بنى ادم و من الجن نذر .

وحكي ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم انه زعم ان فالجن رسلا و احتج بهذة الاية الكريمة و فية نظر لانها محتملة و ليست بصريحة و هى و الله اعلم كقولة ” مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فباى الاء ربكما تكذبان ” الي ان قال ” يظهر منهما اللؤلؤ و المرجان” و معلوم ان اللؤلؤ و المرجان انما يستخرجان من الملح لا من الحلو و ذلك و اضح و للة الحمد و ربما ذكر ذلك الجواب بعينة ابن جرير و الدليل علي ان الرسل انما هم من الانس قولة تعالي ” انا اوحينا اليك كما اوحينا الي نوح و النبيين من بعدة – الي قولة – رسلا مبشرين و منذرين لئلا يصبح للناس علي الله حجة بعد الرسل ” و قولة تعالي عن ابراهيم ” و جعلنا فذريتة النبوة و الكتاب” فحصر النبوة و الكتاب بعد ابراهيم فذريتة و لم يقل احد من الناس ان النبوة كانت فالجن قبل ابراهيم الخليل بعدها انقطعت عنهم ببعثتة و قال تعالي ” و ما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم لياكلون الاكل و يمشون فالاسواق ” و قال” و ما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحى اليهم من اهل القري ” و معلوم ان الجن تبع للانس فهذا الباب و لهذا قال تعالي اخبارا عنهم ” و اذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروة قالوا انصتوا فلما قضى و لوا الي قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسي مصدقا لما بين يدية يهدى الي الحق و الي طريق مستقيم يا قومنا اجيبوا داعى الله و امنوا بة يغفر لكم من ذنوبكم و يجركم من عذاب اليم و من لا يجب داعى الله فليس بمعجز فالارض و ليس له من دونة اولياء اولئك فضلال مبين ” و ربما جاء فالحديث الذي رواة الترمذى و غيرة ان رسول الله صلي الله علية و سلم تلا عليهم سورة الرحمن و بها قولة تعالي ” سنفرغ لكم ايها الثقلان فباى الاء ربكما تكذبان ” و قال تعالي فهذة الاية الكريمة ” يا معشر الجن و الانس الم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتى و ينذرونكم لقاء يومكم ذلك قالوا شهدنا علي انفسنا ” اي اقررنا ان الرسل ربما بلغونا رسالاتك و انذرونا لقاءك و ان ذلك اليوم كائن لا محالة و قال تعالي ” و غرتهم الحياة الدنيا ” اي و ربما فرطوا فحياتهم الدنيا و هلكوا بتكذيبهم الرسل و مخالفتهم للمعجزات لما اغتروا بة من زخرف الحياة الدنيا و زينتها و شهواتها ” و شهدوا علي انفسهم ” اي يوم القيامة ” انهم كانوا

كافرين ” اي فالدنيا بما جاءتهم بة الرسل صلوات الله و سلامة عليهم .

ذلك ان لم يكن ربك مهلك القري بظلم و اهلها غافلون (131)[عدل]

ذلك ان لم يكن ربك مهلك القري بظلم و اهلها غافلون

يقول تعالي ” هذا ان لم يكن ربك مهلك القري بظلم و اهلها غافلون ” اي انما اعذرنا الي الثقلين بارسال الرسل و انزال الكتب لئلا يؤاخذ احد بظلمة و هو لم تبلغة دعوة و لكن اعذرنا الي الامم و ما عذبنا احدا الا بعد ارسال الرسل اليهم كما قال تعالي ” و ان من قرية الا خلا بها نذير ” و قال تعالي ” و لقد بعثنا فكل امة رسولا ان اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ” كقوله” و ما كنا معذبين حتي نبعث رسولا ” و قال تعالى” كلما القى بها فوج سالهم خزنتها الم ياتكم نذير قالوا بلي ربما جاءنا نذير فكذبنا ” و الايات فهذا كثيرة قال الامام ابو جعفر بن جرير و يحتمل قولة تعالي ” بظلم ” و جهين : ” احدهما ” ” هذا ” من اجل ” ان لم يكن ربك مهلك القري بظلم ” اهلها بالشرك و نحوة ” و هم غافلون ” يقول ان لم يكن يعاجلهم بالعقوبة حتي يبعث اليهم رسولا ينبههم علي حجج الله عليهم و ينذرهم عذاب الله يوم معادهم و لم يكن بالذى يؤاخذهم غفلة فيقولوا ما جاءنا من بشير و لا نذير ” و الوجة الثاني ” ” هذا ان لم يكن ربك مهلك القري بظلم ” يقول لم يكن ربك ليهلكهم دون التنبية و التذكير بالرسل و الايات و العبر فيظلمهم بذلك و الله غير ظلام لعبيدة بعدها شرع يرجح الوجة الاول و لا شك انه اقوي و الله اعلم .

ولكل درجات مما عملوا و ما ربك بغافل عما يعملون (132)[عدل]

ولكل درجات مما عملوا و ما ربك بغافل عما يعملون

قال : و قولة تعالي ” و لكل درجات مما عملوا ” اي و لكل عامل من طاعة الله او معصيتة مراتب و منازل من عملة يبلغة الله اياها و يثيبة فيها ان خيرا فخير و ان شرا فشر قلت : و يحتمل ان يعود قولة ” و لكل درجات مما عملوا ” اي من كافرى الجن و الانس اي و لكل درجة فالنار بحسبة كقولة ” قال لكل ضعف ” و قولة ” الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ” ” و ما ربك بغافل عما يعملون ” قال ابن جرير : اي و جميع هذا من عملهم يا محمد بعلم من ربك يحصيها و يثبتها لهم عندة ليجازيهم عليها عند لقائهم اياة و معادهم الية .

وربك الغنى ذو الرحمة ان يشا يذهبكم و يستخلف من بعدكم ما يشاء كما انشاكم من ذرية قوم اخرين (133)[عدل]

وربك الغنى ذو الرحمة ان يشا يذهبكم و يستخلف من بعدكم ما يشاء كما انشاكم من ذرية قوم اخرين

يقول تعالي ” و ربك ” يا محمد ” الغنى ” اي عن كل خلقة من كل الوجوة و هم الفقراء الية فجميع احوالهم ” ذو الرحمة ” اي و هو مع هذا رحيم بهم كما قال تعالي ” ان الله بالناس لرءوف رحيم ” ” ان يشا يذهبكم ” اي اذا خالفتم امره” و يستخلف من بعدكم ما يشاء ” اي قوم اخرين اي يعملون بطاعتة ” كما انشاكم من ذرية قوم اخرين ” اي هو قادر علي هذا سهل علية يسير لدية كما اذهب القرون الاولي و اتي بالذى بعدين ايضا هو قادر علي اذهاب هؤلاء و التاليان باخرين كما قال تعالي ” ان يشا يذهبكم ايها الناس و يات باخرين و كان الله علي هذا قديرا ” و قال تعالى” يا ايها الناس انتم الفقراء الي الله و الله هو الغنى الحميد ان يشا يذهبكم و يات بخلق جديد و ما هذا علي الله بعزيز ” . و قال تعالي ” و الله الغنى و انتم الفقراء و ان تتولوا يستبدل قوما غيركم بعدها لا يكونوا امثالكم ” و قال محمد بن اسحاق عن يعقوب بن عتبة قال : سمعت ابان بن عثمان يقول فهذة الاية ” كما انشاكم من ذرية قوم اخرين ” الذرية الاصل و الذرية النسل .

ان ما توعدون لات و ما انتم بمعجزين (134)[عدل]

ان ما توعدون لات و ما انتم بمعجزين

وقولة تعالي ” ان ما توعدون لات و ما انتم بمعجزين” اي اخبرهم يا محمد ان الذي يوعدون بة من امر المعاد كائن لا محالة ” و ما انتم بمعجزين” اي و لا تعجزون الله بل هو قادر علي اعادتكم و ان صرتم ترابا رفاتا و عظاما هو قادر لا يعجزة شيء و قال ابن ابى حاتم فتفسيرها : حدثنا ابى حدثنا محمد بن المصفي حدثنا محمد بن حسين عن ابى بكر بن ابى مريم عن عطاء بن ابى رباح عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و علي الة و سلم انه قال يا بنى ادم ان كنتم تعقلون فعدوا انفسكم من الموتي و الذي نفسى بيدة ان ما توعدون لات و ما انتم بمعجزين.

قل يا قوم اعملوا علي مكانتكم انى عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار انه لا يفلح الظالمون (135)[عدل]

قل يا قوم اعملوا علي مكانتكم انى عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار انه لا يفلح

وقولة تعالي ” قل يا قوم اعملوا علي مكانتكم انى عامل فسوف تعلمون ” ذلك تهديد شديد و وعيد اكيد اي استمروا علي طريقتكم و ناحيتكم ان كنتم تظنون انكم علي هدي فانا مستمر علي طريقتى و منهجى كقولة ” و قل للذين لا يؤمنون اعملوا علي مكانتكم انا عاملون و انتظروا انا منتظرون ” قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس” علي مكانتكم ” ناحيتكم ” فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار انه لا يفلح الظالمون ” اي اتكون لى او لكم و ربما انجز الله موعدة لرسولة صلوات الله علية اي فانة تعالي مكنة فالبلاد و حكمة فنواصى مخالفية من العباد و فتح له مكة و اظهرة علي من كذبة من قومة و عاداة و ناواة و استقر امرة علي سائر جزيرة العرب و ايضا اليمن و البحرين و جميع هذا فحياتة بعدها فتحت الامصار و الاقاليم و الرساتيق بعد و فاتة فايام خلفائة رضى الله عنهم اجمعين كما قال الله تعالي ” كتب الله لاغلبن انا و رسلى ان الله قوى عزيز ” و قال ” انا لننصر رسلنا و الذين امنوا فالحياة الدنيا و يوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار ” و قال تعالي ” و لقد كتبنا فالزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون و قال تعالي اخبارا عن رسلة فاوحي اليهم ربهم لنهلكن الظالمين و لنسكننكم الارض من بعدهم هذا لمن خاف مقامى و خاف و عيد ” و قال تعالى” و عد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فالارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا” الاية و ربما فعل الله هذا بهذة الامة المحمدية و له الحمد و المنة اولا و اخرا و ظاهرا و باطنا.

وجعلوا للة مما ذرا من الحرث و الانعام نصيبا فقالوا ذلك للة بزعمهم و ذلك لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الي الله و ما كان للة فهو يصل الي شركائهم ساء ما يحكمون (136)[عدل]

وجعلوا للة مما ذرا من الحرث و الانعام نصيبا فقالوا ذلك للة بزعمهم و ذلك لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الي الله و ما كان للة فهو يصل الي شركائهم ساء ما يحكمون

هذا ذم و توبيخ من الله للمشركين الذين ابتدعوا بدعا و كفرا و شركا و جعلوا للة شركاء و جزءا من خلقة و هو خالق جميع شيء سبحانة و تعالي و لهذا قال تعالى” و جعلوا للة مما ذرا ” اي مما خلق و برا ” من الحرث ” اي من الزرع و الثمار ” و الانعام نصيبا” اي جزءا و قسما ” فقالوا ذلك للة بزعمهم و ذلك لشركائنا ” و قولة ” فما كان لشركائهم فلا يصل الي الله و ما كان للة فهو يصل الي شركائهم” قال على بن ابى طلحة و العوفى عن ابن عباس انه قال فتفسير هذة الاية : ان اعداء الله كانوا اذا حرثوا حرثا او كانت لهم ثمرة جعلوا للة منة جزءا و للوثن جزءا فما كان من حرث او ثمرة او شيء من نصيب الاوثان حفظوة و احصوة و ان سقط منة شيء فيما سمى للصمد ردوة الي ما جعلوة للوثن و ان سبقهم الماء الذي جعلوة للوثن فسقي شيئا جعلوة للة جعلوا هذا للوثن و ان سقط شيء من الحرث و الثمر الذي جعلوة للة فاختلط بالذى جعلوة للوثن قالوا : ذلك فقير و لم يردوة الي ما جعلوة للة و ان سبقهم الماء الذي جعلوة للة فسقي ما سمى للوثن تركوة للوثن و كانوا يحرمون من اموالهم البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام فيجعلوة للاوثان و يزعمون انهم يحرمونة قربة للة فقال الله تعالي ” و جعلوا للة مما ذرا من الحرث و الانعام نصيبا” الاية و كذا قال مجاهد و قتادة و السدى و غير و احد و قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم فالاية : جميع شيء يجعلونة للة من ذبح يذبحونة لا ياكلونة ابدا حتي يذكروا معة اسماء الالهة و ما كان للالهة لم يذكروا اسم الله معة و قرا الاية حتي بلغ” ساء ما يحكمون ” اي ساء ما يقسمون فانهم اخطئوا اولا القسم لان الله تعالي هو رب جميع شيء و مليكة و خالقة و له الملك و جميع شيء له و فتصرفة و تحت قدرتة و مشيئتة لا الة غيرة و لا رب سواة بعدها لما قسموا فيما زعموا القسمة الفاسدة لم يحفظوها بل جاروا بها كقولة جل و علا ” و يجعلون للة البنات سبحانة و لهم ما يشتهون ” و قال تعالي ” و جعلوا له من عبادة جزءا ان الانسان لكفور مبين” و قال تعالي ” الكم الذكر و له الانثي ” و قوله” تلك اذا قسمة ضيزي ” .

وايضا زين لعديد من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم ليردوهم و ليلبسوا عليهم دينهم و لو شاء الله ما فعلوة فذرهم و ما يفترون (137)[عدل]

وايضا زين لعديد من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم ليردوهم و ليلبسوا عليهم دينهم و لو شاء الله ما فعلوة فذرهم و ما يفترون

يقول تعالي : و كما زينت الشياطين لهؤلاء ان يجعلوا للة مما ذرا من الحرث و الانعام نصيبا ايضا زينوا لهم قتل اولادهم خشية الاملاق و واد البنات خشية العار قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس : و ايضا زين لعديد من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم زينوا لهم قتل اولادهم . و قال مجاهد : شركاؤهم شياطينهم يامرونهم ان يئدوا اولادهم خشية العيلة . و قال السدى : امرتهم الشياطين ان يقتلوا البنات و اما ليردوهم فيهلكوهم و اما ليلبسوا عليهم دينهم اي فيخلطون عليهم دينهم و نحو هذا قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم و قتادة و ذلك كقولة تعالي ” و اذا بشر احدهم بالانثي ظل و جهة مسودا و هو كظيم . يتواري من القوم من سوء ما بشر به” الاية و كقولة ” و اذا الموءودة سئلت باى ذنب قتلت ” و ربما كانوا كذلك يقتلون الاولاد من الاملاق و هو الفقر او خشية الاملاق ان يحصل لهم فتلف المال و ربما نهاهم عن قتل اولادهم لذا و انما كان ذلك كلة من تزيين الشياطين و شرعهم هذا قولة تعالي ” و لو شاء الله ما فعلوة ” اي كان ذلك و اقع بمشيئتة تعالي و ارادتة و اختيارة لذا كونا و له الحكمة التامة فذلك فلا يسال عما يفعل و هم يسالون ” فذرهم و ما يفترون ” اي فدعهم و اجتنبهم و ما هم فية فسيحكم الله بينك و بينهم .

وقالوا هذة انعام و حرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم و انعام حرمت ظهورها و انعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء علية سيجزيهم بما كانوا يفترون (138)[عدل]

وقالوا هذة انعام و حرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم و انعام حرمت ظهورها و انعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء علية سيجزيهم بما كانوا يفترون

قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس : الحجر الحرام مما حرموا من الوصيلة و تحريم ما حرموا . و ايضا قال مجاهد و الضحاك و السدى و قتادة و عبد الرحمن بن زيد بن اسلم و غيرهما و قال قتادة ” و قالوا هذة انعام و حرث حجر ” تحريم كان عليهم من الشياطين فاموالهم و تغليظ و تشديد و لم يكن من الله تعالي و قال ابن زيد بن اسلم” حجر ” انما احتجزوها لالهتهم ; و قال السدي” لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم ” يقولون حرام ان يطعم الا من شئنا و هذة الاية الكريمة كقولة تعالي ” قل ارايتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منة حراما و حلالا قل الله اذن لكم ام علي الله تفترون ” و كقولة تعالي ” ما جعل الله من بحيرة و لا سائبة و لا و صيلة و لا حام و لكن الذين كفروا يفترون علي الله الكذب و اكثرهم لا يعقلون ” و قال السدى : اما الانعام التي حرمت ظهورها فهى البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام و اما الانعام التي لا يذكرون اسم الله عليها لا اذا و لدوها و لا ان نحروها . و قال ابو بكر بن عياش عن عاصم بن ابى النجود قال لى ابو و ائل : اتدرى ما فقولة ” و انعام حرمت ظهورها و انعام لا يذكرون اسم الله عليها ” قلت لا قال : هى البحيرة كانوا لا يحجون عليها . و قال مجاهد : كان من ابلهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها و لا فشيء من شانها لا ان ركبوا و لا ان حلبوا و لا ان حملوا و لا ان نتجوا و لا ان عملوا شيئا” افتراء علية ” اي علي الله و كذبا منهم فاسنادهم هذا الي دين الله و شرعة فانة لم ياذن لهم فذلك و لا رضية منهم ” سيجزيهم بما كانوا يفترون” اي علية و يسندون الية .

وقالوا ما فبطون هذة الانعام خالصة لذكورنا و محرم علي ازواجنا و ان يكن ميتة فهم فية شركاء سيجزيهم و صفهم انه حكيم عليم (139)[عدل]

وقالوا ما فبطون هذة الانعام خالصة لذكورنا و محرم علي ازواجنا و ان يكن ميتة فهم فية شركاء سيجزيهم و صفهم انه حكيم عليم

قال ابو اسحاق السبيعى عن عبدالله بن ابى الهذيل عن ابن عباس” و قالوا ما فبطون هذة الانعام خالصة لذكورنا” الاية قال اللبن و قال العوفى عن ابن عباس ” و قالوا ما فبطون هذة الانعام خالصة لذكورنا” فهو اللبن كانوا يحرمونة علي اناثهم و يشربة ذكرانهم و كانت الشاة اذا و لدت ذكرا ذبحوة و كان للرجال دون النساء و ان كانت انثي تركت فلم تذبح و ان كانت ميتة فهم فية شركاء فنهي الله عن هذا . و هكذا قال السدى و قال الشعبى : البحيرة لا ياكل من لبنها الا الرجال و ان ما ت منها شيء اكلة الرجال و النساء . و هكذا قال عكرمة و قتادة و عبد الرحمن بن زيد بن اسلم و قال مجاهد فقوله” و قالوا ما فبطون هذة الانعام خالصة لذكورنا و محرم علي ازواجنا ” قال هى السائبة و البحيرة و قال ابو العالية و مجاهد و قتادة فقول الله ” سيجزيهم و صفهم ” اي قولهم الكذب فذلك يعنى كقولة تعالي ” و لا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب. ذلك حلال و ذلك حرام لتفتروا علي الله الكذب ان الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون متاع” الاية ” انه حكيم ” اي فافعالة و اقوالة و شرعة و قدرة ” عليم ” باعمال عبادة من خير و شر و سيجزيهم عليها اتم الجزاء .

قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم و حرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله ربما ضلوا و ما كانوا مهتدين (140)[عدل]

قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم و حرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله ربما ضلوا و ما كانوا مهتدين

يقول تعالي : ربما خسر الذين فعلوا هذة الافاعيل فالدنيا و الاخرة اما فالدنيا فخسروا اولادهم بقتلهم و ضيقوا عليهم فاموالهم فحرموا حاجات ابتدعوها من تلقاء انفسهم و اما فالاخرة فيصيرون الي اسوا المنازل بكذبهم علي الله و افترائهم كقولة ” ان الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون متاع فالدنيا بعدها الينا مرجعهم بعدها نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ” و قال الحافظ ابو بكر بن مردوية فتفسير هذة الاية : حدثنا محمد بن احمد بن ابراهيم حدثنا محمد بن ايوب حدثنا عبدالرحمن بن المبارك حدثنا ابو عوانة عن ابى بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : اذا سرك ان تعلم جهل العرب فاقرا ما فوق الثلاثين و المائة من سورة الانعام ” ربما خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم و حرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله ربما ضلوا و ما كانوا مهتدين ” و كذا رواة البخارى منفردا فكتاب مناقب قريش من صحيحة عن ابى النعمان محمد بن الفضل عارم عن ابى عوانة و اسمة الوضاح بن عبدالله اليشكرى عن ابى بشر و اسمة جعفر بن ابى و حشية عن اياس بة .

وهو الذي انشا جنات معروشات و غير معروشات و النخل و الزرع مختلفا اكلة و الزيتون و الرمان متشابها و غير متشابة كلوا من ثمرة اذا اثمر و اتوا حقة يوم حصادة و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين (141)[عدل]

وهو الذي انشا جنات معروشات و غير معروشات و النخل و الزرع مختلفا اكلة و الزيتون و الرمان متشابها و غير متشابة كلوا من ثمرة اذا اثمر و اتوا حقة يوم حصادة و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين

والنخل و الزرع مختلفا اكلة و الزيتون و الرمان متشابها و غير متشابة كلوا من ثمرة اذا اثمر و اتوا حقة يوم حصادة و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين” يقول تعالي مبينا انه الخالق لكل شيء من الزروع و الثمار و الانعام التي تصرف بها هؤلاء المشركون بارائهم الفاسدة و قسموها و جزءوها فجعلوا منها حراما و حلالا فقال ” و هو الذي انشا جنات معروشات و غير معروشات ” قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس : معروشات مسموكات و فرواية فالمعروشات ما عرش الناس و غير معروشات ما خرج فالبر و الجبال من الثمرات و قال عطاء الخراسانى عن ابن عباس معروشات ما عرش من الكرم و غير معروشات ما لم يعرش من الكرم و هكذا قال السدى و قال ابن جريج : متشابها و غير متشابة قال متشابة فالمنظر و غير متشابة فالمطعم و قال محمد بن كعب ” كلوا من ثمرة اذا اثمر ” قال من رطبة و عنبة و قولة تعالى” و اتوا حقة يوم حصادة ” قال ابن جرير : قال بعضهم هى الزكاة المفروضة . حدثنا عمرو حدثنا عبدالصمد حدثنا يزيد بن درهم قال : سمعت انس بن ما لك يقول ” و اتوا حقة يوم حصادة ” قال الزكاة المفروضة .

وقال على بن ابى طلحة عن ابن عباس ” و اتوا حقة يوم حصادة ” يعنى الزكاة المفروضة يوم يكال و يعلم كيلة و هكذا قال سعيد بن المسيب و قال العوفى عن ابن عباس ” و اتوا حقة يوم حصادة ” و هذا ان الرجل كان اذا زرع فكان يوم حصادة لم يظهر مما حصد شيئا فقال الله تعالي ” و اتوا حقة يوم حصادة ” و هذا ان يعلم ما كيلة و حقة من جميع عشرة و احد و ما يلقط الناس من سنبلة و ربما روي الامام احمد و ابو داود فسننة من حديث محمد بن اسحاق حدثنى محمد بن يحيي بن حبان عن عمة و اسع بن حبان عن جابر بن عبدالله ان النبى صلي الله علية و سلم امر من جميع جاذ عشرة اوسق من التمر بقنو يعلق فالمسجد للمساكين و ذلك اسنادة جيد قوى و قال طاوس و ابو الشعثاء و قتادة و الحسن و الضحاك و ابن جريج هى الزكاة و قال الحسن البصرى هى الصدقة من الحب و الثمار و هكذا قال زيد بن اسلم و قال اخرون هو حق احدث سوي الزكاة و قال اشعث عن محمد بن سيرين و نافع عن ابن عمر فقولة ” و اتوا حقة يوم حصاده” قال : كانوا يعطون شيئا سوي الزكاة رواة ابن مردوية . و روي عبدالله بن المبارك و غيرة عن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء بن ابى رباح فقولة ” و اتوا حقة يوم حصادة ” قال : يعطى من حضرة يومئذ ما تيسر و ليس بالزكاة .

وقال مجاهد : اذا حضرك المساكين طرحت لهم منة و قال عبدالرزاق عن ابن عيينة عن ابن ابى نجيح عن مجاهد ” و اتوا حقة يوم حصادة ” قال عند الزرع يعطى القبضة و عند الصرام يعطى القبضة و يتركهم فيتبعون اثار الصرام و قال الثورى عن حماد عن ابراهيم النخعى قال : يعطى كالضغث و قال ابن المبارك عن شريك عن سالم عن سعيد بن جبير ” و اتوا حقة يوم حصادة ” قال : كان ذلك قبل الزكاة للمساكين القبضة و الضغث لعلف دابتة و فحديث ابن لهيعة عن دراج عن ابى الهيثم عن ابى سعيد مرفوعا ” و اتوا حقة يوم حصاده” قال : ما سقط من السنبل رواة ابن مردوية و قال اخرون : ذلك شيء كان و اجبا بعدها نسخة الله بالعشر او نص العشر حكاة ابن جرير عن ابن عباس و محمد بن الحنفية و ابراهيم النخعى و الحسن و السدى و عطية العوفى و غيرهم و اختارة ابن جرير رحمة الله قلت : و فتسمية ذلك نسخا نظر لانة ربما كان شيئا و اجبا فالاصل بعدها ان فصل بيانة و بين مقدار المخرج و كميتة قالوا و كان ذلك فالسنة الثانية = من الهجرة فالله اعلم و ربما ذم الله سبحانة الذين يصرمون و لا يتصدقون كما ذكر عن اصحاب الجنة فسورة ” ن ” ” اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين و لا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك و هم نائمون فاصبحت كالصريم ” اي كالليل المدلهم سوداء محترقة ” فتنادوا مصبحين ان اغدوا علي حرثكم ان كنتم صارمين فانطلقوا و هم يتخافتون ان لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين و غدوا علي حرد ” اي قوة و جلد و همة ” قادرين فلما راوها قالوا انا لضالون بل نحن محرومون قال اوسطهم الم اقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين فاقبل بعضهم علي بعض يتلاومون قالوا يا و يلنا انا كنا طاغين عسي ربنا ان يبدلنا خيرا منها انا الي ربنا راغبون ايضا العذاب و لعذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون ” .

وقولة تعالي ” و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ” قيل معناة لا تسرفوا فالاعطاء فتعطوا فوق المعروف و قال ابو العالية : كانوا يعطون يوم الحصاد شيئا بعدها تباروا فية و اسرفوا فانزل الله ” و لا تسرفوا” و قال ابن جريج نزلت فثابت بن قيس بن شماس جذ نخلا له فقال لا ياتينى اليوم احد الا اطعمتة فاطعم حتي امسي و ليست له ثمرة فانزل الله تعالي ” و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ” رواة ابن جرير عنة و قال ابن جريج عن عطاء نهوا عن السرف فكل شيء و قال اياس بن معاوية : ما جاوزت بة امر الله فهو سرف و قال السدى فقولة ” و لا تسرفوا ” قال لا تعطوا اموالكم فتقعدوا فقراء. و قال سعيد بن المسيب و محمد بن كعب فقولة ” و لا تسرفوا ” قال لا تمنعوا الصدقة فتعصوا ربكم بعدها اختار ابن جرير قول عطاء انه نهي عن الاسراف فكل شيء و لا شك انه صحيح لكن الظاهر و الله اعلم من سياق الاية حيث قال تعالي ” كلوا من ثمرة اذا اثمر و اتوا حقة يوم حصادة و لا تسرفوا ” ان يصبح عائدا علي الطعام اي لا تسرفوا فالطعام لما فية من مضرة العقل و البدن كقولة تعالي ” كلوا و اشربوا و لا تسرفوا ” الاية و فصحيح البخارى تعليقا” كلوا و اشربوا و البسوا من غير اسراف و لا مخيلة ” و ذلك من ذلك و الله اعلم .

ومن الانعام حمولة و فرشا كلوا مما رزقكم الله و لا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين (142)[عدل]

ومن الانعام حمولة و فرشا كلوا مما رزقكم الله و لا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين

وقولة عز و جل ” و من الانعام حمولة و فرشا ” اي و انشا لكم من الانعام ما هو حمولة و ما هو فرش قيل المراد بالحمولة ما يحمل علية من الابل و الفرش الصغار منها كما قال الثورى عن ابى اسحاق عن ابى الاحوص عن عبدالله فقولة حمولة ما حمل علية من الابل و فرشا الصغار من الابل رواة الحاكم و قال صحيح الاسناد و لم يظهراة . و قال ابن عباس : الحمولة هى الكبار و الفرش الصغار من الابل و هكذا قال مجاهد . و قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس” و من الانعام حمولة و فرشا ” اما الحمولة فالابل و الخيل و البغال و الحمير و جميع شيء يحمل علية و اما الفرش فالغنم و اختارة ابن جرير قال : و احسبة انما سمى فرشا لدنوة من الارض و قال الربيع بن انس و الحسن و الضحاك و قتادة و غيرة : الحمولة الابل و البقر و الفرش الغنم . و قال السدى : اما الحمولة فالابل و اما الفرش فالفصلان و العجاجيل و الغنم و ما حمل علية حمولة . و قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم : الحمولة ما تركبون و الفرش ما تاكلون و تحلبون : شاة لا تحمل تاكلون لحمها و تتخذون من صوفها لحافا و فرشا .

وهذا الذي قال عبدالرحمن فتفسير هذة الاية الكريمة حسن يشهد له قولة تعالي ” اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها ما لكون و ذللناها لهم فمنها ركوبهم و منها ياكلون ” و قال تعالى” و ان لكم فالانعام لعبرة نسقيكم مما فبطونة من بين فرث و دم لبنا خالصا سائغا للشاربين” الي ان قال ” و من اصوافها و اوبارها و اشعارها اثاثا و متاعا الي حين ” و قال تعالي ” الله الذي جعل لكم الانعام لتركبوا منها و منها تاكلون و لكم بها منافع و لتبلغوا عليها حاجة فصدوركم و عليها و علي الفلك تحملون و يريكم اياتة فاى ايات الله تنكرون ” و قولة تعالي ” كلوا مما رزقكم الله ” اي من الثمار و الزروع و الانعام فكلها خلقها الله و جعلها رزقا لكم ” و لا تتبعوا خطوات الشيطان” اي كيفية و اوامرة كما اتبعها المشركون الذين حرموا ما رزقهم الله اي من الثمار و الزروع افتراء علي الله ” انه لكم ” اي ان الشيطان ايها الناس لكم ” عدو مبين ” اي مبين ظاهر العداوة كما قال” ان الشيطان لكم عدو فاتخذوة عدوا انما يدعو حزبة ليكونوا من اصحاب السعير ” و قال تعالى” يا بنى ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما” الاية و قال تعالي ” افتتخذونة و ذريتة اولياء من دونى و هم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ” و الايات فهذا كثيرة فالقران .

ثمانية ازواج من الضان اثنين و من المعز اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت علية ارحام الانثيين نبئونى بعلم ان كنتم صادقين (143)[عدل]

ثمانية ازواج من الضان اثنين و من المعز اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت علية ارحام الانثيين نبئونى بعلم ان كنتم صادقين

هذا بيان لجهل العرب قبل الاسلام فيما كانوا حرموا من الانعام و جعلوها اجزاء و نوعياتا بحيرة و سائبة و وصيلة و حاما و غير هذا من الانواع التي ابتدعوها فالانعام و الزروع و الثمار فبين تعالي انه انشا جنات معروشات و غير معروشات و انه انشا من الانعام حمولة و فرشا . بعدها بين اصناف الانعام الي غنم و هو بياض و هو الضان و سواد و هو المعز ذكرة و انثاة و الي ابل ذكورها و اناثها و بقر ايضا و انه تعالي لم يحرم شيئا من هذا و لا شيئا من اولادها بل كلها مخلوقة لبنى ادم اكلا و ركوبا و حمولة و حلبا و غير هذا من و جوة المنافع كما قال ” و انزل لكم من الانعام ثمانية ازواج ” الاية و قولة تعالي ” اما اشتملت علية ارحام الانثيين ” رد عليهم فقولهم ” ما فبطون هذة الانعام خالصة لذكورنا و محرم علي ازواجنا” الاية و قولة تعالي ” نبئونى بعلم ان كنتم صادقين” اي اخبرونى عن يقين كيف حرم الله عليكم ما زعمتم تحريمة من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام و نحو هذا و قال العوفى عن ابن عباس قوله” ثمانية ازواج من الضان اثنين و من المعز اثنين” فهذة اربعة ازواج ” قل الذكرين حرم ام الانثيين” يقول لم احرم شيئا من هذا ” اما اشتملت علية ارحام الانثيين ” يعنى هل يشتمل الرحم الا علي ذكر او انثي فلم تحرمون بعض و تحلون بعضا ؟ ” نبئونى بعلم ان كنتم صادقين ” يقول تعالي : كلة حلال .

ومن الابل اثنين و من البقر اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت علية ارحام الانثيين ام كنتم شهداء اذ و صاكم الله بهذا فمن اظلم ممن افتري علي الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدى القوم الظالمين (144)[عدل]

ومن الابل اثنين و من البقر اثنين قل الذكرين حرم ام الانثيين اما اشتملت علية ارحام الانثيين ام كنتم شهداء اذ و صاكم الله بهذا فمن اظلم ممن افتري علي الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدى القوم الظالمين

وقولة تعالي ” ام كنتم شهداء اذ و صاكم الله بهذا ” تهكم بهم فيما ابتدعوة و افتروة علي الله من تحريم ما حرموة من هذا ” فمن اظلم ممن افتري علي الله كذبا ليضل الناس بغير علم ” اي لا اجد اظلم منة ” ان الله لا يهدى القوم الظالمين ” و اول من دخل فهذة الاية عمرو بن لحى بن قمعة لانة اول من غير دين الانبياء و اول من سيب السوائب و وصل الوصيلة و حمي الحامى كما ثبت هذا فالصحيح .

قل لا اجد فما اوحى الى محرما علي طاعم يطعمة الا ان يصبح ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانة رجس او فسقا اهل لغير الله بة فمن اضطر غير باغ و لا عاد فان ربك غفور رحيم (145)[عدل]

قل لا اجد فما اوحى الى محرما علي طاعم يطعمة الا ان يصبح ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانة رجس او فسقا اهل لغير الله بة فمن اضطر غير باغ و لا عاد فان ربك غفور رحيم

يقول تعالي امرا عبدة و رسولة محمدا صلي الله علية و سلم” قل ” يا محمد لهؤلاء الذين حرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله ” لا اجد فيما اوحى الى محرما علي طاعم يطعمة ” اي طعام ياكلة قيل معناة لا اجد شيئا مما حرمتم حراما سوي هذة و قيل معناة لا اجد من الحيوانات شيئا حراما سوي هذة فعلي ذلك يصبح ما و رد من التحريمات بعد ذلك فسورة المائدة و فالاحاديث الواردة رافعا لمفهوم هذة الاية و من الناس من يسمى ذلك نسخا و الاكثرون من المتاخرين لا يسمونة نسخا لانة من باب رفع مباح الاصل و الله اعلم و قال العوفى عن ابن عباس ” او دما مسفوحا ” يعنى المهراق و قال عكرمة فقولة ” او دما مسفوحا ” لولا هذة الاية لتتبع الناس ما فالعروق كما تتبعة اليهود و قال حماد عن عمران بن جرير قال : سالت ابا مجلز عن الدم و ما يتلطخ من الذبيح من الراس و عن القدر يري بها الحمرة فقال انما نهي الله عن الدم المسفوح و قال قتادة : حرم من الدماء ما كان مسفوحا فاما اللحم خالطة الدم فلا باس بة و قال ابن جرير : حدثنا المثني حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد عن يحيي بن سعيد عن القاسم عن عائشة رضى الله عنها انها كانت لا تري بلحوم السباع باسا و الحمرة و الدم يكونان علي القدر و قرات هذة الاية صحيح غريب .

وقال الحميدى حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال : قلت لجابر بن عبدالله انهم يزعمون ان رسول الله صلي الله علية و سلم نهي عن لحوم الحمر الاهلية زمن خيبر فقال : ربما كان يقول هذا الحكم بن عمرو عن رسول الله صلي الله علية و سلم و لكن ابي هذا الحبر يعنى ابن عباس و قرا ” قل لا اجد فيما اوحى الى محرما علي طاعم يطعمة ” الاية و هكذا رواة البخارى عن على بن المدينى عن سفيان بة و اخرجة ابو داود من حديث ابن جريج عن عمرو بن دينار و رواة الحاكم فمستدركة مع انه فصحيح البخارى كما رايت و قال ابو بكر بن مردوية و الحاكم فمستدركة : حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا احمد بن حازم حدثنا ابو نعيم الفضل بن دكين حدثنا محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن ابى الشعثاء عن ابن عباس قال : كان اهل الجاهلية ياكلون حاجات و يتركون حاجات تقذرا فبعث الله نبية و انزل كتابة و احل حلالة و حرم حرامة فما احل فهو حلال و ما حرم فهو حرام و ما سكت عنة فهو عفو و قرا هذة الاية ” قل لا اجد فيما اوحى الى محرما علي طاعم يطعمه” الاية و ذلك لفظ ابن مردوية و رواة ابو داود منفردا بة عن محمد بن داود بن صبيح عن ابى نعيم بة و قال الحاكم : ذلك حديث صحيح الاسناد و لم يظهراة و قال الامام احمد : حدثنا عفان حدثنا ابو عوانة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال : ما تت شاة لسودة فتاة زمعة فقالت : يا رسول الله ما تت فلانة تعنى الشاة قال ” فلم لا اخذتم مسكها ” قالت ناخذ مسك شاة ربما ما تت ؟ فقال لها رسول الله صلي الله علية و سلم ” انما قال الله ” قل لا اجد فيما اوحى الى محرما علي طاعم يطعمة الا ان يصبح ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير ” و انكم لا تطعمونة ان تدبغوة فتنتفعوا بة فارسلت فسلخت مسكها فاتخذت منة قربة حتي تخرقت عندها رواة احمد و رواة البخارى و النسائي من حديث الشعبى عن عكرمة عن ابن عباس عن سودة فتاة زمعة بذلك او نحوة و قال سعيد بن منصور : حدثنا عبدالعزيز بن محمد عن عيسي بن نميلة الفزارى عن ابية قال : كنت عند ابن عمر فسالة رجل عن طعام القنفذ فقرا علية ” قل لا اجد فيما اوحى الى محرم علي طاعم يطعمة ” الاية فقال شيخ عندة : سمعت ابا هريرة يقول : ذكر عند النبى صلي الله علية و سلم فقال خبيث من الخبائث فقال ابن عمر : ان كان النبى صلي الله علية و سلم قالة فهو كما قال

ورواة ابو داود عن ابى ثور عن سعيد بن منصور بة . و قولة تعالي ” فمن اضطر غير باغ و لا عاد ” اي فمن اضطر الي طعام شيء مما حرم الله فهذة الاية الكريمة و هو غير متلبس ببغى و لا عدوان ” فان ربك غفور رحيم ” اي غفور له رحيم بة و ربما تقدم تفسير هذة الاية فسورة البقرة بما فية كفاية و الغرض من سياق هذة الاية الكريمة الرد علي المشركين الذين ابتدعوا ما ابتدعوة من تحريم المحرمات علي انفسهم بارائهم الفاسدة من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام و نحو هذا فامر رسولة ان يخبرهم انه لا يجد فيما اوحاة الله الية ان هذا محرم و انما حرم ما ذكر فهذة الاية من الميتة و الدم المسفوح و لحم الخنزير و ما اهل لغير الله بة و ما عدا هذا فلم يحرم و انما هو عفو مسكوت عنة فكيف تزعمون انتم انه حرام و من اين حرمتموة و لم يحرمة الله ؟ و علي ذلك فلا يبقي تحريم حاجات احدث فيما بعد ذلك كما جاء النهى عن لحوم الحمر الاهلية و لحوم السباع و جميع ذى مخلب من الطير علي المشهور من مذاهب العلماء .

وعلي الذين هادوا حرمنا جميع ذى ظفر و من البقر و الغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم هذا جزيناهم ببغيهم و انا لصادقون (146)[عدل]

وعلي الذين هادوا حرمنا جميع ذى ظفر و من البقر و الغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم هذا جزيناهم ببغيهم و انا لصادقون

قال ابن جرير : يقول تعالي و حرمنا علي اليهود جميع ذى ظفر و هو البهائم و الطير ما لم يكن مشقوق الاصابع كالابل و النعام و الاوز و البط قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس ” و علي الذين هادوا حرمنا جميع ذى ظفر ” و هو البعير و النعامة و هكذا قال مجاهد و السدى فرواية و قال سعيد بن جبير : هو الذي ليس منفرج الاصابع . و فرواية عنة جميع متفرق الاصابع و منة الديك و قال قتادة فقولة ” و علي الذين هادوا حرمنا جميع ذى ظفر ” و كان يقال للبعير و النعامة و حاجات من الطير و الحيتان و فرواية البعير و النعامة و حرم عليهم من الطير البط و شبهة و جميع شيء ليس بمشقوق الاصابع و قال ابن جريج عن مجاهد جميع ذى ظفر قال النعامة و البعير شقاشقا قلت للقاسم بن ابى بزة و حدثتة ما شقاشقا ؟ قال : جميع ما لا ينفرج من قوائم البهائم قال : و ما انفرج اكلتة . قال : انفرج قوائم البهائم و العصافير قال فيهود تاكلة قال و لم تنفرج قائمة البعير – خفة – و لا خف النعامة و لا قائمة الاوز فلا تاكل اليهود الابل و لا النعامة و لا الاوز و لا جميع شيء لم تنفرج قائمتة و لا تاكل حمار الوحش و قولة تعالي ” و من البقر و الغنم حرمنا عليهم شحومهما ” قال السدى : يعنى الثرب و شحم الكليتين و كانت اليهود تقول انه حرمة اسرائيل فنحن نحرمة . و هكذا قال ابن زيد و قال قتادة : الثرب و جميع شحم كان ايضا ليس فعظم و قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس ” الا ما حملت ظهورهما ” يعنى ما علق بالظهر من الشحوم و قال السدى و ابو صالح : الالية مما حملت ظهورهما . و قولة تعالى” او الحوايا ” قال الامام ابو جعفر بن جرير : الحوايا جمع و احدها حاوياء . و حاوية و حوية و هو ما تحوى من البطن فاجتمع و استدار و هى فتيات اللبن و هى المباعر و تسمي المرابض و بها الامعاء . قال و معني الكلام : و من البقر و الغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما و ما حملت الحوايا . قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس : او الحوايا و هى المبعر . و قال مجاهد : الحوايا المبعر و المربض و هكذا قال سعيد بن جبير و الضحاك و قتادة و ابو ما لك و السدى .

وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم و غير و احد : الحوايا المرابض التي تكون بها الامعاء تكون و سطها و هى فتيات اللبن و هى فكلام العرب تدعي المرابض و قولة تعالي ” او ما اختلط بعظم” يعنى الا ما اختلط من الشحوم بعظم فقد احللناة لهم و قال ابن جريج : شحم الالية ما اختلط بالعصعص فهو حلال و جميع شيء فالقوائم و الجنب و الراس و العين و ما اختلط بعظم فهو حلال و نحوة قالة السدى و قولة تعالي ” هذا جزيناهم ببغيهم ” اي ذلك التضييق انما فعلناة بهم و الزمناهم بة مجازاة علي بغيهم و مخالفتهم اوامرنا كما قال تعالي ” فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا ” و قوله” انا لصادقون ” اي و انا لعادلون فيما جزيناهم بة و قال ابن جرير : و انا لصادقون فيما اخبرناك بة يا محمد من تحريمنا هذا عليهم لا كما زعموا من ان اسرائيل هو الذي حرمة علي نفسة و الله اعلم . و قال عبدالله بن عباس : بلغ عمر بن الخطاب رضى الله عنة ان سمرة باع خمرا فقال : قاتل الله سمرة الم يعلم ان رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها اخرجاة من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن عمر بة . و قال الليث : حدثنى يزيد بن ابى حبيب قال : قال عطاء بن ابى رباح سمعت جابر بن عبدالله يقول : سمعت رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم يقول عام الفتح ان الله و رسولة حرم بيع الخمر و الميتة و الخنزير و الاصنام فقيل يا رسول الله ارايت شحوم الميتة فانها يدهن فيها الجلود و تطلي فيها السفن و يستصبح فيها الناس فقال لا هو حرام بعدها قال رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم عند هذا قاتل الله اليهود ان الله لما حرم عليهم شحومها جملوة بعدها باعوة و اكلوا ثمنة و رواة الجماعة من طرق عن يزيد بن ابى حميد بة و قال الزهرى عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلي الله علية و الة و سلم قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها و اكلوا ثمنها و رواة البخارى و مسلم جميعا عن عبدان عن ابن المبارك عن يونس عن الزهرى به.

وقال ابن مردوية : حدثنا محمد بن عبدالله بن ابراهيم حدثنا اسماعيل بن اسحاق حدثنا سليمان بن حرب حدثنا و هب حدثنا خالد الحذاء عن بركة ابى الوليد عن ابن عباس ان رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم كان قاعدا خلف المقام فرفع بصرة الي السماء فقال لعن الله اليهود – ثلاثا – ان الله حرم عليهم الشحوم فباعوها و اكلوا ثمنها و ان الله لم يحرم علي قوم طعام شيء الا حرم عليهم ثمنة و قال الامام احمد : حدثنا على بن عاصم انبانا خالد الحذاء عن بركة ابى الوليد انبانا ابن عباس قال : كان رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم قاعدا فالمسجد مستقبلا الحجر فنظر الي السماء فضحك فقال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها و اكلوا اثمانها و ان الله اذا حرم علي قوم طعام شيء حرم عليهم ثمنة و رواة ابو داود من حديث خالد الحذاء و قال الاعمش عن جامع بن شداد عن كلثوم عن اسامة بن زيد قال : دخلنا علي رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم و هو مريض نعودة فوجدناة نائما ربما غطي و جهة ببرد عدنى فكشف عن و جهة و قال لعن الله اليهود يحرمون شحوم الغنم و ياكلون اثمانها و فرواية حرمت عليهم الشحوم فباعوها و اكلوا اثمانها و فلفظ لابى داود عن ابن عباس مرفوعا ان الله اذا حرم طعام شيء حرم عليهم ثمنة .

فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة و اسعة و لا يرد باسة عن القوم المجرمين (147)[عدل]

فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة و اسعة و لا يرد باسة عن القوم المجرمين

يقول تعالي : فان كذبك يا محمد مخالفوك من المشركين و اليهود و من شابههم فقل ” ربكم ذو رحمة و اسعة ” و ذلك ترغيب لهم فابتغاء رحمة الله الواسعة و اتباع رسولة ” و لا يرد باسة عن القوم المجرمين ” ترهيب لهم فمخالفتهم الرسول خاتم النبيين و كثيرا ما يقرن الله تعالي بين الترغيب و الترهيب فالقران كما قال تعالي فاخر هذة السورة ” و ان ربك سريع العقاب و انه لغفور رحيم ” و قال ” و ان ربك لذو مغفرة للناس علي ظلمهم و ان ربك لشديد العقاب ” و قال تعالى” نبئ عبادى انى انا الغفور الرحيم و ان عذابى هو العذاب الاليم ” و قال تعالي ” غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ” و قال ” ان بطش ربك لشديد انه هو يبدئ و يعيد و هو الغفور الودود ” و الايات فهذا كثيرة جدا جدا .

سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا و لا اباؤنا و لا حرمنا من شيء ايضا كذب الذين من قبلهم حتي ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوة لنا ان تتبعون الا الظن و ان انتم الا تخرصون (148)[عدل]

سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا و لا اباؤنا و لا حرمنا من شيء ايضا كذب الذين من قبلهم حتي ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوة لنا ان تتبعون الا الظن و ان انتم الا تخرصون

هذة مناظرة ذكرها الله تعالي و شبهة تشبث فيها المشركون فشركهم و تحريم ما حرموا فان الله مطلع علي ما هم فية من الشرك و التحريم لما حرموة و هو قادر علي تغييرة بان يلهمنا الايمان و يحول بيننا و بين الكفر فلم يغيرة فدل علي انه بمشيئتة و ارادتة و رضاة منا بذلك و لهذا قالوا ” لو شاء الله ما اشركنا و لا اباؤنا و لا حرمنا من شيء ” كما فقولة تعالي ” و قالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ” الاية و ايضا الاية التي فالنحل كهذة سواء قال الله تعالي ” ايضا كذب الذين من قبلهم ” اي بهذة الشبهة ضل من ضل قبل هؤلاء و هى حجة داحضة باطلة لانها لو كانت صحيحة لما اذاقهم الله باسة و دمر عليهم و ادال عليهم رسلة الكرام و اذاق المشركين من اليم الانتقام ” قل هل عندكم من علم ” اي بان الله راض عنكم فيما انتم فية ” فتخرجوة لنا” اي فتظهروة لنا و تبينوة و تبرزوة ” ان تتبعون الا الظن ” اي الوهم و الخيال و المراد بالظن ههنا الاعتقاد الفاسد ” و ان انتم الا تخرصون” تكذبون علي الله فيما ادعيتموة قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس ” و لو شاء الله ما اشركنا” و قال ” ايضا كذب الذين من قبلهم ” بعدها قال” و لو شاء الله ما اشركوا ” فانهم قالوا عبادتنا الالهة تقربنا الي الله زلفي فاخبرهم الله انها لا تقربهم فقولة ” و لو شاء الله ما اشركوا ” يقول تعالي لو شئت لجمعتهم علي الهدي اجمعين .

قل فللة الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين (149)[عدل]

قل فللة الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين

يقول تعالي لنبية صلي الله علية و سلم ” قل ” لهم يا محمد ” فللة الحجة البالغة ” اي له الحكمة التامة و الحجة البالغة فهداية من هدي و اضلال من ضل ” فلو شاء لهداكم اجمعين ” فكل هذا بقدرتة و مشيئتة و اختيارة و هو مع هذا يرضي عن المؤمنين و يبغض الكافرين كما قال تعالي ” و لو شاء الله لجمعهم علي الهدي ” و قال تعالي ” و لو شاء ربك لامن من فالارض ” و قولة ” و لو شاء ربك لجعل الناس امة و احدة و لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك و لذا خلقهم و تمت كلمة ربك لاملان جهنم من الجنة و الناس اجمعين ” قال الضحاك : لا حجة لاحد عصي الله و لكن الحجة البالغة علي عبادة .

قل هلم شهداءكم الذين يشهدون ان الله حرم ذلك فان شهدوا فلا تشهد معهم و لا تتبع اهواء الذين كذبوا باياتنا و الذين لا يؤمنون بالاخرة و هم بربهم يعدلون (150)[عدل]

قل هلم شهداءكم الذين يشهدون ان الله حرم ذلك فان شهدوا فلا تشهد معهم و لا تتبع اهواء الذين كذبوا باياتنا و الذين لا يؤمنون بالاخرة و هم بربهم يعدلون

وقولة تعالي ” قل هلم شهداءكم ” اي احضروا شهداءكم ” الذين يشهدون ان الله حرم ذلك ” اي ذلك الذي حرمتموة و كذبتم و افتريتم علي الله فية ” فان شهدوا فلا تشهد معهم ” اي لانهم انما يشهدون و الحالة هذة كذبا و زورا ” و لا تتبع اهواء الذين كذبوا باياتنا و الذين لا يؤمنون بالاخرة و هم بربهم يعدلون” اي يشركون بة و يجعلون له عديلا .

قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا بة شيئا و بالوالدين احسانا و لا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم و اياهم و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم و صاكم بة لعلكم تعقلون (151)[عدل]

قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا بة شيئا و بالوالدين احسانا و لا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم و اياهم و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم و صاكم بة لعلكم تعقلون

قال داود الاودى عن الشعبى عن علقمة عن ابن مسعود رضى الله عنة قال : من اراد ان ينظر الي و صية رسول الله صلي الله علية و سلم التي عليها خاتمة فليقرا هؤلاء الايات ” قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا بة شيئا – الي قولة – لعلكم تتقون ” و قال الحاكم فمستدركة : حدثنا بكر بن محمد الصيرفى عن عروة حدثنا عبدالصمد بن الفضل حدثنا ما لك بن اسماعيل المهدى حدثنا اسرائيل عن ابى اسحاق عن عبدالله بن خليفة قال : سمعت ابن عباس يقول فالانعام ايات محكمات هن ام الكتاب بعدها قرا ” قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ” الايات بعدها قال الحاكم : صحيح الاسناد و لم يظهراة قلت و رواة زهير و قيس بن الربيع كلاهما عن ابى اسحاق عن عبدالله بن قيس عن ابن عباس بة و الله اعلم . و روي الحاكم كذلك فمسندة من حديث يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الزهرى عن ابى ادريس عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ايكم يبايعنى علي ثلاث بعدها تلا رسول الله صلي الله علية و سلم” قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ” حتي فرغ من الايات فمن و ففاجرة علي الله و من انتقض منهن شيئا فادركة الله بة فالدنيا كانت عقوبتة و من احدث الي الاخرة فامرة الي الله ان شاء عذبة و ان شاء عفا عنة بعدها قال صحيح الاسناد و لم يظهراة و انما اتفقا علي حديث الزهرى عن ابى ادريس عن ابى عبادة بايعونى علي ان لا تشركوا بالله شيئا الحديث و ربما روي سفيان بن حسين كلا الحديثين فلا ينبغى ان ينسب الي الوهم فاحد الحديثين اذا جمع بينهما و الله اعلم.

واما تفسيرها فيقول تعالي لنبية و رسولة محمد صلي الله علية و سلم : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله و حرموا ما رزقهم الله و قتلوا اولادهم و جميع هذا فعلوة بارائهم و تسويل الشياطين لهم ” قل ” لهم ” تعالوا ” اي هلموا و اقبلوا ” اتل ما حرم ربكم عليكم ” اي اقص عليكم و اخبركم بما حرم ربكم عليكم حقا لا تخرصا و لا ظنا بل و حيا منة و امرا من عنده” الا تشركوا بة شيئا ” و كان فالكلام محذوفا دل علية السياق و تقديرة و اوصاكم ” الا تشركوا شيئا ” و لهذا قال فاخر الاية ” ذلكم و صاكم بة لعلكم تعقلون ” و كما قال الشاعر : حج و اوصي بسليمي الاعبدا … ان لا تري و لا تكلم احدا و لا يزل شرابها مبردا

وتقول العرب امرتك ان لا تقوم و فالصحيحين من حديث ابى ذر رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم اتانى جبريل فبشرنى انه من ما ت لا يشرك بالله شيئا من امتك دخل الجنة قلت و ان زني و ان سرق ؟ قال و ان زني و ان سرق قلت و ان زني و ان سرق ؟ قال و ان زني و ان سرق قلت و ان زني و ان سرق ؟ قال و ان زني و ان سرق و ان شرب الخمر و فبعض الروايات ان قائل هذا هو ابو ذر لرسول الله صلي الله علية و سلم و انه علية الصلاة و السلام قال فالثالثة و ان رغم انف ابى ذر فكان ابو ذر يقول بعد تمام الحديث و ان رغم انف ابى ذر و فبعض المسانيد و السنن عن ابى ذر قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم يقول الله تعالى” يا ابن ادم انك ما دعوتنى و رجوتنى فانى اغفر لك علي ما كان منك و لا ابالى و لو اتيتنى بقراب الارض خطيئة اتيتك بقرابها مغفرة ما لم تشرك بى شيئا و ان اخطات حتي تبلغ خطاياك عنان السماء بعدها استغفرتنى غفرت لك ” و لهذا شاهد فالقران قال الله تعالي ” ان الله لا يغفر ان يشرك بة و يغفر ما دون هذا لمن يشاء ” و فصحيح مسلم عن ابن مسعود من ما ت لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة و الايات و الاحاديث فهذا كثيرة جدا جدا و روي ابن مردوية من حديث عبادة و ابى الدرداء لا تشركوا بالله شيئا و ان قطعتم او صلبتم او حرقتم و قال ابن ابى حاتم : حدثنا محمد بن عوف الحمصى حدثنا ابن ابى مريم حدثنا نافع بن يزيد حدثنى سيار بن عبدالرحمن عن يزيد بن قوذر عن سلمة بن شريح عن عبادة بن الصامت قال : اوصانا رسول الله صلي الله علية و سلم بسبع خصال الا تشركوا بالله شيئا و ان حرقتم و قطعتم و صلبتم رواة ابن ابى حاتم و قولة تعالي ” و بالوالدين احسانا” اي و اوصاكم و امركم بالوالدين احسانا اي ان تحسنوا اليهم كما قال تعالي ” و قضي ربك الا تعبدوا الا اياة و بالوالدين احسانا ” و قرا بعضهم و وصي ربك الا تعبدوا الا اياة و بالوالدين احسانا اي احسنوا اليهم و الله تعالي كثيرا ما يقرن بين طاعتة و بر الوالدين كما قال ” ان اشكر لى و لوالديك الى المصير و ان جاهداك علي ان تشرك بى ما ليس لك بة علم فلا تطعهما و صاحبهما فالدنيا معروفا و اتبع سبيل من اناب الى بعدها الى مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون ” فامر بالاحسان اليهما و ان كانا مشركين بحسبهما و قال تعالي ” و اذ اخذنا ميثاق بني

اسرائيل لا تعبدون الا الله و بالوالدين احسانا ” الاية و الايات فهذا كثيرة و فالصحيحين عن ابن مسعود رضى الله عنة انه قال : سالت رسول الله صلي الله علية و سلم اي العمل اروع ؟ قال الصلاة علي و قتها قلت بعدها اي ؟ قل بر الوالدين قلت بعدها اي ؟ قال الجهاد فسبيل الله قال ابن مسعود : حدثنى بهن رسول الله صلي الله علية و سلم و لو استزدتة لزادنى و روي الحافظ ابو بكر بن مردوية بسندة عن ابى الدرداء و عن عبادة بن الصامت جميع منهما يقول اوصانى خليلى رسول الله صلي الله علية و سلم اطع و الديك و ان امراك ان تظهر لهما من الدنيا فافعل و لكن فاسناديهما ضعف و الله اعلم . و قولة تعالي ” و لا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم و اياهم ” لما اوصي تعالي بالوالدين و الاجداد عطف علي هذا الاحسان الي الابناء و الاحفاد فقال تعالي ” و لا تقتلوا اولادكم من املاق ” و هذا انهم كانوا يقتلون اولادهم كما سولت لهم الشياطين هذا فكانوا يئدون البنات خشية العار و قد قتلوا بعض الذكور خشية الافتقار و لهذا و رد فالصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضى الله عنة انه سال رسول الله صلي الله علية و الة و سلم اي الذنب اعظم ؟ قال ان تجعل للة ندا و هو خلقك قلت بعدها اي ؟ قال ان تقتل و لدك خشية ان يطعم معك قلت بعدها اي ؟ قال ان تزانى حليلة جارك بعدها تلا رسول الله صلي الله علية و سلم ” و الذين لا يدعون مع الله الها احدث و لا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق و لا يزنون ” الاية و قولة تعالى” من املاق ” قال ابن عباس و قتادة و السدى و غيرة : هو الفقر اي و لا تقتلوهم من فقركم الحاصل.

وقال فسورة الاسراء ” و لا تقتلوا اولادكم خشية املاق ” اي لا تقتلوهم خوفا من الفقر فالاجل و لهذا قال هنالك ” نحن نرزقهم و اياكم ” فبدا برزقهم للاهتمام بهم اي لا تخافوا من فقركم بسبب رزقهم فهو علي الله و اما هنا فلما كان الفقر حاصلا قال ” نحن نرزقكم و اياهم ” لانة الاهم ههنا و الله اعلم و قولة تعالي ” و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ” كقولة تعالى” قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغى بغير الحق و ان تشركوا بالله ما لم ينزل بة سلطانا و ان تقولوا علي الله ما لا تعلمون ” و ربما تقدم تفسيرها فقولة تعالى” و ذروا ظاهر الاثم و باطنة ” و فالصحيحين عن ابن مسعود رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم لا احد اغير من الله من اجل هذا حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و قال عبدالملك بن عمير عن و راد عن مولاة المغيرة قال : قال سعد بن عبادة لو رايت مع امراتى رجلا لضربتة بالسيف غير مصفح فبلغ هذا رسول الله صلي الله علية و سلم فقال اتعجبون من غيرة سعد ؟ فوالله لانا اغير من سعد و الله اغير منى من اجل هذا حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن اخرجاة و قال كامل ابو العلاء عن ابى صالح عن ابى هريرة قال : قيل يا رسول الله انا نغار قال و الله انى لاغار و الله اغير منى و من غيرتة نهي عن الفواحش رواة ابن مردوية و لم يظهرة احد من اصحاب الكتب الستة و مر علي شرط الترمذى فقد روى بهذا السند اعمار امتى ما بين الستين الي السبعين و قولة تعالى” و لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق” و ذلك مما نصف تبارك و تعالي عن النهى عنة تاكيدا و الا فهو داخل فالنهى عن الفواحش ما ظهر منها و ما بطن فقد جاء فالصحيحين عن ابن مسعود رضى الله تعالي عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا الة الا الله و انى رسول الله الا باحدي ثلاث الثيب الزانى و النفس بالنفس و التارك لدينة المفارق للجماعة و فلفظ لمسلم و الذي لا الة غيرة لا يحل دم رجل مسلم و ذكرة قال الاعمش فحدثت بة ابراهيم فحدثنى عن الاسود عن عائشة بمثلة و روي ابو داود و النسائي عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدي ثلاث خصال زان محصن يرجم و رجل قتل متعمدا فيقتل و رجل

يخرج من الاسلام و حارب الله و رسولة فيقتل او يصلب او ينفي من الارض و ذلك لفظ النسائي . و عن امير المؤمنين عثمان بن عفان انه قال و هو محصور : سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدي ثلاث : رجل كفر بعد اسلامة او زني بعد احصانة او قتل نفسا بغير نفس فوالله ما زنيت فجاهلية و لا اسلام و لا تمنيت ان لى بدينى بدلا منة بعد اذ هدانى الله و لا قتلت نفسا فبم تقتلونى ؟ . رواة الامام احمد و الترمذى و النسائي و ابن ما جة و قال الترمذى ذلك حديث حسن و ربما جاء النهى و الزجر و الوعيد فقتل المعاهد و هو المستامن من اهل الحرب فروي البخارى عن عبدالله بن عمر عن النبى صلي الله علية و سلم مرفوعا من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة و ان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاما و عن ابى هريرة عن النبى صلي الله علية و سلم قال من قتل معاهدا له ذمة الله و ذمة رسولة فقد اخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة و ان ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا رواة ابن ما جة و الترمذى و قال حسن صحيح و قولة ” ذلكم و صاكم بة لعلكم تعقلون ” اي ذلك مما و صاكم بة لعلكم تعقلون عن الله امرة و نهية .

ولا تقربوا ما ل اليتيم الا بالتى هى اقوى حتي يبلغ اشدة و اوفوا الكيل و الميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا و سعها و اذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربي و بعهد الله اوفوا ذلكم و صاكم بة لعلكم تذكرون (152)[عدل]

ولا تقربوا ما ل اليتيم الا بالتى هى اقوى حتي يبلغ اشدة و اوفوا الكيل و الميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا و سعها و اذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربي و بعهد الله اوفوا ذلكم و صاكم بة لعلكم تذكرون

قال عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما انزل الله ” و لا تقربوا ما ل اليتيم الا بالتى هى اقوى ” و ” ان الذين ياكلون اموال اليتامي ظلما ” الاية فانطلق من كان عندة يتيم فعزل طعامة من طعامة و شرابة من شرابة فجعل يفضل الشيء فيحبس له حتي ياكلة و يفسد فاشتد هذا عليهم فذكروا هذا لرسول الله فانزل الله ” و يسالونك عن اليتامي قل اصلاح لهم خير و ان تخالطوهم فاخوانكم ” قال : فخلطوا طعامهم بطعامهم و شرابهم بشرابهم رواة ابو داود و قولة تعالي ” حتي يبلغ اشدة ” قال الشعبى و ما لك و غير و احد من السلف يعنى حتي يحتلم . و قال السدى : حتي يبلغ ثلاثين سنة و قيل اربعون سنة و قيل ستون سنة قال و ذلك كلة بعيد ههنا و الله اعلم. و قولة تعالي ” و اوفوا الكيل و الميزان بالقسط” يامر تعالي باقامة العدل فالاخذ و الاعطاء كما توعد علي تركة فقولة تعالي ” و يل للمطففين الذين اذا اكتالوا علي الناس يستوفون و اذا كالوهم او و زنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ” و ربما اهلك الله امة من الامم كانوا يبخسون المكيال و الميزان و فكتاب الجامع لابى عيسي الترمذى من حديث الحسين بن قيس ابى على الرحبى عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم لاصحاب الكيل و الميزان انكم و ليتم امرا هلكت فية الامم السالفة قبلكم بعدها قال لا نعرفة مرفوعا الا من حديث الحسين و هو ضعيف فالحديث . و ربما روى باسناد صحيح عن ابن عباس موقوفا قلت و ربما رواة ابن مردوية فتفسيرة من حديث شريك عن الاعمش عن سالم بن ابى الجعد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم انكم معشر الموالى ربما بشركم الله بخصلتين فيها هلكت القرون المتقدمة المكيال و الميزان و قولة تبارك و تعالي ” لا نكلف نفسا الا و سعها ” اي من اجتهد فاداء الحق و اخذة فان اخطا بعد استفراغ و سعة و بذل جهدة فلا حرج علية .

وقد روي ابن مردوية من حديث بقية عن ميسرة بن عبيد عن عمرو بن ميمون بن مهران عن ابية عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم فالاية ” و اوفوا الكيل و الميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا و سعها ” فقال من اوفي علي يدة فالكيل و الميزان و الله يعلم صحة نيتة بالوفاء فيهما لم يؤاخذ و هذا تاويل و سعها ذلك مرسل غريب و قولة ” و اذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربي ” كقولة ” يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين للة شهداء بالقسط ” الاية و هكذا التي تشبهها فسورة النساء يامر تعالي بالعدل فالفعال و الموضوع علي القريب و البعيد و الله تعالي يامر بالعدل لكل احد فكل و قت و فكل حال و قولة ” و بعهد الله اوفوا ” قال ابن جرير : يقول و بوصية الله التي اوصاكم فيها فاوفوا و ايفاء هذا ان تطيعوة فيما امركم و نهاكم و تعملوا بكتابة و سنة رسولة و هذا هو الوفاء بعهد الله ” ذلكم و صاكم بة لعلكم تذكرون ” يقول تعالي : ذلك اوصاكم بة و امركم بة و اكد عليكم فية ” لعلكم تذكرون” اي تتعظون و تنتهون مما كنتم فية قبل ذلك و قرا بعضهم بتشديد الذال و اخرون بتخفيفها .

وان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ذلكم و صاكم بة لعلكم تتقون (153)[عدل]

وان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ذلكم و صاكم بة لعلكم تتقون

قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس فقولة ” و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ” و فقولة ” ان اقيموا الدين و لا تتفرقوا فية ” و نحو ذلك فالقران قال امر الله المؤمنين بالجماعة و نهاهم عن الاختلاف و التفرقة و اخبرهم انه انما هلك من كان قبلهم بالمراء و الخصومات فدين الله و نحو ذلك قالة مجاهد و غير و احد و قال الامام احمد بن حنبل : حدثنا الاسود بن عامر شاذان حدثنا ابو بكر هو ابن عياش عن عاصم هو ابن ابى النجود عن ابى و ائل عن عبدالله هو ابن مسعود رضى الله عنة قال : خط رسول الله صلي الله علية و سلم خطا بيدة بعدها قال ذلك سبيل الله مستقيما و خط عن يمينة و شمالة بعدها قال هذة السبل ليس منها سبيل الا علية شيطان يدعو الية بعدها قرا” و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ” و هكذا رواة الحاكم عن الاصم عن احمد بن عبدالجبار عن ابى بكر بن عياش بة و قال صحيح و لم يظهراة و كذا رواة ابو جعفر الرازى و ورقاء و عمرو بن ابى قيس عن عاصم عن ابى و ائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود مرفوعا بة نحوة و هكذا رواة يزيد بن هارون و مسدد و النسائي عن يحيي بن حبيب بن عربى و ابن حبان من حديث ابن و هب اربعتهم عن حماد بن زيد عن عاصم عن ابى و ائل عن ابن مسعود بة و هكذا رواة ابن جرير عن المثني عن الحمانى عن حماد بن زيد بة و رواة الحاكم عن ابى بكر بن اسحاق عن اسماعيل بن اسحاق القاضى عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد بة ايضا و قال صحيح و لم يظهراة و ربما روي ذلك الحديث النسائي و الحاكم من حديث احمد بن عبدالله بن يونس عن ابى بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبدالله بن مسعود بة مرفوعا و هكذا رواة الحافظ ابو بكر بن مردوية من حديث يحيي الحمانى عن ابى بكر بن عياش عن عاصم عن زر بة فقد صححة الحاكم كما رايت فالطريقين و لعل ذلك الحديث عن عاصم بن ابى النجود عن زر و عن ابى و ائل شقيق بن سلمة كلاهما عن ابن مسعود بة و الله اعلم و قال الحاكم : و شاهد ذلك الحديث حديث الشعبى عن جابر من غير و جة معتمد.

يشير الي الحديث الذي قال الامام احمد و عبد بن حميد جميعا و اللفظ لاحمد حدثنا عبدالله بن محمد و هو ابو بكر بن ابى شيبة انبانا ابو خالد الاحمر عن مجاهد عن الشعبى عن جابر قال : كنا جلوسا عند النبى صلي الله علية و سلم فخط خطا كذا امامة فقال ذلك سبيل الله و خطين عن يمينة و خطين عن شمالة و قال هذة سبل الشيطان بعدها و ضع يدة فالخط الاوسط بعدها تلا هذة الاية ” و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ذلكم و صاكم بة لعلكم تتقون ” و رواة احمد و ابن ما جة فكتاب السنة من سننة و البزار عن ابى سعيد عبدالله بن سعيد عن ابى خالد الاحمر بة قلت و رواة الحافظ ابن مردوية من طريقين عن ابى سعيد الكندى حدثنا ابو خالد عن مجاهد عن الشعبى عن جابر قال : خط رسول الله صلي الله علية و سلم خطا و خط عن يمينة خطا و خط عن يسارة خطا و وضع يدة علي الخط الاوسط و تلا هذة الاية ” و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة ” و لكن العمدة علي حديث ابن مسعود مع ما فية من الاختلاف ان كان مؤثرا و ربما روى موقوفا علية قال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبدالاعلي حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن ابان بن عثمان ان رجلا قال لابن مسعود ما الصراط المستقيم ؟ قال : تركنا محمد صلي الله علية و سلم فادناة و طرفة فالجنة و عن يمينة جواد و عن يسارة جواد بعدها رجال يدعون من مر بهم فمن اخذ فتلك الجواد انتهت بة الي النار و من اخذ علي الصراط انتهي بة الي الجنة . بعدها قرا ابن مسعود ” و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ” الاية و قال ابن مردوية : حدثنا محمد بن عبدالوهاب حدثنا ادم حدثنا اسماعيل بن عياش حدثنا ابان بن عياش عن مسلم بن ابى عمران عن عبدالله بن عمر سال عبدالله عن الصراط المستقيم فقال ابن مسعود تركنا محمد فادناة و طرفة فالجنة و ذكر تمام الحديث كما تقدم و الله اعلم .

وقد روى من حديث النواس بن سمعان نحوة قال الامام احمد حدثنى الحسن بن سوار ابو العلاء حدثنا ليث يعنى ابن سعد عن معاوية بن صالح ان عبدالرحمن بن جبير بن نفير حدثة عن ابية عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلي الله علية و سلم قال ضرب الله مثلا صراطا مستقيما و عن جنبى الصراط سوران فيهما ابواب مفتحة و علي الابواب ستور مرخاة و علي باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا و لا تفرقوا و داع يدعو من فوق الصراط فاذا اراد الانسان ان يفتح شيئا من تلك الابواب قال و يحك لا تفتحة فانك ان تفتحة تلجة فالصراط الاسلام و السوران حدود الله و الابواب المفتحة محارم الله و هذا الداعى علي راس الصراط كتاب الله و الداعى من فوق الصراط و اعظ الله فقلب جميع مسلم و رواة الترمذى و النسائي عن على بن حجر زاد النسائي و عمرو بن عثمان كلاهما عن بقية بن الوليد عن يحيي بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان بة و قال الترمذى حسن غريب و قولة تعالي ” فاتبعوة و لا تتبعوا السبل ” انما و حد سبيلة لان الحق و احد و لهذا جمع السبل لتفرقها و تشعبها كما قال تعالي ” الله و لى الذين امنوا يظهرهم من الظلمات الي النور و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يظهرونهم من النور الي الظلمات اولئك اصحاب النار هم بها خالدون ” و قال ابن ابى حاتم حدثنا احمد بن سنان الواسطى حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سفيان بن حسين عن الزهرى عن ابى ادريس الخولانى عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ايكم يبايعنى علي هؤلاء الايات الثلاث بعدها تلا ” قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ” حتي فرغ من ثلاث ايات بعدها قال و من و فبهن فاجرة علي الله و من انتقص منهن شيئا فادركة الله فالدنيا كانت عقوبتة و من اخرة الي الاخرة كان امرة الي الله ان شاء اخذة و ان شاء عفا عنة .

ثم اتينا موسي الكتاب تماما علي الذي اقوى و تفصيلا لكل شيء و هدي و رحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154)[عدل]

ثم اتينا موسي الكتاب تماما علي الذي اقوى و تفصيلا لكل شيء و هدي و رحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون

قال ابن جرير ” بعدها اتينا موسي الكتاب ” تقديرة بعدها قل يا محمد مخبرا عنا انا اتينا موسي الكتاب بدلالة قولة ” قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم” قلت و فهذا نظر , و ” بعدها ” ههنا انما هى لعطف الخبر بعد الخبر لا للترتيب ههنا كما قال الشاعر : قل لمن ساد بعدها ساد ابوة … بعدها ربما ساد قبل هذا جدة و ههنا لما اخبر الله سبحانة عن القران بقولة ” و ان ذلك صراطى مستقيما فاتبعوة ” عطف بمدح التوراة و رسولها فقال ” بعدها اتينا موسي الكتاب” و كثيرا ما يقرن سبحانة بين ذكر القران و التوراة كقولة تعالي ” و من قبلة كتاب موسي اماما و رحمة و ذلك كتاب مصدق لسانا عربيا ” و قولة اول هذة السورة ” قل من انزل الكتاب الذي جاء بة موسي نورا و هدي للناس تجعلونة قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا ” الاية .

وهذا كتاب انزلناة مبارك فاتبعوة و اتقوا لعلكم ترحمون (155)[عدل]

وهذا كتاب انزلناة مبارك فاتبعوة و اتقوا لعلكم ترحمون

وبعدين ” و ذلك كتاب انزلناة مبارك ” الاية . و قال تعالي مخبرا عن المشركين ” فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا اوتى كما اوتى موسي ” قال تعالي ” اولم يكفروا بما اوتى موسي من قبل قالوا سحران تظاهرا و قالوا انا بكل كافرون ” و قال تعالي مخبرا عن الجن انهم قالوا” يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسي مصدقا لما بين يدية يهدى الي الحق ” الاية و قولة تعالي ” تماما علي الذي اقوى و تفصيلا ” اي اتيناة الكتاب الذي انزلناة الية تمام كاملا جامعا لما يحتاج الية فشريعتة كقولة ” و كتبنا له فالالواح من جميع شيء ” الاية . و قولة تعالي ” علي الذي اقوى ” اي جزاء علي احسانة فالعمل و قيامة باوامرنا و طاعتنا كقولة ” هل جزاء الاحسان الا الاحسان ” و كقولة ” و اذ ابتلي ابراهيم ربة بعبارات فاتمهن قال انى جاعلك للناس اماما ” و كقوله” و جعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا و كانوا باياتنا يوقنون ” و قال ابو جعفر الرازى عن الربيع بن انس ” بعدها اتينا موسي الكتاب تماما علي الذي اقوى ” يقول اقوى فيما اعطاة الله و قال قتادة من اقوى فالدنيا تمم له هذا فالاخرة و اختار ابن جرير ان تقديرة ” بعدها اتينا موسي الكتاب تماما ” علي احسانة فكانة جعل الذي مصدرية كما قيل فقولة تعالي ” و خضتم كالذى خاضوا ” اي كخوضهم و قال ابن رواحة . و ثبت الله ما اتاك من حسن … فالمرسلين و نصرا كالذى نصروا و قال اخرون الذي ههنا بمعني الذين قال ابن جرير و ذكر عبدالله بن مسعود انه كان يقرؤها تماما علي الذين احسنوا و قال ابن ابى نجيح عن مجاهد تماما علي الذي اقوى قال علي المؤمنين و المحسنين و هكذا قال ابو عبيدة و قال البغوى المحسنون الانبياء و المؤمنون . يعنى اظهرنا فضلة عليهم قلت كقولة تعالي ” قال يا موسي انى اصطفيتك علي الناس برسالاتى و بكلامى ” و لا يلزم اصطفاؤة علي محمد صلي الله علية و سلم خاتم الانبياء و الخليل عليهما السلام لادلة اخرى.

قال ابن جرير : و روي ابو عمرو بن العلاء عن يحيي بن يعمر انه كان يقرؤها تماما علي الذي اقوى رفعا بتاويل علي الذي هو اقوى بعدها قال و هذة قراءة لا استجيز القراءة فيها و ان كان لها فالعربية و جة صحيح و قيل معناة تماما علي احسان الله زيادة علي ما اقوى الية حكاة ابن جرير و البغوى و لا منافاة بينة و بين القول الاول و بة جمع ابن جرير كما بيناة و للة الحمد و قولة تعالي ” و تفصيلا لكل شيء و هدي و رحمة ” فية مدح لكتابة الذي انزلة الله علية ” لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون و ذلك كتاب انزلناة مبارك فاتبعوة و اتقوا لعلكم ترحمون ” فية الدعوة الي اتباع القران يرغب سبحانة عبادة فكتابة و يامرهم بتدبرة و العمل بة و الدعوة الية و وصفة بالبركة لمن اتبعة و عمل بة فالدنيا و الاخرة لانة حبل الله المتين.

ان تقولوا انما انزل الكتاب علي طائفتين من قبلنا و ان كنا عن دراستهم لغافلين (156)[عدل]

ان تقولوا انما انزل الكتاب علي طائفتين من قبلنا و ان كنا عن دراستهم لغافلين

قال ابن جرير معناة و ذلك كتاب انزلناة لئلا تقولوا ” انما انزل الكتاب علي طائفتين من قبلنا ” يعنى لينقطع عذركم كقولة تعالي ” و لولا ان تصيبهم مصيبة بما قدمت ايديهم فيقولوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك ” الاية . و قولة تعالى” علي طائفتين من قبلنا ” قال على بن ابى طلحة عن ابن عباس هم اليهود و النصاري و هكذا قال مجاهد و السدى و قتادة و غير و احد و قولة ” و ان كنا عن دراستهم لغافلين ” اي و ما كنا نفهم ما يقولون لانهم ليسوا بلساننا و نحن فغفلة و شغل مع هذا عما هم فية .

او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدي منهم فقد جاءكم بينة من ربكم و هدي و رحمة فمن اظلم ممن كذب بايات الله و صدف عنها سنجزى الذين يصدفون عن اياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون (157)[عدل]

او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدي منهم فقد جاءكم بينة من ربكم و هدي و رحمة فمن اظلم ممن كذب بايات الله و صدف عنها سنجزى الذين يصدفون عن اياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون

وقولة ” او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدي منهم ” اي و قطعنا تعللكم ان تقولوا لو انا انزل علينا ما انزل عليهم لكنا اهدي منهم فيما اوتوة كقولة ” و اقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن اهدي من احدي الامم ” الاية . و كذا قال ههنا ” فقد جاءكم بينة من ربكم و هدي و رحمة ” يقول فقد جاءكم من الله علي لسان محمد صلي الله علية و الة و سلم النبى العربى قران عظيم فية بيان للحلال و الحرام و هدي لما فالقلوب و رحمة من الله بعبادة الذين يتبعونة و يقتفون ما فية و قولة تعالي ” فمن اظلم ممن كذب بايات الله و صدف عنها ” اي لم ينتفع بما جاء بة الرسول و لا اتبع ما ارسل بة و لا ترك غيرة بل صدف عن اتباع ايات الله اي صرف الناس و صدهم عن هذا قالة السدى و عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و صدف عنها اعرض عنها و قول السدى ههنا فية قوة لانة قال ” فمن اظلم ممن كذب بايات الله و صدف عنها ” كما تقدم فاول السورة ” و هم ينهون عنة و يناون عنة و ان يهلكون الا انفسهم” و قال تعالي ” الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب ” و قال فهذة الاية الكريمة ” سنجزى الذين يصدفون عن اياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ” و ربما يصبح المراد فيما قالة ابن عباس و مجاهد و قتادة ” فمن اظلم ممن كذب بايات الله و صدف عنها ” اي لا امن فيها و لا عمل فيها كقولة تعالي ” فلا صدق و لا صلي و لكن كذب و تولي ” و غير هذا من الايات الدالة علي اشتمال الكافر علي التكذيب بقلبة و ترك العمل بجوارحة و لكن كلام السدى اقوي و اظهر و الله اعلم لان الله قال ” فمن اظلم ممن كذب بايات الله و صدف عنها ” كقولة تعالي ” الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون” .

هل ينظرون الا ان تاتيهم الملائكة او ياتى ربك او ياتى بعض ايات ربك يوم ياتى بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت فايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون (158)[عدل]

هل ينظرون الا ان تاتيهم الملائكة او ياتى ربك او ياتى بعض ايات ربك يوم ياتى بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت فايمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون

يقول تعالي متوعدا للكافرين بة و المخالفين لرسلة و المكذبين باياتة و الصادين عن سبيله” هل ينظرون الا ان تاتيهم الملائكة او ياتى ربك ” و هذا كائن يوم القيامة ” او ياتى بعض ايات ربك يوم ياتى بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها” و هذا قبل يوم القيامة كائن من امارات الساعة و اشراطها كما قال البخارى فتفسير هذة الاية حدثنا موسي بن اسماعيل حدثنا عبدالواحد حدثنا عمارة حدثنا ابو زرعة عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم” لا تقوم الساعة حتي تطلع الشمس من مغربها فاذا راها الناس امن من عليها فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل حدثنا اسحاق حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبة عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم لا تقوم الساعة حتي تطلع الشمس من مغربها و فلفظ فاذا طلعت و راها الناس امنوا اجمعون و هذا حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل بعدها قرا هذة الاية . كذا روى ذلك الحديث من هذين الوجهين و من الوجة الاول اخرجة بقية الجماعة فكتبهم الا الترمذى من طرق عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن ابى زرعة بن عمرو بن جرير عن ابى هريرة بة . و اما الطريق الثاني فرواة عن اسحاق غير منسوب و قيل هو ابن منصور الكوسج و قيل اسحاق بن نصر و الله اعلم و ربما رواة مسلم عن محمد بن رافع الجندى سابورى كلاهما عن عبدالرزاق بة . و ربما و رد ذلك الحديث من طرق احدث عن ابى هريرة كما انفرد مسلم بروايتة من حديث العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب مولي الحرقة عن ابية عن ابى هريرة بة و قال ابن جرير حدثنا ابو كريب حدثنا ابن فضيل عن ابية عن ابى حازم عن ابى هريرة قال : قال رسول الله تعالي علية و الة و سلم ثلاث اذا خرجن ” لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت فايمانها خيرا” طلوع الشمس من مغربها و الدجال و دابة الارض و رواة احمد عن و كيع عن فضيل بن غزوان عن ابى حازم سلمان عن ابى هريرة بة و عندة و الدخان .

ورواة مسلم عن ابى بكر بن ابى شيبة و زهير بن حرب عن و كيع و رواة هو كذلك و الترمذى من غير و جة عن فضيل بن غزوان بة . و رواة اسحاق بن عبدالله القروى عن ما لك عن ابى الزناد عن الاعرج عن ابى هريرة و لكن لم يظهرة احد من اصحاب الكتب من ذلك الوجة لضعف القروى و الله اعلم و قال ابن جرير حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث عن ابية عن جعفر بن ربيعة عن عبدالرحمن بن هرمز الاعرج عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم لا تقوم الساعة حتي تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت امن الناس كلهم و هذا حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل الاية و رواة ابن لهيعة عن الاعرج عن ابى هريرة به. و رواة و كيع عن فضيل بن غزوان عن ابى حازم عن ابى هريرة بة اخرج هذة الطرق كلها الحافظ ابو بكر بن مردوية فتفسيرة و قال ابن جرير حدثنا الحسن بن يحيي اخبرنا عبدالرزاق قال اخبرنا معمر عن ايوب عن ابن سيرين عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها قبل منة لم يظهرة احد من اصحاب الكتب الستة ” حديث احدث ” عن ابى ذر الغفارى فالصحيحين و غيرهما من طرق عن ابراهيم بن يزيد بن شريك التيمى عن ابية عن ابى ذر جندب بن جنادة رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم اتدرى اين تذهب الشمس اذا غربت ؟ قلت لا ادرى ! قال انها تنتهى دون العرش فتخر ساجدة بعدها تقوم حتي يقال لها ارجعى فيوشك يا ابا ذر ان يقال لها ارجعى من حيث جئت و هذا حين ” لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل ” . ” حديث احدث ” عن حذيفة بن اسيد بن ابى سريحة الغفارى رضى الله عنة قال الامام احمد بن حنبل حدثنا سفيان عن فرات عن ابى الطفيل عن حذيفة بن اسيد الغفارى قال : اشرف علينا رسول الله صلي الله علية و سلم من غرفة و نحن نتذاكر الساعة فقال رسول الله صلي الله علية و سلم لا تقوم الساعة حتي تروا عشر ايات : طلوع الشمس من مغربها و الدخان و الدابة و خروج ياجوج و ما جوج و خروج عيسي ابن مريم و خروج الدجال و ثلاثة خسوف : خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و نار تظهر من قعر عدن تسوق او تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا و تقيل معهم حيث قالوا .

وهكذا رواة مسلم و اهل السنن الاربعة من حديث فرات القزاز عن ابى الطفيل عامر بن و اثلة عن حذيفة بن اسيد بة . و قال الترمذى حسن صحيح . ” حديث اخر” عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنة قال الثورى عن منصور عن ربعى عن حذيفة قال : سالت رسول الله صلي الله علية و سلم فقلت يا رسول الله ما اية طلوع الشمس من مغربها ؟ فقال النبى صلي الله علية و الة و سلم تطول تلك الليلة حتي تكون قدر ليلتين فينتبة الذين كانوا يصلون بها فيعملون كما كانوا يعملون قبلها و النجوم لا تري ربما غابت مكانها بعدها يرقدون بعدها يقومون فيصلون بعدها يرقدون بعدها يقومون تبطل عليهم جنوبهم حتي يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس و لا يصبحون فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها اذ طلعت من مغربها فاذا راها الناس امنوا فلم ينفعهم ايمانهم . رواة ابن مردوية و ليس هو فشيء من الكتب الستة من ذلك الوجة و الله اعلم . ” حديث احدث ” عن ابى سعيد الخدرى و اسمة سعد بن ما لك بن سنان رضى الله عنة و ارضاة قال الامام احمد حدثنا و كيع حدثنا ابن ابى ليلي عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم يوم ياتى بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها قال طلوع الشمس من مغربها . و رواة الترمذى عن سفيان بن و كيع عن ابية بة و قال غريب. و رواة بعضهم و لم يرفعة و فحديث طالوت بن عباد عن فضال بن جبير عن ابى امامة صدى بن عجلان قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ان اول الايات طلوع الشمس من مغربها . و فحديث عاصم بن ابى النجود عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال قال : سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول ان الله فتح بابا قبل المغرب عرضة سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتي تطلع الشمس منة .

رواة الترمذى و صححة النسائي و ابن ما جة من حديث طويل ” حديث احدث ” عن عبدالله بن ابى اوفي قال ابن مردوية حدثنا محمد بن على بن دحيم حدثنا احمد بن حازم حدثنا ضرار بن صرد حدثنا ابن فضيل عن سليمان بن زيد عن عبدالله بن ابى اوفي قال : سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول لياتين علي الناس ليلة تعدل ثلاث ليال من لياليكم هذة فاذا كان هذا يعرفها المتنفلون يقوم احدهم فيقرا حزبة بعدها ينام بعدها يقوم فيقرا حزبة بعدها ينام فبينما هم ايضا اذ صاح الناس بعضهم من بعض فقالوا ما ذلك فيفزعون الي المساجد فاذا هم بالشمس ربما طلعت حتي اذا صارت فو سط السماء رجعت و طلعت من مطلعها قال حينئذ لا ينفع نفسا ايمانها . ذلك حديث غريب من ذلك الوجة و ليس هو فشيء من الكتب الستة . ” حديث احدث ” عن عبدالله بن عمرو قال الامام احمد حدثنا اسماعيل بن ابراهيم حدثنا ابو حيان عن ابى زرعة عن عمرو بن جرير قال جلس ثلاثة من المسلمين الي مروان بالمدينة فسمعوة و هو يحدث عن الايات يقول ان اولها خروج الدجال قال فانصرفوا الي عبدالله بن عمرو فحدثوة بالذى سمعوة من مروان فالايات فقال لم يقل مروان شيئا حفظت من رسول الله صلي الله علية و سلم يقول ان اول الايات خروجا طلوع الشمس من مغربها و خروج الدابة ضحي فايتهما كانت قبل صاحبتها فالاخري علي اثرها بعدها قال عبدالله و كان يقرا الكتب و اظن اولاها خروجا طلوع الشمس من مغربها و هذا انها كلما غربت اتت تحت العرش و سجدت و استاذنت فالرجوع فاذن لها فالرجوع حتي اذا بدا الله ان تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل اتت تحت العرش فسجدت و استاذنت فالرجوع فلم يرد عليها شيء بعدها استاذنت فالرجوع فلا يرد عليها شيء حتي اذا ذهب من الليل ما شاء الله ان يذهب و عرفت انه اذا اذن لها فالرجوع لم تدرك المشرق قالت رب ما ابعد المشرق من لى بالناس , حتي اذا صار الافق كانة طوق استاذنت فالرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعى فطلعت علي الناس من مغربها بعدها تلا عبدالله هذة الاية ” لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل ” الاية و اخرجة مسلم فصحيحة و ابو داود و ابن ما جة فسننيهما من حديث ابى حيان التيمى و اسمة يحيي بن سعيد بن حيان عن ابى زرعة بن عمرو بن جرير بة .

” حديث احدث عنة ” قال الطبرانى حدثنا احمد بن يحيي بن خالد بن حيان الرقى حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن زريق الحمصى حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا ابن لهيعة عن يحيي بن عبدالله عن ابى عبدالرحمن الحبلى عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال النبى صلي الله علية و سلم اذا طلعت الشمس من مغربها خر ابليس ساجدا ينادى و يجهر الهى مرنى ان اسجد لمن شئت قال فيجتمع الية زبانيتة فيقولون كلهم ما ذلك التضرع فيقول انما سالت ربى ان ينظرنى الي الوقت المعلوم و ذلك الوقت المعلوم قال بعدها تظهر دابة الارض من صدع فالصفا قال : فاول خطوة تضعها بانطاكيا فتاتى ابليس فتلطمة ذلك حديث غريب جدا جدا و سندة ضعيف و لعلة من الزاملتين اللتين اصابهما عبدالله بن عمرو يوم اليرموك فاما رفعة فمنكر و الله اعلم ” حديث احدث ” عن عبدالله بن عمرو و عبد الرحمن بن عوف و معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنهم اجمعين قال الامام احمد حدثنا الحكم بن نافع حدثنا اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد يردة الي ما لك بن يخامر عن ابن السعدى ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل فقال معاوية و عبد الرحمن بن عوف و عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ان الهجرة خصلتان احداهما تهجر السيئات و الاخري تهاجر الي الله و رسولة و لا تنقطع ما تقبلت التوبة و لا تزال التوبة تقبل حتي تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت طبع علي جميع قلب بما فية و كفي الناس العمل . ذلك الحديث حسن الاسناد و لم يظهرة احد من اصحاب الكتب الستة و الله اعلم . ” حديث احدث ” عن ابن مسعود رضى الله عنة قال عوف الاعرابى عن محمد بن سيرين حدثنى ابو عبيدة عن ابن مسعود انه كان يقول ما ذكر من الايات فقد مضي غير اربع طلوع الشمس من مغربها و الدجال و دابة الارض و خروج ياجوج و ما جوج . قال و كان يقول الاية التي تختم فيها الاعمال طلوع الشمس من مغربها الم تر ان الله يقول ” يوم ياتى بعض ايات ربك ” الاية كلها يعنى طلوع الشمس من مغربها.

حديث ابن عباس رضى الله عنهما رواة الحافظ ابو بكر بن مردوية فتفسيرة من حديث عبدالمنعم بن ادريس عن ابية عن و هب بن منبة عن ابن عباس مرفوعا فذكر حديثا طويلا غريبا منكرا رفعة و فية ان الشمس و القمر يطلعان يومئذ من المغرب مقرونين و اذا انتصفا السماء رجعا بعدها عادا الي ما كانا علية . و هو حديث غريب جدا جدا بل منكر بل مقال ان ادعى انه مرفوع فاما و قفة علي ابن عباس او و هب بن منبة و هو الاشبة فغير مرفوع و الله اعلم و قال سفيان عن منصور عن عامر عن عائشة رضى الله عنها قالت : اذا خرج اول الايات طرحت و حبست الحفظة و شهدت الاجساد علي الاعمال رواة ابن جرير رحمة الله تعالي فقولة تعالي ” لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل ” اي اذا انشا الكافر ايمانا يومئذ لا يقبل منة فاما من كان مؤمنا قبل هذا فان كان مصلحا فعملة فهو بخير عظيم و ان لم يكن مصلحا فاحدث توبة حينئذ لم تقبل منة توبتة كما دلت علية الاحاديث المتقدمة و علية يحمل قولة تعالي ” او كسبت فايمانها خيرا ” اي و لا يقبل منها كسب عمل صالح اذا لم يكن عاملا بة قبل هذا و قولة تعالي ” قل انتظروا انا منتظرون ” تهديد شديد للكافرين و وعيد اكيد لمن سوف بايمانة و توبتة الي و قت لا ينفعة هذا و انما كان ذلك الحكم عند طلوع الشمس من مغربها لاقتراب الساعة و ظهور اشراطها كما قال ” فهل ينظرون الا الساعة ان تاتيهم بغتة فقد جاء اشراطها فاني لهم اذا جاءتهم ذكراهم ” و قولة تعالي ” فلما راوا باسنا قالوا امنا بالله و حدة و كفرنا بما كنا بة مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما راوا باسنا ” الاية .

ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فشيء انما امرهم الي الله بعدها ينبئهم بما كانوا يفعلون (159)[عدل]

ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فشيء انما امرهم الي الله بعدها ينبئهم بما كانوا يفعلون

قال مجاهد و قتادة و الضحاك و السدى نزلت هذة الاية فاليهود و النصاري و قال العوفى عن ابن عباس قولة ” ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا ” و هذا ان اليهود و النصاري اختلفوا قبل مبعث محمد صلي الله علية و سلم فتفرقوا فلما بعث محمد صلي الله علية و سلم انزل الله عليه” ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فشيء ” الاية و قال ابن جرير حدثنى سعيد بن عمر السكونى حدثنا بقية بن الوليد كتب الي عباد بن كثير حدثنى ليث عن طاوس عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم فهذة الاية ” ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فشيء ” و ليسوا منك هم اهل البدع و اهل الشبهات و اهل الضلالة من هذة الامة . لكن ذلك اسناد لا يصح فان عباد بن كثير متروك الحديث و لم يختلق ذلك الحديث و لكنة و هم فرفعة فانة رواة سفيان الثورى عن ليث و هو ابن ابى سليم عن طاوس عن ابى هريرة فالاية انه قال نزلت فهذة الامة و قال ابو غالب عن ابى امامة فقولة ” و كانوا شيعا ” قال هم الخوارج و روي عنة مرفوعا و لا يصح و قال شعبة عن مجالد عن الشعبى عن شريح عن عمر رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال لعائشة رضى الله عنها ” ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا ” قال : هم اصحاب البدع . و ذلك رواة ابن مردوية و هو غريب كذلك و لا يصح رفعة و الظاهر ان الاية عامة فكل من فارق دين الله و كان مخالفا له فان الله بعث رسولة بالهدي و دين الحق ليظهرة علي الدين كلة و شرعة و احد لا اختلاف فية و لا افتراق فمن اختلف فية و كانوا شيعا اي فرقا كاهل الملل و النحل و الاهواء و الضلالات فان الله تعالي ربما برا رسول الله صلي الله علية و سلم مما هم فية و هذة الاية كقولة تعالي ” شرع لكم من الدين ما و صي بة نوحا و الذي اوحينا اليك ” الاية .

وفى الحديث نحن معاشر الانبياء اولاد علات ديننا و احد فهذا هو الصراط المستقيم و هو ما جاءت بة الرسل من عبادة الله و حدة لا شريك له و التمسك بشريعة الرسول المتاخر و ما خالف هذا فضلالات و جهالات و اراء و اهواء و الرسل براء منها كما قال الله تعالي ” لست منهم فشيء ” و قولة تعالي ” انما امرهم الي الله بعدها ينبئهم بما كانوا يفعلون” كقولة تعالي ” ان الذين امنوا و الذين هادوا و الصابئين و النصاري و المجوس و الذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ” الاية . بعدها بين لطفة سبحانة فحكمة و عدلة يوم القيامة فقال تعالي .

من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها و هم لا يظلمون (160)[عدل]

من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي الا مثلها و هم لا يظلمون

وهذة الاية الكريمة مفصلة لما احلى فالاية الاخري و هى قولة ” من جاء بالحسنة فلة خير منها ” و ربما و ردت الاحاديث مطابقة لهذة الاية كما قال الامام احمد بن حنبل رحمة الله حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا الجعد ابو عثمان عن ابى رجاء العطاردى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال فيما يروى عن ربة تبارك و تعالي ان ربكم عز و جل رحيم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا الي سبعمائة الي اضعاف كثيرة . و من هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له و احدة او يمحوها الله عز و جل و لا يهلك علي الله الا هالك . و رواة البخارى و مسلم و النسائي من حديث الجعد ابى عثمان به. و قال احمد كذلك حدثنا ابو معاوية حدثنا الاعمش عن المعرور بن سويد عن ابى ذر رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و الة و سلم يقول الله عز و جل من عمل حسنة فلة عشر امثالها و ازيد و من عمل سيئة فجزاؤها مثلها او اغفر و من عمل قراب الارض خطيئة بعدها لقينى لا يشرك بى شيئا جعلت له مثلها مغفرة و من اقترب الى شبرا اقتربت الية ذراعا و من اقترب الى ذراعا اقتربت الية باعا و من اتانى يمشى اتيتة هرولة و رواة مسلم عن ابى كريب عن ابى معاوية و عن ابى بكر بن ابى شيبة عن و كيع عن الاعمش بة و رواة ابن ما جة عن على بن محمد الطنافسى عن و كيع بة .

وقال الحافظ ابو يعلي الموصلى حدثنا شيبان حدثنا حماد حدثنا ثابت عن انس بن ما لك رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا و من هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب علية شيء فان عملها كتبت علية سيئة و احدة و اعلم ان تارك السيئة الذي لا يعملها علي ثلاثة اقسام تارة يتركها للة فهذا تكتب له حسنة علي كفة عنها للة تعالي و ذلك عمل و نية و لهذا جاء انه يكتب له حسنة كما جاء فبعض الفاظ الصحيح فانما تركها من جرائى اي من اجلى و تارة يتركها نسيانا و ذهولا عنها فهذا لا له و لا علية لانة لم ينو خيرا و لا فعل شرا و تارة يتركها عجزا و كسلا عنها بعد السعى فاسبابها و التلبس بما يقرب منها فهذا بمنزلة فاعلها كما جاء فالحديث الصحيح عن النبى صلي الله علية و سلم انه قال اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول فالنار قالوا يا رسول الله ذلك القاتل فما بال المقتول ؟ قال انه كان حريصا علي قتل صاحبة . و قال الامام ابو يعلي الموصلى حدثنا مجاهد بن موسي حدثنا على و حدثنا الحسن بن الصباح و ابو خيثمة قالا حدثنا اسحاق بن سليمان كلاهما عن موسي بن عبيدة عن ابى بكر بن عبيد الله بن انس عن جدة انس .

قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم من هم بحسنة كتب الله له حسنة فان عملها كتبت له عشرا و من هم بسيئة لم تكتب علية حتي يعملها فان عملها كتبت علية سيئة فان تركها كتبت له حسنة يقول الله تعالي انما تركها من مخافتى ذلك لفظ حديث مجاهد يعنى ابن موسي و قال الامام احمد حدثنا عبدالرحمن بن مهدى حدثنا شيبان بن عبدالرحمن عن الركين بن الربيع عن ابية عن عمة فلان بن عميلة عن خريم بن فاتك الاسدى ان النبى صلي الله علية و سلم قال ان الناس اربعة و الاعمال ستة فالناس موسع له فالدنيا و الاخرة و موسع له فالدنيا مقتور علية فالاخرة و مقتور علية فالدنيا موسع له فالاخرة و شقى فالدنيا و الاخرة و الاعمال موجبتان و كبمثل و عشرة اضعاف و سبعمائة ضعف فالموجبتان من ما ت مسلما مؤمنا لا يشرك بالله شيئا و جبت له الجنة و من ما ت كافرا و جبت له النار و من هم بحسنة فلم يعملها فعلم الله انه ربما اشعرها قلبة و حرص عليها كتبت له حسنة و من هم بسيئة لم تكتب علية و من عملها كتبت و احدة و لم تضاعف علية و من عمل حسنة كانت علية بعشر امثالها و من انفق نفقة فسبيل الله عز و جل كانت بسبعمائة ضعف . و رواة الترمذى و النسائي من حديث الركين بن الربيع عن ابية عن بشير بن عميلة عن خريم بن فاتك بة ببعضة و الله اعلم و قال ابن ابى حاتم حدثنا ابو زرعة حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حبيب بن المعلم عن عمرو بن شعيب عن ابية عن جدة عن النبى صلي الله علية و سلم قال يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها بلغو فهو حظة منها و رجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله فان شاء اعطاة و ان شاء منعة و رجل حضرها بانصات و سكون و لم يتخط رقبة مسلم و لم يؤذ احدا فهى كفارة له الي الجمعة التي تليها و زيادة ثلاثة ايام و هذا لان الله عز و جل يقول ” من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها ” و قال الحافظ ابو القاسم الطبرانى حدثنا هاشم بن مرثد حدثنا محمد بن اسماعيل حدثنى ابى حدثنى ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن ابى ما لك الاشعرى قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم الجمعة كفارة لما بينها و بين الجمعة التي تليها و زيادة ثلاثة ايام .

وذلك لان الله تعالي قال ” من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها ” و عن ابى ذر رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم من صام ثلاثة ايام من جميع شهر فقد صام الدهر كلة . رواة الامام احمد و ذلك لفظة و النسائي و ابن ما جة و الترمذى و زاد : فانزل الله تصديق هذا فكتابة ” من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها ” اليوم بعشرة ايام. بعدها قال ذلك حديث حسن . و قال ابن مسعود ” من جاء بالحسنة فلة عشر امثالها ” من جاء بلا الة الا الله و من جاء بالسيئة يقول بالشرك . و كذا جاء عن جماعة من السلف رضى الله عنهم اجمعين و ربما و رد فية حديث مرفوع الله اعلم بصحتة لكنى لم اروة من و جة يثبت و الاحاديث و الاثار فهذا كثير جدا جدا و فيما ذكر كفاية ان شاء الله و بة الثقة .

قل اننى هدانى ربى الي صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين (161)[عدل]

قل اننى هدانى ربى الي صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين

ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين ” يقول تعالي امرا نبية صلي الله علية و سلم سيد المرسلين ان يخبر بما انعم بة علية من الهداية الي صراطة المستقيم الذي لا اعوجاج فية و لا انحراف ” دينا قيما ” اي قائما ثابتا ” ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين ” كقولة ” و من يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفة نفسة ” و قولة ” و جاهدوا فالله حق جهادة هو اجتباكم و ما جعل عليكم فالدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم ” و قولة ” ان ابراهيم كان امة قانتا للة حنيفا و لم يك من المشركين شاكرا لانعمة اجتباة و هداة الي صراط مستقيم و اتيناة فالدنيا حسنة و انه فالاخرة لمن الصالحين بعدها اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين ” و ليس يلزم من كونة صلي الله علية و سلم امر باتباع ملة ابراهيم الحنيفية ان يصبح ابراهيم اكمل منة بها لانة علية السلام قام فيها قياما عظيما و اكملت له اكمالا تاما لم يسبقة احد الي ذلك الكمال و لهذا كان خاتم الانبياء و سيد و لد ادم علي الاطلاق و صاحب المقام المحمود الذي يرغب الية الخلق حتي الخليل علية السلام و ربما قال ابن مردوية حدثنا محمد بن عبدالله بن حفص حدثنا احمد بن عصام حدثنا ابو داود الطيالسى حدثنا شعبة انبانا سلمة بن كهيل سمعت ذر بن عبدالله الهمدانى يحدث عن ابن ابزي عن ابية قال كان رسول الله صلي الله علية و سلم اذا اصبح قال اصبحنا علي ملة الاسلام و كلمة الاخلاص و دين نبينا محمد و ملة ابينا ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين و قال الامام احمد حدثنا يزيد اخبرنا محمد بن اسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال : قيل لرسول الله صلي الله علية و سلم اي الاديان احب الي الله تعالي ؟ قال الحنيفية السمحة و قال احمد كذلك حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبدالرحمن بن ابى الزناد عن هشام بن عروة عن ابية عن عائشة رضى الله عنها قالت : و ضع رسول الله صلي الله تعالي علية و الة و سلم ذقنى علي منكبة لانظر الي زفن الحبشة حتي كنت التي مللت فانصرفت عنة .

قال عبدالرحمن عن ابية قال : قال لى عروة ان عائشة قالت : قال رسول الله صلي الله علية و سلم يومئذ لتعلم يهود ان فديننا فسحة انى ارسلت بحنيفية سمحة اصل الحديث مخرج فالصحيحين و الزيادة لها شواهد من طرق عدة و ربما استقصيت طرقها فشرح البخارى و للة الحمد و المنة .

قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى للة رب العالمين (162)[عدل]

قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى للة رب العالمين

وقولة تعالي ” قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى للة رب العالمين ” يامرة تعالي ان يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله و يذبحون لغير اسمة انه مخالف لهم فذلك فان صلاتة للة و نسكة علي اسمة و حدة لا شريك له و ذلك كقولة تعالي ” فصل لربك و انحر ” اي اخلص له صلاتك و ذبحك فان المشركين كانوا يعبدون الاصنام و يذبحون لها فامرة الله تعالي بمخالفتهم و الانحراف عما هم فية و الاقبال بالقصد و النية و العزم علي الاخلاص للة تعالي قال مجاهد فقولة ” ان صلاتى و نسكى ” النسك الذبح فالحج و العمرة . و قال الثورى عن السدى عن سعيد بن جبير ” و نسكي” قال ذبحى . و هكذا قال السدى و الضحاك و قال ابن ابى حاتم حدثنا محمد بن عوف حدثنا احمد بن خالد الذهبى حدثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن ابى حبيب عن ابن عباس عن جابر بن عبدالله قال : ضحي رسول الله صلي الله علية و سلم فيوم عيد النحر بكبشين و قال حين ذبحهما و جهت و جهى للذى فطر السموات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين.

لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين (163)[عدل]

لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين

ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى للة رب العالمين لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين و قولة عز و جل ” و انا اول المسلمين ” قال قتادة اي من هذة الامة و هو كما قال فان كل الانبياء قبلة كلهم كانت دعوتهم الي الاسلام و اصلة عبادة الله و حدة لا شريك له كما قال ” و ما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحى الية انه لا الة الا انا فاعبدون ” و ربما اخبرنا تعالي عن نوح انه قال لقومة ” فان توليتم فما سالتكم من اجر ان اجرى الا علي الله و امرت ان اكون من المسلمين” و قال تعالي ” و من يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفة نفسة و لقد اصطفيناة فالدنيا و انه فالاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربة اسلم قال اسلمت لرب العالمين و وصي فيها ابراهيم بنية و يعقوب يا بنى ان الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن الا و انتم مسلمون ” و قال يوسف علية السلام ” رب ربما اتيتنى من الملك و علمتنى من تاويل الاحاديث فاطر السموات و الارض انت و لى فالدنيا و الاخرة توفنى مسلما و الحقنى بالصالحين ” و قال موسي ” يا قوم ان كنتم امنتم بالله فعلية توكلوا ان كنتم مسلمين فقالوا علي الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين و نجنا برحمتك من القوم الكافرين ” و قال تعالي ” انا انزلنا التوراة بها هدي و نور يحكم فيها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا و الربانيون و الاحبار ” الاية .

وقال تعالي ” و اذ اوحيت الي الحواريين ان امنوا بى و برسولى قالوا امنا و اشهد باننا مسلمون ” فاخبر تعالي انه بعث رسلة بالاسلام و لكنهم متفاوتون فية بحسب شرائعهم الخاصة التي ينسخ بعضها بعضا الي ان نسخت بشريعة محمد صلي الله علية و سلم التي لا تنسخ ابد الابدين و لا تزال قائمة منصورة و اعلامها منشورة الي قيام الساعة و لهذا قال علية السلام نحن معاشر الانبياء اولاد علات ديننا و احد فان اولاد العلات هم الاخوة من اب و احد و امهات شتي فالدين و احد و هو عبادة الله و حدة لا شريك له و ان تنوعت الشرائع التي هى بمنزلة الامهات كما ان اخوة الاخياف عكس ذلك بنو الام الواحدة من اباء شتي و الاخوة الاعيان الاشقاء من اب و احد و ام و احدة و الله اعلم و ربما قال الامام احمد حدثنا ابو سعيد حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله الماجشون حدثنا عبدالله بن الفضل الهاشمى عن عبدالرحمن الاعرج عن عبيد الله بن ابى رافع عن على رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان اذا كبر استفتح بعدها قال و جهت و جهى للذى فطر السموات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى للة رب العالمين الي احدث الاية ” اللهم انت الملك لا الة الا انت ربى و انا عبدك ظلمت نفسى و اعترفت بذنبى فاغفر لى ذنوبى جميعا لا يغفر الذنوب الا انت و اهدنى لاقوى الاخلاق و لا يهدى لاحسنها الا انت و اصرف عنى سيئها لا يصرف عنى سيئها الا انت . تباركت و تعاليت استغفرك و اتوب اليك بعدها ذكر تمام الحديث فيما يقولة فالركوع و السجود و التشهد و ربما رواة مسلم فصحيحة .

قل اغير الله ابغى ربا و هو رب جميع شيء و لا تكسب جميع نفس الا عليها و لا تزر و ازرة و زر اخري بعدها الي ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فية تختلفون (164)[عدل]

قل اغير الله ابغى ربا و هو رب جميع شيء و لا تكسب جميع نفس الا عليها و لا تزر و ازرة و زر اخري بعدها الي ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فية تختلفون

يقول تعالي ” قل ” يا محمد لهؤلاء المشركين بالله فاخلاص العبادة له و التوكل علية ” اغير الله ابغى ربا ” اي اطلب ربا سواه” و هو رب جميع شيء ” يربينى و يحفظنى و يكلؤنى و يدبر امرى اي لا اتوكل الا علية و لا انيب الا الية لانة رب جميع شيء و مليكة و له الخلق و الامر ففى هذة الاية الامر باخلاص التوكيل تضمنت التي قبلها اخلاص العبادة للة و حدة لا شريك له و ذلك المعني يقرن بالاخر كثيرا فالقران كقولة تعالي مرشدا لعبادة ان يقولوا له ” اياك نعبد و اياك نستعين ” و قولة ” فاعبدة و توكل عليه” و قولة ” قل هو الرحمن امنا بة و علية توكلنا” و قولة ” رب المشرق و المغرب لا الة هو فاتخذة و كيلا ” و اشباة هذا من الايات و قولة تعالي ” و لا تكسب جميع نفس الا عليها و لا تزر و ازرة و زر اخرى” اخبار عن الواقع يوم القيامة فجزاء الله تعالي و حكمة و عدلة ان النفوس انما تجازي باعمالها ان خيرا فخير و ان شرا فشر و انه لا يحمل من خطيئة احد علي احد و ذلك من عدلة تعالي كما قال” و ان تدع مثقلة الي حملها لا يحمل منة شيء و لو كان ذا قربي ” و قولة تعالي ” فلا يخاف ظلما و لا هضما ” قال علماء التفسير : اي فلا يظلم بان يحمل علية سيئات غيرة و لا تهضم بان ينقص من حسناتة و قال تعالي ” جميع نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين ” معناة جميع نفس مرتهنة بعملها السيئ الا اصحاب اليمين فانة ربما يعود بركة اعمالهم الصالحة علي ذرياتهم و قراباتهم كما قال فسورة الطور ” و الذين امنوا و اتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم و ما التناهم من عملهم من شيء ” اي الحقنا بهم ذريتهم فالمنزلة الرفيعة فالجنة و ان لم يكونوا ربما شاركوهم فالاعمال بل فاصل الايمان و ما التناهم اي انقصنا اولئك السادة الرفعاء من اعمالهم شيئا حتي ساويناهم و هؤلاء الذين هم انقص منهم منزلة بل رفعهم تعالي الي منزلة الاباء ببركة اعمالهم بفضلة و منتة بعدها قال ” جميع امرئ بما كسب رهين ” اي من شر و قولة ” بعدها الي ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فية تختلفون ” اي اعملوا علي مكانتكم انا عاملون علي ما نحن علية فستعرضون و نعرض علية و ينبئنا و اياكم باعمالنا و اعمالكم و ما كنا نختلف فالدار الدنيا كقولة ” قل لا تسالون عما اجرمنا و لا نسال عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا بعدها يفتح بيننا بالحق و هو الفتاح العليم ” .

وهو الذي جعلكم خلائف الارض و رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فما اتاكم ان ربك سريع العقاب و انه لغفور رحيم (165)[عدل]

وهو الذي جعلكم خلائف الارض و رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فما اتاكم ان ربك سريع العقاب و انه لغفور رحيم

يقول تعالي ” و هو الذي جعلكم خلائف الارض ” اي جعلكم تعمرونها جيلا بعد جيل و قرنا بعد قرن و خلفا بعد سلف . قالة ابن زيد و غيرة كقولة تعالي ” و لو نشاء لجعلنا منكم ملائكة فالارض يخلفون ” و كقولة تعالي ” و يجعلكم خلفاء الارض ” و قولة ” انى جاعل فالارض خليفة ” و قولة ” عسي ربكم ان يهلك عدوكم و يستخلفكم فالارض فينظر كيف تعملون ” و قولة ” و رفع بعضكم فوق بعض درجات ” اي فاوت بينكم فالارزاق و الاخلاق و المحاسن و المساوى و المناظر و الاشكال و الالوان و له الحكمة فذلك كقولة تعالي ” نحن قسمنا بينهم معيشتهم فالحياة الدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ” و قوله” انظر كيف فضلنا بعضهم علي بعض و للاخرة اكبر درجات و اكبر تفضيلا ” و قولة تعالي ” ليبلوكم فيما اتاكم ” اي ليختبركم فالذى انعم بة عليكم و امتحنكم بة ليختبر الغنى فغناة و يسالة عن شكرة و الفقير ففقرة و يسالة عن صبرة و فصحيح مسلم من حديث ابى نضرة عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ان الدنيا روعة خضرة و ان الله مستخلفكم بها فناظر ما ذا تعملون فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء فان اول فتنة بنى اسرائيل كانت فالنساء و قولة تعالي ” ان ربك سريع العقاب و انه لغفور رحيم” ترهيب و ترغيب ان حسابة و عقابة سريع فيمن عصاة و خالف رسلة ” و انه لغفور رحيم ” لمن و الاة و اتبع رسلة فيما جاءوا بة من خبر و طلب . و قال محمد بن اسحاق ليرحم العباد علي ما فيهم . رواة ابن ابى حاتم و كثيرا ما يقرن الله تعالي فالقران بين هاتين الصفتين كقولة ” و ان ربك لذو مغفرة للناس علي ظلمهم و ان ربك لشديد العقاب ” و قوله” نبئ عبادى انى انا الغفور الرحيم و ان عذابى هو العذاب الاليم ” الي غير هذا من الايات المشتملة علي الترغيب و الترهيب فتارة يدعو عبادة الية بالرغبة و صفة الجنة و الترغيب فيما لدية و تارة يدعوهم الية بالرهبة و ذكر النار و انكالها و عذابها و القيامة و اهوالها و تارة بهما لينجع فكل بحسبة جعلنا الله ممن اطاعة فيما امر و ترك ما عنة نهي و زجر و صدقة فيما اخبر انه قريب مجيب سميع الدعاء جواد كريم و هاب .

وقد قال الامام احمد حدثنا عبدالرحمن حدثنا زهير عن العلاء عن ابية عن ابى هريرة مرفوعا ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنتة احد و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط احد من الجنة خلق الله ما ئة رحمة فوضع و احدة بين خلقة يتراحمون فيها و عند الله تسعة و تسعون و رواة الترمذى عن قتيبة عن عبدالعزيز الدراوردى عن العلاء بة . و قال حسن و رواة مسلم عن يحيي بن يحيي و قتيبة و على بن حجر ثلاثتهم عن اسماعيل بن جعفر عن العلاء و عنة كذلك قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم لما خلق الله الخلق كتب فكتاب فهو عندة فوق العرش ان رحمتى تغلب غضبى و عنة كذلك قال سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول جعل الله الرحمة ما ئة جزء فامسك عندة تسعة و تسعين جزءا و انزل فالارض جزءا و احدا فمن هذا الجزء تتراحم الخلائق حتي ترفع الدابة حافرها عن و لدها خشية من ان تصيبة . رواة مسلم . احدث تفسير سورة الانعام و للة الحمد و المنة .

 

  • حب عذاب عباره باسم غيلان صور
  • قال وما علمي بما كانو يعملون ان حسابهم
  • سبوح قدوس ربنا ألايه
  • شرح كتب عليكم ادا خضر احدكم الموت
  • كان عمر يرى الرأي فينزل به القر
  • من راى اطفال عراه ياكلون طعام حلم تفسير الاحلام لابن سيرين


تفسير الانعام في القران , شرح سورة الانعام